كلما حاولتُ الولوج في طيات" الليل يلفظ أنفاسه الأخيرة " شعرتُ أني لازلت في مقدمة الرّواية، لأنّها تحوي سرداً واقعياً ذا شجون، تحاكي الألم الذي يعتصرُ الرّوح. حاولتُ أنْ أقتحم النصوص المسبوكة بعناية فائقة، فوجدت الكاتبة بين نصوص الرّواية تارةٍ تنثر حزنها بجملة: " أنا الآن أبحث عن شيء مهم في دهاليز مظلمة وأتحسسُ ما حولي ببطء عليّ أن أصل إليه أخيراً " وتارةٍ أجدها تتساءل بشكلٍ يحمل مفاهيم فلسفية عميقة: "من أين جاء العالم؟ أليس من الغريب أن نحيا؟" وبين هذه الأسئلة والسرد الواقعي الذي أرى فيه شخصية الكاتبة، وبين ملامح الخيال الجامح الذي يقودني إلى عالم النسيج الفكري، وأنا أتلذذ بمطالعة وتمعن تلك الحروف السامقة والشامخة.
يمكن ان تستشف من هذا الكتاب ان للكاتبة موهبة عظيمة لكنها مع الاسف اوقعت نفسها في ورطات منطقية وعقائدية وطبية كانت في غنى عنها. فالشاب يصل لمرحلة الاحتضار وبينه وبين الموت شعره لكنه في الصباح التالي ينهض ويتجول في البيت ويطرح على الفتاة ومن دون اي مقدمات اسئلة مثل "على ماذا تتوقف الحياة؟" و "ما الفرق بين الحقيقة والخيال؟" ويناقشها عن دور المراة... في مرحلة سابقة تراه يحتضر فتساله عن فصيله دمه فتذهب وتجلب الدم والمغذي من بيت طبيب تخدير وتعالجه بنفسها. تناقش الفتاة خطيبها المسيحي حول الوهية المسيح فيكون دليله الوحيد "اعادة الموتى للحياة". تذكر الفتاة ان برية فاران تقع قرب مكة بينما وحسب التوراة فهي تقع شرق البحر الميت او شمال سيناء.
هذا عدا العشرات من التناقضات التي وردت في الرواية التي اثرت في حبكة القصة وتسلسلها المنطقي.
بداية الرواية قوية جدا و حسيت ان خلاص ديه هتبقى واحدة من رواياتي المفضلة بس للاسف القصة مفككة جدا و الاحداث غير منطقية اطلاقا ، الكاتبة كانت بتحاول تبرز اطلاعها بالميثولوجيا و علم الاديان و شوية سياسة على اسلوب ادبي منكرش انه قوي لكن للاسف الخلطة في الاخر مظبطتش لكن اكيد كتاباتها الجاية هتكون اقوى خصوصا ان الاسلوب مبين الموهبة الادبية فعلا ناقص بس ترتب افكارها و تظبط الحبكة ، لكن مجملا مقدرش اقول اني حسيت بملل منها خصوصا انها كانت اول مرة ارجع اسمع كتب صوتية من زمان و كنت مستمتعة بصوت مروة عاصم
التعصب الطائفي هو حبر هذه الرواية.. يبدو ان الكاتبة في الوقت الذي جاهدت فيه للتقريب بين افراد من دينات سماوية مختلفة، غرست عن عمد او جهل بذور تفرقة بين افراد الديانة الواحدة فصورت المسيحي واليهودي ببراءة اطفال وشهامة ميامين بينما اختارت صدام كممثل عن الطائفة السنية.. عمومًا يبدو ان صغر سنها ومسقط رأسها وقلة اطلاعها حال دون ادراكها للكثير من الحقائق فالحصار اللعين مثلًا الذي فرض على العراق بُعيد حرب الخليج -نتيجة لتصرف صدام اللامسؤول- كان ضحيته ملايين الاطفال من كلا الطائفتين، كما ان الجيش العراقي -الذي اقحم في حروب رعناء- لم يكن من ابناء الطائفة الشيعية فقط، وافراد حزب البعث الملعون لم يكونوا من السنة فقط.. كما لا اظن انها كانت بالعمر الذي يجعلها تشهد تلك الفترة بالطريقة التي صورتها..
