يكتشف بخفوت وعيه في نهاية كل نهار أن لاشيء من هذا يمكن أن يشكل منطقا، كل ما يمر به متشابه، تمر الأيام متشابهة يمر الناس فوق الكوبري من الناحيتين متشابهين، الصنايعية والموظفون والمتشردون، وجوه متشابهة وملابس متشابهة، هموم لا بُد أيضا متشابهة فتصنع علي الوجوه الكدر المتشابه نفسه، يسيرون بسرعة كأنهم يحاولون أن يدوسوا علي الظلال التي تلقيها أحزانهم أمام عينهم، وعلي الرغم من أنهم أعطوه السُلطة، يستطيع أن يمسك أحد المارة ويذهب به إلي الشرطة :خذوا، كان سيُلقي بنفسه..فتشوا في نواياه، اعرفوا إن كان مجنونا أو يائسا، لكنه مع الوقت أكتشف أنه لايمسك إلا أناسا عاديين محترمين، ريفيين، لا يملكون ما يدفعونه لسيارة الأجرة، دكاترة جامعة، أرباب أرباب بيوت مفلسين، أصحاب مهن مختلفة يعملون في المدينة الجديدة، طلابا بوقت فراغ كبير يتسكعون، أناسا في حالة إنتظار لأخرين.. يصاب بالإرهاق، يأتي جزء من النهار يفقد فيه قناعاته الواهية بمهتمه المقدسة، فقط يصبح كل ما يهمه أن يقذف أحد ما نفسه من فوق الكوبري، ليذهبوا في أي داهية بعيدا عنه، الكباري كثيرة، كما توجد طرق أخري للإنتحار، يرمون أنفسهم تحت سيارة أو يبتلعون السم على أسرتهم، إن كانوا لايريدون إلا ضرر أنفسهم فلماذا !يلحقون به الضرر أيضا سيخصمون من مرتبه إذا نجح أحد ما في الإنتحار
هذه قراءة أولى لرواية" المعبر" انتهيتُ لتوي من قراءة رواية" المعبر" للكاتب" ماجد شيحه"، وهي أول قراءة له، ولن تكون الأخيرة إن شاء الله. بداية أحب أن أُشيد بقدرة ماجد اللغوية المرنة، وعلى أفكاره الفلسفية التي تتناثر في ثنايا السرد والحوار. أدركتُ أنه كاتب مختلف منذ بداية النصّ، لكن هل هذا كافٍ؟ كان هذا الموجز، وإليكم التفاصيل الشخصية الرئيسية في الرواية، والتي تصحبنا طوال الفصول السبعة، هي شخصية" عبد الرحمن"، والذي يعمل لحامَّا. لدينا حيّ غرب، وحيّ شرق، وكوبري عليه موظف يمنع المنتحرين من إلقاء أنفسهم تبدو الفكرة برَّاقة، لكن هل عولجتْ بشكل جيد؟ المشكلة الأولى: الرواية تُحكي بلسان الراوي العليم، حيث نلمح ظلال الفلسفة والعمق، واستجلاء النفس البشرية بوضوح من خلال عين الراوي هذه، ومع ذلك نفس هذه الروح تتجلي في معظم شخصيات الرواية تقريبًا، هناك الكثير من الفلسفة وهناك الكثير من العمق، بشكل مرهق جدًا. كأن الشخصيات عبارة عن نفس واحدة انقسمتْ لعدة أسماء بطول الرواية، وهو ما أزعجني بشدة. صحيح ن هناك حضور قوي لشخصيات، مثل " إسرا"، "وإسراء"، لكن الشخصيات هي نفس الشخصيات، تتحدث بشكل فلسفي عميق. كنتُ أتمنى لو كان لكل شخصية صوتها الخاص، من طريقة كلام معينة، وأفكار معينة المشكلة الثانية: شخصية" عبد الرحمن" لم أتعاطف معها البتة، ولم أتعلق بها. شخصية ماسخة باهتة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة. ولم أكن أهتم بوجودها أو حتى باختفائها، وكذلك بقية الشخصيات. اللهم إلا شخصية" إسرا" الفظيعة، والتي كان من الممكن استغلالها بشكل عظيم، لكن هذا لم يحدث، وشخصية" إسراء" الجميلة، وهي التي أفلتتْ من فخ الصوت الواحد الذي تتقاسمه بقية شخصيات الرواية. مع إقراري بفشلى في سبب تقارب اسمي" إسرا" و" إسراء"؛ فأعتقد أن هناك سر في استخدام هذا الاسمين المتقربين، لكني لم أعرفه للأسف المشكلة الثالثة: ما هي فكرة الرواية؟ هذه نقطة مهمة. في السيناريو هناك مصلح Logline، ومعناه السطر المفتاحي للرواية. كيف يمكن وضع فكرة العمل في سطر واحد. في هذه الرواية الأمر مربك. هل الرواية تتحدث عن انتقال عبد الرحمن من حيّ غرب إلى حيّ شرق؟ أما هل تتحدث عن محاولة إسراء وزوجها لشراء هذه الفرصة منه؟ أم ماذا بالضبط؟ بعد أن انتهيتُ من قراءة الرواية لم أتوصل للمغزى. لا أقصد الرسالة التي يجب أن يضعها الكاتب في عمله، ولكن أقصد أي شيء من الممكن أن أكون قد شُحنتُ به بشكل إيجابي وحتى سلبي. هذا لم يحدث للأسف. حتى النهاية لم تكن منطقية، وما حدث لإسراء من زوجها أيضًا لم يكن منطقيًا. تشيخوف يقول بأنه لو ظهرت بندقية معلقة في أول المسرحية؛ فلابد أن تنطلق منها رصاصة في آخرها. هذه القرارات المفاجئة لم يتم التمهيد لها بعناية. لقد حدثت بشكل شيطاني المشكلة الرابعة: من الممكن أن أتغاضى عن المغزى من العمل، لو كان العمل ممتعًا. هذا لم يتحقق في المعبر للأسف. برغم قدرة ماجد اللغوية، لكن هذا هو نفس عيبه أيضًا. تسألني: كيف؟ اصبر على رزقك يا سيدي. أنا من أنصار اللغة المتقشفة. لابد أن يكون هناك اقتصاد في استخدام اللغة، حتى لا تضيع الفكرة والحبكة والشخصيات ورائها. هذا لم يحدث في المعبر. هناك مرونة لغوية جيدة، لكن برغم جمالها-كل فقرة على حدة-إلا إنها لا تلتحم مع بعضها بشكل جمالي. هناك صعوبة بالغة في بلعها، وفكرة أن أركز في كل فقرة سببتْ لي تعبًا. تعرف مقولة" السهل الممتنع؟" هذا لا يوجد هنا للأسف. هناك وصف زائد لدرجة الملل لأشياء كثيرة، ولو تم حذفها؛ فلن يتأثر بنيان الرواية كثيرًا. أن يكون الكاتب متمتعًا بقدرة لغوية جيدة؛ فهذا لا يسّوغ له استخدامها" عمَّال على بطَّال، أكرر أن ماجد كاتب مختلف فعلا، وأتنبأ له بمستقبل أدبي باهر، وسأشرع قريبًا في قراءة روايته: إيلات. لا تجعل هذا الريفيو يحبطك، ويجعلك لا تقرأ الرواية؛ فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع. تحتاج لأن تحكم بنفسك، وهذه وجهة نظر شخصية خاصة بي الآن
عودا حميدا لقلم شديد جمال الاسلوب واللغة ، ساحر في سرقتك من كل ما حولك لتندمج تماما مع ما يكتبه ويخطه ويجعلك تفكر معه وتشاركه حيرته ومعضلته وايضا معاناته .. سعيدة بقرائتها#
#المعبر #ماجد_طه_شيحة لوهلة ظننت أن الوقت لايسعف لإخراج عمل جديد لابد من متسع لسبر أغوار الكلمات والأفكار لكنك ماإن تقرأ حتى تجد الرجل يكتب بسلاسة لامتناهية كأنما يتنفس أو تتقاذف الكلمات على سن قلمه دون قصد.. *-الطوابير لاتأت بالفرص ..لاتعرض نفسك لدهس الطوابير هذا وبالأخص إذا كنت تشبه نبي دون معجزة ..فقط باعتقاد،ومعاناة وبعض من ذاكرة مهترئة بفعل الدهس اليومي.. *-بعد الدهس أتى الانتحار(المنتحر أشبه بكتلة سوداء تسقط بثقلها الحر من دون مقاومة كأنما مات بالإيحاء قبل أن يصطدم بالماءويصارع الاختناق) *-هل كان الانتحار بسبب حىّ شرق!؟الجنة الموعودة للصالحين المعانيين تعويضا عن اهمال ومعاناة وكتب ألا يسكنها إلا من لم يذق للمعاناة طعما!!!!أي سخرية هذه!!!؟ *-(المشكلة كانت في الرغبة الخفية المعلنة بوقاحة في تعذيب المواطن،دفعه للحركة،انهاكه كفأر،تصفيته حتى آخر قطرة،إبقاء سقف احتماله في المستوى الأقصى للعبودية وتمرينه على استيعاب القسوة واللامبالاة والامتهان ..والكباري كانت تتويجاا للفكرة) *-نظرية الأشكال والمدن التي لاتفسد بالتواطؤ ولابالعقيدة وإنما فقط بحسن النية *-الإنتقال الجغرافي هل بإمكانه أن يعوض المعاناة أن تتجاوز خيباتك واخفاقاتك ببضع خطوات تمشيها في الجغرافيا!؟ *-(أن تمنع عينان من البكاء أشبه بجذب قطار مندفع من الخلف ..فقط، بأسنانك...)كلنا كنا نغرد في سرب بين (شعبين شعبين شوف الأول فين والتاني فين)وجاء الرجل في المعبر مغردا في سرب آخر تماما ربما هداه إليه عقله المهموم بذنبه الأبدي ولعنته الجميلة،الكتابة ..وربما هو وحي ..مدد لم ينقطع *-ثم يختم بالقيمة الفعلية الممتلكة؛الجسد وفقط (أن تداس إذا وقعت وتشتعل إذا أُضرمت فيك النار وتغرق إذا ألقيت بنفسك من فوق الكوبري بل أكثر من ذلك،يصبح هذا حدثا وله ثمن) *-العنوان موفق جدااا ---السرد رائع والحوار بين الشخصيات نسج بيد يسيّرُها ماهو أعظم من موهبة أو موهبة باجتهاد .. *-من لم يقرأ لهذا الرجل فاته شطر من الأدب دافئ ومهدهد ومتخلل بعمق ثاقب وغير مقصود أو منتوى .. كل ماجال بذهني أن لو كان دكتور أحمد خالد توفيق حيا لسعد جداا ببعد مهيب ليوتوبيا، لم يتخيله أبدا .......
المعبر .. ماجد طه شيحة ! قلت سلفًا عن الكاتب : الأديب الذي يرفعك للسماء تارة ثم يرديك أرضًا تارة أخرى ، إنه ماجد شيحة 👌 في مثل هذا الوقت من العام الماضي كنت بصحبة إيلات الرواية التي أرهقتني ذهنيًا وجعلتني آخذ قسطًا من الراحة كل فترة عند قراءتها . خشية أن تكون المعبر حليفتها في إرهاقي ذهنيًا ... ولكن الأمر هنا مختلف تمامًا ... الأمر وصل للإرهاق النفسي يا بشر .. المعبر = مصر في رواية !
هي تعبير عن حالة يعيشها الكثير وعايشها أكثر . تملكتني تمامًا حتى أني خشيت من موجة إكتئاب ستضرب بي حتمًا .. ولكني وإن كنت أرتاح بين الحين والآخر من إيلات فالمعبر دفعتني لأنهيها جملة واحدة .
إنتقدت بداخلي بساطة السرد ، وأرجعت الأمر لعامل الوقت حيث أن الكاتب قد أعلن سلفًا إعتزاله ، ولكن بعد نقاش مع صاحبها تبين أن السر في بساطتها .
