What do you think?
Rate this book
عايدون
تختفي غزالة وابنتها حسناء. تدور الشكوك حول أن تكونا قد اختُطفتا مع اختفاء تمثال "الحسناء والغزالة" من أحد ميادين العاصمة الليبية طرابلس.
غزالة، الإعلامية المتحرّرة وصاحبة الشهرة في التسعينيات، كانت قد انتقلت وابنتها للعيش مع والدها بعد فقدان زوجها في تشاد. أما حسناء، التي ورثت التمرّد والثورة من والدتها، فلم تجد في "ثورة ليبيا" ما يؤسّس لمستقبل أفضل. "عايدون" هو اللقب الذي رافق العائلة منذُ هَرَب الجدّ إلى سوريا أيام الاحتلال الإيطالي، ثم عاد إلى ليبيا بعد سنوات.
رواية تدور في زواريب المجتمع الليبي وتعقيداته لترسم مشهداً لخراب متراكم أسّس للخراب اللاحق.
غزالة، الإعلامية المتحرّرة وصاحبة الشهرة في التسعينيات، كانت قد انتقلت وابنتها للعيش مع والدها بعد فقدان زوجها في تشاد. أما حسناء، التي ورثت التمرّد والثورة من والدتها، فلم تجد في "ثورة ليبيا" ما يؤسّس لمستقبل أفضل. "عايدون" هو اللقب الذي رافق العائلة منذُ هَرَب الجدّ إلى سوريا أيام الاحتلال الإيطالي، ثم عاد إلى ليبيا بعد سنوات.
رواية تدور في زواريب المجتمع الليبي وتعقيداته لترسم مشهداً لخراب متراكم أسّس للخراب اللاحق.
176 pages, Kindle Edition
First published February 17, 2019
6 people are currently reading
170 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 33 reviews
February 28, 2024
عايدون رواية للكاتبة الليبية كوثر الجهمي و هي تعتبر الرواية الأولي للكاتبة و فازت بجائزة مي غصوب للرواية عام ٢٠١٩ والجائزة تُمنح لكاتب لم يسبق أن نشر كتاباً من قبل...
ماذا تعني كلمة عايدون؟
عايدون هو لقب يطلق علي العائدين إلي ليبيا بعد أن هاجروا وقت الأحتلال الإيطالي ثم عادوا مرة أخري بعد عودة الوطن إلى أبنائه ولكن معظم الليبين يروا في هجرتهم خيانة لإنهم يربطوا مفهوم الوطنية بالبقاء في الوطن! وفي هذه الرواية ألقت الكاتبة الضوء علي هذه المشكلة و توغلت داخل المجتمع الليبي بكل صراعاته ومشاكله علي الهوية خصوصاً بعد سقوط القذافي وحتي إتكلمت في جزء من الرواية عن ليبيا وقت الإحتلال الإيطالي...
الرواية مكتوبة بإتقان ويتناوب السرد في الفصول بين بطلتي الرواية كما إن الكاتبة كانت تتنقل بين الحاضر والماضي بسلاسة بس محتاج تركز شوية مع عنوان كل فصل والتاريخ بتاعه...
يعيب الرواية إن فيها شوية تفاصيل ناقصة في بعض الأجزاء المهمة بجانب وجود بعض الحبكات الضعيفة شوية ...بس بغض النظر عن الحاجات دي الرواية فعلاً مكتوبة حلو و لو أول رواية للكاتبة بهذا المستوي يبقي إحنا أكيد أمام كاتبة موهوبة جداً ذات قلم مميز وجرئ في نفس الوقت...
تجربة جديدة بالنسبة لي مع الأدب الليبي و مؤخراً أتعرفت علي كتاب كتير ليبيين أحب أقرأ لهم أكتر مثل محمد الأصفر،عائشة إبراهيم،محمد النعاس و أكيد كوثر الجهمي حتنضم لقائمة كل هؤلاء الكتاب المميزين..
شكل أشقائنا الليبين داخلين علينا بقوة الفترة القادمة:)
ماذا تعني كلمة عايدون؟
عايدون هو لقب يطلق علي العائدين إلي ليبيا بعد أن هاجروا وقت الأحتلال الإيطالي ثم عادوا مرة أخري بعد عودة الوطن إلى أبنائه ولكن معظم الليبين يروا في هجرتهم خيانة لإنهم يربطوا مفهوم الوطنية بالبقاء في الوطن! وفي هذه الرواية ألقت الكاتبة الضوء علي هذه المشكلة و توغلت داخل المجتمع الليبي بكل صراعاته ومشاكله علي الهوية خصوصاً بعد سقوط القذافي وحتي إتكلمت في جزء من الرواية عن ليبيا وقت الإحتلال الإيطالي...
الرواية مكتوبة بإتقان ويتناوب السرد في الفصول بين بطلتي الرواية كما إن الكاتبة كانت تتنقل بين الحاضر والماضي بسلاسة بس محتاج تركز شوية مع عنوان كل فصل والتاريخ بتاعه...
يعيب الرواية إن فيها شوية تفاصيل ناقصة في بعض الأجزاء المهمة بجانب وجود بعض الحبكات الضعيفة شوية ...بس بغض النظر عن الحاجات دي الرواية فعلاً مكتوبة حلو و لو أول رواية للكاتبة بهذا المستوي يبقي إحنا أكيد أمام كاتبة موهوبة جداً ذات قلم مميز وجرئ في نفس الوقت...
تجربة جديدة بالنسبة لي مع الأدب الليبي و مؤخراً أتعرفت علي كتاب كتير ليبيين أحب أقرأ لهم أكتر مثل محمد الأصفر،عائشة إبراهيم،محمد النعاس و أكيد كوثر الجهمي حتنضم لقائمة كل هؤلاء الكتاب المميزين..
شكل أشقائنا الليبين داخلين علينا بقوة الفترة القادمة:)
November 24, 2019
(عايدون) الرواية الليبيّة التي حازت على جائزة مي غصوب للرواية العربيّة.
___________________________
لا يمكنني إخفاء سعادتي عندما وجدت هذه الرواية موجودة بين روايات أخرى موضوعة على رفٍّ في إحدى المكتبات، وذلك يرجع لسببين، أوّلهما أنّني كنت قد قرّرت أن أقرأها من شهور قليلة ولكنّ الفرصة لم تكن آتية حتى الآن، فكأنما العمل ألقى بنفسه عليّ معلنًا أنّها الفرصة التي عليّ اقتناصها، والسبب الآخر أنّني وجدت روايةً ليبيّة بين أعمال عربيّة أخرى هو إنجاز في ذاته، خصوصًا عندما نذكر الشحّ الأدبي أو (الروائي) الليبيّ الحاصل في الفترة الأخيرة، بغض النظر عن بعض المحاولات الجادّة والجيّدة في الوقت ذاته.
