أأنتَ تكتب إذ تحبُّ أم تحبُّ إذ تكتب؟... - ألي أن أجيب أو أشرح أو أبرّر ما أعيش، وأن أفصل لساني عن أصابعي، ودفق دمي عمّا ينشب في غفلة الحروف عن قوامها؟...
-ها أنت تُداور من جديد، وتتخفّى خلف بريق ألفاظ.-لعليّ أداور فعلً مثل مَنْ يسابق ظلَّه أو يصعد صوب غيوم وازنة، تتقافز من شعْره - على ما يظنّ.-لعليّ لن أعرف، ما دام أنني ألهث وراء لمعان في ليل صفيق، خلف التماعات بين حروف.-لعليّ لن أعرف، بدليل أنني أراقص شريكة في قوام نساء عديدات، فأمسكُ بخصورهنّ من دون أن أرى لأيّ واحدة منهنّ وجهاً.
كما لو ان غير واحدة فيهنّ تعلو بأصابع قدَمَيْها فوق أصابع قدَميّ، فأراقصها، إذ أحملها، وتراقصني من دون ساعدَيْن.
شربل داغر ، كاتب وأستاذ جامعي أكاديمي من لبنان، له مؤلفات وبحوث مختلفة، بالعربية والفرنسية، في: الشعر، والرواية، والفنون والجماليات ، والآداب، والترجمة .
انضوى في "منظمة العمل الشيوعي في لبنان"، بين العام 1971 والعام 1977، وتوزع نضاله بين الفلاحين في قريته، وبين المثقفين والإعلاميين، فضلاً عن الطلبة في بيروت وغيرها.
درس في الجامعة اللبنانية بين العامي 1970-1971 والعام 1975-1976 (إذ تأخر تخرجه بسبب اندلاع الحرب) ، حيث تخرج منها بإجازة الكفاءة في اللغة العربية و آدابها . التحق في باريس بجامعة السوربون الجديدة-باريس الثالثة، وحصَّل فيها: دبلوم الدراسات المعمقة (1977)، والدكتوراه (1982)، وكانت بعنوان: "الشكل-المضمون في القصيدة العربية الحديثة"، قبل أن يحصل لاحقاً الدكتوراه الثانية (1996)، وكانت بعنوان: "الجمالية في العربية"
يعمل حالياً أستاذاً متفرغاً في جامعة البلمند في لبنان .
هذا الديوان النثري هو الوجه الآخر لشربل داغر المترجم والكاتب، لغة عالية واستعارات مميزة، لكنها ثقيلة أحيانًا رازحة تحت غموض ربما يعد ميزة. استمتعت بمجمل النصوص ولا أظن أيضًا أن قراءة واحدة تكفيه.