هو ليس كناية عن سيرة انسان وطبيب من رأس بيروت فقط بل من لبنان والمنطقة العربية والعالم إذ إن المؤلف بقلمه الجرئ وواجدانه الشفاف وروحه القلقه تمكن من تعرية الأنا وفق مواصفات الأدب الروائي باعتباره الصيغة المثلى للكشف عن حقيقة الانسان في الازمنة الحديثه .
في هذا الكتاب الرائع بذكرياته وأمكنته وأشخاصه نجد الفقر والغنى اليأس والرجاء الطموح والرغبة،الشك والإيمان ،الحب والخوف ،دون لجوء إلى اي عمليات تجميل فتأتي هذه السيرة صرخة احتجاج نبيلة في زمن الإنهيار الثقافي العام.
يتضمن عدة فصول تناول فيها الطفولة والدراسة فى منطقة رأس بيروت وسفره للدراسة فى الولايات المتحدة الامريكية فى الفترة مابين 1955- 1957 ، وآراءه عن الحياة والعلاقات بين الجنسين والمناخ العلمي داخل المؤسسات التعليمية الامريكية و المستشفيات هناك ، ثم فترة عمله فى المملكة السعودية لفترتان متباعدتان يسجل انطباعاته عن السعوديين ، كما يتناول تجربة الخطف خلال الحرب الأهلية ومن خلالها نتعرف على آراءه فى الفكر والسياسة والمواطنة والعروبة والطائفية ، و لم يكن الدكتور منير صاحب رؤية انعزالية رغم مامر به خلال الحرب الاهلية من تجارب لعل اشدها قسوة اختطافه من احد الجهات قبل أن يُطلق سراحه بواسطة السيد محمدحسين فضل الله ، إذ ظل يرفض منير شماعة مغادرة بيروت حتى في أشرس أيام القتال خلال الحرب الاهلية، ولم يجد في كل العروض التي قدمت له من ملوك عرب ومستشفيات امريكية واوربية ما يدفعه للرحيل عن بيروت.
تميز الكتاب بلغة بسيطة سلسة لاتخلو من عمق المعني ، يأسرك صدق الكاتب وأمانته هو يتناول تجاربه وافكاره وماطرأ عليها من تغيير وتحول فكري ونفسي دون استعلاء ، تجعل قراءته أقرب للدردشة مع صاحب الكتاب مع وضع علامات على بعض الأجزاء فى الكتاب للعودة والتأمل فى تجربة الدكتور شماعة.
من الكتب النادرة و القليلة التي تُشفق و تخشى نهايتها قبل نهايتها ، الكتاب رحلة جميلة جداً و صادقة و ثريَّـه.
الجميل في كتاب الطبيب منير شمَّـاعه أنه تلقائي عفوي مذكراته لا يحفل فيها بالتباهي و تدوين غير الحقيقي فيها ، تستشعر أنت القارئ أن كل ما حوته هذه المذكرات صادق و حقيقي و من فضائل تجارب الكاتب و كريم عمره و خبرته و خلطته بالناس و ارتحاله شرقاً و غرباً
كم أحب هذا النوعَ من المذكرات والسير الذاتية...سير أناس ليسوا بمشهورين على مستوى واسع لكن يحملون من النبل والإنسانية الشئَ الكثير وتفيض حياتهم بالعبر والكفاح..بإختصار أحببتها جداً
هي سيرة لطبيب ولد عام 1928 فعاصر حقبة تاريخية مليئة بالأحداث،حديثه عن طفولته وموطنه ورأس بيروت والتعايش المذهبي الواضح بين عوائل رأس بيروت آنذاك فليس هناك تعصب او تقسيمات أو طائفية والحياة الإجتماعية البسيطة التي يعيشها سكان بيروت ، ومما شد انتباهي حديثه عن حياته العاطفيه في فترة الشباب والصبى ومما كان يعانيه من نقص الوسامه آدى به الى الإنعكاف على العلم والإستزادة بما هو مفيد ومن ثم تحوله إلى حياة عاطفية عنيفة والنتيجة ثلاث علاقات والرابعة تكللت بالزواج ، وبالطبع كان لوقعة احتلال فلسطين أثر كبير بنفسه وانضمامه لكثير من حركات التحرير ،وأكثر مااعجبني عندما تطرق لعملية الاختطاف وكيف أنه شعر بعد ذلك أن الحرية كأنها جسد يُحس به وليس فقط كلام يردد. وعن عنوان الكتاب قال أن حياة الإنسان كأنها اقلاع طائرة وبعد ذلك يأتي الهبوط بمرحلة الشيخوخة التي يصعب منها الإقلاع او يستحيل .
