الكثير من أبطال هذه الرواية قد وافتهم المنية والبعض الآخر ما زال على قيد الحياة ، الرواية تنقل واقع الفتى أحمد منذ صغره الذي ولد يتيماً فقيراً معدماً لا يملك قوت يومه ، وتبدأ حكايته مع المعاناة في تنظيف الأحذية منذ نعومة أظفاره ، إلا أنه يحاول جاهداً أن يواجه تلك المصاعب بالصبر ليصارع أمواج الأحداث بكل قوته ، وموجات الانفعالات التي تظهر من خلال الرواية . يطل أحمد من خلف سطورها ليعرض لنا حكايته بمشاهدها المختلفة بينما تتنوع ساحات أحداثها بين بلدتين مختلفتين ، هل يا ترى سيحقق أحمد اليتيم الحلم الذي كان يصبو إليه أم أنه يظل منكفئاً على ذاته لا يحرك ساكناً ؟
كل انسان لم يكن إلا مجبراً على تحمل كل التبعات التي ستتحلق حول قلبه عند مفارقته من يحبه. هكذا كتبت الأديبة مياسه في كتابها، واظن ان هذه الاقتباسه يمكن تصنيفها كمحور رئيسي للعمل بأكمله. . روايه عميقه تحمل بين صفحاتها الكثير من المعاني والقيم، وعلى الرغم من قسوة الفكرة إلا ان الكاتبه اضافت عليها الطابع الروحي، الايجابي! . احمد منظف الاحذيه واخيه عوني سارق الدجاج، فقدهم الفجيع لوالدهم منذ نعومة اضفارهم؟ من هو إسكافي وما علاقته بأحمد؟ ماذا ستفعل الجدة بعوني عندما تعلم بسرقته لدجاجها؟ ومن هو عثمان وما الذي سيفعله؟ تسرد لنا الكاتبة عن الاستيطان اليهودي والاستيلاء على الاراضي الفلسطينيه بقلم فجيع لا يرحم، ولن تستطيع الهروب من اوجاعك حيث الفقد يتوزع في كل زوايا النص، أما الموت فهو حق لا بد منه. اجاد قلمها كذلك في وصف الغزو العراقي على الكويت واحداث كثيره لن تسمح لك بأن تترك الكتاب من يديك لحظه.. وستكون اللحظة التي تنتهي بها من هذا المأزق ليست كأي لحظة كما العنوان!
كتاب رائع.. احساس الكاتبه في وصف الفقد كان قاسيا.. فكم هو مؤلم فراق الاحبه، وعندما تكتب مياسه عن ذلك الفقد يصبح الكون بأسره صامتا مستمعا لاحاسيسها الدقيقه والتي تحرك لك كل ساكن.
اقتباس اعجبني:
إن الاحلام تبدأ بفكرة تكبر مع مرور الايام وتظل تقض مضجع كل حي، وان انطفأ في قلوبهم نور الأمل، يظل كل واحد منهم يستشف النور من الظلماء.
كتاب انصح في قراءته بشده. 5 نجمات متلاصقه لابداع الكاتبه بالفكره والسرد.