"كيف يُقرّر الإنسان أنّ أرضًا ما هي وطنه أصلًا؟ هل بمُجرّد وثيقة هوية أم بسنوات طفولة وصبا نحصيها ونقرر بناء على أكثرها أي الأوطان هو وطننا؟ أليس الوطن هو الذي يجب أن نشعر فيه بكرامتنا؟"
الرواية بدأت (بسيجارة) تدخّنها أنثى خرجت عن العادات السائدة في فترةٍ ما في ليبيا، وهنا يكمن ذكاء الكاتبة في إبراز النفور والتضاد الواقع من قبل الليبيين لأيّ شيء خارج المتعارف عليه في تلك الفترة، هنا أيضًا مهّدت دخولها للحبكة الرئيسة والموضوع الذي أرادت في الأصل طرحه في العمل، إن أردت أن تصنع رواية جيّدة فعليك أن تمتلك أداة تدخلك لقلب عملك دون حتى أن يشعر القارئ كيف فعلت ذلك، وهذا ما شعرت به في هذه الرواية.
"أنا من العائدون الذين هاجروا لأسباب متعلّقة بالاحتلال الإيطالي، ثم عادوا بعد عودة الوطن إلى أبنائه، ولكن المعنى بالنسبة إليهم لم يقتصر على هذا المفهوم، لقد رأوا في الهجرة خيانة، والعودة طمعًا فيما ليس لنا حقّ بعد أن خذلناه!"
واضح جدًّا أنّ (الهويّة) هي الحلقة التي تدور عليها الرواية، تبدأ الرحلة عند رحيل (مصطفى الكريتلي) من ليبيا قهرًا دون حتى أن يعلم أن عائلته من بعده ستحمل لقب (عايدون) والذي يطلق على أشخاص عادوا إلى بلادهم بعدما كانوا خارجها لفترة بسبب الظروف.
سُردت الرواية بأسلوب المتكلم، بين فصلٍ خاص بالأم (غزالة) وآخر يخصّ ابنتها (حسناء) تلك الفتاة المتمرّة والتي تصف الوقائع من وجهتها الخاصّة، وعليّ ذكر أن مجهود الكاتبة في إبراز الشخصيّات كان جيّدًا وخدم نصّها الأدبيّ بشكل مناسب.
لغة العمل سهلة، وكذلك الأسلوب،
حتى وإن استغرقت بعض الوقت للتعرّف إليه،
في المجمل، عمل يُبشّر بقدوم قويّ للرواية الليبيّة بمفهومها الحديث والذي يحترم القارئ مهما كانت ذائقته الأدبيّة.
أبارك لكوثر الجهمي مولودها الأول، ومتيقن أن لديها المزيد لتقدّمه في أعمال أخرى قد تكون أفضل. وهذا ما آمل أن أراه في المستقبل القريب، ومتحمّس جدًّا جدًّا لذلك.
______________________
يس قرقوم
31 مايو | 2019
___________________________
لا يمكنني إخفاء سعادتي عندما وجدت هذه الرواية موجودة بين روايات أخرى موضوعة على رفٍّ في إحدى المكتبات، وذلك يرجع لسببين، أوّلهما أنّني كنت قد قرّرت أن أقرأها من شهور قليلة ولكنّ الفرصة لم تكن آتية حتى الآن، فكأنما العمل ألقى بنفسه عليّ معلنًا أنّها الفرصة التي عليّ اقتناصها، والسبب الآخر أنّني وجدت روايةً ليبيّة بين أعمال عربيّة أخرى هو إنجاز في ذاته، خصوصًا عندما نذكر الشحّ الأدبي أو (الروائي) الليبيّ الحاصل في الفترة الأخيرة، بغض النظر عن بعض المحاولات الجادّة والجيّدة في الوقت ذاته.
"كيف يُقرّر الإنسان أنّ أرضًا ما هي وطنه أصلًا؟ هل بمُجرّد وثيقة هوية أم بسنوات طفولة وصبا نحصيها ونقرر بناء على أكثرها أي الأوطان هو وطننا؟ أليس الوطن هو الذي يجب أن نشعر فيه بكرامتنا؟"
الرواية بدأت (بسيجارة) تدخّنها أنثى خرجت عن العادات السائدة في فترةٍ ما في ليبيا، وهنا يكمن ذكاء الكاتبة في إبراز النفور والتضاد الواقع من قبل الليبيين لأيّ شيء خارج المتعارف عليه في تلك الفترة، هنا أيضًا مهّدت دخولها للحبكة الرئيسة والموضوع الذي أرادت في الأصل طرحه في العمل، إن أردت أن تصنع رواية جيّدة فعليك أن تمتلك أداة تدخلك لقلب عملك دون حتى أن يشعر القارئ كيف فعلت ذلك، وهذا ما شعرت به في هذه الرواية.
"أنا من العائدون الذين هاجروا لأسباب متعلّقة بالاحتلال الإيطالي، ثم عادوا بعد عودة الوطن إلى أبنائه، ولكن المعنى بالنسبة إليهم لم يقتصر على هذا المفهوم، لقد رأوا في الهجرة خيانة، والعودة طمعًا فيما ليس لنا حقّ بعد أن خذلناه!"
واضح جدًّا أنّ (الهويّة) هي الحلقة التي تدور عليها الرواية، تبدأ الرحلة عند رحيل (مصطفى الكريتلي) من ليبيا قهرًا دون حتى أن يعلم أن عائلته من بعده ستحمل لقب (عايدون) والذي يطلق على أشخاص عادوا إلى بلادهم بعدما كانوا خارجها لفترة بسبب الظروف.
سُردت الرواية بأسلوب المتكلم، بين فصلٍ خاص بالأم (غزالة) وآخر يخصّ ابنتها (حسناء) تلك الفتاة المتمرّة والتي تصف الوقائع من وجهتها الخاصّة، وعليّ ذكر أن مجهود الكاتبة في إبراز الشخصيّات كان جيّدًا وخدم نصّها الأدبيّ بشكل مناسب.
لغة العمل سهلة، وكذلك الأسلوب،
حتى وإن استغرقت بعض الوقت للتعرّف إليه،
في المجمل، عمل يُبشّر بقدوم قويّ للرواية الليبيّة بمفهومها الحديث والذي يحترم القارئ مهما كانت ذائقته الأدبيّة.
أبارك لكوثر الجهمي مولودها الأول، ومتيقن أن لديها المزيد لتقدّمه في أعمال أخرى قد تكون أفضل. وهذا ما آمل أن أراه في المستقبل القريب، ومتحمّس جدًّا جدًّا لذلك.
______________________
يس قرقوم
31 مايو | 2019
September 26, 2019
الرواية عبارة عن ج،ج،ج، جميلة: لانها تزيل النقاب علي طرابلس بأسلوب رائعة، طرابلس التي لم ارها من هذه الزاوية من قبل، جريئة: لطرحها موضوع مهم في مجتمعنا "العايدون" و تحريرها للبطلة من تشابهات المجتمع، جريحة: لأننا لم نعطي لطرابلس احترامها ولم نتفهم فكرة المشاكل التي تواجه الانسان في موطنه وتجعله يختار المنفي بدل الوطن او الظرف الذي يفرضه الزمان عليه .
والنهاية سوف تبقي الرواية ذاكرة غير ممسوسة من قبل الزهايمر، ذاكرة تخزن النهب و السرقة ، ذاكرة تحفظ سيناريوهات الحرب، وانقطاع الكهرباء والماء، ذاكرة بسيطة عن حياتنا اليومية.