سيرة جميلة تبدأ بالفصل الأول "الإقلاع" تحدث عن بداياته مولده ، مسقط رأسه، وعائلته ثم يتكلم عن تكوينه النفسي والعاطفي ويصف نفسه في الفصل الثالث ثم يتحدث عن رحلاته للعمل والدراسة والمواقف التي واجهها أثناء عمله في السعودية، ثم دراسته بأمريكا وعودته إلى لبنان، والحرب الأهلية و تعرضه للخطف ثم يتحدث عن الطائفية والإنسان اللبناني. ومواقف نستخلص منها الفائدة ويختمها بمرحلة الشيخوخة وأطلق عليها مسمى "الهبوط". أكثر ما لفت إنتباهي وصفه للدول في فترة الأربعينات والخمسينات السعودية، لبنان، امريكا، لذا الكتاب أكثر من كونه مجردة سيرة ذاتية ، تنهيه ويصاحبك بعدها مجموعة من النصائح والملاحظات التي ستفيدك في حياتك.
يوميات كثيرة الشفافية والصراحة فهو لا يستحيي أن يذكر عثراته ومساوئ نفسه. يُستفاد من هذه اليوميات لمعرفة حال المسيحي اللبناني وموقفه من قضية فلسطين التي كان شاهداً على بداياتها وإن لم يجمعه الدين بها وأيضاً فيه توثيق لطيف للحياة السعودية الاجتماعية في الخمسينيات ويذكر مواقفه التي حصلت معه وحروب لبنان الداخلية ووضع "اللبناني الوطني" منها وبالمجمل دروسٌ مستنبطة من حياته وتجاربه
كتاب قصير لكن سرده متواصل ومهذب. الكاتب لم يطمح أن تكن النصائح هدفاً في كتابه مع ذلك نجح جداً أن يوصل لي دروس أود أن أخزنها في ذاكرتي من معلم قدير وزميل مهنة.
"الحياة تختلف عن حضور فيلم سينمائي، لأن الفيلم إن أعجبك تستطيع أن تشتري تذكرة أخرى وتشاهده مرة ثانية أو ثالثة إذا أردت، وإن لم يعجبك فما عليك إلا أن تخرج من القاعة. أما الحياة فإن أعجبتك فأنت لا تستطيع أن تعيشها مرة أخرى، وإن لم تعجبك فأنت لا تستطيع أن تخرج منها، وعليك أن تتحمل كل إزعاجاتها حتى النهاية…"
صدقوا أو لا، هذه حكمة عتّال أسداها إلى طبيب!
هذه السيرة جذّابة، لا ينفكّ القارئ من بدء قراءتها إلا عند الانتهاء منها، وأزعم أن الذي راق لقرّائها فيها هو أنها تقول أشياء كثيرة وكبيرة في صفحات قليلة وكلمات بسيطة.
وهي بعدُ سيرة ثرية من نواحٍ عدّة، فمنير شمّاعة أول طبيب بيروتي يختص في الجهاز الهضمي، وليس غريباً أن يذكر الكثير من طرائف ما لاقاه في مهنته، ولا سيما مع علية القوم، وهو رجل مهموم بالسياسة والثقافة إلى حد كبير، وكان يسمي حرب لبنان الحرب القذرة، وقد خصص فصلاً لقصة اختطافه أثناء الحرب، وكيف دنى الموت منه غاية الدنوّ ثم نجى فتقوّمت بهذه التجربة رؤيته للحياة.
