What do you think?
Rate this book


224 pages, Paperback
First published May 1, 1920




لم أرَ شيئاً، ولا أعلم شيئاً. أنا رجل نكرة لا يؤبه له. أجل، أجل، رجل لا يؤبه له. وليس لدي شيء خارق أحدثك به، فكل وقائعي حدثت في باطني. وإنه لكرم منك ان تستمع الي أنا الذي ليس لدي ما أقوله لك، أنا الذي لم أخلق إلا من توافه.
فالذين يسببون لنا أشد الآلام قلما يشعرون بقسوتهم. ومن هؤلاء من يظنون انهم غمروني بإحسانهم وأراهم في الحقيفة أرواحاًُ شريره موكلة بي
وشعرت شيًئا فشيًئا بأن نوعا من الفرح المشع يغزوني. كانت أمي تفعل ما
تفعله كل الأمهات في هذه الظروف: تمشط شعري، وتربط رباط عنقي،
وتمرر على وجهي يدا ناعمة لم تستطع أعمال المنزل أن تكسوها خشونة.
ثم فتحت الصوان ذا المرآة، صوان عرسها، وأعطتني منديلا مطرزا، وشيئا
من الماء المعطر، و"ملبسة" أيًضا.
لم أرسم خططا مع "لانو"، أو قلما فعلت ذلك، وهذا -بلا شك- هو السبب في بقائه موصولا بكل ما يحدث لي.
غني عن البيان أن طعامنا كان في غاية البساطة؛ بيد أنه كان فيه طعم خاص لا يكون إلا فيما تكهوه الأمهات، طعم يستحيل علىِّ أن أصفه لك، ولكني أستطيع تمييزه بين ألف من الطعوم، كما أميز وجهاً أعرفه بين ألف من الوجوه.