وفي المجمل ابدعتي .
بالتوفيق في الاعمال القادمة .
August 23, 2022
مصادفة جميلة ذكرتني بهذه الرواية، وجعلتني أشرع على الفور في قراءتها،
وقد جاءت ـ لحسن الحظ - شيقة، يمكن للقارئ أن ينتهي منها في جلستين على الفور،
ذلك أن الحكاية تتناول حادثة اختفاء بطلتي الرواية المفاجئ .. حسناء وغزالة ، ومن خلال ذلك الاختفاء، ومن خلال أصوات أبطال الرواية نفسها وتعبيرهم عن نفسهم نتعرَّف عليهم وعلى جانبِ مجهول من الحياة في ليبيا قبيل ثورة 2011، وبالعودة إلى الماضي حيث أيام الاحتلال الإيطالي وما جرى فيه من تهجير عدد من المواطنين وأصبحوا عند عودتهم إلى بلدهم وأرضهم يسمون "العايدون" كيف يواجهون المجتمع من جديد، في ذلك الزمن، وكيف تغيّر الحال هذه الأيام وأصبح هناك صراع آخر جديد على الهوية أيضًا، بين من يرون أن لهم حق في الأرض والوطن بعد الثورة، ومن يريدون أن يعيشوا في سلاام
.
الرواية هي الأولى لكوثر الجهمي، وتعتبر اكتشاف واعد جدًا، حصلت على جائزة مي غصوب للرواية عام 2019،
في ظني أن الرواية حوت أكثر حكاية يُمكن أن تبنى عليها رواية كاملة، ولكن الكاتبة آثرت أن تضم الحكايات كلها معًا، لكي تنتقل بنا زمانيًا ومكانيًا من أيام الاحتلال الإيطالي وما جرى فيه وحتى أيامنا الراهنة وما يجري فيها، والمقابلات التي لاشك ستحدث بين هجرة الجد مصطفى إلى سوريا في ذلك الزمان، وانتقال البنت وأمها للعيش في تونس بعد تهديدات القتل،
ربما ينقص الرواية بعض التفاصيل الخاصة بالشخصيات، فنحن لم نعرف بالتحديد لماذا هدد الثوار حسناء، وما الذي فعلته يستوجب ذلك الهروب الكبير، كما أن حكايتها في بيت عمها كانت تحتاج في ظني الكثير من التفاصيل التي تعرفنا على جانب آخر من هذا المجتمع،
على كل حال كانت تجربة جيدة أخرى مع الرواية الليبية، ولاشك ننتظر من كوثر الجهمي الكثير
من الاقتباسات الجميلة في الرواية
تظنين أن وطنك بحاجة إليك، أليس كذلك؟ تمنين عليه بما ترينه نضالاً؟ تقعين في فخ العنجهية الذي تقع فيه النُّخب ”المثقفة“ في بلادنا ولا يعلمون أنهم قد يكونون هم داء هذا الوطن! تبّاً!
تفاجئني وتُلجمني تحاول الرجوع إلى هدوئها
بعد هذا الانفعال المفاجئ تخاطبني كأنها تجلس في الإذاعة ومكبر الصوت أمامها
– كوني متأكدة أن وطنك ليس بحاجتك، وطنك أرض عمرها ملايين السنين، وستبقى… نحن نتوارثها جيلاً بعد جيل، يطمع فيها أبناؤها تارة ويطمع فيها أعداؤها تارات عدة، يبرها أبناؤها مرة ويعقّونها مرات عدة، ولكنها باقية. الوطن لا يحتاجنا؛ نحن من يحتاجه. ألا ترين أن عمليات الهجرة ما هي إلا محاولات لإيجاد أوطان جديدة؟ قد تنجح مرة، ولكنها تفشل مراتٍ أكثر… ويبقى الحنين إلى تلك البقعة كأنها مركز الكون لكل منا، المرفأ الذي رُبطتْ به قلوبنا، فلا نحن نملك الإبحار بعيداً عنه، ولا الرسوّ فيه مجدداً بعد أن باتت أعماقه ضحلة.
وقد جاءت ـ لحسن الحظ - شيقة، يمكن للقارئ أن ينتهي منها في جلستين على الفور،
ذلك أن الحكاية تتناول حادثة اختفاء بطلتي الرواية المفاجئ .. حسناء وغزالة ، ومن خلال ذلك الاختفاء، ومن خلال أصوات أبطال الرواية نفسها وتعبيرهم عن نفسهم نتعرَّف عليهم وعلى جانبِ مجهول من الحياة في ليبيا قبيل ثورة 2011، وبالعودة إلى الماضي حيث أيام الاحتلال الإيطالي وما جرى فيه من تهجير عدد من المواطنين وأصبحوا عند عودتهم إلى بلدهم وأرضهم يسمون "العايدون" كيف يواجهون المجتمع من جديد، في ذلك الزمن، وكيف تغيّر الحال هذه الأيام وأصبح هناك صراع آخر جديد على الهوية أيضًا، بين من يرون أن لهم حق في الأرض والوطن بعد الثورة، ومن يريدون أن يعيشوا في سلاام
.
الرواية هي الأولى لكوثر الجهمي، وتعتبر اكتشاف واعد جدًا، حصلت على جائزة مي غصوب للرواية عام 2019،
في ظني أن الرواية حوت أكثر حكاية يُمكن أن تبنى عليها رواية كاملة، ولكن الكاتبة آثرت أن تضم الحكايات كلها معًا، لكي تنتقل بنا زمانيًا ومكانيًا من أيام الاحتلال الإيطالي وما جرى فيه وحتى أيامنا الراهنة وما يجري فيها، والمقابلات التي لاشك ستحدث بين هجرة الجد مصطفى إلى سوريا في ذلك الزمان، وانتقال البنت وأمها للعيش في تونس بعد تهديدات القتل،
ربما ينقص الرواية بعض التفاصيل الخاصة بالشخصيات، فنحن لم نعرف بالتحديد لماذا هدد الثوار حسناء، وما الذي فعلته يستوجب ذلك الهروب الكبير، كما أن حكايتها في بيت عمها كانت تحتاج في ظني الكثير من التفاصيل التي تعرفنا على جانب آخر من هذا المجتمع،
على كل حال كانت تجربة جيدة أخرى مع الرواية الليبية، ولاشك ننتظر من كوثر الجهمي الكثير
من الاقتباسات الجميلة في الرواية
تظنين أن وطنك بحاجة إليك، أليس كذلك؟ تمنين عليه بما ترينه نضالاً؟ تقعين في فخ العنجهية الذي تقع فيه النُّخب ”المثقفة“ في بلادنا ولا يعلمون أنهم قد يكونون هم داء هذا الوطن! تبّاً!
