حصريا من كتب العالم ، شاهد متجرنا لمزيد من الكتب العربية وأحدث الإصدارات في مختلف المجالات ، تصفح الصور لمعرفة المزيد عن الكتاب ، نوفر الكتب الأصلية للحفاظ على حق المؤلف والناشر والقارئ ، هدايا مجانية مع كل كتاب ، ابحث عن كتابتك باللغة العربية ، الرابط المباشر للمتجر
Tawfiq al-Hakim or Tawfik el-Hakim (Arabic: توفيق الحكيم Tawfīq al-Ḥakīm) was a prominent Egyptian writer. He is one of the pioneers of the Arabic novel and drama. He was the son of an Egyptian wealthy judge and a Turkish mother. The triumphs and failures that are represented by the reception of his enormous output of plays are emblematic of the issues that have confronted the Egyptian drama genre as it has endeavored to adapt its complex modes of communication to Egyptian society.
رغم أن توفيق الحكيم يصنف كمفكر و فيلسوف الا أنى لا أحب أعماله الصحفية أبدا و أرى بها من النفاق الكثير 01 عندما تأخذ الحضارات فى الانحطاط، تكثر المحظورات، وتُسدل البراقع على كثير من الموضوعات؛ إلى أن تمتد إلى روح المعرفة نفسها وعادة البحث فتصيبها بالشلل. 02 الناس تعتبر المؤمن هو الذى يبنى إيمانه على النقل، أى النص الثابت الظاهر .. أما من يبنى إيمانه على العقل المتحرك بأفكار غير مألوفة، فهو الذى يتعرض للمشكلة الدائمة التى تناولها ابن تيمية فى كتابه "درء تعارض العقل والنقل 03 إن التخلف الحقيقى هو تخلف المائدة فى عرض الألوان المختلفة، والاقتصار على لون دون لون، وإطفاء شمعة لإشعال شمعة، ومحو عمل لتقديم عمل، وإزالة حجر لوضع حجر .. وهكذا يبدو البناء الحضارى ناقصاً، ومائدة الثقافة عرجاء. 04 إن رواسبنا فى مصر من قديم وقد جئنا بها .. ففى بلادنا اليوم حجاب .. ومن يصادف فى عربة حنطور رجلاً وامرأة، حتى وإن كانا زوجين، فإن الشارع كله يجرى خلفهما متصايحاً بمختلف الألفاظ البذيئة وكأنها جريمة قد ظبطت .
الكتاب يسلب الالباب ولكني لا اجد علاقة بين مضمونه و عنوانه .. فالاجدر ان يكون اسمه باريس بين عهدين او مقارنة بين الحضارة الغربية و الحضارة العربية او حتى الفرق بين الهوية الغربية وهوية مصر المفقودة !!
لوحة الثورة 3,5م×1,5م زيتيه ، هديه لكل مصرى ثورى شريف حتى لا ينسى ثورته وارواح الشهداء .. مصري مغترب في ألمانيا
( إذا كان المقصود بالتعليم الذي كالماء والهواء هو محو الأمية عند الجميع، فما قيمة محو الأمية الأبجدية مع بقاء الأمية العقلية؟!
محو الأمية العقلية يحتاج إلي طعام يتم إختياره بدقة وإعداده بعناية …
لقد انتشر التعليم الذي كالماء والهواء بالمجانية، ولم يتغير شئ في عقلية الأمة, الذي كثر عدده هو مكاتب الموظفين الذين لا ينتجون شيئاً يرقي بعقلية الأمة!
كما أصبح التعليم مجرد الحصول علي شهادة للحصول علي وظيفة، لا شأن لها بالتكوين الثقافي للعقلية والشخصية …
مصر بين عهدين - توفيق الحكيم 1983 )
كانت هذه الاقتباسات من آخر فصل فى الكتاب حيث تحدث توفيق الحكيم عن التعليم القائم التلقين التعليم الكمى الذي لا يخرج لنا إنسان واعى قادر على تبنى وجهة نظر والحكم أحكام صحيحة على الأمور الحياتية داعياً للتعليك الكيفي الذى يرتقي بالإنسان، الذي يهتم بنوعية ما يتلاقه المتعلم لا كم ما يتلاقاه ...
