باختصار، هذا هو الكتاب الذي كنت أحتاجه لتصحيح الكثير من أساليب اعتذاراتي التي لا تتناسب ولغات اعتذار الناس. أعتقد أنه مهم لكل شخص يود أن يحافظ على علاقاته سليمة وصحية، فجميعنا لا بدّ وأن يخطئ، وأن يحتاج للاعتذار عما بدر منه من أخطاء. وقد لا تكون طريقته في الاعتذار مناسبة، فهذا الكتاب سيصحح مفهوم الاعتذار وطرقه وأساليبه، وكيف تختلف اعتذاراتنا باختلاف الأشخاص الذين نوجه لهم هذا الاعتذار. كتبت ملخصًا للكتاب، ولكن أعتقد أنه أطول من أن يوضع هنا، سأحاول نشره في الأيام القادمة إن شاء الله إذا سنحت الفرصة لترتيبه.
نقطة إضافية: سأحاول قراءة كتاب "لغات الحب الخمس" في أقرب فرصة، فالفائدة التي خرجت منها بهذا الكتاب كبيرة جدًا، وأعتقد أن لغات الحب الخمس سيفيدني كذلك لفهم الناس بصورة أفضل، ولأننا مضطرين للتعامل مع الناس بشكل يومي في حياتنا، فليس هنالك أفضل من أن نفهمهم، لنعرف بناءً على ذلك كيف يجب علينا أن نتصرف معهم.
كتاب عندما لا يكون الاعتذار كافيا (إصلاح الأمور مع من تحب) لغاري تشابمان وجينفر توماس.
غاري تشابمان دكتور ومؤلف ومستشار أسري أمريكي.
جينفر توماس كاتبة أمريكية، واشتهرا هذا الثنائي بعد كتابهما ذائع الصيت (لغات الحب الخمس).
اشتريت هذا الكتاب وأنا غير مقتنع فيه لظني أن الاعتذار فطرة إنسانية ولا تحتاج إلى التعليم أو التطوير أو حتى الاكتساب؛ لكن هذا الكتاب غيَّر أفكاري، ووجّه بوصلتي للاتجاه الصحيح لفن الاعتذار.
صحيح أن هذا الكتاب ثقيلٌ نوعا ما ومليء بالقصص؛ بل نستطيع أن نقول إنه مجموعة قصصية بين ثناياها أدبيات الاعتذار؛ بيد أنه كالدواء مُر في تجرعه وفيه الخير الكثير.
الكتاب عبارة عن 12 فصل ثم ملاحظات وفي آخر
الكتاب (عبارات يتعيّن تجنب قولها حين تعتذر) وهذا التنبيه قد يكون أجمل ما في الكتاب، ثم يأتي الأجمل والأروع (عبارات يتعين قولها حين تعتذر).
يقول الكتاب أن الاعتذار فن، والأبحاث أكدت أن للاعتذار خمسة جوانب أساسية وهي:
التعبير عن الندم
(أنا آسف) يمكن لتلك العبارة أن تقطع شوطا طويلا نحو استعادة النوايا الحسنة؛ ولكن تأكد أن المستمع يركز تماما فيما لا يُقال؛ لأن لأجسادنا لغة ذات صوت أعلى من لغتنا المنطوقة.
قبول المسؤولية
ترددنا في الاعتراف بأخطائنا غالبا ما يرتبط بشعورنا بقيمة ذواتنا، وعدم الاعتراف قد يمزق العلاقات بينما اعتذار بسيط قد يُحدث تغييرا هائلا؛ ولكن الاعتذار يعني أن يقبل الفرد مسؤولية أفعاله.
جمعينا نرتكب أخطاء؛ ولكن الخطأ الوحيد الذي سوف يدمرك هو الخطأ الذي لا يمكنك الاعتراف به.
التعويض
التعويض هو: إعطاء شيء ما كمعادل لما فقد أو تلف.
إن استعدادي لفعل شيء يعوضك عما سببته لك من آلام هو برهان على الاعتذار الحقيقي.
ويُعد التعويض لبعض الأفراد هو لغة الاعتذار الأساسية لديهم.
التوبة الصادقة
كلمة توبة تشير إلى (العودة إلى الصواب) أو (تغيير عقلية الفرد)؛ فالتوبة هي أكثر من مجرد قول: أنا آسف لقد كنت مخطئا، بل هي: سأحاول ألا أفعل ذلك مرة أخرى.
تبدأ لغة التوبة بالتعبير عن نية التغيير.
التوبة الصادقة تبدأ من القلب، بأن ندرك أن ما قمنا به كان خاطئا، وأن أفعالنا قد أضرّت بمن نحبهم، وأننا لا نريد الاستمرار في هذا السلوك؛ لذا قررنا بعون الله أن نتغير.
من الأفضل أن نسارع بالاعتراف بأي إخفاق فور حدوثه، حتى قبل أن يُتاح الوقت لمن أخطأت بحقه لمواجهتك بما فعلت؛ فالاعتذار السريع يشير إلى صدقك فيما تبذله من جهود من أجل التغيير.
