المستغيثين بالله تعالى عند المهمات والحاجات والمتفرغين إليه سبحانه بالرغبات والدعوات وما يسّر الله الكريم لهم والإجابات والكرامات..
كتاب أورد فيه مصنفه مواضيع كثيرة مسندة، يذكر فيها استغاثة أصحابها بالله تعالى واستجابته عز وجل لهم تمتاز هذه الطبعة بتخريج الآيات والأحاديث وترجمة الأعلام الواردة أسماؤهم في الكتاب وفهرسة الآيات القرآنية، والأحاديث، والأعلام، والأسانيد، وأسماء الجماعات والأمم، والأماكن، والكتب التي استند إليها في سرد أخباره
الحمدُ للهِِ أن ربنا ﷻ، كما أخبرنا رسولنا الكريم ﷺ، حييٌّ كريمٌ، يستحي من عبدهِ إذا رفع يديهِ إليه أن يرُدَّهُما صِفرًا خائبتين. وهنا في الكتاب جملة من الفضائل، والقصص الحسنة، والدعوات الطيبة منها لرسول اللهﷺ، ومنها للمضطرين المستغيثين بربهم، ممَن انقطعت عنهم الحيل وبهم السبل، وممَن أحاط بهم الكرب والهم وخنقتهم العبرة حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وممَن ضلوا وخافوا، ممَن أيقنوا أن لا حول ولا قوة لهم إلا بالله، ولغيرهم، فلجأوا جميعًا بصدق إلى الحنّان المنّان ووثقوا به سبحانه، فلم يردهم من على بابه خائبين، واستجاب لهم، وكشف ضرهم وفرج عنهم ونجاهم من الهم والغم، ونشر عليهم رحمته. الأدعية حريٌّ بها أن تُحفظ، ومَن يجد فيها دعوة توافق حاله فليتمسك بها ولا يدعها عسى أن يفرج عنه الله بها همه وغمه.
عن موسى بن عقبة، أن جبريل عليه السلام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعثت إلى أحد أحبّ إليَّ منك، أفلا أعلّمك دعاء اختبأته لك لم أعلّمه أحدًا قبلك، تدعو به في الرغبة والرهبة: يا نور السموات والأرض، ويا قيوم السموات والأرض ويا عماد السموات والأرض، ويا زين السموات والأرض، ويا جمال السموات والأرض، ويا بديع السموات والأرض، ويا ذا الجلال والإكرام، يا غوث المستغيثين، ومنتهى رغبة العابدين، ومنفس المكروبين، ومفرّج المغمومين، وصريخ المستصرخين، مجيب دعوة المضطّرين، كاشف كلّ سؤالة العالمين. ثم تسأل كل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.
﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ وهل بعد هذا الضمان من ذي الجلال والإكرام القريب المجيب أي خوف من الهم أو الغم؟ يا حيُّ يا قيوم برَحمتِكَ أستَغيثُ أصلِح لي شأني كله ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عين، والمسلمين أجمعين. آمين آمين.