يتحدث المدون "اللؤلؤة الفاشية في الرحلة الحجازية" بأسلوب أدبي شيق, ممزوج بنفَس صوفي قوي, نلمس هذا أثناء حديثه عن شيخه بأسلوب مثير للانتباه, ينم عن تقدير واحترام كبيرين. ويثير الانتباه أن العمراني يكيف بأسلوبه حسب المواضيع المتحدث عنها؛ إذ نجد أنفسنا نجول مع موكب الشيخ في كل البلاد والأمصار والأماكن.
رحلة راقية كانت سنة 1902 و مليئة بالرقائق و اللطائف المأذونة في تدوينها. رحم الله الكاتب و شيخه محمد بن عبد الكبير الكتاني.
"و في 22 من جمادى الثانية سنة 1321, رأيتُ مع شيخنا [محمد بن عبد الكبير الكتاني] أنواع الحيوانات المقفصة بالجيزة, فرأينا الزرافة [...] , الدب, الأسد, النسناس, النعام, المها, القرود, الطاووس [...] فقال رضي الله عنه : "رؤية هذه الحيوانات تزيد في التوحيد"" ******* "و قال رضي الله عنه : "و انظر إلى ولي الله الأكبر, المستغرق في محبة مولانا رسول الله : سيدي المعطي بن الصالح فهو و إن كان دائما في الفتح و الترقي إلا أن ما كان يحضره من الإمدادات و مشاهدة الكمالات المحمدية, و يتنزل عليه من مُزُن العطايا الأحمدية عند حضور كاتبه الأنور الفقيه سيدي ابن عبد الكريم ما لا يحضره عند غيبته, فلذلك كان يُحجر عليه في عدم مفارقته, فإنْ تشوَق الفقيه إلى أهله و أولاده, و طَلب منه تعاهدهم, و ألحّ عليه في ذلك لا يساعده إلا على أجل ضيق, و يحاسبه فيه على السوائع و الدقائق, فضلا عن الأيام. ثم أثنى رضي الله عنه على مؤلف "الذخيرة" و قال "أُنظرإلى بلاغته و اتساع روايته, و انسجام كلامه و عذوبته, كأنه عند قيس أو بني كنانة"