الكتاب يتحدث عن تجربة توفيق الحكيم فى البحث عن الهوية المصرية التى كانت شغل الكتاب والمثقفين الشاغل بعد ثورة 1919م عندما سألهم الإنجليز من أنتم؟ ما هى مصر؟ ما هى هوية مصر؟
فهرس الكتاب
يتحدث توفيق الحكيم عن تجربة سفره لفرنسا ليكمل دراسته فى الحقوق وليرى الفنون فى باريس عاصمة النور، وكيتحدث عن إحساس المغترب الذى يشتاق دائماً إلى وطنه، كما يتحدث عن أن أفضل رؤية لمصر هى رؤيتها من الخارج، خارج الدائرة ...
ثم يأتى الفصل الأهم من وجهة نظرى هو الفصل قبل الأخير (قضية الشخصية المصرية) حيث يقارن توفيق الحكيم بين الهوية المصرية والهوية العربية ويوضح كم الإختلافات بين الهوية المصرية والهوية العربية، فالهوية المصرية قائمة على الروح والعقل، وهو ما اكتسبته مصر من جذورها الضاربة فى التاريخ فمصر هى أول حضارة عرفها التاريخ، بينما العرب كانوا فقراء يعيشون فى الصحراء لا يجدون أى رادع من سفك الدماء بحثاً عن بئر للماء أو الطعام، ثم فجأة وجدوا الدنيا تفتح لهم ذراعيها فأخذوا ينهمون منها بنهم شديد جداً، حتى أن الدين لم يردعهم فحللوا كل شئ لأنفسهم فكانت الخمر مباحة مخالفة للدين، وكان العرب هم أسرع غزو عرفه التاريخ فلم يعرف التاريخ أمه اجتاحت كل هذه المساحات الشاسعة فى هذا الوقت القليل، وكان من نتائج تسرع العرب هو أنهم لم يتركوا أى شئ مميز يدل على حضارتهم فى أى مكان بعكس الحضارة الفرعونية أو الآشورية أو الإغريقية ...
ومن وجهة نظرى المتواضعة فالعرب لم يكونوا فى يوم من الأيام حضارة، فهم لأعداء للتفكير وللفهم وللعقل فكل ما يشغل العربى هو شهواته، وكيفية إشباع غرائزه! حتى أن العلماء الذين يفتخرون بهم اليوم ما كانوا إلا مستعربين جاءوا من الشرق ومن الغرب وكان أغلبهم علمانياً بمقاييس عصرنا ولا دينياً وملاحدة (تستطيع بنفسك أن تُراجع أمهات الكتب من التراث الإسلامى لتكتشف أن هؤلاء العلماء من أمثال ابن رشد وابن الهيثم وابن سينا إلى آخره ما كانوا إلا لا دينيين ملاحدة).
الآن نحن مطالبون بتعميق الإحساس بالهوية المصرية حيث الأصالة والتاريخ والجذور الضاربة فى أعماق التاريخ، بعيداً عن أوهام الهوية العربية وأوهام الهوية الإسلامية التى لم تجنى مصر منهما إلا كل شر وكل خراب ...
الكتاب جيد تقييمى له 4 نجوم
أترككم مع بعض صور التاريخ المصري الحقيقي
ملحوظة: لم أضع فى الصور أى شئ له علاقة بالأقباط ولا بالإسلام فى مصر لأنه من وجهة نظرى المسيحية هى بداية انهيار الحضارة المصرية، كما أن الإسلام دمر الهوية المصرية وحاول تجريفها. كما لم أضع لصور لـ 60 سنة منذ عام 1952 حيث بداية الحكم العسكرى لمصر لأنه لم يعبر عن مصر، بل ساعد فى تجريف الهوية المصرية لصالح الوهابيين والاسلاميين والكائنات الظلامية التى تحمل كل حقد تجاه مصر وتاريخها.
