قد ينتابك وأنت تقرأ قصص شالاموف البكاء حينا والضحك حينا آخر. ويستوي الضحك والبكاء معاً حين يكون الأمر مغروزاً في مأساة الإنسان. وفي كلتا الحالتين لا يسبب لك شالاموف العجز والاستسلام للطاغية الذي يقدمه بعض الكتاب كقدر محتوم لا مفر من الخضوع له
Varlam Tikhonovich Shalamov (Russian: Варлам Тихонович Шаламов; June 18, 1907–January 17, 1982), baptized as Varlaam, was a Russian writer, journalist and poet.
Alternate spellings of his name: Варлам Шаламов Varlam Chalamov Warłam Szałamow Warlam Schalamow V. T. Shalamov Varlam Șalamov
من أكثر المشاهد البشرية بشاعةً، حالات الانهيار التي يسببها السجن والعمل الشاق والمنفى والتعذيب لا يمكن خلقها في مخيلة بشرية لم تعشها، انهيار الكرامة البشرية لا يمكن تصورها دون معايشتها واقعاً، حالة الانضباطية التي نشأت في معسكرات الاعتقال كانت تفيد بتحويل الآدمي إلى ماكينة، وهذا ما يحاول شالاموف توصيفه في هذه المجموعة، على أنه يبرز نماذج ترفض تفريغ الإنسان من كرامته، نماذج تقاتل حتى في مخيلتها إن لم تستطع سوى هذا، بعضها يقاتل من خلال الضحك أو حتى من خلال الابتسامة، لا أحد هناك في تلك المنطقة ينجو من صقيع الإنسان القاتل.
لم أقرأ حتى الآن ما هو أكثر رعباً من هذه المجموعة.
يحدث أن أسحب كتاباً بطريقة عشوائية من مكتبة والدي العامرة، وأقرأ الكتاب الذي يقع بين يدي. وهذه المرة كانت رحلة مع فارلام شالاموف في توصيفه لسنوات القهر الستاليني في أقاصي سيبيريا. الكتاب مجموعة قصصية وإن كنت قد عايشته كرواية حيث المكان واحد والحدث المركزي واحد وإن تنوعت الشخوص. شالاموف الذي قضى أكثر من 20 عاما في معسكرات الاعتقال يصف الواقع دون حقد ودون إصدار أحكام على الأشخاص فالسجان سجين على كل حال في قصص كثيرة يرويها الكاتب. أصعب ما في القصص أنه في وقت قراءتها لابد يوجد أشخاص في مكان ما من العالم يعيشون المأساة الموصوفة في الكتاب.