تفاجئني وتُلجمني تحاول الرجوع إلى هدوئها
بعد هذا الانفعال المفاجئ تخاطبني كأنها تجلس في الإذاعة ومكبر الصوت أمامها
– كوني متأكدة أن وطنك ليس بحاجتك، وطنك أرض عمرها ملايين السنين، وستبقى… نحن نتوارثها جيلاً بعد جيل، يطمع فيها أبناؤها تارة ويطمع فيها أعداؤها تارات عدة، يبرها أبناؤها مرة ويعقّونها مرات عدة، ولكنها باقية. الوطن لا يحتاجنا؛ نحن من يحتاجه. ألا ترين أن عمليات الهجرة ما هي إلا محاولات لإيجاد أوطان جديدة؟ قد تنجح مرة، ولكنها تفشل مراتٍ أكثر… ويبقى الحنين إلى تلك البقعة كأنها مركز الكون لكل منا، المرفأ الذي رُبطتْ به قلوبنا، فلا نحن نملك الإبحار بعيداً عنه، ولا الرسوّ فيه مجدداً بعد أن باتت أعماقه ضحلة.
Read
February 28, 2019حننشر مراجعة عن "عايدون" في القريب العاجل، مراجعة حميمية لأن القصة هذه بالذات يلزم قراءتها من أي شخص يبي يتعرّف ويشوف ولو لمحة عن جزئية من تاريخ ليبيا الاجتماعي بالدرجة الأولى والسياسي بدرجة ثانية... قصة تستاهل كل دقيقة تنقرا فيها.
February 3, 2021
رواية جميلة عن واقع غير جميل، استطاعت كوثر الجهمي بذكاء أن تربط بين اختفاء تمثال الغزالة والحسناء مع حكاية انسانية وحساسة يعيشها الكثيرون في مجتمعنا الليبي.
مواضيع الهوية والانتماء و الأحلام والذكريات، وتتقاطع تجاربنا في بعض تفاصيلها من تحطم آمالنا بغد افضل.
تعجبني رواية الحكاية على أكثر من لسان.
شكراً للكاتبة كوثر على تدوين ورصد حكاية من حكايات هذا المجتمع. بأسلوبها الخاص دون تكلّف لغويّ أو حشو لا يخدم القصة.
مواضيع الهوية والانتماء و الأحلام والذكريات، وتتقاطع تجاربنا في بعض تفاصيلها من تحطم آمالنا بغد افضل.
تعجبني رواية الحكاية على أكثر من لسان.
شكراً للكاتبة كوثر على تدوين ورصد حكاية من حكايات هذا المجتمع. بأسلوبها الخاص دون تكلّف لغويّ أو حشو لا يخدم القصة.
April 7, 2021
(عايدون) في الغرب الليبي أو (عايدين مهجر) في الشرق الليبي تصنيف من التصنيفات العنصرية العديدة الّتي يزخر بها مجتمعنا - للأسف الشّديد - وهو محور من المحاور الرئيسة في هذه الرّواية�� الّتي تدور أحداثها في طرابلس آواخر العام 2014 ، ونقرأ فيها الأوضاع في تلك الفترة بعيون بطلتي الرّواية غزالة وابتنها حسناء وبعض الشخصيات الأخرى، كما نقرأ عن فلسفة الوطن والغربة والثّورة والحريّة والشّجاعة والخوف وعن المرأة في مُجتمعٍ ذكوري "يُقدّسُ بكارة العذراء أكثر من حياتها" .. هذا كلّه وأكثر في أقلّ من مئتي صفحة مفعمة بالمعاني والمشاعر والرؤى ..
عايدون: كلمة تصف مُعاناة يومية يعايشها كثيرون في بلادنا إلى الآن .. وقد اختزلتها الكاتبة في جملة واحدة جاءت على لسان (مصطفى الكريتلي)، إذ يقول: "لقد دفعنا يا بنتي ثمن الغربة مرتين: مرّة حين خرجنا مضطرين إلى وطنٍ ليس وطننا، ومرّة حين عدنا إلى وطنٍ لم يعُد يعرفنا، ولم يرغب في معرفتنا، وحين تعرّف علينا أشاح بوجهه عنّا".
عايدون: رواية كوثر الجهمي الأولى، فازت بجائزة مي غصوب للرواية عام 2019، ونشرت من قبل دار السّاقي، وقد وددتُ قراءتها منذ سمعت عنها أولّ مرّة، لعدّة أسباب أهمّها أنّني أحبّ دعم الكُتّاب الليبين (فإن لم نفعل نحن - القرّاء الليّبيين - فمن يفعل؟) وثانيًا أنّ المؤّلفة من بنات جنسي (والنّساء أولى بمساندة ودعم بعضهن بعضا)، ولم يتيسّر اقتناؤها إلّا بدايات هذا العام، وبدأتُ قراءتها مع دخول فصل الرّبيع، وكانت قراءة مُوفّقة وممتعة رغم ما حوته الرّواية من أحداثٍ مُوجعة، وحقائق مؤلمة.
تبقّى أن أعلّق على لغة الرّواية، وقد كانت لغة سهلة تكاد تخلو من أيّ جماليّات، ولكنّها أدّت الغرض الرئيس من اللّغة وهو ايصال الفكرة، كما أنّها احتوت على بعض الأخطاء الأسلوبية والنّحوية ولكن كأولّ نتاج للكاتبة ، فلا بأس بالتّأكيد.
أخيرًا، أختتمُ ببعض ما اقتبستُهُ من الرّواية:
"أم أن النّصف-مبالاة صارت سمة من سماتنا في السّنوات الأخيرة؟"
"فالكتائب المسلّحة جميعًا، التّابعة لجهات مُسجّلة في الدّولة وغير التّابعة، باتت أعلى منزلة من الشّرطة، حتى أنّ الشّرطي يخشى التّصفير لسياراتهم وإن سارت باتّجاه مُخالف في طريقٍ سريع"
"سيّدة مثلي آثرت الاستقلالية التّامة عن حاجتها إلى الذّكور في معظم أوقات حياتها عليها أن تدفع ثمن استقلاليتها في أوقات عصيبة كهذه، أوقات لا يسمح فيها كبرياؤها باللّجوء إلى من أقصتهم بعيدًا عن حياتها في السّابق، أوقات أدرك فيها الآن أن الحياة في مُجتمع ذكوري تفرض على النّساء اتّباع قوانينها لو بعد حين. حبل التّمرد قصير هنا ... "
"غالبًا كان الوقت وحده رفيقي في حلّ مُشكلاتي، وحده قادرًا على تصغيرها كلّما طال عليها أمده"
"وما الإنسان إلا كومة من المشاعر والأحاسيس"
"لم أطاوع أصحاب القلوب الضّعيفة الّذين يتوهّمون أنّ كلّ مُطلّقةٍ أو أرملة تعيش - لا بدّ - حالة شبقٍ جنسيٍّ يدفعها إلى الارتماء في أحضان أول رجل، أو ربّما يظنّون أن بكارة النّساء هي فقط ما يعينهنّ على مقاومة إغراء الذّكور والمحافظة على عفّتهن، وبمجرّد اختفاء ذلك الغشاء الرّقيق لا يعود لديّهن ما يخشين فقده أو الافتضاح بسببه !"
"الغريب أنّهم كانوا يتقبّلون الأجنّبي إن بقي أجنبيًا، ولكنّهم يمقتونه إن ادّعى أنّه ليبيّ كأنّه بذلك يُلوّثُ النّسل الشّريف"
"وما الّذي لا يحترقُ في بلادنا؟ حتّى الإنسان يحترق!"