الواضح من كتابات الحكيم أنه كان مرتبطا بتعاقد من نوع ما يجبره على تسليم عدد معين من الكتب في فترة زمنية محددة.. هذا العقد الذي يجعله يجمع أي شئ كتبه سواءا كان مجرد فكرة أو خاطرة أو قصة.. سواءا كانت كلمات تنشر لأول مرة أو نشرت في اكثر من كتاب قديم.. المهم أن يقوم بتسليم العدد الكافي من الصفحات لتصلح للوضع داخل كتاب! هذا هو الهدف!
عندما بدات مصر بين عهدين و بعد المقدمة الأسطورية لتوفيق الحكيم تخيلت أنني سأقرأ مقارنة بين مصر العشرينات و مصر الثمانينيات.. كيف اختلف التكوين الاجتماعي.. كيف اختلفت التيارات الفكرية.. كيف اختلفت الحياة السياسية.. إلخ إلخ
لكن للغرابة لم اجد كل هذا! في الحقيقة كل ما وجدته هو حديث عن شخص توفيق الحكيم ... و تكرار ملل لفقرات بأكملها من كتب قديمة و منشورة له! بل و لا يخجل من نشر قصة مثل "العوالم" للمرة الثالثة!!!! و هو رقم قياسي جديد لأي كاتب أن ينشر نفس القصة 3 مرات في ثلاث كتب مختلفة!!!
للقارئ الذي لم يقرأ أي شئ لتوفيق الحكيم فإن هذا الكتاب سيكون بداية جيدة لمعرفة فكر الحكيم بشكل عام... في الحقيقة سيكون كافيا تماما للاستغناء عن كل الكتب الأخري التي كتبها!
اما القارئ تعيس الحظ الذي كان قد قرأ عدة كتب سابقة للكاتب فلن يجد في الكتاب أي حرف جديد لم يقوله الكاتب من قبل..
يقول توفيق الحكيم في هذا الكتاب "حتى المنزل المجاور بالمشربية إياها.. ما من شيء تغير، أكثر من 50 عاما، و كل شيء كما كان، و كأن الزمن جالس أمام باب المنزل ناعسا يدخن النرجيلة...!" كان هذا منذ أكثر منذ 40 عام، و لا زال كل شيء كما كان في بلاد العرب، لا شيء يتغير بل الأوضاع تتعكر أكثر فأكثر... كتاب و كأنه كتب البارحة رغم مرور هذا الكم الهائل من السنين و لكن للأسف يصر العرب على المكوث في مربع البداية و تكرار التجارب الفاشلة و كأنهم يريدون تطبيق مقولة المؤرخ الإغريقي ثوسيديديس بحذافيرها : L'histoire est un perpétuel recommencement.
نادرًا ما كنت أشعر انني اقرأ كتاب، ، طوال فترة قراءتي للكتاب كنت اشعر بأنني اجلس مع الحكيم ويحكي لي ما يتبادر الى ذهنه. أعجبتني بساطة الكتاب وعفوية الكاتب ولكن كثيرًا ما كنت أشعر بأن الحكيم ينسى سبب تأليف الكتاب فيسترسل بالحديث عن حياته وتجاربه ويقارن بين الشرق والغرب. على أي حال، الكتاب ممتع ولطيف.
بغض النظر عن العنوان الغير متسق مع المضمون ، الا ان الحكيم يتجه كالعادة بإسلوب الحكايات فى كل قطعة يكتبها . يرسم و يصف و يتناقض فى كلامه و كتاباته ، ، الا انه ينقل تجاربه بمصداقية . يعجبنى كثيراً انه يكتب ثم يعيش الذى يكتبه على عكس الكثيرين .
الكتاب بالنسبة لى انتهى عند الصفحة 103 فلم اجد مبرر لنشر مجموعة الرسائل المنشورة سابقا في كتابة زهرة العمر وكذلك قصة العوالم سوى الحشو وزيادة عدد الأوراق وبالتبعية زياذة سعرة. اما محتوى الكتاب فهو مجموعة ذكريات للحكيم فيها الحنين لفرنسا وذكرياتة القديمة فيها اكثر من حديثة عن مصر..