الإنتحار ، هو الخلاص الذي يجد فيه البعض راحتهم ... ولكن الموظف المكلف بالحفاظ على أرواح البعض قد وضع يده على ما يغفله الكثير ... المنتحر أكثر هشاشة مما تظن .. أكثر ضعف وأكثر تردد في الإقدام عليه ... هو فقط في حاجة ليد تنتشله من بؤسه ... من الجاني إذًا ؟! هل ظروف الحياة ؟ هل ضعف إيمان ؟ أم حفنة من بشر إنتزعت من قلوبهم رحمة ورأفة ؟ حيرة قد تصيبك وربما تريك المعبر بصيص من نور وتكتشف في نهاية الأمر أن الجاني هو أنت !
كما قلت سابقًا لست أهل للتقييم ... ولكننا أمام كاتب بائس خاسر من لم يقرأ له .
تنبيه : إن كنت بائس ونفسيتك هشة فأجل قراءتها إلى أن تكون قادر على تحمل العقبات ... اللهم قد بلغت ✋ !
ملحوظة : أثارت المعبر بداخلي عدة أسئلة كنت سأطرحها ها هنا ، لكني حصلت على إجوبتها نيهاهاهاها 😁😁 ... أثير فضولكم انا عن عمد 😈
هل للعدالة وجود في الأرض؟ العدل أم القانون؟ هل نستحق العدل؟ أم هو العدل ما نحن فيه؟ هل المنتحر شخص هزمه يأسه أم استمد منه قوته؟ كل هذه الأسئلة و أكتر أحاطت بي و كبلت يدي عدة أيام أحاول اجابتها قبل البدء بالكتابة عن المعبر في غلاف متسق تماما مع العمل غاص ماجد تماما في النفس البشرية و اختلافاتها و تحدياتها و توغل في معاناة البشر اليومية تظنها في الوهلة الاولى اشبه بيوتوبيا او المدينة الحلم لكن ما أن تتعمق معها تكتشف أنها مغايرة تماما ، رأيت فيها حالي و حال جيل كامل في بلد دهست احلامنا و ليظل كل ما نصبو اليه هو العبور الى الجانب الاخر من النهر و كان كل ما نحن فيه لم يكن يوما من صنع يدنا تخطيت مرحلة الحديث عن سرد ولغة ماجد شيحة و سطوته الادبية لكن اليوم نقف امام البعد النفسي و هو البطل الحقيقي لهذا العمل نهاية... المعبر ليس بعمل عابر لكن يستحق الوقوف امامه للتأمل بعد القراءة و محاولة اجابة الكثير من الأسئلة المطروحه بعدها ماجد ... أنتظرك تكتب لأستمتع بالقراءة فلا تغب
رواية ممتعة، قادرة على الجذب من البداية حتى الصفحة الأخيرة، فتحتُها بدون تخطيط أو نية وكانت من القراءات الجميلة التي حظيت بها مصادفةً.
أعجبتني النزعة الفلسفية فيها بشدة، السرد الهادئ والمحكم، اللغة البسيطة والعالية في ذات الوقت، والنهاية التي كانت -في رأيي- عبثية إلى أبعد الحدود. ما يعيبها فقط أن الشخصيات كان لها نفس اللسان تقريبًا، لم أشعر أن لكل شخصية صوتها الخاص والقابل للتمييز عن بقية الأصوات
ثاني قراءة للمؤلف بعد (سلفي يقرأ الروايات سرًّا)، وكانت النية أن أقرأ أعماله بالترتيب لكن جاءت هذه القراءة مفاجئةً في سفر، متشوقة لقراءة بقية أعمال الكاتب والتعرف أكثر على مشروعه الروائي.
.هي رواية تقرأها..تشعر بها..وتعيد قرائتها لتفهم جزء منها، في البداية قرأت المعبر في طريقي إلي العمل قراءة سريعة ولكنها ليس من هذا النوع من الروايات تحدثت مع المؤلف لثقتي في قلمه فقرأتها ثانيا لأنني شعرت أن هناك معاني خفية بعيدة عن قلبي، شعرت بأن الرواية هي تعليق علي الكيفية التي تلتهمنا بها الرأسمالية ونتيجتها، وما هو سر البحث غير المجدي للإنسان عن معنى لحياته فصور الكاتب الأحداث غير الواقعية بطريقة تبدو واقعية للغاية كما يحدث في الكابوس، فيروي السطر الإفتتاحي للرواية وضع غير عادي في أشياء عادية للحياة لخلق عالم فوضوي وسخيف، الحدث الغريب لطابور من الآلاف الناس للتقديم علي وظيفة حكومية والتي منها سيصلون إلي الجنة المنشودة للمعيشة والسكن في حي شرق وترك حي غرب بكل ما فيه من فوضي ومأساة، رواية كئيبة ما يميزها هو الشر في التفاصيل أغلقت الرواية وأنا اسأل عن الوجود الإنساني والهوية عن كل إفتراضتنا المسبقة عن النجاح في الحياة فهل نحن مستعدون بالتضحية بأنفسنا ومالذي يدفعنا لذلك.ومالذي يجعلنا ندرك أهمية الأشياء التي لدينا وحرية الاختيارفيها. فجميع الكتب العظيمة تنور العقل ، وتغضب الروح ، وتغمر القلب بينما تجبر المرء على ملاحظة جوهر الإنسانية ماجد شيحة من الكتاب المظلومين في إقتناء الجوائز
This entire review has been hidden because of spoilers.
المَعْبَر .. . . مُربكة ! إلى ذلك الحد الذي قيّد عقلي عن إمكانية الحكم . مليئة بفلسفةِ الكلم ، الشخصيات ، الحدث ، المكان ، الزمان .. و على وجه الخصوص كان المكان ؛ فلسفة أفلاطون ! شاعريته ! المدينة الفاضلة ! الإنسان السماوي ! الواقع ! الخيال القصصي ! يوتوبيا ! حيرةٌ مع كل موقف ، لا تتوقف عن السؤال . ما الهدف ؟! ما الحكمة ؟! أين الخطأ ؟! أيهم مرتكبه ؟! من هم ؟! و ماذا ستكون نهايتهم ؟! كيف وصلوا هنا ؟! و لِمَ ؟! ربما هي الأولى التي توقفني أمامها عاجزة هكذا .. أول مرة أجمع دفتي كتاب دون أحدد ماهية شعوري تجاهه - خاصة شعوري - دون تحليله و تفنيد قوة عناصره .. أغلقته و حزمت أمري أن اقرأ مراجعات العمل علّ ذهني يتفتق لما غفل عنه ، و قبل الشروع في قراءة أولى المراجعات أدركت أنها فقط "مُربكة" . و الغريب أن لذلك الشعور أيضًا لذةً خفية ! عجيبٌ أمر القراءة ؛ كلُه جمال ! من نوعٍ أو آخر ، لكنه يظل جمالًا . . . اللغة سلسة ، السرد قوي و أحيانًا تزداد الفلسفة في قوتها فتصعب انسيابية النص .. الموضوع و الفكرة تكفيني ربكتهم تلك عن الحديث عنهم . ..
