الجزء الأول من الخماسية الروائية: في بلاد الشام (حب في بلاد الشام، أعاصير في بلاد الشام، شهداء في بلاد الشام، وداع ولقاء في بلاد الشام، دماء وأحلام في بلاد الشام)
كاتبة وأديبة سورية ولدت في مدينة دمشق عام 1935م, وهي شركسية سورية لها الكثير من المؤلفات والكتب والمقالات الادبية تعد من كبار الاديبات في سوريا والوطن العربي.
حصلت على درجة الدكتوراة في الادب المقارن من الاتحاد السوفييتي بعد حصولها على بكالوريوس الفلسفة من جامعة دمشق. كانت اطروحتها لرسالة الدكتوراة في الادب المقارن بعنوان (أدب تشيخوف وأثره على الأدب العربي). تعمل موظفة مسؤولة مع لجنة الحفاظ على المدينة القديمة في دمشق والتي تهدف للمحافظة على طابع التراث المعماري والفني التاريخي الثمين في أحياء دمشق وبيوتها القديمة.
بدأت الدكتورة نادية بنشر إنتاجها الأدبي من الستينات من القرن الماضي وتمتاز قصصها بالتعبير عن زخم الواقع ولها اسلوب قصصي متوتر بسيط وحي آسر وتكتب بعفوية والهام فتتدفق قصصها كغدير من الماء بنفس الحرارة والصدق في كل أجزائها وأحداثها.
بعد أكثر من عام ، انهيت قراءة هذا الكتاب الضخم .. لست متأكدا ان كانت المشكلة فيه وحده او انه الانشغال والكسل أيضا. كل ما أعلمه أنني لم استمتع بقراءته وانهيته كما لو كان واجبا وثقيلا في الغالب.
الكتاب هو الجزء الأول من خماسية روائية تتناول تاريخ بلاد الشام منذ بدايات القرن العشرين .. وتجري احداث هذا الجزء بشكل رئيسي في حيفا ودمشق، لكنها تعبر في بيروت وطبرية واسطنبول ومصر واليمن وطرابلس الغرب .. حيث تتحدث الكاتبة عن سيطرة جمعية الاتحاد والترقي وانقلابها على السلطان عبد الحميد الثاني ، وما تبع ذلك من حملات القمع والتمييز والإهمال ضد المكون العربي في الدولة ، والبدء في تنفيذ خطط الصهيونية في فلسطين وسرقة اراضي وتجارة العرب فيها عبر اغراق بعض اصحابها بالديون والازمات بمساعدة من البنوك والقناصل الأوروبيين وفساد الاتحاديين ومن يواليهم --- يتوقف هذا الجزء قبل بداية الحرب العالمية الأولى.
الشق الاجتماعي في الرواية ضعيف جدا ، لم ارتبط بالشخصيات ولم استوعب لماذا يجري على لسانها احداث تاريخية كاملة بشكل مباشر كما لو كانت الرواية محاضرة جافة، ومليئة بالتكرار والحشو ايضا. ولا يشفع لها انها بذلك تشير إلى بداية تشكل الفكر القومي العربي لدى عوام الناس.
لا يخلو الأمر من بعض اللمحات المحببة عن عصر كان فيه الناس اطيب وعن بلاد كانت أجمل وأبسط، لكن هيمنة التوثيق والمباشرة في عرض التاريخ السياسي سحب من الرواية عناصرها. (اتمنى لو تم عرض هذا الجهد التوثيقي الواضح في كتاب تاريخي منهجي بدلا من رواية أدبية).
لم يخلو الجانب الإجتماعي الصرف من التكرار غير الضروري، ورغم ذلك بقي بعض تاريخ الشخصيات وعلاقاتها ببعضها غامضا وملتبسا بالنسبة لي.
نجمتين للرواية ، ونجمة ثالثة للمعلومات التي اضافتها لي.