ما أجمل ما يؤتي الإحسان إلى الناس من ثماره! هذا جندي أسترالي متغرب، آوته عائلة شماعة، فلما مات بعد عقود اتصل بهم محامٍ وأخبرهم أن ذلك الذي نسوه لم ينسهم وأنه كتب نصف ميراثه لهم. وهذه امرأة فقيرة عزيزة النفس، لم يكن معها ما تدفع به أجرة الطبيب منير شماعة، فتكرم عليها بإعطائها المبلغ والتظاهر أمام المرضى والمحاسبين أنها هي التي دفعت ذلك المبلغ صوناً لماء وجهها. ثم تمضي الأيام وتدلّ المرأة حرم الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود على الطبيب منير وتوصي به، فيكون ذلك سبباً في شهرته المهنية وانفتاح باب الرزق له. {هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان}؟
لم أنكر على منير شماعة ما قصّه من حياته العاطفية وعقده ومعاناته ونجاحاته في عالم النساء والغرام، ولكنني أنكر عليه-وقد كان على جانب كبير من الانفتاح-أنه لم يذكر زوجته الذكر الذي يليق بها، وكذلك أمه، مع أن أثرهما عليه كبير جداً فيما أعتقد. بعض الكتاب العرب يظنون أن سرد قصص غرامهم يهمّ القارئ، وربما هذا صحيح، ولكن الأهم له هو أن يقصد صاحب السيرة ذكر القصص التي أثرت في نفسه، سواء كانت قصصاً غرامية أم عائلية، وأن لا يتقصد الظهور بمظهر العاشق وحده، وليكن أميناً لمظهر الزوج كذلك.
سيرة ذاتية بقالب وحس عالي وفكر علمي ومنطقي وحضور إنساني راقي ... تَجرد من الخوف وسرد ما له وما عليه .. نشأ فقيراً وتَدرج حتى أصبح طبيب الروؤساء والحكام والملوك والأمراء حيث تَخصصه الذي يَحتاج له كل أحد مهما قل أو علا شأنه .. فهو طبيب المعدة والجهاز الهضمي حيث هي سبب كل علة وصديقة كُل داء .. ●الكاتب يُقدم نفسه إنساناً طبيباً يسعى ويُداوي ويَتقارب وَيتلاحم مع أخيه الإنسان دون حواجز وتعصبات فكرية أو عرقية أو طائفية .. هذا السرد ال��اتع كان حصيلة عمر وإنجازات وتحديات وقرارات ولحظات خوف أو هلع أو علاقات وصلت به لأصحاب القرار الأعلى ولكنه كان في كل حالاته "إنسان طبيب" وأكاديمي مرموق وباحث شغوف يَحمل مهنته الشريفة وعمقه الراقي دون تَزيف .. قرر إخبارنا عن مراحل عاشها وشخصيات من كافة المستويات اقترب منهم أو أتَو إليه من دول عربية أو طلبُوه بالإسم ليُعالجهم وسافر لهم .. هو كتب لنا عن زمن ماضي مليىء بالنكسات والحروب والصراعات ونقل تفاصيل إنسانية بتجرد وفكر منفتح .. ●ولد ونشأ مسيحياً ثم أسلم في السعودية على يد بدوي جاء لينقذ ابنه ومن خلال حوار من كلمتين أعلن إسلامه على إثر ذلك ،في لحظة إيمانية تجلت فيها روحه التائه التي كانت تبحث من خلال تآملات وحوارات فكرية وتَجاذبات إيمانية حتى وجد ضالته في كلمة فطرية قالها ذلك البدوي .. ● الصدق والشفافية والمواضيع المطروحة في الرواية جاذبة وثرية وممتعة لأنها واقعية وتخاطب العقل والقلب معاً .. "الحياة ليست فيلم سينمائي تَخرج منه متى شئت ، فإن لم تُعجبك الحياة فلا تستطيع مُغادرتها بل عليك تَحمل مَشاقها حتى النهاية " 2024/8/14 Kholood Alhamed