اقتباس: "لماذا تكون الخيانة مرهفة الجمال حين لا يكون الخيار الآخر إلا الموت" اقتباس " أسوأ ما في الحياة أن ترزق بذاكرة عاشقة لكل التفاصيل"
الرواية تتحدث عن ثلاث شخوص: نيلوفر آدم مريم الأحداث تدور قبيل الحرب العراقية الإيرانية وتنتهي عند اعتقال محمد باقر الصدر وعائلته. هناك حوار عقائدي في الرواية، الكاتبة منحازة للإسلام بشكل عام والتشيع بشكل خاص. حاولت من خلال حوار نيلوفر مع ابن خالتها ميسم المسيحي ان تبين الاخطاء في الديانة المسيحية، من دون أن نلتمس دفاعًا عن العقيدة من قبل الشاب المسيحي. كم معلومات عن بابل وهذا ما شدني لإتمام الرواية. بعض الاحداث مبهمة خصوصًا البحث عن الحضارة العراقية وجدت فكرة المذكرات فكرة بسيطة كان بإمكان الروائية تجاوزها بخلق احداث تذكر البطلة بما يحدث لان الرواية لها ثلاث روائيين ولكن آدم فقط هو الذي ينهي الرواية. لم اقرأ للروائية نرجس سوى هذا الانتاج ولا علم اي إن كانت لديها اعمال اخرى. اتمنى ان اقرأ لها المزيد.
الليل يلفظ أنفاسه الأخيرة يفتح هذا العنوان مغاليق النص، ضابط الأمن بعد أن شهد محبة و إنسانية نيلوڤر التي استقبلته. لكونه جريح انهزم أمام دفء الشروق بعد إن شهد إنسانيتها و هو الرجل الذي كان يريد تصفية عائلتها و غيرهم من غير المؤيدين للنظام!
رواية جيده استغرقت حوالي ٢٣ عاما منذ ١٩٨٠ إلى ٢٠٠٣ و تدور أحداثها في العراق، هناك ثغرات في الرواية و التي لم تسدها الكاتبة، أولها الضابط آدم كيف شاء القدر و أن يسقط جريحا مقابل بيت نيلوڤر؟ فهناك غموض حول من حاول قتله نيلوڤر حاولت أن تعالج الضابط، من أين أتت بخبرتها الطبية؟ و كيف نقلت الدم و كيف احتفظت به و هما في منزلها الذي عمه الغبار عن بكرة أبيه! أين هي السلطة عن الضابط آدم الذي اختفى و لم يذكر أي شيء عن بحثهم عن هذا الضابط؟ هذه التساؤلات أوجدت ثغره في الرواية
هي متفهمة للنقد وعاشت ايدكم كـ قراء على هيج نقد واضح وبناء، بل وجميل ايضا..
كانت صغيرة بالعمر حين كتابتها لهذه الرواية، لذا لم تكن مضبوطة من حيث الاحداث، وقلت لها انا ذلك مرارا..
أما من حيث ان شخصية (ادم) هي الشخصية الوحيدة التي اختتمت الرواية، فذلك غالبا لن يفهمه إلا العراقيين، ممن عاش تحت سلطة حزب البعث العربي (الرواية تدور احداثها في فترة حكم صدام للعراق) حيث يرجع سبب ذلك الى ان باقي الشخصيات قد اختفت من الوجود ولم يسمع عنهم احد بعد ذلك (كما كان يحدث كثيرا للناس آنذاك)...
الروائية قد توجهت بالرواية لأسلوب ربما يكون جديد، حيث انها لم تركز على احداث الرواية كثيرا، بل توجه تركيزها الى طرح اسئلة كثيرة عن الحياة والوجود، ووجود الإله وتقبله لتعدد الديانات، بل وقابلية البشر على تعدد الديانات وتقبلهم لرأي وتوجه الإنسان الآخر، ولربما يرجع سبب ذلك الى ان الكاتبة حين كتبت هذه الرواية كان العراق قد خرج لتوه من مشاكل ومآزق كثيرة، وجلها متعلق بالطائفية وخطابات الكراهية بين البشر.
ربما سيعاد طباعة الرواية قريبا بنسخة معدلة، او (أو) سوف يصدر للكاتبة روايات اخرى تكون ملائمة ومفهومة الاحداث للكثيرين.
كتاب صوتي آخر خلال هذه الإجازة (بصوت مروة احمد سلامة). لا أعلم كيف يمكنني أن أعبر عن رأيي في هذه الرواية، بالنسبة للغة فهي مميزة وعذبة وجميلة أيضا أما بالنسبة لما تريد الروائية إيصاله فهو مبهم لحد ما... بغض النظر عن لغة الطائفية وعن المحتوى ذو الاتجاه الواحد... لا أعلم إنها فقط مبهمة بالنسبة لي. أمنح الرواية نجمتين من أصل خمس.
قصة فتاتين صديقتين نرفل و مريم عاشا الحرب في العراق وفقدت احدهما كل عائلتها... تبدا القصة عندما اتى احد الاشخاص الى خطبت احد الفتاتين ذو ديانة المسيحية ... فتدور الاحداث بينهم والحوارات التي كانت جلها عن الاسلام والمسيحية.. التي كانت تحاول الفتاة من خلالهم اقناع الشاب بالاسلام