في ملحمته الشعرية " الفردوس المفقود " والتي ألفها ملتون في القرن السابع عشر، أعاد المؤلف الانجليزي الكبير حكاية الخلق الأولى، وجعل الشيطان بطلًا لقصيدته كونه صاحب هدف وغاية، لكنه برغم كل ذلك وصف الإله بأنه المؤلف الأصل وغاية كل الأشياء، بينما وصف الشيطان بالمؤلف السيّئ الذي يبتدع الأشياء ولا يسيطر عليها، كما أنه لا يتحكم في مآلاتها.
هل يبدو البشر في محاكاتهم للمكونات الإلهية ونماذجها أشبه بالشيطان ؟
هذا هو أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ فور الانتهاء من رواية " المعبر" - الرواية الصادرة عن دار كيان، والتي استنطق فيها - ذلك العبقري - ماجد شيحة المشاعر الداخلية لقارئه، ليخلق في ذهنه تساؤلات كثيرة، ويحمله رغمًا عنه ليصبح جزءًا من النص، وكأن الكاتب قرر أن يمارس على قارئة إستبدادًا غير معلن، يعتقد معه الأخير بأنه نتاج لنصه، وهو ما كان كافيًا لجعل القارئ يختلس النظر إلى واقعه منذ لحظة التصفح الأولى .
إهداء موفق عبّر به الكاتب عن فلسفته، وحكاية مدهشة ببداية استهلالية، وصف فريد لطابور انتهى بكارثة، ثم حياة تمزقت بين ذاكرة لا تملك تسجيل حاضرها، وماضٍ قاس قابع في الذاكرة .. حلم بالجنة، أراده الرحالة الأوائل فضلّوا الهدف، وحاول صناعته " إسرا " في الحاضر، فتهاوت الإنسانية بين يديه، مساومات وإحباطات، دفعت البعض للإنتحار والقتل، ودفعت عبد الرحمن للتشبث والمقاومة، حتى انتهى الأمر بدهس الجزء الطري من قلبه.
يقول ماجد شيحة في لحظة تجرد " فيما بعد ستُقص لقطة فجيعة عبد الرحمن ويتم تداولها آلاف المرات .. ثم بعد ذلك بكثير، بعد أن تنتهي الحكاية وتقلب الصفحات الأخيرة، لن يصبح لذكر عبد الرحمن معنى، سينساه الناس وينسون ما كان يمثله، ستصبح لقطة عادية عن فجيعة رجل تلقى خبر موت حبيبته على الهواء، لقطة مناسبة لموسيقى الكمان الحزينة وخطب الوعظ .. وعندما تفقد الأسباب معناها، ستصبح لقطة بكاء عادية، لحظة إنسانية تمامًا، بلا أسباب، مهداة لمن يريدون البكاء لأسبابهم الخاصة " هكذا تأتينا كتابة " شيحة " داخل فضاء ممتلئ بالتناقضات والوجع، متناولًا واقعه في قالب مجازي، ومتجاوزًا حدود الصورة الاعتيادية بحضور إنفعالي، تشكّل بطريقة محكمة في السرد، فساهم في وصول السرد إلى ذروته .
والحقيقة أن الحاضر عند ماجد شيحة لا تبرزه أوصاف تفصيلية، ولا حدود مجازية للطبقات الاجتماعية رغم براعته في الوصف والسرد، وإنما تبرزه حركة هائلة في القيم المتضاربة، القيم التي استوعبتها خلفيات شخصياته وتفاعلاتها في واقعها، حتى أنه أعاد تضفير واقعه بطريقة مدهشة، ثم استعاد من الواقع زمنه دون أن يؤثر على التقنية الفنية للنص.
نحن إذن أمام رواية تضربك في روحك، ولغة أسطورية رغم بساطتها تراوغك، حتى إذا أتمت فعلها حقنت مشاعرها في قلبك دفعة واحدة، سحر حقيقي، ووصف فريد للتفاصيل، يبدو كمحاكاة لواقع نعيشه، لكن هذا الواقع لا يكتمل أبدًا، إلا حين تلتقي البداية والنهاية عند مستوى واحد.
أخر ما أختم به أن نجاح ماجد شيحة في تحقيق تخيل مشترك بينه وبين قارئة بإشباع مثالي، ومجيبًا في الوقت ذاته عن السؤال الروائي الأهم " ما الواقع ؟ " يجعلني أتساءل متى سيفوز الرجل بجائزة .