"العجيبُ أن أفكّر في تلك الصّور الّتي كانت تثير استيائي بحنينٍ شديد، حنين مبالغ فيه، إنّه فخٌّ ولا بدّ ! فخٌّ تصنعه لنا غربتنا، فتحيل مُخيّلاتنا وذكرياتنا تجاه كلّ ما اعتدنا قبحه إلى صورة جماليّة بهاؤها يفوق قدرتنا على مقاومتها"
"إنّني يا أمّي أشعر بالحنق تجاه وطني، ولا أشعر أنّني مدينة له بشيء..."
"وطنك أرضٌ عمرها مئات السّنين، وستبقى... نحن نتوارثها جيلًا بعد جيل، يطمع فيها أبناؤها تارة ويطمعُ فيها أعداؤها تارات عدّة، يبرّها أبناؤها مرّة ويعقّونها مرّات عدّة، ولكنّها باقية. الوطن لا يحتاجنا؛ نحن من يحتاجه."
#
عائشة
2021.4.7
عايدون: كلمة تصف مُعاناة يومية يعايشها كثيرون في بلادنا إلى الآن .. وقد اختزلتها الكاتبة في جملة واحدة جاءت على لسان (مصطفى الكريتلي)، إذ يقول: "لقد دفعنا يا بنتي ثمن الغربة مرتين: مرّة حين خرجنا مضطرين إلى وطنٍ ليس وطننا، ومرّة حين عدنا إلى وطنٍ لم يعُد يعرفنا، ولم يرغب في معرفتنا، وحين تعرّف علينا أشاح بوجهه عنّا".
عايدون: رواية كوثر الجهمي الأولى، فازت بجائزة مي غصوب للرواية عام 2019، ونشرت من قبل دار السّاقي، وقد وددتُ قراءتها منذ سمعت عنها أولّ مرّة، لعدّة أسباب أهمّها أنّني أحبّ دعم الكُتّاب الليبين (فإن لم نفعل نحن - القرّاء الليّبيين - فمن يفعل؟) وثانيًا أنّ المؤّلفة من بنات جنسي (والنّساء أولى بمساندة ودعم بعضهن بعضا)، ولم يتيسّر اقتناؤها إلّا بدايات هذا العام، وبدأتُ قراءتها مع دخول فصل الرّبيع، وكانت قراءة مُوفّقة وممتعة رغم ما حوته الرّواية من أحداثٍ مُوجعة، وحقائق مؤلمة.
تبقّى أن أعلّق على لغة الرّواية، وقد كانت لغة سهلة تكاد تخلو من أيّ جماليّات، ولكنّها أدّت الغرض الرئيس من اللّغة وهو ايصال الفكرة، كما أنّها احتوت على بعض الأخطاء الأسلوبية والنّحوية ولكن كأولّ نتاج للكاتبة ، فلا بأس بالتّأكيد.
أخيرًا، أختتمُ ببعض ما اقتبستُهُ من الرّواية:
"أم أن النّصف-مبالاة صارت سمة من سماتنا في السّنوات الأخيرة؟"
"فالكتائب المسلّحة جميعًا، التّابعة لجهات مُسجّلة في الدّولة وغير التّابعة، باتت أعلى منزلة من الشّرطة، حتى أنّ الشّرطي يخشى التّصفير لسياراتهم وإن سارت باتّجاه مُخالف في طريقٍ سريع"
"سيّدة مثلي آثرت الاستقلالية التّامة عن حاجتها إلى الذّكور في معظم أوقات حياتها عليها أن تدفع ثمن استقلاليتها في أوقات عصيبة كهذه، أوقات لا يسمح فيها كبرياؤها باللّجوء إلى من أقصتهم بعيدًا عن حياتها في السّابق، أوقات أدرك فيها الآن أن الحياة في مُجتمع ذكوري تفرض على النّساء اتّباع قوانينها لو بعد حين. حبل التّمرد قصير هنا ... "
"غالبًا كان الوقت وحده رفيقي في حلّ مُشكلاتي، وحده قادرًا على تصغيرها كلّما طال عليها أمده"
"وما الإنسان إلا كومة من المشاعر والأحاسيس"
"لم أطاوع أصحاب القلوب الضّعيفة الّذين يتوهّمون أنّ كلّ مُطلّقةٍ أو أرملة تعيش - لا بدّ - حالة شبقٍ جنسيٍّ يدفعها إلى الارتماء في أحضان أول رجل، أو ربّما يظنّون أن بكارة النّساء هي فقط ما يعينهنّ على مقاومة إغراء الذّكور والمحافظة على عفّتهن، وبمجرّد اختفاء ذلك الغشاء الرّقيق لا يعود لديّهن ما يخشين فقده أو الافتضاح بسببه !"
"الغريب أنّهم كانوا يتقبّلون الأجنّبي إن بقي أجنبيًا، ولكنّهم يمقتونه إن ادّعى أنّه ليبيّ كأنّه بذلك يُلوّثُ النّسل الشّريف"
"وما الّذي لا يحترقُ في بلادنا؟ حتّى الإنسان يحترق!"
"العجيبُ أن أفكّر في تلك الصّور الّتي كانت تثير استيائي بحنينٍ شديد، حنين مبالغ فيه، إنّه فخٌّ ولا بدّ ! فخٌّ تصنعه لنا غربتنا، فتحيل مُخيّلاتنا وذكرياتنا تجاه كلّ ما اعتدنا قبحه إلى صورة جماليّة بهاؤها يفوق قدرتنا على مقاومتها"
"إنّني يا أمّي أشعر بالحنق تجاه وطني، ولا أشعر أنّني مدينة له بشيء..."
"وطنك أرضٌ عمرها مئات السّنين، وستبقى... نحن نتوارثها جيلًا بعد جيل، يطمع فيها أبناؤها تارة ويطمعُ فيها أعداؤها تارات عدّة، يبرّها أبناؤها مرّة ويعقّونها مرّات عدّة، ولكنّها باقية. الوطن لا يحتاجنا؛ نحن من يحتاجه."
#
عائشة
2021.4.7
July 17, 2020
كنتُ صغيراً، وفي جلسة عائلية مع بعض من أفراد عائلتي وكانوا عرباً، قالتْ إحداهن وهي تصف شخصاً: "واحد نظيف" عقلي وقتها لم يستوعب هذا الوصف الغريب. أذكر إنني سألتها عن ما تقصده بواحد نظيف، ولكم أن تتخيلوا مدى الحرج الذي سببته بسبب رفضي العنيف للمعنى الذي سمعته، أي شخص أبيض البشرة. وفي موقف آخر حدث بعد سنوات، كنتُ جالساً مع صديق كردي، لفت نظري لبشاعة كلمة يرددها أغلبنا وهي: "استكردني" أي بمعنى: "جعلني كردياً" كلمة تحتوي على نبرة احتقار واضحة.
