Jump to ratings and reviews
Rate this book

العالم الإسلامي والإستعمار السياسي والإجتماعي والثقافي

Rate this book
نبذة النيل والفرات:
كان العالم الإسلامي وحدة لا تتجزأ قبل الغزو الاستعماري الغربي، قلما تنوعت حكوماته ودوله، فقد كانت تجمعه وحدة فكر، ووحدة شعور. ولقد مرّ العالم الإسلامي بمرحلة ضعف، وتخلف؛ شأنه في ذلك شأن كل أمة، وكل حضارة حين تمر بمرحلة بعد مرحلة، قوة بعض ضعف، وضعف بعد قوة؛ سنة الوجود وناموس الحياة، ولكن العالم الإسلامي لم يلبث أن استيقظ بقوته الذ1اتية، استيقظ من داخل أعماقه، وبعامل أساسي قائم في كيانه، قادر على إعطائه عامل القوة بعد الضعف مستمداً إياه من مقومات فكره الأساسية، ولو كانت تلك اليقظة سابقة لما حاول الغربيون أن يدعوا أنهم مصدر لذلك، سابقاً الثورة الفرنسية بسنوات طويلة، ومتقدماً على الحملة الفرنسية أيضاً، فقد انبثق من قلب الجزيرة العربية منذ منتصف القرن الثامن عشر تقريباً، ثم عمّ الآفاق إلى غير ما حد، مضت هذه اليقظة إليه، وإلى كل طريق مضى فيه الاستعمار إلى غايته في السيطرة على العالم الإسلامي، وتمزيق وحدة هذه الكتلة الجامعة، التي يربطها فكر عميق المدى، وشعور دقيق الأثر، وكلاهما عميق الجذور، يمتد إلى يوم بزوغ ضوء الإسلام في القرن السابع الميلادي، ومنذ ذلك الوقت، وإلى اليوم، لم يقع أمر في تاريخ العالم أو يحدث في حركة الإنسانية؛ إلا وكان وثيق الاتصال بالإسلام، والعالم الإسلامي، مؤثر فيه أو متأثر به، فقد فرض الإسلام كقوة عقائدية وسياسية واجتماعية مكانه على هذا الكوكب، ولذلك فقد كان ذلك الصدام بين العالم الإسلامي، والاستعمار أمراً خطيراً بعيد المدى في تاريخ الإنسانية، وتاريخ الإسلام نفسه.

وقد واجه العرب المسلمون ذلك ببسالة وصمود، وتعلموا من دروس التاريخ كيف كان النزاع والخلاف الداخلي مصدراً لماذ أصابهم من كوراث، وعرفوا أن أزمة العالم الإسلامي المعاصر إنما تصدر من حيث هو واقع تحت النفوذ الاستعماري، وما يزال العالم الإسلامي يتمخض عن أوضاع جديدة تقدمية في الاقتصاد والسياسة والاجتماع، وقوامها الوحدة والتحرر والقوة والعدل الاجتماعي وما تزال عوامل الوحدة والأخوة تعمق وتتسع حتى يعود العالم الإسلامي مرة أخرى إلى أصالته فكراً ومجتمعاً؛ وحدة لا تتجزأ، هي وحدة فكر، ووحدة شعور.

وبعد فإن هذا الكتاب إنما يمثل محاولة التي يجري القلم تصويرها في تلك الصفحات، في دراسة للعالم الإسلامي والاستعمار السياسي والاجتماعي والثقافي؛ منذ أوائل اليقظة حتى أواخر الحرب العالمية الثانية.