تعد رواية المعبر لكاتبها ماجد شيحة من الأدب الذي يدخل في حيز المدينة الفاضلة "الطوبى" وهي مكان خيالي قصي جدا وضرب من التأليف أو الفلسفات التي يتخيل فيها الكاتب الحياة في مجتمع مثالي لا وجود له, مجتمع يزخر بأسباب الراحة والسعادة لكل بني البشر. والطوبى هي من نوادر الجموع لكلمة طيّب، وتعني الغبطة والسعادة والحظ والخير، ومنها كلمة الطوباوية . عبر زوايا هذه المدينة بنى الكاتب وجهة نظره مفتعلا حي غرب القديم بسكانه وبنيانه وثقافته وحي شرق المتمدن النظيف الذي لا خلل فيه...يفصل بينهما الكوبري لا أكثر.... من خلال الولوج إلى هذين المكانين واستكناه ما فيهما والوقوف على دواخلهما والعالم الخاص بكل منهما يستطيع المتلقي سبر أغوار الفكرة التي تكتنف النص وتسيطر عليه... فالإنسان عندما يُقصى بعيدا عن مظاهر الحياة المريحة ولن أقول المترفة ...مسلوب الارادة والكرامة وحتى حق العيش تدور في روحه الصراعات وتتولد لديه فكرة البحث عن الأفضل بل وتتركز في ذهنه ...تجده يبدأ في البحث عن مخرج يوصله الى الهدف المنشود "المدينة الفاضلة" التي طالما حلم بها ...لكنه سرعان ما يصطدم بالواقع المرير الذي يخبره أنه مازال يمشي الهوينى على هذه الأرض القديمة... أرض الاباء والأجداد بروائحها العتيقة ومبانيها المتهالكة وأناسها المتعبين المهمشين ...وإنّ ما ينشدونه لا يعدو أن يكون حلما مؤرقا لا سبيل إليه...وإن لاحت في الأفق ومضة أمل تعبر بالفرد إليه فإنها محفوفة بالمهالك والمنغصات التي تجعله يدرك سراب ما يحاول الوصول اليه. الغاية من الرواية حسب ظني غاية نفسية معنوية ... وليست مادية ملموسة تتصل بالإنسان الباحث دوما عن الأفضل والأجمل ...الذي يعيش في ضنك وتفكير مرهقين...فالفقر المدقع لا يتصل بالمال فقط بل بالهوية الثقافية والفكرية للأفراد.....لماذا يقدم أحدهم على الانتحار؟ ..لأن صلب العقلية الدفينة فيه تبيح له ذل��... الخلاص الأسهل....الشقاء كذلك لا يعكس الظاهر الملموس بل يتعداه الى باطن الإنسان ..... فالمعبر ليس الطريق الذي ينتقل بالفرد من حضيض الواقع إلى قمم المستقبل...بل هو طريق فكري يتصل بقناعات الفرد الروحية أولا ومن ثم المادية...كل فرد بحاجة إلى عبور نقطة ما للوصول إلى ما يرغب به...لكن هل باستطاعته فعل ذلك...هل الحلم حقيقة أم أنه أخيلة تتراءى بين الفينة والأخرى... رواية المعبر هذه ذات القصص المتداخلة ليست سطورا أدبية بل دراسة نفسية للأفراد من خلال الواقع المحيط بهم وتأثير عوامله في تشكيلهم....و كل ذلك يقود إلى السؤال الأهم وهو هل يوجد إنسان لا عيب فيه لتكون هناك مدينة لا خلل فيها؟؟؟؟ ومامقومات الكمال او الاستحسان ؟؟؟ إنها أشياء معنوية تختلف من شخص لآخر لذا فكيف سيتسنى وجود مدينة فاضلة تعجب الجميع دون تذمر... نواة أي شيء هو الإنسان لأنه من يقع على عاتقه عمارة الأرض والتصرف بمعطيات كونه...فكره...أسلوبه...قدراته...ثقافته... جميعها أشياء تنعكس فيما سيقوم به من أعمال...المدن الفاضلة توجد في الإنسان أولا...ثم تبنى على الأرض إن كان يملك مقاييسها الصحيحة...
تعد رواية المعبر لكاتبها ماجد شيحة من الأدب الذي يدخل في حيز المدينة الفاضلة "الطوبى" هي مكان خيالي قصي جدا وضرب من التأليف أو الفلسفات التي يتخيل فيها الكاتب الحياة في مجتمع مثالي لا وجود له, مجتمع يزخر بأسباب الراحة والسعادة لكل بني البشر. والطوبى هي من نوادر الجموع لكلمة طيّب، وتعني الغبطة والسعادة والحظ والخير، ومنها كلمة الطوباوية . عبر زوايا هذه المدينة بنى الكاتب وجهة نظره مفتعلا حي غرب القديم بسكانه وبنيانه وثقافته وحي شرق المتمدن النظيف الذي لا خلل فيه...يفصل بينهما الكوبري لا أكثر.... من خلال الولوج إلى هذين المكانين واستكناه مافيهما والوقوف على دواخلهما والعالم الخاص بكل منهما يستطيع المتلقي سبر أغوار الفكرة التي تكتنف النص وتسيطر عليه... فالإنسان عندما يقصى بعيدا عن مظاهر الحياة المريحة ولن أقول المترفة مسلوب الارادة والكرامة وحتى حق العيش تدور في روحه الصراعات وتتولد لديه فكرة البحث عن الأفضل بل تتركز في ذهنه تجده يبدأ في البحث عن مخرج يوصله الى الهدف المنشود "المدينة الفاضلة" التي حلم بها كثيرا...لكنه سرعان مايصطدم بالواقع المرير الذي يخبره أنه مازال يمشي على هذه الأرض القديمة أرض الاباء والأجداد بروائحها القديمة ومبانيها المتهالكة وأناسها المتعبين المهمشين وما ينشدونه لا يعدو حلما مؤرقا لا سبيل إليه...وإن لاحت في الأفق ومضة أمل تعبر بالفرد إليه فإنها محفوفة بالمهالك والمنغصات التي تجعله يدرك سراب ماحاول الوصول اليه. فالغاية من الرواية حسب ظني نفسية معنوية وليست مادية ملموسة تتصل بالإنسان الباحث دوما عن الأفضل والاجمل الذي يعيش في ضنك العيش والتفكير معا....فالفقر المدقع لا يتصل بالمال فقط بل بالهوية الثقافية والفكرية للأفراد.....لماذا ينتحر احدهم ؟ ..لأن صلب العقلية الدفينة فيه تبيح له ذلك... الخلاص الأسهل....الشقاء كذلك لا يعكس الظاهر الملموس بل يتعداه الى باطن الإنسان ..... فالمعبر ليس الطريق الذي ينتقل بالفرد من حضيض الواقع إلى قمم المستقبل...بل هو طريقا فكريا يتصل بقناعات الفرد الروحية أولا ومن ثم المادية...كل بحاجة إلى عبور نقطة ما للوصول إلى مايرغب به...لكن هل باستطاعته فعل ذلك...هل الحلم حقيقة أم أنه أخيلة تتراءى بين الفينة والأخرى... لذا فرواية المعبر ذات القصص المتداخلة ليست سطورا أدبية بل دراسة نفسية للأفراد من خلال الواقع المحيط بهم سواء أكان فقرا أم غنى....ومن ثم السؤال الأهم هل يوجد إنسان لا عيب فيه لتكون هناك مدينة لا خلل فيها؟؟؟؟ ومامقومات الكمال او الاستحسان ؟؟؟ إنها تختلف من شخص لآخر لذا فكيف سيتسنى أن تكون هناك مدينة فاضلة تعجب الجميع....