كان ممكن أديله 5 نجوم لو كان اسمه (فرنسا بين عهدين) .. أول مرة أقرأ حاجة للحكيم وتبقى بالسخافة دي .. بجد حزين جدا على الوقت اللي ضيعته في قراءة الكتاب ده
نحن لا نعرف أنفسنا جيدا ونحن بين أهلنا.. بل نعرف أنفسنا في أعماقها واختلافها وتميزها ونحن بين أجناس أخرى مختلفه.. وحضارات أخرى غير حضارتنا...
الكتاب عبارة عن صور خاطفة لانطباعات وتاملات الكاتب على امتداد خمسين سنة.. الكتاب مقسم ل 7 موضوعات.. في كل موضوع ناقش الكاتب فكرة معينة...
في الانطباع الأول (مصر بين عهدين في رحلة على جناح عصفورة) بيعرض الكاتب وجهة نظره في رحلته في باريس والانطباعات اللي أخدها سواء في الفنادق أو الجامعات أو المطاعم أو أهمية القراءه وزياده عدد المكتبات اللي بتعرض كتب في مختلف فروع المعرفة بسعر زاهيد.. الحجاب في مصر في مقابل رغبة المرأه في فرنسا لكسر القيود وظهور قصة الشعر (ألا جارسون) للتعبير عن استقلالها بحياتها وجسدها وسلوكها اسوه بالرجال.. قارن الكاتب كمان بين محاولة اليابان في التحضر والتطلع لكل تطور في أوروبا وما بين العكس بالنسبه للشخصية المصرية اللي منهم فتح مداركة لكل المعارف وترجم ونقل ما استطاع من آثار الحضارة العصرية ومنهم اللي اكتفي بالعالم القديم وحده دون علم بما يحدث في العالم الجديد ومنهم اللي اكتفي بالتخصصات الدراسية أو المهنية اللي وصل لباريس علشانها...
وبعدين بينقل الكاتب لانطباع آخر (رحلة حول الحاضر) وفيها الكاتب بيعبر عن اندهاشه بسبب الحياه والتطور في جنيف.. وصدمته لما راح زيارة سنة 1971 لجبال الالب في مصيف قديم في قرية (سالانش) بعد فتره غياب أكثر من ثلث قرن ليطالع كيف أصبح الحال وكيف اختلف المكان فيقول الكاتب معبرا عن شعوره ( لكني جئت للذكرى.. فأخذت اجوس خلال القرية أو تلك التي كانت قرية.. فاذ بها مدينة صغيرة.. بها العديد من المقاهي والبارات والحوانيت والمحال الكبرى والتاكسيات والسينمات... إذن هو التقدم... التقدم هو البعد عن الطبيعة)... لكن كمان انبهر أن مع التقدم أو التحضر في باريس مازال في اهتمام بمائدة الثقافة بكل ألوانها القديم والجديد... وبيعبر عن رأيه في باريس وبيقول ( باريس عندي هي السير.. السير وما من عصا في يدي اتوكأ عليها.. فباريس لا تعرف العصي.. اللهم إلا عصى العميان البيضاء.. اما بقية الناس فلا يحملون سوى المظلات عندما يهطل المطر.. بلاد لا تعرف العصا ولا المنشة ولا المسبحة .. ايدي الناس طليقة... علامة الحركة والصحة والنشاط)..
وفي الانطباع التالت (رحلة حول الشخصية المصرية) بيناقش الكاتب أبرز الملامح لشخصية مصر في انها تقدر تجمع الإيمان والعلم والفن في شخص واحد أو عمل واحد أو مكان واحد... وده من أولى حلقات عمرها في العهد المصر القديم هنلاقي الهرم يجمع بين الأعجوبة العلمية الهندسية الرياضية الفلكية وتكنولوجيا وبين الشكل الفني وبين الإيمان اللي دفع لوجوده..ومع مجئ العهد المسيحي ظهرت الاديرة وفيها المكتبات والعلوم والايقونات واللوحات والمخلفات الفنية.. ثم جاء الإيمان ليضئ كل الأركان.. وأخيرا العهد الإسلامي وفيه تتضح الملامح على أبرز وجه فالمساجد ايه في روعه الفن وجمال الزخرف وفيها حلقات الدرس والعلماء العارفين على أحياء العلم بكل فروعه.. فمصر في حالة يقظتها ونهضتها تتخذ حضارتها دائما شكل الحضارة الكاملة الجامعة لكل العناصر...وذكر مره تانيه أن من ملامح شخصيتنا المصرية التسامح.. كل الأديان والمذاهب تعيش في مصر آمنه جنبا إلى جنب..