هذا الكتاب مفاجأة جميلة لفت نظري في معرض الكتاب واشتريته لكن لم اتوقع انه بهذه الاهمية و اللطافة الكتاب هو مذكرات لطبيب جهاز هضمي في الجامعة الامريكية في بيروت تنقل بين السعودية و امريكا حيث تخصص ودرس ولبنان بالطبع وتميز الكتاب بصراحة وشفافية في سرد احداث حياته المديدة وهذا من شروط نجاح أي مذكرات حضوره الى السعودية في بداية الخمسينات وعمله طبيبا في مشروع التابلاين ووصفه للبلد في ذلك الوقت شهادة مهمة ووصفه لحياة البدو في الخمسينات وتأثره باليقين الذي رآه عند المسلمين هناك في حال تعرضهم للمصائب او الموت ومساهمته في تحسين اوضاع العمال في ارامكو ثم انتقاله لامريكا في بوسطن حيث درس الدكتوراه في جامعة هارفارد العريقة ووصفه للفروق في نظرة الأمريكيين للحياة واختلافها عن نظرة العرب للحياة واستفادته من اساتذته في الطب ومن الأمور المهمة في هذه المذكرات معاصرته للحرب الاهليه في لبنان حيث لم يغادر لبنان وعاصرها بالكامل وتجربة تعرضه للخطف وكيف اثرت على نظرته للحياة الكتاب ممتع ومكتوب باسلوب جميل
. . كتاب: إقلاع وهبوط ،، سيرة طبيب من رأس بيروت، للدكتور: منير شماعة، عن دار رياض الريس للنشر والتوزيع. . . الكتاب عبارة عن سيرة ذاتية للطبيب اللبناني منير شماعة ، تنقل فيها الدكتور بين لحظات مختلفة في حياته بين عدة دول لبنان والسعودية وأمريكا، ومواقف لا تنسى مع المرضى الأثرياء أم من هم في قاع الفقر. . - أعجبني كل شيء في الكتاب، قلم المؤلف، أسلوبه في الكتابة، وكأنه يحاكي صديقه، أعجبتني المواقف المختارة، واعترافه بأخطائه، وأسباب نضجه وتخلفه، أعجبني طرح رأيه السياسي والاجتماعي على ما شهد من مشاهد وأحداث، وُفِق كثيرًا في طرح الحكم وإبداء الرأي.. . - من نوعية كتب السيرة الذاتية التي أحب قراءتها،، فيها ذكر الخير والشر، الأسلوب المرح، لا تشعر بالوقت أثناء قراءة الكتاب.. . #اقتباسات . - ومما قاله لي في إحدى هذه الجلسات أنه يجب عليّ أن أتذكر دائمًا أن لا أعتذر عن وجودي في هذه الدنيا. نصيحة قد تبدو سخيفة للبعض لكنها زرعت فيَّ جرعت من الثقة بالنفس. . - ولرفع معنوياتي نصحني كمال خولي بأن لا أندم على ما أفعله مهما كانت طبيعة هذا العمل، بل أندم على ما لا أفعله. . - كلمة الحق مهما كانت موجعة ألطف وقعًا على المدى البعيد من الكذب والمراوغة. . - ووصلت إلى قناعة مفادها أن الموت عندما يصبح حقيقة لا يخيف. . - وبعد فحص دقيق تبيّن لي أن أعراضه ناتجه من تأثير الاضطرابات النفسية على الجهاز الهضمي. . - فالحياة ليست كلها طبًا أو هندسة أو تجارة أو إدارة أعمال، فهناك كتب قيمة لابد من قراءتها، وهناك أعمال فنية لابد من الإطلاع عليها، وهوايات ملذة لم تسنح الظروف لممارستها.
واحدة من أجمل السير الذاتية التي قرأتها. فقد كُتبت بقلم الدكتور شماعة بلغة قريبة للقلب، تعطيك انطباعا بأنك تصغي إلى الطبيب متحدثا بأسلوب قريب إلى القلب، يخلو من المفردات المعقدة.
يروي الطبيب قصة حياته في مختلف مراحلها؛ الولادة، النشأة، التعليم، الحياة العملية، آرائه السياسية.
أحببت وصفه لرأس بيروت وحياة الناس فيها وتعايشهم مع بعضهم البعض رغم اختلاف دياناتهم، وصفه للحياة اليومية في أربعينيات القرن العشرين وما تلاها.
الشكر للأستاذ محمد عبدالعزيز مؤلف كتاب "مودة الغرباء" على التعريف بهذه السيرة الذاتية
سيرة جميلة جداً وبسيطة بدون تكلف وسلسة وأسلوب الكاتب رائع، تحدث الكاتب عن نفسه من المنشئ إلى الشيخوخة، ومن التطورات الفكرية والجسدية التي حصلت له أو الأحداث التي عاصرها في لبنان وغيرها من البلدان خاصةً المملكة العربية السعودية حيث ربطته بها علاقات كثيرة من أمراء وملوك، أكثر الفصول التي شدتني هي فترة الجامعة الأمريكية وما فيها من احتكاك بشخصيات تاريخية ومؤثرة وبعدها الحرب الأهلية وما حصل فيها من قتل جائر على الأبرياء واختطافه فيها.