" يقال أنه فيما مضي كان أحدهما يستخدم للعبور والآخر للعودة ، لكن لماذا لم يبن كوبري واحد متسع للمسارين ؟ خاصة أن زمن بناء هذه الكباري كان قبل ذلك الهوس الذي يجعل كل رئيس اذا انتخب ملأ البلاد بالكباري والميادين وأطلق عليها اسمه ، قبل ذلك بكثير عندما كانت الأشياء تبني للحاجات الشديدة أو رغبة الرب ، وعندما لم يكن الرؤساء بحاجة إلي اثبات وجودهم برضا الشعب ولا بالطرق الأسفلتية والكباري ، يظل وجود الكوبريين لغزا "
الرواية دي متطلعش غير من واحد مهندس فعلا مش مجرد مؤلف روايات وخلاص ، الكلام ده كاتبه واحد شقيان بجد في سوق العمل في مصر اللي مبيعملش اعتبارات لحاجات كتير بياخدوا بالهم من منها في دول العالم الاول ، بيتزنق ع المحور او الدائري او حتي في مدينة نصر كل يوم كام ساعة ، فالكلام علي الكوبري والمعبر والبياعين مش مجرد كلام في رواية اكتر منها تجربة شخصية
الرواية بتحكي عن شخص اتدهس في طابور للتقديم علي وظايف في الحي الشرقي اللي بيضم الصفوة فقط ومحاولاته للشغل او الانتقال هناك ، تعليقي في الاول انها اقل رواياته ابهارا من حيث الفكرة - وابسطها وأكثرها سلاسة علي مستوي اللغة علي عكس الرواية اللي قبلها - وانه فكرة صراع الاغنياء والفقراء واليوتوبيا المغلقة أو المدينة الجديدة اللي لازم تعدي كوبري عشان توصلها عالجها خالد توفيق الله يرحمه في يوتوبيا ومظنش حد هيعالجها بسوداوية او بواقعية زي هو ماعمل
خالد توفيق لما كتب يوتوبيا قبل الثورة كأنه كان شايف بعينه اللي بيحصل دلوقتي بالظبط ، العاصمة الجديدة اللي بتتبني والقديمة اللي بدل حتي مايسيبوها لسكانها ياكلوا بعض من غير قانون حاكم زي الرواية بيطردوا اهلها منها وبيتسغلوها لاخر قطعة ارض فيها وبيسحقوا اهلها لاخر مدي ممكن حد يتخيله لكن الكلام هنا مختلف
الفكرة هنا يوتوبيا برضه بس بقواعد مختلفة وبافكار مختلفة شوية ، منشورة في 2018 وفيها شوية استقراء للواقع علي شوية فلسفة واسئلة مركبة عن البشر وحياتهم وواقعهم ومستقبلهم وعيشتهم بس بشكل عام مفيش أحداث كتير ، الشخصيات بعضها مرسوم كويس وبعضها تحسه خارج من فيلم أجنبي مش واقعي بالمرة ، لا في تصرفاته ولا اسئلته ، اللي في الواقع وبيبنوا مدن سفاحين مبيرحموش حد ومبيطرحوش الاسئلة الكبيرة الموجودة في الرواية والصراح بينهم بيبقي صراع ديناصورات ده لو حصل طبعا لانه الاصل انهم بيتفقوا عشان مصالحهم تمشي وحتي المسحوقين في الواقع بينتهوا وبيختفوا
اللغة هنا قوية وراقية وماجد شيحة تقريبا واحد من افضل 5 او 6 اشخاص بيكتبوا في مصر ولغتهم قوية ، الرواية ممكن تتحط في المستوي التالت بعد سلفي يكتب الروايات سرا ودرب الاربعين وقبل إيلات وهي مما ينصح بقراءته كادب جيد يحمل فكرة
تمت بحمد الله قراءة الرواية فى جلسه واحدة مش عارف حبيت الرواية والا محبتهاش متلغبط الرواية جميلة ومملة خياليه وواقعيه بتتكلم عن عبد الرحمن مهندس اكتفى من الهندسة ومارس مهنه اللحام مقيم فى حى غرب وهو حى الفقراء وبيقدم على وظيفه فى حى شرق زيه زى ملايين الناس لغايه لما بيحصل مشاكل فى الطابور اللى بيكون فيه وبيحصل تدافع ووقوع وبيحصل اصابات منها اصابه بطلنا هنا اللى وفع بسبب التدافع وبسبب ده حصل عنده مشاكل فى الذاكره وبقى ينسى الاحداث ولكن الجميل ان هو و 19 من المتقدمين اللى كانوا من ضمن الناس اللى وقعوا واتداس عليهم ان بقى ليهم فرصه عمل فى حى شرق كتعويض ليهم حى شرق هو المفروض حى الاغنياء اللى كل احلامك هتتحقق هناك هو التضاد لحى غرب حى الجريمة يعنى هو الحى الادامى اللى الواحد يتمنى انه يعيش فيه هو واولاده بتنقلنا الرواية لاسراء موظفه حى غرب اللى بتبقى مسئوله عن حاله عبد الرحمن علشان تعيينه فى حى شرق وده بالاجابه عن 4 اسئله سلوكية هل هو مجرم هل هل هل وبيحصل علاقه حب من طرف واحد من بطلنا لاسراء لما لقى اهتمامها بيها وبتعزمه على الغدا بره وبتقابله بزوجها مرة تانية وبيكتشف ان الاهتمام ده علشان هى محتاجه انه يبيع وظيفته لزوجها علشان يحصل لم الشمل بينها وبين زوجها وابنه الشخصيه الثالثة شخصيه اسرا وهو المفروض البانى لحى شرق اللى رافض وجود اى حد من حى غرب فيه وبنشوف مبراراته الفلسفيه وشخصيه رابعه عمر عبد الرحمن وشخصيه جاسر وازاى بيكتشف من كلامه مع المهندس عمر ان مفيش اى حد فى حى غرب هيقدر يروح لحى شرق وانه هيترفض وبلا بلا وبلا الافكار اللى ناقشتها الرواية من جزئين حى شرق وحى غرب