وفي انطباع آخر عن (قضية الشخصية المصرية) قدم الكاتب مناقشه بين الملامح المصرية أو العربية وما بين الاغريقية
من ناحية فن النحت فالتماثيل المصرية مستورة الأجساد وعند الإغريق عارية الجسد.. فكل شئ في مصر مستتر خفي كالروح ولكنه عار جلي عند الإغريق كالمنطق... الإغريق الحركة اي الحياه.. وعند العرب السرعة اي اللذه
الأسلوب العربي في العمارة من اوهي أساليب العمارة.. وإذا عاش لليوم فإنما يعيش بالزخارف... ففن الزخرف العربي هو الذي أنقذ العمارة العربية.. فالعماره العربية (إلا في مصر) ما هي سوى زخرف لا بناء.. ولا اعمده هائلة ولا جبهة عريضة ولا وقفه ولا بساطه عظيمة ولا روعة بناء وإنما هي وشي كثير كجمال الحلي المرصع يبهر البصر.. ولا فكر خلفه..
الغناء العربي هو صوت محمل بألوان الحسنات من تعاريج وانحناءات والتواءات وتقاسيم .. فالعرب جعلوا من الموسيقى لذة للأذان لا أكثر ولا أقل..
وفي التصوير العربي على جماله ودقته ليس إلا مجرد تزيين وزخرف للكتب والمخطوطات
وفي النحت والتصوير فالعرب لا يرون إلا الجزء المنفصل لا حاجة لهم بالبناء الكامل المتسق...
وفي الأدب.. اذا يترجمون عن غيرهم يسقطون كل أدب قائم على البناء.. فلم ينقلوا ملحمة واحده.. العقلية العربية لا تشعر بالوحده الفنية في العمل الفني الكبير.. لأنها تتعجل اللذه.. يكفيها بيت شعر واحد أو حكمة واحده أو لفظ أو نغم أو زخرف لتمتلئ طربا وإعجابا...
وأنهى المناقشة بأن حضارة الإغريق قدرت تعمل اتزان بين عنصري الوجود.. فقد كانوا أعمق مما نظن.. وكانوا يشعرون بشئ آخر غير مجرد الماده الظاهرة
وفي الانطباع الأخير (التعليم بين الماء والهواء) بيسال إذا كان المقصود بالتعليم كالماء والهواء هو محو الامية عند الجميع.. فما قيمة محو الأمية الأبجدية مع بقاء الأمية العقلية؟!
وبيسال متي توجد عندنا هذه (الكليات المناورات) التي تشع النور على الجميع وتلقى طعام العقل بالمجان بغير امتحانات ولا مجاميع ولا شهادات؟
أن مصر الخالدة التي تكونت شخصيتها على مدى العصور والعهود باديانها الثلاثه قد رسبت في قلبها.. فالعلم والتعلم للحصول على الشهادات والدرجات.. اما التنوير الروحي والعقلي لتكوين الشخصية فلا تفكير فيه.... حتى الجامعة العصرية التي تدخل كل بيت واسمها التلفزيون إن هي إلا أداه امتاع وترفيه أكثر مما تفهم على أنها أداة تنوير وتكوين...