في هذا الكتاب لم أشعر أنني أقرأ مجرد سيرة ذاتية. حياة لطبيب لبناني بل كان هذا أقرب لتوثيق تاريخ لبنان والمنطقة، فالطبيب المولود سنة 1928 قد شهد الحرب العالمية الثانية وأحداثها والنكبة والحرب الأهلية اللبنانية، بالإضافة إلى شهوده لمراحل التبدل العمراني والمالي في دول الخليج في خمسينات القرن الماضي في فترة عمله في السعودية وأيضاً المجتمع الأمريكي في الخمسينات والثمانينات. عند قراءة هذا الكتاب ستشعر بالحنين لزمن قديم جميل لم تعشه من خلال طفولة الكاتب، زمن التعايش والتعاون بين طوائف وأديان مختلفة قبل دخول داء الطائفية، الزمن الذي كانت فيه بيروت منارة الشرق التي يقصدها أبناء الوطن العربي من أجل تأمين دراسة لائقة لأبنائهم في المدرسة الابتدائية التابعة للجامعة الأمريكية حيث تلقى الكاتب تعليمه، إلى زيارة الفلسطينيين للبنان قبل النكبة حيث كانوا أغنى الشعوب العربية، إلى النكبة وقيام الحركات التحررية والقومية العربية التي كانت بيروت منطلقها. وطبعاً نصل بعدها لفترة الحرب الأهلية القذرة والتي تعرض الكاتب فيها للخط، وأيضاً هناك العبرات التي نستخلصها من تجارب الكاتب في الحياة ومنها عدم رضاه عن شكله الخارجي وضعف ثقته بنفسه، ولكنه إنكب على القراءة والتحصيل العلمي والبحث الأكاديمي لتعويض هذا النقص. كتاب يستحق القراءة 🥇
من أمتع السير الذاتية التي قرأتها، أوحى لنا منير شماعة منذ البداية ببساطته وتلقائيته، كأنه مهّد لعقد صداقة مع القارئ، ثم أخذ في السرد الرائع السلس، حتى أصبح القارئ يستمع إلى حكاية صديق، وليس شخصاً يلتقيه لأول مره . تحمل هذه السيرة الكثير من الذكريات والمواقف والقصص والعبر، حتى ولو لم يكن لمنير شماعة شأن ودويٌّ في الأوساط الأدبية والسياسية إلا أنه استطاع اقتحامها بهذه التحفة الفريدة، وأنا ألتمس الصدق والطيبة وهي مشاعر تكفل وصول أي عمل إلى يد القارئ والتلذذ به ، ومن ثم التوصية بهذا العمل . لم يكن منير شماعة متشنجاً وهو يدوّن سيرته ، وإن كان أخفى منها أشياء ليس متأكداً منها، وهذا من علامات صدقه؛ في آخر هذه السيرة ذكر أن له كتاباً سيرياً آخر عنوانه (جس نبض) عسى أن يكون بمثل حرارة وإمتاع هذه السيرة .
سيرة ذاتية لطبيب باطنية لبناني، ملحد من عائلة مسيحية، عاصر بدايات الأزمة الفلسطينية وبدء تشكل معظم الأحزاب العربية وتربطه علاقة بالكثير من قادتها، كان طبيب عدد من الرؤوساء العرب. الكتاب ممتع، ومكتوب بترتيب جيد، وعدد من الفصول، ليس فيه فضائح شخصية، ولكن فيه رؤية وملاحظات الكاتب اللماحة والذكية وبعض مشاهداته لأحداث وأزمان مهمة في التاريخ العربي، وكذلك في الغرب. استمتعت بقراءة الكتاب بقصصه المؤلمة والطريفة وتعليقات الكاتب عليها، والتي اخالفه في بعضها وأهمها القصة التي يبرهن فيها صواب ميله للإلحاد ولعدم وجود خالق، وأعتقد أن الرد عليها سهل لو بحث الكاتب عن الإجابة، عدا ذلك يبرهن الكتاب على أن معظم البشر يعيشون حياة تستحق احداثها ان تدون وتقرأ مهما بدت غير مثيرة وكان أصحابها غير مشاهير.