والاصرار من الناس من حى غرب على النزوح لحى شرق عبقرى اكتر جزء اثر فيا الحبكة اللى اتعملت لاسراء انها بعد مرور 5 سنوات علشان متتنقلش لحى شرق عزلوها من منصبها الجزء النفسى اللى حسيت مكان البطل عبد الرحمن لما كان فى لقاء فى التليفزيون وعرف على الهوا ان حبيبته اسراء وابنها جوزها قتلهم علشان ميحصلش اى تفرقه بينهم وهو ميعرفش انها اتعزلت من منصبها واثر ده على بطلنا ولقاء البطل من موظف الكوبرى اللى بيمنع المنتحرين اما عن نهايه الرواية بمحاولة عبد الرحمن الانتحار حسيت ان فيها سلق يعنى ايقاع الرواية من وجهه نظرى كان فى تصاعد واحداثه وخيوطة مرتبطه ببعض ولكن فجاة حسيت ان المؤلف حابب ينهى الرواية ده ميمنعش انى استمتعت جدا بالفكرة والشخصيات
(المعبر) أول قراءة لي مع ماجد شيحة، وكانت مُوفقة للغاية. اقتنيتُ روايته السابقة (إيلات) قبل هذه، لكني فضلتُ البدء بـ (المعبر) لصغر حجمها مقارنةً بالأخري؛ فقرأت منها نحو ثلاثين صفحةً ثم تركتها يومين من أجل الدراسة، وفي الثالث أكملتها في جلسة واحدة. عن ماذا إذن تتحدث الرواية؟ عن كل شيء. نعم كل شيء يستحوذ علي تفكير الناس في مصر. وإن شئت فقُل أنها تتحدث عن مصر. عن الحرية والعدل، والفقر والبطالة، وعن الجانب الشيطاني من الإنسان؛ الإنسان الذي قد تُجرده الأموال من إنسانيته، وتنزع من قلبه الرحمة. ما بين (حي غرب) الذي هو أشبه ما يكون بواقعنا، و(حي شرق) مدينة الأغنياء، تدور أحداث الرواية في سلاسة ورشاقة. الفكرة ليست بجديدة؛ فالأغنياء لجأوا إلي (حي شرق) تاركين عامة الشعب في الحي الآخر، كفكرة يوتوبيا، لكنها أخذت منحني آخر وكانت أكثر معالجةً للحدث؛ فمثلًا من ينتقل إلي (حي شرق) يُختار علي أساسٍ من الفضيلة والجمال. فهل إذا أقمت في مكان أفضل وأكثر نظامًا ستصبح إنسانًا أفضل بدورك؟ لا أعتقد، فالإنسان هو الإنسان. وهل تُصلح الجغرافيا الماضي التعيس؟ هل بوِسعها انتشالك من بؤسك ومعاناتك؟ مشهد الطابور والدهس من أفضل المشاهد، وهو الذي غير مسار حياة "عبد الرحمن" بعد ذلك، لكن الوصف هنا كان مُملًا بعض الشيء وتتابع الأحداث بطيء. أعجبني الجزء الذي تحدث فيه الكاتب عن عملية الإنتحار وتحليل شخصية المنتحر، فما الذي يدفع إنسانًا إلي ذلك؟ وهل هو بالفعل يمتلك من القوة ��الشجاعة ما يدفعه لإتمام مُراده؟ أسلوب الكاتب سهلٌ مُمتنع، سلسٌ بسيط، ورغم ذلك فهو مليء بالرموز والإشارات. واللغة من أجمل ما يكون، عظمتها في بساطتها، وخُلوها من الابتذال، ومناسبتها للشخصيات. أسلوب السرد كان أعظم، والقدرة علي الوصف كذلك. وأخيرًا كان العنوان والغلاف من أنسب ما يُعبر عن العمل. "ماجد شيحة" بعد (المعبر) أصبح كاتبًا أثق به، ولن أتواني عن قراءة باقي أعماله بإذن الله. علاء القوني الأحد 17\2\2019
"المعبر" هي رواية تُقرأ بعمق، تلامس مشاعرك وتدفعك لإعادة القراءة أكثر من مرة لفهم معانيها الخفية. قراءت الرواية للمرة الثالثة بعد خمس سنوات من القراءة الثانية لأنني مدرك أن مثلها لابد وان يقرأ اكثر من مرة و لشعوري بأن هناك أبعادًا عميقة لم أتطرق إليها بعد. فأسلوب ماجد شيحة يتميز بالسلاسة والعمق وذلك الرأي تم تكوينه بناء على قرأتي السابقة لجميع ما كتب (شيء فخور به)، فهنا تجده في البداية يقدم أحداث تبدو انها غير واقعية ولكنها تعكس واقعًا مؤلمًا، وكأنك تعيش كابوسًا لاتريد ان تفيق منه إلا لما ينتهي. فتتناول الرواية تساؤلات متعددة حول افتراضاتنا المسبقة عن النجاح، وتطرح موضوع التضحية الذاتية وما الذي يدفعنا إلى اتخاذ مثل هذه القرارات؟ كما تدعو القارئ للتفكير في قيمة الأشياء التي نملكها وكيف نختارها؟ فكيف تخلق عالمًا فوضويًا وسخيفًا؟ وكيف تلتهم الرأسمالية البشر؟ وما ينتج عنها من آثار سلبية. شخصيات الرواية تتميز بالتعقيد، حيث تُعرض مشاعرهم وتجاربهم بشكل إنساني عميق. فيُصور الكاتب الأحداث بطريقة تجعلك تشعر بأنك جزء من المعاناة المستمرة والبحث عن معنى حقيقي للحياة. ولكن من المهم ان تكون على دراية أن "المعبر" هي رواية تحمل طابعًا كئيبًا.
إذا كنت تبحث عن رواية تُحفز الفكروتثير الروح والمشاعر،وتغمر القلوب وستكشف جزء من جوهر الإنسانية فإن "المعبر" هو خيار ممتاز يستحق التجربة. أغلقت الرواية وأنا في حالة من التأمل حول الوجود الإنساني، مما يجعلني أُقدّر عظمة قلم ماجد شيحة واقول دائما اكثر العبارات التي تصل الي القلب عندما تكون الكتابة من الناس للناس.