في ليبيا مهرجان كامل من هذه الكلمات المؤذية نمتْ بحرية داخل قاموسنا الليبي، ليس هذا فحسب، بل نحن نستدعي كلمة عادية أو تاريخية، لنخلق لها ظلالاً بشعة. العقل الليبي غريب في التعامل مع هذه الكلمات. ظهرت عشرات الكلمات منها الخوارج، الشلافطية، القهويين وقبلها التشادية والمرتزقة التي يعتبرها الليبيون مرادفاً لكلمة أسود وحالياً لدينا كلمة القرامطة، كلها تخدم هدفاً واحداً، وهو نزع "أحقية الحياة" من مجموعات بأسرها داخل مجتمعنا الليبي.
قبل أيام انتهيت من قراءة "عايدون" رواية أولى مذهلة لكوثر الجهمي تروي مأساة عائلية سببها الرغبة في الحرية التامة ولو أدى ذلك إلى الهرب بعيداً. حرية أنتجت كلمة قبيحة في عرف الليبيين وهي عايدون، أغلب من في ليبيا يعرف هذه الكلمة، ربما استعملها مئات المرات في حياته مثل مئات الكلمات الأخرى، باعتبارها أمراً عادياً ولا يخصه. عايدون رواية تجعلنا نحس ببشاعة مفهومنا لهذه الكلمة والتي تطلق في الحورات العادية مصحوبة بأحكام عنصرية، غدتْ عادية.
كوثر الجهمي مدهشة حقاً، استطاعتْ نسج سردية بارعة تحتشد بالمواقف المثيرة للعواطف وتتحدث باقتدار عن كل شيء يخطر ببالنا، قدمتْ مشاهد غاية في الدقة، مذكرات مصطفى الكريتلي المروية بأسلوب ممتع، مشاجرة مع إيطالي داخل حانة يهودي، وصف مشاعر زوجة غاب عنها زوجها، مشهد عن كريتي هارب لميناء طرابلس، مكابدة أب وهو يخفي سراً مهماً عن ابنته، لحظات تلقي خبر اختفاء تمثال الغزالة من طرابلس، مشهد اختطاف واقعي وصادم، مخاصمة ابنة مع والدتها، حوارات بين صديقتين لم تنجح خلافاتهما السياسية في التفرق بينهما.
الرواية بالرغم من حجمها الصغير لكنها تحتوي على عدد كبير من الأحداث، الأساليب الكتابية، المواقف المستعادة والحوارات الذكية تقدم أجزاء مهمة من القصة، وهي تغدو مثيرة حقاً عندما تبدأ قصة مصطفى الكريتلي، ويمكن اعتبارها واحدة من أكثر الشخصيات الأدبية الليبية إقناعاً، فهو يمثل النتاج المدهش لقوة السيدات الليبيات، في جعل الأغراب الطارئيين أبناء لهذا الوطن. ففي التاريخ الليبي فئات كاملة إما جاءت غازية أو هاربة، وأحياناً غازية وهاربة معاً ثم وجدتْ نفسها وقد تحولتْ إلى أشد الليبيين تمسكاً بهوية الليبية، لكن القسوة الليبية يمكنها أن تصل أحياناً لحدود غير معقولة.
عايدون رواية تقرأ في جلستين، ولكنها تستحوذ على انتباه القارئ وتقدم له عالماً مدهشاً وممتعاً، رواية بارعة جداً.
في ليبيا مهرجان كامل من هذه الكلمات المؤذية نمتْ بحرية داخل قاموسنا الليبي، ليس هذا فحسب، بل نحن نستدعي كلمة عادية أو تاريخية، لنخلق لها ظلالاً بشعة. العقل الليبي غريب في التعامل مع هذه الكلمات. ظهرت عشرات الكلمات منها الخوارج، الشلافطية، القهويين وقبلها التشادية والمرتزقة التي يعتبرها الليبيون مرادفاً لكلمة أسود وحالياً لدينا كلمة القرامطة، كلها تخدم هدفاً واحداً، وهو نزع "أحقية الحياة" من مجموعات بأسرها داخل مجتمعنا الليبي.
قبل أيام انتهيت من قراءة "عايدون" رواية أولى مذهلة لكوثر الجهمي تروي مأساة عائلية سببها الرغبة في الحرية التامة ولو أدى ذلك إلى الهرب بعيداً. حرية أنتجت كلمة قبيحة في عرف الليبيين وهي عايدون، أغلب من في ليبيا يعرف هذه الكلمة، ربما استعملها مئات المرات في حياته مثل مئات الكلمات الأخرى، باعتبارها أمراً عادياً ولا يخصه. عايدون رواية تجعلنا نحس ببشاعة مفهومنا لهذه الكلمة والتي تطلق في الحورات العادية مصحوبة بأحكام عنصرية، غدتْ عادية.
كوثر الجهمي مدهشة حقاً، استطاعتْ نسج سردية بارعة تحتشد بالمواقف المثيرة للعواطف وتتحدث باقتدار عن كل شيء يخطر ببالنا، قدمتْ مشاهد غاية في الدقة، مذكرات مصطفى الكريتلي المروية بأسلوب ممتع، مشاجرة مع إيطالي داخل حانة يهودي، وصف مشاعر زوجة غاب عنها زوجها، مشهد عن كريتي هارب لميناء طرابلس، مكابدة أب وهو يخفي سراً مهماً عن ابنته، لحظات تلقي خبر اختفاء تمثال الغزالة من طرابلس، مشهد اختطاف واقعي وصادم، مخاصمة ابنة مع والدتها، حوارات بين صديقتين لم تنجح خلافاتهما السياسية في التفرق بينهما.
الرواية بالرغم من حجمها الصغير لكنها تحتوي على عدد كبير من الأحداث، الأساليب الكتابية، المواقف المستعادة والحوارات الذكية تقدم أجزاء مهمة من القصة، وهي تغدو مثيرة حقاً عندما تبدأ قصة مصطفى الكريتلي، ويمكن اعتبارها واحدة من أكثر الشخصيات الأدبية الليبية إقناعاً، فهو يمثل النتاج المدهش لقوة السيدات الليبيات، في جعل الأغراب الطارئيين أبناء لهذا الوطن. ففي التاريخ الليبي فئات كاملة إما جاءت غازية أو هاربة، وأحياناً غازية وهاربة معاً ثم وجدتْ نفسها وقد تحولتْ إلى أشد الليبيين تمسكاً بهوية الليبية، لكن القسوة الليبية يمكنها أن تصل أحياناً لحدود غير معقولة.
عايدون رواية تقرأ في جلستين، ولكنها تستحوذ على انتباه القارئ وتقدم له عالماً مدهشاً وممتعاً، رواية بارعة جداً.