طلب الصفح
اكتشفا المؤلفين من خلال أبحاثهما أن هناك العديد من النساء كانت أجوبتهن عن سؤال: ما الذي تتوقعنه في الاعتذار؟ أجاب واحد من كل خمسة أفراد (21%):
(أتوقع ان تطلب مني الصفح)، فبالنسبة إليهن تلك الكلمات السحرية هي التي تدل على الصدق.
لماذا يعد الصفح أمرا في غاية الأهمية؟
لأن طلب الصفح يدل بالنسبة إلى البعض على رغبتك في استعادة العلاقة بشكل كامل.
في المقابل فإن الشخص الذي ينتهج في حياته مبدأ العين بالعين والسن بالسن ويرفض الاعتذار فإنه سيحظى بحياة مليئة بالعلاقات المحطمة.
لابد أن نتعلم الصفح؛ فكل الاعتذارات الصادقة لها الهدفان ذاتهما: أن يُغفر للمسيء، وتوفيق العلاقة بين الطرفين مرة أخرى، وبالتالي عندما يحدث الصفح والمصالحة يمكن للعلاقة أن تواصل نموها.
الاعتذار جزء مهم من دورة الصفح وهي: إساءةٌ ارتكبت، ثم اعتذارٌ يقدم، ثم صفح يُمنح.
هناك نوعين من الاستجابات الشائعة للاعتذار:
الصفح أو عدم الصفح؛ لكن هناك استجابة ثالثة وهي: أعطني بعض الوقت للتفكير في الأمر، أريد أن أسامحك ولكن أنا بحاجة إلى بعض الوقت حتى أتجاوز كل هذا.
أحيانا نحن بحاجة إلى تضميد جراحنا الداخلية، وإلى وقت لاستعادة التوازن العاطفي، أو الصحة الجسدية التي ستمنحنا القدرة على الصفح والغفران.
حين تُبتلى بالقلق حيال إخفاقات الماضي، فالحل ليس في “محاولة نسيانه”، إذ كلما حاولت نسيانه ترسخ في عقلك أكثر، بل يكمن الحل في الاعتذار إلى الأطراف التي تعرضت للإساءة، ثم الاعتذار لنفسك بوعي والطلب الصفح عنها.
أنت الآن في موقف من شأنه تغيير مسار حياتك، وأحيانا يقع الناس في خطأ محاولة عدم التفكير مرة أخرى في الإخفاق، والحقيقة هي أننا نتعلم الكثير من إخفاقاتنا.
فن الاعتذار غير سهل؛ ولكن يمكن تعلمه، ويستحق العناء ويفتح الاعتذار عالما جديدا تماما من الصحة النفسية والروحية، فبعد الاعتذار نصبح قادرين على النظر إلى أنفسنا في المرآة، والنظر للناس في أعينهم.
لو كان الاعتذار أسلوب حياة لقبل الناس تحمل مسؤولية أفعالهم، ولاستردت الحقوق، ولكانت التوبة الصادقة هي غايتنا.
حين يصبح الاعتذار أسلوب حياة، ستظل العلاقات صحية، وسيجد الناس القبول والدعم والتحفيز الذي يحتاجون إليه، وسيلجأ عدد أقل من الأشخاص إلى المخدرات والكحول في محاولة للهروب من علاقات محطمة، ويعيش عدد أقل من الأشخاص في الشوارع وعلى الأرصفة.
الكتاب من القطع الكبير يقع في 171 صفحة من إصدارات مكتبة جرير، الصادر عام 1438 هـ.
كتاب عندما لا يكون الاعتذار كافيا (إصلاح الأمور مع من تحب) لغاري تشابمان وجينفر توماس مؤلفا كتاب (لغات الحب الخمس). يعد كتاب لغات الاعتذار الخمس من كتب تطوير الذات في مجال العلاقات الإنسانية. ينقسم الكتاب إلى 12 فصل في جزأين، الأول عن تقديم الاعتذار، والثاني عن قبول الاعتذار والصفح.
بعد المقدمة والفصل الأول، يخصص الكتاب خمسة فصول لشرح خمسة طرق لتقديم الشخص المسيء الاعتذار بطريقة تناسب متلقي الاعتذار – الشخص المُساء إليه. يهدف الكتاب إلى مساعدة القارئ على تهدئة النقاشات الحادة، وتقديم الاعتذارات المقبولة، وإحياء الحب الذي أضعفه الألم، واستعادة وتعزيز العلاقات القيمة، واستبدال الصدق والثقة والفرح بالأعذار الواهية.