ومن الانطباعات اللي كانت بالنسبه ليا عبارة عن حواشي (العوالم.. ومن رسائل زهرة العمر) مقدرتش افهم ايه الهدف من وجودهم في الكتاب
"اندهش الإنجليز وسألوا: وماهي مصر؟ أننا لانعرف شيئا اسمه مصر، ولكن شيئا فقط مجرد اسمه القطر المصري كما هو موجود على الخرائط الرسمية" وكانت الإجابة عسيرة عندئذ قام رجال الفكر يبحثون عن مصر روحا وشخصية فأسسوا بنك بنك مصر، ونهض رجال الفكر والفن يصورون عن مصر ويعبرون عنها ليجيبوا عن سؤال الإنجليز "اين هي مصر؟" توفيق الحكيم يصور روح مصر وشخصيتها عبر العصور الفرعونية والمسيحية والإسلامية من إهراماتها إلى جوامعها وعمارتها وزخرفتها العتيدة الرائعة التي تميز هويتها عن سائر الأمم. ليخرج لنا هذا الكنز الكبير الذي يتحدث عن مصر القديمة واوجها والحديثة وما آلت إليه من انحدار ناتجة عن الإهمال العثماني وعنصريته ضد الفلاح المصري. يحاور الحكيم نفسه بمقارنة حياته بين باريس ومصر والمفارقات البينة بينهما. قصة نجاح الدكتور سعيد المؤمن بدينه ايمان العجائز المخلص في عمله حتى أنه جعل مستشفى الكلب مثالا وطنيا تفتخر به بلده بدقة عمله وإتقانه، مما دفع الحكيم إلى الاستشهاد به في مؤلفه. اما نقده لمجانية التعليم دون جدواها فهو مربط الفرس في المقارنة بين العهدين، حيث أصبح التعليم كالماء والهواء إلا أنه لم يغير شيء في عقلية الأمة ، فلا قيمة لمحو الأمية الأبجدية مع بقاء الأمية العقلية. فلا قيمة لشهادات لا ينعكس أثرها على التفكير. واخيرا لفت انتباهي عبارة نقلها الحكيم على لسان الاسطى حميدة العالمة المغنية بعد أن تحرك القطار من القاهرة إلى الإسكندرية لإحياء فرح محمد بيك القطبي وقالت "ياحبيبتي يامصر!" وكأن قلبها تحرك مع تحرك القطار حزنا عن الفراق، وهو ما أراد أن ينقله الحكيم عن مصر بين العهدين كيف كانت وماذا اصبحت، فيا حبيبتي يامصر أسفا عليك.
أي قراءة لتوفيق الحكيم هي رحلة ممتعة ذهنياً في كل الأحوال. ومصر بين عهدين ليس استثناء، ولكن مشكلتي معه هو أني ارى أن العنوان غير مناسب بصورة واضحة لمضمون الكتاب الذي وجدته أقرب لتجميعة مقالات وذكريا مبعثرة ليست بالضرورة تخدم الهدف من الكتاب المسطور في عنوانه.
أياً كان، الكتاب يتحدث عن شخصية مصر وطبائع شعبها، ومقارنة بين أسلوب وفكر مصر مقابل الغرب (باريس) ، وفيه ذكر محاسن الشخصية المصرية مثل القدرة على التوفيق بين السعي للعلم وعدم إغفال الإيمان (بل وازدياده) وفيه ذكر للمساوئ التي مازلنا نعانيها مثل الأتكال وترك الأمور لله بزيادة عن اللزوم.
الكتاب به فصل في آخره جميل عن المقارنة بين سمات الحضارة المصرية والحضارة الإغريقية، من اعتماد الأولى على الروح والثانية على المادة، وأن الثقافة العربية من ناحية أخرى أقرب للمادة منها للروح المصرية.
وقفت امام دار الشروق في معرض الكتاب عام ٢٠١٩ وكنت أنوي اقتناء أحد كُتب توفيق الحكيم ولكن احترت في أي كتاب سأبدأ فيه ، شدني عنوان مصر بين العهدين فوارق العصرين من اهتماماتي ولكن بعد أن قرأت الكتاب لم اجد مصر بين العهدين وجدت باريس بين الفنّين! ، كان عبارة عن سرديات حول رحلته في باريس ومقارنات حول حالهم وحالنا الفن هُنا وهناك لا أنكر أن السرد أعجبني وبعض المواقف الطريفة استمتع جداً بالكتاب ولكن من رأيي المُتواضع لم يوفق الحكيم في اختيار العنوان.
الكتاب خيب آمالى. ربما أكون أنا من لم يفهم العلاقة بين حكايا الحكيم وبين تغير مصر من عهد الليبرالية الملكية إلى الجمهورية الاشتراكية!! فقط بضعة جمل هى التى تعبر عن الكتاب من مجمل صفحاته.