January 23, 2021
قمت بشراء الرواية وقراءتها بناء على بعض التقييمات التي رأيتها على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر
وحقيقة .. لست منبهرًا تماما بما قرأت
النقاط الايجابية
اللغة سليمة
الحوارات سلسة
النقاط السلبية
التسلسل السردي مربك، يتنقل من شخص لأخر ومن زمن لأخر دون خدمة حقيقية للسرد
رسالة الجد واعترافاته التي كانت أداة سردية غير موفقة
وكل الحوارات حول الوالد الذي مات في المهجر بعد الجد بثلاث سنين
الرواية عند النظر إليها كأجزاء منفصلة هي جيدة حقا لكن عند وضع الأجزاء مع بعضها تتحول لتجربة مربكة
وحقيقة .. لست منبهرًا تماما بما قرأت
النقاط الايجابية
اللغة سليمة
الحوارات سلسة
النقاط السلبية
التسلسل السردي مربك، يتنقل من شخص لأخر ومن زمن لأخر دون خدمة حقيقية للسرد
رسالة الجد واعترافاته التي كانت أداة سردية غير موفقة
وكل الحوارات حول الوالد الذي مات في المهجر بعد الجد بثلاث سنين
الرواية عند النظر إليها كأجزاء منفصلة هي جيدة حقا لكن عند وضع الأجزاء مع بعضها تتحول لتجربة مربكة
January 20, 2021
دعوني أحدّثكم عن لذّة قراءة العمل الليبي الجميل، لذّة قراءتي لرواية المُبدعة كوثر الجهمي - عايدون ، كوثر وضعت العديد من صراعات مجتمعنا في هذه الرواية، أحدها رفض المجتمع لكل غريب و الذي كما أرى هو أحد الأسباب الأساسية في هذه الفوضى، نحن لا نتقبل الإختلاف، و نعاير كل من هو مُختلف و نفرض بالقوة كل ما نؤمن به نحن.
رواية أولى جميلة جداً، أجدها الرواية المُناسبة للإنطلاق ❤️
رواية أولى جميلة جداً، أجدها الرواية المُناسبة للإنطلاق ❤️
May 13, 2019
تكتب كوثر روايتها بقلم شغوف يُحبّ طرابلس ، طرابلس الأصيلة، تفاصيلها ذكرياتها أزقتها وأهلها، تذكرنا بأصولهم المختلفة، بتوحدهم واندماجهم رغم كل تلك الاختلافات، ترسم صورة منازلها في ذهنك كما تحبها، أسطح متلاصقة تطل على "جناناتها" لتنقل حياة الجيران لبعض كما لو أنهم - سكان الشارع الواحد - أهل بيت واحد، تفاصيل المدينة القديمة وسوق الحوت، المالوف وحبه، تكتب كوثر في حب طرابلس.
طرابلس العريقة تفقد غزالتها، وشارع ميزران يفقد غزالته وحسناءه، حسناء صاحبة الجمال اليوناني الملفت، الذي ورثته من جدها، جدها الليبي السوريّ، الذي الصقت به تهمة ال " عايدون" كما لو أنها جريمة ارتكبها بخروجه من أرضه هربا من الموت.
مااثار لهفتي لمتابعة القراءة بعد كل صفحة، هو أن تفاصيل الحادثة الكبري - خطف غزالة وحسناء - ممتلئة بتفاصيل ماضيهما معا وماضي الكريتلي - والد غزالة- ماضي الكريتلي يحدثنا عن طرابلس القديمة جداً، عن عهد ماقبل المملكة، ماضي غزالة يحدثنا عن طرابلس الخضراء تحت حكم القذافي، أما ماضي وحاضر حسناء يحدثنا عن اختلاط حياة جدها ووالدتها ليتكون بشكل أو باخر حياتها وتفاصيلها، علاقتها بعمها، بجدها، تكوين شخصيتها المتفردة، وقوتها، عن حياتها في غابة تحكمها قوة السلاح، يحاسب فيها المرء على أقواله ولا يحاسب على أفعاله، تُنفى حسناء من أرضها قهراً دون وعي كما نُفي جدها سابقاً.
تفاصيل الرواية غنية، قلم كوثر يشدّ وبراعتها في ربط الأفكار وتسلسل الأحداث تضفي لمسة فنية على لوحة طرابلس التي رسمت تفاصيلها بدقة.
أحسنتِ سيدة كوثر، أحسنتِ!. نتمنالك كل التوفيق و نشر أعمال أخرى لا تقل مستوى عن عايدون ❤
طرابلس العريقة تفقد غزالتها، وشارع ميزران يفقد غزالته وحسناءه، حسناء صاحبة الجمال اليوناني الملفت، الذي ورثته من جدها، جدها الليبي السوريّ، الذي الصقت به تهمة ال " عايدون" كما لو أنها جريمة ارتكبها بخروجه من أرضه هربا من الموت.
مااثار لهفتي لمتابعة القراءة بعد كل صفحة، هو أن تفاصيل الحادثة الكبري - خطف غزالة وحسناء - ممتلئة بتفاصيل ماضيهما معا وماضي الكريتلي - والد غزالة- ماضي الكريتلي يحدثنا عن طرابلس القديمة جداً، عن عهد ماقبل المملكة، ماضي غزالة يحدثنا عن طرابلس الخضراء تحت حكم القذافي، أما ماضي وحاضر حسناء يحدثنا عن اختلاط حياة جدها ووالدتها ليتكون بشكل أو باخر حياتها وتفاصيلها، علاقتها بعمها، بجدها، تكوين شخصيتها المتفردة، وقوتها، عن حياتها في غابة تحكمها قوة السلاح، يحاسب فيها المرء على أقواله ولا يحاسب على أفعاله، تُنفى حسناء من أرضها قهراً دون وعي كما نُفي جدها سابقاً.
تفاصيل الرواية غنية، قلم كوثر يشدّ وبراعتها في ربط الأفكار وتسلسل الأحداث تضفي لمسة فنية على لوحة طرابلس التي رسمت تفاصيلها بدقة.
أحسنتِ سيدة كوثر، أحسنتِ!. نتمنالك كل التوفيق و نشر أعمال أخرى لا تقل مستوى عن عايدون ❤
January 16, 2021
رواية ممتعة مذهلة متميزة... السرد الروائي للكاتبة كوثر الجهمي سلس ومحبب للنفس، اغراقها في تفاصيل المحكي و تنقلاتها الشخوصية تنبيء بمولد كاتبة محترمة وأديبة كبيرة مع استمرار التطور... لغة الكاتبة العربية راقية ومحببة للنفس.. و الكاتبة جريئة ولديها الكثير من التقنيات التي تشد القراء.. فقاريء ناقد مثلي لا يعجبه العجب استطاعت كوثر أن تأسره بسهولة.. لهو دليل على قدرتها الأدبية
لن أتحدث عن مسألة العائدون ومشاكلها الإجتماعية الكبيرة في ليبيا فقد ذكرت الكاتبة الكثير ولا زال هناك الكثير ليحكى ولكن لهذا مقام آخر..
تحياتي وتمنياتي بالتوفيق في القادم.
لن أتحدث عن مسألة العائدون ومشاكلها الإجتماعية الكبيرة في ليبيا فقد ذكرت الكاتبة الكثير ولا زال هناك الكثير ليحكى ولكن لهذا مقام آخر..
تحياتي وتمنياتي بالتوفيق في القادم.
September 17, 2021
بعد 90 صفحة لا انفك التهم صفحاتها اغوص في تفاصيلها امر على ازمنة عشتها و اعيشها و اخرى سمعت عنها ربط الاحداث بحقائق كانت بمثابة فواصل نؤرخ بيها ايامنا رواية رائعة لكاتبة ليبية شكرا فقد مر وقت طويل على اخر كتاب كان بهذا التأثير.