هذه الطرق الخمسة للتعبير عن الاعتذار، – أو لغات الاعتذار الخمس – هي:
التعبير عن الندم، مثل قول “أنا آسف”. الاعتراف بتحمل مسؤولية الخطأ، مثل قول “لقد كنت مخطئا”. التعويض عن الخطأ، مثل قول “كيف يمكنني تصحيح الأمور؟”. التوبة الصادقة، مثل قول “أريد أن أتغير”. طلب الصفح، مثل قول “أرجو أن تصفح عني”. ينطلق الكاتب جاري تشابمان – وهو أيضا كبير القساوسة المساعدين في كنيسة كالفاري المعمدانية في نورث كارولينا – من مبدأ استخلصه من سنوات الاستشارات الزوجية والعائلية، ومن منطلق بدأه في كتاب لغات الحب الخمسة، حيث يصنف طرائق الناس في التعبير عن أنفسهم – في الحب أو الاعتذار – وأن الطريقة الأنسب للوصول للطرف الآخر هي الطريقة التي يستخدمها الطرف الثاني للتعبير عن نفسه بصورة أساسية.
في الجزء الثاني يتحدث الكاتبان عن قرار الصفح، المسامحة والعفو، في أنه قرار يترتب عليه عدم حمل مشاعر الألم والخيبة والضغينة، وكيف أن الشخص متلقي الاعتذار يحق له قبوله أو رفضه. ويبين الكتاب أنه توجد طريقة أخرى وهي طلب بعض الوقت للتفكير والتعافي من الإساءة، واستعادة التوازن العاطفي الذي يمكن الشخص من قبول الاعتذار والمسامحة الحقيقة، واستعادة العلاقة.
وفي الفصل الحادي عشر تحدث الكتاب عن مسامحة الشخص لنفسه، وكيف أن الصراع بين الذات المثالية التي يتطلع الشخص أن يكون عليها، والذات الحقيقية التي تمثل أفعاله وقراراته اليومية، تجعل الشخص في حالة من عدم الرضا وعدم تقدير الذات، ويورد الكتاب اعتذارا يقوله الشخص لنفسه للتخلص من الإحساس بالذنب ومسامحة النفس على خطأ يؤرقها، في صيغة الاعتذار يحاول الكاتبان إيراد جميع لغات الاعتذار الخمسة، وفي نهاية الاعتذار يقول المرء لنفسه لقد قررت أن أصفح عنك، في لفتة جميلة لمن يعاني من النفس اللوامة.
في الكتاب ملحق للعبارات التي يجب تجنبها عند الاعتذار، وعبارات أخرى يجب تضمينها الاعتذار. ويوجد أيضا نموذج تصنيف لغات الاعتذار فيه استبيان لمواقف تستوجب الاعتذارـ يدرج الكاتبان أمثلة على صيغة الاعتذار، يتعين على القارئ اختيار العبارة الأكثر قبولا عنده ليتعرف على لغة الاعتذار التي يحب أن يتقبل فيها عبارات الاعتذار من الآخرين. فهم الذات هذا مهم لمعرفة لماذا يشعر الشخص أحيانا بأنه يشعر بصعوبة قبول الاعتذار من الآخرين رغم اعتذارهم. ويهم في معرفة الطريقة التي يستخدمها الآخرون عادةً للاعتذار، حتى يتسنى للقارئ استخدام الطريقة الأنسب لكل شخص.
برأيي الكتاب بشكل عام مفيد، غير أنه ممل في كثرة سرد القصص والإسهاب. ومزعج في إشارته للتسامح في المراجع الدينية اليهودية والمسيحية وإغفال المراجع الإسلامية.
تكمن شجاعة الفرد عندما يخطئ ويقر بخطأه؛ فالإعتذار هي صفة لا يتحلى بها الا أصحاب الشخصيات المتينة والقوية، وبلا شك فإن صحة العلاقات وعمرها يزيد في الإعتذار الصادق والنابع من القلب، فالاعتذار يكون اما عند قيامك بشيء او عدم قيامك به مما سبب ذلك أذى للطرف الآخر سواء كان شريك حياة، أب، أم.. أخ.
قد تتشكل الأخطاء على شكل حاجز متين في علاقتك مع من أخطأت بحقه وأضيف إلى ذلك مدى تأنيب الضمير الذي سيكون ثقلًا على عاتقك ولن يترتب على عدم الإعتذار سوى الكثير من العلاقات السامة والمزعجة، كلمة " أنا آسف" هي كلمة سحرية ووجودها في الإعتذار مهم للغاية لكنها لا تكفي، بل وإنك إن لم تشعر بمدى الألم الذي سببته للشخص الآخر قد لا يكون لإعتذارك معنى.
كما أن للإعتذار ٥ لغات يجب عليك فهمها وفهم اللغة التي يود شريك حياتك سماعها وقد بيّن الكتاب هذه اللغات بصورة جميلة وواضحة، تأكد أن إعتذارك عن ما قمت به لا يعد ضعفًا ولا يهز كرامتك أبدًا بل له القدرة على صنع المعجزات في العلاقات.
شخصيًا: قرأت هذا الكتاب في الوقت الصحيح وأرى أن على كل إنسان أن يقرأه ولو لمرة واحدة على الأقل، كتاب عظيم جدًا، وضحَ لي أمورٌ عديدة لم أسلط الضوء عليها من قبل وكنت أحتاج لذلك.