قد نابتني من سمعة الكتاب ما كان أفضل مما وجدته. الكتاب لطيف وخفيف. يسرد المؤلف ما علق في سطوح ذاكرته دون أن يغوص فيها، باستثناء قصة خطفه. لكنك ستجد مشاهد نادرة، نادرة بحكم ندرة مؤلفي و��تاب السيرة في الحقبة الزمنية التي عاشها المؤلف، منها شواهده على بعض المواقف في بدايات المملكة، وفي بوسطن وفي لبنان أثناء الحرب. أزعم أن المؤلف كان بإمكانه إن يثري الكتاب بتفاصيل أكثر وتذكر أطول، حتى إن خلا هذا من أي تأملات وانطباعات، وهذا لندرة الشواهد المكتوبة في بدايات المملكة على الأقل.
" الموت حينما يصبح حقيقة، لا يخيف".. مذكرات سلسة جميلة مليئة بالتجارب المختلفة.. بكثير من الاقتضاب دون تفاصيل زائدة.. بين بيروت و الطب.
قصة الجندي الاسترالي العابرة ستبقى عالقة في ذهني لفترة طويلة جدا.. شيء نادرا جدا أشب�� بالأفلام و الروايات ليس بقصة جندي حقيقي أخذت الحرب منه الكثير لكنها لم تأخذ قلبه أبدا.
كتاب لطيف وممتع ، الاسلوب السردي يعطي إنطباع أن منير شماعة قادر على العطاء حتى وهو في السبعين .. اتمنى فعلاً أن يكون كريماً ويمنحنا كتاب اكثر عمقاً بقلمه عن حقبة السبعينات والثمانيات والتسعينات اجتماعياً وسياسياً.
سيرة جميلة ومتنوعة المسارات من لبنان الى السعودية الى أمريكا ثم لبنان مرة أخرى
الغريب، وبالرغم من عديد الاحداث التي مر بها الطبيب ، حين انتهيت من قراءة الكتاب وبحث عن اسمه، لم أجد له أي خبر أو أثر سوى تلك المتعلقة بهذا الكتاب كاقتباسات ومراجعات وغيره.
إنسان قمّة في الاطلاع والصلابة والوضوح والشفافية مع نفسه، يواجه نفسه ويصحح عثراتها ويلين أطباعها، رغم أنها ليست مكتوبة بلغة أدبية عالية، لكن الحس الإنساني الحكيم غير المتكلف صعد بها إلى هذي المكانة، دروس حياتية مهمة ومختصرة لمن كان له قلب، وفيها لمحات مهمة عن دراسة الطب للمهتمين.
كتاب خفيف و سهل اللغة، جميل و ممتع للقارئ خاصة إن كان في المجال الصحي، الكتاب يذكر بعض من تجاربه و خبراته الثرية و المفيدة، ينقد نفسه بكل أمانه و يعبر عن آرائه بكل وضوح و شفافيه. فعلًا استمتعت بقراءة الكتاب.
في أقل من شهر قرأت ثلاثة كتب (دون تخطيط مني) تتعلق بالأطباء، أولهما كتاب يوميات طبيب لـ/ صبري القباني وثانيهما هو يوميات طبيب في تل الزعتر لـ/ يوسف عراقي وثالثهما هو هذا الكتاب
والكتب الثلاثة نالوا استحساني جدًا واستمتعت بقراءتهم وتركوا أثر حسن في وجداني .
بعض الكتب لاتتوقع منها الكثير لكنها تعطيك القدر الكافي من ماتحتاجه او تتوقعه منا دكتور شماعه كان صريحاً بشكل قل ما تجده عند اي عربي، وصف راس بيروت ساحر جداً
سيرة ذاتية لطبيب لبناني مسيحي عاش ونشأ في راس بيروت وهي منطقة اغلبها مسلمين. عايش التقلبات السياسية والاجتماعية في لبنان منذ الحرب العالمية الثانية الى الالفية. تستحق القراءة..