مجموعة مقالات أسبوعية كانت تصدر للكاتب كل جمعة من عام 2011 إلى 2015 حول الحب و ما يتعلق به, تهدف في مجملها للرقي بنا ليكون الحب المحرك لكل سلوكياتنا و أهدافنا.
كتاب «في الحب بالحب» ليس مجرد كتاب عن المشاعر، بل هو دعوة عميقة لجعل الحب أسلوب حياة متكاملاً. يقدم لنا بدر شبيب الشبيب رؤية واسعة للحب كطاقة روحية وإنسانية تتغلغل في كل تفاصيل وجودنا. إنه يرى الحب ليس شعوراً عابراً، بل منهجاً يومياً يحكم علاقتنا بالخالق، بأنفسنا، وبالناس من حولنا. لمن هذا الكتاب؟ هذا الكتاب ضروري لكل شخص يبحث عن عمق روحي حقيقي في حياته، أو يرغب في ترجمة إيمانه النظري إلى سلوكيات عملية. هو مفيد جداً للمهتمين بفلسفة الأخلاق وتطوير الذات القائم على تهذيب الروح، وكذلك لمن يسعون لبناء حياة أسرية متينة على أساس من المودة. • الجزء الأول: بناء الأساس (من أين يبدأ الحب؟) يركز هذا القسم على الجذور الروحية للحب، حيث يشرح كيف تبدأ الرحلة من العلاقة بالخالق، وكيف أن هذا الحب الإلهي يتحول إلى فعل وسلوك إيجابي تجاه الآخرين. 1-أن يحبك الله: يؤكد المؤلف أن أجمل هدية يمكن أن يحظى بها الإنسان هي حب الله له، وهذا الحب يمنح القلب طمأنينة لا مثيل لها. يستشهد بآيات وأقوال مثل: "أعظم ما يُمنح العبد أن يحبه الله"، مذكراً بأن حب الله يجري ينابيع الحكمة على لسان الإنسان. 2-أن تحب الله: محبة الخالق تعني الإخلاص والرضا والطاعة. كل عمل صالح نقوم به هو في الحقيقة دليل على حبنا لله، فـ«المرء مع من أحب». 3-أن تحب في الله: هذا المحور يدور حول رؤية الجمال في الآخرين بما يرضي الله. هذا النوع من الحب هو أوثق عرى الإيمان، ويبني مجتمعات تقوم على نقاء النية والصدق. 4-الحب سلوك: يؤكد الشبيب أن الحب الحقيقي يُقاس بالأفعال اليومية. الحب "يقاس بما نفعله للآخرين وليس بما نشعر به فقط"، داعياً لترجمة المشاعر إلى مبادرات وعمل، استناداً لحديث: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
• الجزء الثاني: متطلبات ومآلات الحب (تحدياته ونتائجه) يناقش هذا الجزء كيفية صيانة الحب واستمراريته، مستعرضاً الاحتياجات الأساسية له، والمسؤوليات والتضحيات التي يفرضها الحب الحقيقي، والنتائج العظيمة التي يحققها في النهاية. 5- احتياجات الحب: الحب ليس شيئاً ثابتاً، بل يحتاج إلى رعاية دائمة، أساسها الأمان والصدق والاحترام. فـ"القلب الذي يشعر بالمودة ينمو ويزدهر". 6- تبعات الحب: الحب الصادق يتطلب الصبر والتضحية والقدرة على مواجهة الصعاب. فكل شدة مصحوبة بيسر، ومن أحب الصالحين لله نال الجنة. 7- محصلة الحب: النتيجة النهائية لهذه الرحلة هي أن تصبح محبوباً عند الله، ومصدراً للخير للناس، تحقيقاً للغرض الكامن من خلق الوجود: «كنت كنزًا مخفيًا فأحببت أن أُعرف، فخلقت الخلق لكي أُعرف». 8- من حقائق الحب: الحب هو حقيقة أساسية في الكون، تكشف نقاء الروح وتُنقي القلب. خلاصة القول هي أن: «الحب لله ثم في الله ثم مع الله هو النجاة».
• الجزء الثالث: الحب في التطبيق والممارسة (من الذات إلى الحياة) يخصص هذا القسم للجانب التطبيقي للحب في الحياة اليومية، بدءاً من كيفية التعامل الصحيح مع الذات، مروراً بالأسرة، وانتهاءً بالفلسفة الشاملة للحب كقوة وجودية. 9- حب النفس: حب النفس الحقيقي لا يعني الأنانية، بل يعني التصالح مع الذات وتهذيبها وتنقيتها بما يرضي الله. «من أحب نفسه لله أحبّه الله». 10-بيت الحب: يدعو الكتاب إلى جعل البيت ملاذاً حقيقياً للمودة والسكينة، مؤكداً أن الحوار والوفاء هما أساس الأسرة القوية. 11-رسائل حب خاصة: يوجه المؤلف رسائل مباشرة للقارئ، مُلحّاً على أهمية المبادرة في التعبير عن الحب قبل فوات الأوان، فـ«تهادوا تحابوا». 12- الخاتمة والفلسفة العامة: يلخص الكتاب رؤيته بأن الحب هو الطاقة الأساسية التي تربط كل شيء: الإنسان بربه، وبنفسه، وبالآخرين. فـ"كل الدروب إلى الله تمر من قلب محب"، ليصبح الحب أسلوب حياة شامل يُعيد ترتيب القلب.
• التفاتات نقدية (رأي متوازن) على الرغم من غنى الكتاب، هناك بعض النقاط التي تستدعي الانتباه: * عمق لروحي يتطلب جهداً: الكتاب يعالج الحب من زاوية روحية عميقة جداً، وهذا يتطلب من القارئ استعداداً كبيراً للتأمل وتهذيب النفس بعيداً عن التعصب أو التحيز. * اتساع المواضيع: الكتاب يغطي الحب الإلهي، الأسري، الاجتماعي، وحتى السياسي. هذا التنوع قد يكون غنياً، لكنه قد يشتت القارئ أحياناً بين الأفكار المختلفة. * الجانب العملي: قد يحتاج بعض القراء إلى أمثلة تطبيقية أكثر وضوحاً لترجمة المفاهيم الروحية والفلسفية إلى أفعال يومية بسيطة وملموسة. * اللغة الفلسفية: الأسلوب الأدبي المشبع بالاقتباسات الروحية يتطلب تركيزاً عالياً لفهم المعاني العميقة، وقد يحتاج القارئ لإعادة القراءة. * نصيحة القراءة: للاستفادة القصوى من الطرح الروحي للكتاب، يُنصح القارئ بالتعامل معه كـدليل تأملي وليس مجرد قراءة سريعة. حاول أن تربط كل فكرة بموقف حياتي محدد لتطبيق المبادئ النظرية بشكل عملي.
الخلاصة النهائية «في الحب بالحب» هو كتاب متكامل يعالج الحب بجميع أبعاده: الروحية والنفسية والأخلاقية. ينجح في الجمع بين النظرية والتطبيق، ليحوّل الحب إلى منهج حياة يعكس أسمى صور الإنسانية والرحمة.