هذا الكتاب هو عبارة عن شريط سجل فيه المؤلف أحداثاً أدبية هامة اشتراك فيها أو كان من شهودها، وصور شخصيات من الكتاب والشعراء زاملهم وخالطهم، مثال: ميخائيل نعيمه، مي زيادة، أمين الريحاني، إلياس أبو شبكة، عمر فاخوري، مارون عبود، صلاح لبكي، الأخطل الصغير، يوسف غصوب، سعيد عقل، ميشال طراد. وبدأ بأن صور تجربته الأدبية الشخصية تصويراً تحليلياً شاملاً صادقاً تختلف العهود التي ترجع إليها هذه الفصول، فهي تمتد بين 1928و 1973 وتؤلف في الجملة ما يصح أن يسمى تاريخ ما أهمله التاريخ عن الأدب والأدباء في هذه الحقبة، وللأستاذ عواد فيها ذكريات شخصية وكلمات عن لسانه وألسنة من يتحدث عنهم تلقي أضواء كاشفة حارة عليه وعلى أبناء الجيل وآثارهم على السواء. التصنيف
ولد توفيق يوسف عواد العام 1911 في بحرصا ف - المتن - جبل لبنا ن- تعلم مبادىء القراءة والكتابة في قريته وفي بكفيا ثم انتقل الى كلية القديس يوسف في بيروت لمتابعة دروسه الثانوية التي انهاها العام 1928 - التحق بمعهد الحقوق في دمشق ونال اجازته منه العام 1934.
عمل في الصحافة فكانت منبراً للدفاع عن الحقوق التي درسها وتمرس بها ومجالاً للتعبيرعن موهبته الأدبية التي تفتحت من على مقاعد الدراسة. حررفي صحف عديدة منها "العرائس"، "البرق"، "البيرق"، "النداء" و"القبس" - أمضى زمناً طويلاً رئيساً لتحرير"النهار" منذ تأسيسها العام 1933 حتى العام 1941 سنة تأ سيس "الجديد" المجلة التي أنشأها توفيق يوسف عواد تحقيقاً لحلمه بأن يجمع المواهب الشابة والجريئة في مجلة أسبوعية ما لبثت أن تحولت جريدة يومية. الى جانب عمله في "النهار" كان أحد أعضاء أسرة "المكشوف".
في العام 1946 انتقل توفيق عواد الى العمل الدبلوماسي فكان قنصلا ً للبنان في ايران واسبانيا ثم سفيرا ً في مصر المكسيك واليابان وايطاليا.
العام 1975 تقاعد توفيق عواد من العمل الدبلوماسي ليتفرغ للكتابة مجددا ً، حتى وفاته بسبب القصف على بيروت العام 1989.
انطلق أدب توفيق يوسف عواد من واقع الانسان اللبناني والبيئة المحلية ليبلغ، بحرارته وصدقه ونفاذه، عمق التجربة الانسا نية الشمولية وكان لثقافته العميقة المنفتحة أثرها البا لغ في صقل هذا الادب الذي أوصت منظمة الأونسكو بترجمة نموذج منه اعتبرته من "آثار الكتا ب الأكثرتمثيلا ً لعصرهم" عنينا روايته طواحين بيروت.
كتب القصة القصيرة التحليلية ذات الأبعاد النفسية والاجتماعية وكان يهدف الى تمزيق الأقنعة التي يختبىء ورواها الناس المسطحون والمزيفون... قال له مخائيل نعيمة في رسالة على أثر صدور "الصبي الأعرج"، كأنك ما خلقت الا لتكتب القصة.