(المعبر) لماجد طه شيحة يخيل إليّ أنني أصبحت ذا رأي مشكوك في صدقه حينما يتعلق الأمر بعمل للسيد ماجد طه ، ولكن لا بأس فهو يستحق ! المعبر لا وجود له إلا بعقلك أيها المسكين الغافل ، سيجعلون منك مسخا كل همه هو العبور على متنه لحي شرق المتخيل في عقلك أيضا ، سيبيعون لك الوهم ! هم ليسوا ساذجين للدرجة التي يعطونك بها فرصة كونك واحدا منهم ، فقط يصدرون لك ذلك على الدوام ، وهذا بدوره سيتكفل بكل شئ ، وأهم الأشياء تلك أنهم يريدون القضاء عليك ، يمنونك كي يحوزوك وأنت بدورك تسير خلفهم مدفوعا بغريزة الأفضل ، سيفقدونك الأمل بطريقة قاتلة حتى اللحظة المناسبة ينتزعونه منك انتزاعا ، ويا عزيزي لا حياة لمن لا أمل له بفلسفة طاغية ومهنية بادية وألفاظ شادية وتراكيب متباهية يناقش ماجد أمر الكباري التي ستمقتها ، والطوابير التي ستلعنها ، وإسرا الذي ستقف منه على الحياد لا تعلم كنه ما بداخله ، وإسراء الفاتنة - نصيب عظيم أصابك من الجمال لو كنت أنثى رواية لماجد - التي ستذوب في تفصيلاتها حتى لترجو أن تعلم أين مستقر ذلك النمش في رقبتها ، ستألم كما يألمون وترجو من الله ما يرجون ! سرد ماجد يأسرني بحق
خلصت رواية #المعبر أخيرا. رواية دسمة جدا، كل فقرة بمعلومة جديدة، تكثيف عالي إلا في بعض المواضع، فيها حرفية في صنع الشخصيات والأحداث وتتبعها. تقدر تقف في أجزاء معينة وتشوف ان دي النهاية، لكن الكاتب يفاجئك ان لسه الأحداث منتهتش. مثلاً ممكن تعتبر ان مقتل إسراء وابنها على ايد جوزها وانتحاره نهاية، وممكن تشوف تهرب اسرا من لقاء عبد الرحمن نهاية، كشف المهندس طارق لحقيقة المدينة ممكن يكون نهاية، لكن ماجد شيحة عمل نهاية رائعة وغير متوقعة. حلم السعي لتحسين المعيشة واليوتيوبيا المسيطر على أهل مدينة غرقانة في الجهل والمرض والعشوائية. مشاعر مختلطة ومضطربة، ومحاولة للبحث عن حياة الفضيلة بطريق النصب والتحايل على القانون والأعراف. أول مرة أقرا للأستاذ ماجد طه شيحة وان شاء الله مش آخر مرة. هبدأ في روايته إيلات قريب بإذن الله.
"لدي دائمًا تلك الرغبة في الكلام، ولو إلى نفسي، وعندما أفكر في أننا لسنا إلا مجرد غبار عابر في هذا العالم، وأحزاننا تافهة، تافهة جدا، أقول: ما فائدة أن نخفي الحزن عن الناس؟" ماذا فعلت المدينة و وهم تحسين المعيشة بالإنسان، ماذا عساها تعني 'تحسين المعيشة' ؟ تلك الجملة البسيطة لغوياً، فقط كلمتين، مطاطية للحد الذي يشعرني بكونها محض وهم، أو عدم، لا أعلم.. هل الانتحار هو المسار 'الطبيعي' لنهاية المأساة، وإن لم يكن -وهكذا أظن- ماذا يمكن أن تكون النهاية؟ الرواية إجمالاً جميلة، نابضة، لكن لا أعلم ينقصها شيء ما، أو ربما نتيجةً لمحاولات لاوعيي المستمرة بوضعها في مقارنة مع إيلات. أدام الله قلم الأستاذ ماجد :) ..
صعقتنى درب الأربعين و انا اشعر ان الكاتب يضع قطعة شديدة الخصوصية من روحى بين يدى فخيل لى انها اقصى ما يصل له الحس المرهف لأديب مميز لتأتى إيلات بالدهشة فقط الدهشة التى تعقد لسانك و تجمد حواسك فتجزم انها حتما سقف الرهافة فى الحس لدى هذا الأديب !!!! حتى جاءت المعبر احسستها قطعة من روح المؤلف لم يأب علينا مشاطرته فيها ..... الحورات مثقلة بالمشاعر استفاضة الوصف لغتها و احداثها و شخوصها لم تأت صادمة سريعة مثل درب الأربعين جاءت لغتها متئدة الخطوات لكأن اللغة تمضى حاملة على عاتقهاهموم القلب المرهف ماجد شيحة .... دمت مبدعا دمت ساحرا للكلمات دمت موفقا
أرأيت الآن؟ لقد خلق الله العالم وجعل أجمل مشاهده في الإجابة عن الأسئلة اللاممكنة، ومابين الممكن واللاممكن تفسد قدرة الإنسان على التغيير والثورة كما سبق أن فسدت قدرته على طرح السؤال المناسب؛ لأن الأمر لا يعدو كونه مجرد سخافة، والأسئلة صارت في لعبة المعرفة كلغز الدجاجة والبيضة، أيهما جاء أولًا : السؤال أم الإجابة؟ #المعبر #نقرأ_لأن_حياة_واحدة_لا_تكفي #من_بلاد_بلا_هوية
توقعاتي كانت عالية للغاية؛ لثقتي بهذا القلم الرائع.. لكن للأسف الرواية لم تكن على قدر توقعاتي، أو ربما أن توقعاتي هي ما كان مبالغ فيها.. لا أدري. على أيٍ.. رواية لطيفة، يميزها النزعة الفلسفية كعادة قلم ماجد شيحة، والنهاية غير المتوقعة.
بداية مبهرة ونهاية عظيمة بينهما سرد مبدع وفكرة ليست جديدة ولكن معالجة بحرفية عالية وأسلوب مختلف وعمق بعيد، ليتها أطول قليلا مما هي عليه، لا كسر قلمك يا شيحة.. فالقراءة لك متعة خاصة.