463 pages, Unknown Binding

First published January 1, 1983

5 people are currently reading
487 people want to read

About the author

أنور الجندي

203 books184 followers
أديب ومفكّر إسلامي مصري.
ولد «أنور الجندي» عام 1917 بقرية ديروط التابعة لمركز أسيوط بصعيد مصر، ويمتد نسبه لعائلة عريقة عُرفت بالعلم، فجده لوالدته كان قاضياً شرعياً يشتغل بتحقيق التراث، وكان والده مثقفاً يهتم بالثقافة الإسلامية، وكان «أنور» - الذي تسمى باسم «أنور باشا» القائد التركي الذي اشترك في حرب فلسطين والذي كان ذائع الشهرة حينئذ - قد حفظ القرآن الكريم كاملاً في كتَّاب القرية في سن مبكرة، ثم ألحقه والده بوظيفة في بنك مصر بعد أن أنهى دراسة التجارة بالمرحلة التعليمية المتوسطة، ثم واصل دراسته أثناء عمله، حيث التحق بالجامعة في الفترة المسائية ودرس الاقتصاد وإدارة الأعمال، إلى أن تخرج في الجامعة الأمريكية بعد أن أجاد اللغة الإنجليزية التي سعى لدراستها حتى يطلع على شبهات الغربيين التي تطعن في الإسلام.
بدأ «أنور الجندي» الكتابة في مرحلة مبكرة حيث نشر في مجلة أبولو الأدبية الرفيعة التي كان يحررها الدكتور أحمد زكي أبو شادي عام 1933 م، وكانت قد أعلنت عن مسابقة لإعداد عدد خاص عن شاعر النيل حافظ إبراهيم، فكتب مقالة رصينة تقدم بها وأجيزت للنشر، وكان يقول: «ما زلت أفخر بأني كتبت في أبولو وأنا في هذه السن - 17 عاماً - وقد فتح لي هذا باب النشر في أشهر الجرائد والمجلات آنئذ مثل البلاغ وكوكب الشرق والرسالة وغيرها من المجلات والصحف».

وتُشَكِّلُ سنة 1940 م علامة فارقة في حياة الأستاذ أنور الجندي، وذلك عندما قرأ ملخصاً عن كتاب «وجهة الإسلام» لمجموعة من المستشرقين، ولفت نظره إلى التحدي للإسلام ومؤامرة التغريب، وهو يصف ذلك بقوله: «وبدأت أقف في الصف: قلمي عدتي وسلاحي من أجل مقاومة النفوذ الفكري الأجنبي والغزو الثقافي، غير أني لم أتبين الطريق فوراً، وكان عليّ أن أخوض في بحر لجي ثلاثين عاماً.. كانت وجهتي الأدب، ولكني كنت لا أنسى ذلك الشيء الخفي الذي يتحرك في الأعماق.. هذه الدعوة التغريبية في مدها وجزرها، في تحولها وتطورها».

وهكذا بدأ «أنور الجندي» بميدان الأدب الذي بلغ اختراقه حداً كبيراً، حيث كان أكثر الميادين غزواً في حينها وأعلاها صوتاً وأوسعها انتشارًا، فواجه قمم هذا الميدان، مثل «طه حسين» و«العقاد» و«أحمد لطفي السيد» و«سلامة موسى» و«جورحي زيدان» و«توفيق الحكيم» وغيرهم، وأقام الموازين العادلة لمحاكمة هؤلاء في ميزان الإسلام وصحة الفكرة الإسلامية، فأخرج عشرات الكتب من العيار الفكري الثقيل مثل: «أضواء على الأدب العربي المعاصر»، و«الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع والحرية»، و«أخطاء المنهج الغربي الوافد»، و«إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام»، خص منها «طه حسين» وحده بكتابين كبيرين، هما: «طه حسين وحياته في ميزان الإسلام»، و«محاكمة فكر طه حسين»؛ ذلك لأن «الجندي» كان يرى أن «طه حسين» هو قمة أطروحة التغريب، وأقوى معاقلها، ولذلك كان توجيه ضربة قوية إليه هو قمة الأعمال المحررة للفكر الإسلامي من التبعية، وخلال ذلك كان يتحرى الدقة والإنصاف، فقد جاءت كتاباته الرصينة منصفة في الوقت نفسه لأصحاب الفكرة الإسلامية الصحيحة من أمثال «مصطفى صادق الرافعي» و«علي أحمد باكثير» و«السحار» و«كيلاني» و«محمود تيمور» وغيرهم من أصحاب الفكر المعتدل والأدب المتلزم.
وكان الأستاذ «أنور الجندي» باحثاً دؤوباً وذو همة عالية، وهو يقول عن نفسه مبينا دأبه في البحث والاطلاع: «قرأت بطاقات دار الكتب، وهي تربو على مليوني بطاقة، وأحصيت في كراريس بعض أسمائها. راجعت فهارس المجلات الكبرى كالهلال والمقتطف والمشرق والمنار والرسالة والثقافة، وأحصيت منها بعض رؤوس موضوعات، راجعت جريدة الأهرام على مدى عشرين عاماً، وراجعت المقطم والمؤيد واللواء والبلاغ وكوكب الشرق والجهاد وغيرها من الصحف، وعشرات من المجلات العديدة والدوريات التي عرفتها في بلادنا في خلال هذا القرن، كل ذلك من أجل تقدير موقف القدرة على التعرف على (موضوع) معين في وقت ما».

وقد لقى «الجندي» في طريق جهاده بالكلمة الكثير من العناء والعنت، فقد تعرض للظلم والأذى، فضلاً عن أنه اعتقل لمدة عام سنة 1951م.

وقد أخذ «الجندي» على نفسه وضع منهج إسلامي متكامل لمقدمات العلوم والمناهج، يكون زادًا لأبناء الحركة الإسلامية ونبراساً لطلاب العلم والأمناء في كل مكان؛ فأخرج هذا المنهج في 10 أجزاء ضخمة يتناول فيه بالبحث الجذور الأساسية للفكر الإسلامي التي بناها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما واجهه من محاولات ترجمة الفكر اليوناني الفارسي والهندي، وكيف انبعثت حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه - وعلى زاد وعطاء من الإسلام - فقاومت حركات الاحتلال والاستغلال والتغريب والتخريب والغزو الفكري والثقافي.. ويذكر أن هذه الموسوعة الضخمة تعجز الآن عشرات المجامع ومئات المؤسسات والهيئات أن تأتي بمثلها.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
3 (20%)
4 stars
7 (46%)
3 stars
4 (26%)
2 stars
0 (0%)
1 star
1 (6%)
Displaying 1 - 4 of 4 reviews
Profile Image for Mustafa Ahmed.
15 reviews1 follower
November 3, 2015
كتاب لم استطع تركه خلال الثلاث الايام الماضيه. كتاب مليء بالصراحه و الشفافيه. يتحدث الكاتب عن قوة الاسلام باتحادهم تحت راية الاسلام. كذلك يتكلم الكاتب عن استغلال الاستعمار لفجوات الامه الاسلاميه و زرع الفتنه فيها لتقسيم المسلمين الى عرب و عجم و سنة و شيعه و اضعاف الدوله الاسلاميه. كذلك تطرق لاهم الحركات المعاديه للاستعمال من السنه و الشيعه و العرب و العجم. في الاخير يتطرق الى ماذا اضاف الغرب من دمار للامه الاسلاميه من خلال خلق مذاهب جديده في الاسلام و لكنها لا تمت للاسلام بصله.
Profile Image for Islam Khalid.
142 reviews13 followers
January 10, 2018
يقولون لنا: "إننا كنا قديما أهل علم وهوية لا يضاهينا أحد في ذلك، وكلنت الأمم كلها تبع لنا" .
فإذا كنا كذلك، فلماذا آل الأمر إلى ما نحن فيه الآن؟
يقولون: إنه الاستعمار، هو الذي فعل بنا الأفاعيل.
سبحان الله، نحن أهل علم وعقل وديانة، فلماذا نقبل بفعل الاستعمار، أما كان يجدر بنا أن نقاوم؟
يقولون: لعلك لو علمت ما حدث بطل عجبك.

في هذا الكتاب ستجد ما حدث، الكتاب عبارة عن ثلاثة أقسام، في القسم الأول يتحدث فيه الكاتب عن تأريخ عام للاستعمار في كل بلد إسلامي على حدى، حتى التي لم تستعمر ولكن ظهر فيها نتائج الاستعمار كــ(تركيا) مثلا؛ ثم يتحدث عن الحركات المقاومة للاستعمار والتي أشهرهم: الوهابية في الحجاز، والسنوسية في الجزائر، والمهدية في السودان؛ ثم أفاعيل الاستعمار بعالم أفكار المسلمين من حيث اللغة والثقافة.
ما فائدة أن نعلم؟
الفائدة يا صديقي أن تعرف ما يجب عليك فعله لنستعيد هويتنا، ثم تعلم ما يحاك لنا ولماذا فعلوا بنا ذلك وكيف ساعدناهم على ذلك.
الكتاب يستحق القراءة ومفيد كمدخل لهذا المساق.
Displaying 1 - 4 of 4 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.