فخور بان تكون هذه ثاني رواية لكاتبه ليبية لن تغادر مكتبتي مع زرايب العبيد
فخور بان تكون هذه ثاني رواية لكاتبه ليبية لن تغادر مكتبتي مع زرايب العبيد
October 7, 2021
نجحت كوثر في تسليط الضوء على كثير من القضايا داخل مجتمعنا الليبي بطريقة رائعة من دون ان تتهكم على احد من اصحاب الافعال المشينة
السرد التاريخي والربط بين ثلاثة اجيال مختلفة زاد الرواية جمالاً
من امتع ما قرات هذه وانا مسرور ان هناك من كتب عن ليبيا في اخر سنوات بشكل لم ينحاز لاحدى الاطراف
السرد التاريخي والربط بين ثلاثة اجيال مختلفة زاد الرواية جمالاً
من امتع ما قرات هذه وانا مسرور ان هناك من كتب عن ليبيا في اخر سنوات بشكل لم ينحاز لاحدى الاطراف
January 30, 2021
هذهِ الرواية تُقرأُ علي مهلٍ وبتروٍ شديد ، رُغم أنّ لهفتِي كانتْ كبيرة للمُضيّ بين وريقاتهَا وشخصياتها ، لهفتِي كانتْ ممزوجة بتخوّفٍ أنّها ستنقَضِي لا محالة وتنقضِي معها مُتعتي في العيشِ فيها وفِي كلماتِها التّي كان وقعُ كثيرٍ منها علي روحِي شديدًا كأنّنِي أستمعُ لمقطوعةٍ موسيقيّةٍ أخّاذة وأغمضُ عينآي لتأخُذنِي بعيدًا نحو عالمٍ من السِحر .
الأستاذة كوثر تملك لاشك لُغةً عذبة ، تتسللُ بسهولة لقلوب قارِئِيها ، لُغةً تتقمصُ بها ببراعة شخصيّات بأطباعٍ مُختلفة ، لنرَي كلّ فصلٍ بمنظورِ صاحبهِ كأنّه هو الذِي كتبهُ لا كوثر .
شخصيّتِي المُفضلة كانت الجدّ مُصطفَي الكريتلي ، الجدّ الشغوفُ دائِمًا بالعودة ، التّي رُبما ورِثَها وأورَثَها ، لن أُبالغ في وصفِ تأثرِي وأنا أقرأُ الفصل الخاص به لكنّه بالفعل أبكانِي وجعلنِي أطبق الكتاب غير قادرة علي الإستمرار ، علقت حرفيًا في شُعورهِ بالأسي والندم ورغبتهِ بأن تغفر دُرّة القلب له ما اقترفهُ وما أخفاهُ عنها ، فهُو سيءُ الطالع الذِي ولد ليلة الكسوف كما وصف نفسه .
غزالة التّي لاذت بنفسها بعيدًا عن تعقيدات المُجتمع ومعاييرهِ ، ذهبتُ معها في جولتها عبر شوارعَ طرابلس وأزقتها ، وهِي تتجوّل بينَ محلاتِ العطارة وسوق الحوت ، أحببتُ ولعها بالمآلوف الطرابلسي ، وكيف لهُ قدرة السِحر علي روحها ، و رُغم كلّ الهواجس والمخاوُف التّي قد تُنغصُ عليها حياتها ، كانت دومًا تجدُ وسيلةً للإستمرارِ بذاتِ القُوة والثبات رُغم الحروب القائمة في داخلها .
حسناء الإبنةُ الفضوليّةُ المُتمردة التّي لا تسكُت عن حقهَا حتّي وإن كلّفها ثمنًا باهضاً ، شبيهةُ جدّها ومُهجةُ فؤاده ، ورفيقةُ أمِها في رحلتهما للتعايُشِ في مُجتمعٍ لطالما استهجن أمثالهما . كم أُعجبتُ بعلاقتها بوفاء الجارةُ والصديقة القريبة جدًا ، المُختلفةُ جدًا التّي نقلتْ لنا نظرةَ الطرفِ الأخر ، كيف ينظرُ المجتمع لغزالة وحسناء من بعيد ، لكنّها لم تتأثر بكلامهِم و رأتهُم دومًا علي طبيعتهِم المُجردةً من كُل أراء المُحيطين الذامّة ، لقد تعاطفتُ مع وفاء جدًا فهِي تُمثل فئة عظيمة من النساء في وطننا ، المُظطهدةُ المواربةُ خلفَ ظلّ الرجل .
مُمتنةٌ في نهايةِ هذهِ المُراجعة للقدرِ الذِي أتاح لي تجرُبةً بهذا الجمال ، جمال طرابلس بفتنتها وعبير ورودها الفواح ، تجرُبة زاخرة بالعِبر والحِكمة ، مُسلطة الضوء علي مواضيعَ وتساؤلاتٍ رُبما تدور بأذهانِ الكثيرين كأنّما تُعبر عن مايجولُ بخواطِرهم ، تجربة تُصوّر المشهد من أبعادٍ مُتعددة تُدرك من خلالها أنّ كلّ جانبٍ ومهما اختلفنا معهُ يملك جُزءًا من الحقيقة.
30/1/2021
الأستاذة كوثر تملك لاشك لُغةً عذبة ، تتسللُ بسهولة لقلوب قارِئِيها ، لُغةً تتقمصُ بها ببراعة شخصيّات بأطباعٍ مُختلفة ، لنرَي كلّ فصلٍ بمنظورِ صاحبهِ كأنّه هو الذِي كتبهُ لا كوثر .
شخصيّتِي المُفضلة كانت الجدّ مُصطفَي الكريتلي ، الجدّ الشغوفُ دائِمًا بالعودة ، التّي رُبما ورِثَها وأورَثَها ، لن أُبالغ في وصفِ تأثرِي وأنا أقرأُ الفصل الخاص به لكنّه بالفعل أبكانِي وجعلنِي أطبق الكتاب غير قادرة علي الإستمرار ، علقت حرفيًا في شُعورهِ بالأسي والندم ورغبتهِ بأن تغفر دُرّة القلب له ما اقترفهُ وما أخفاهُ عنها ، فهُو سيءُ الطالع الذِي ولد ليلة الكسوف كما وصف نفسه .
غزالة التّي لاذت بنفسها بعيدًا عن تعقيدات المُجتمع ومعاييرهِ ، ذهبتُ معها في جولتها عبر شوارعَ طرابلس وأزقتها ، وهِي تتجوّل بينَ محلاتِ العطارة وسوق الحوت ، أحببتُ ولعها بالمآلوف الطرابلسي ، وكيف لهُ قدرة السِحر علي روحها ، و رُغم كلّ الهواجس والمخاوُف التّي قد تُنغصُ عليها حياتها ، كانت دومًا تجدُ وسيلةً للإستمرارِ بذاتِ القُوة والثبات رُغم الحروب القائمة في داخلها .
حسناء الإبنةُ الفضوليّةُ المُتمردة التّي لا تسكُت عن حقهَا حتّي وإن كلّفها ثمنًا باهضاً ، شبيهةُ جدّها ومُهجةُ فؤاده ، ورفيقةُ أمِها في رحلتهما للتعايُشِ في مُجتمعٍ لطالما استهجن أمثالهما . كم أُعجبتُ بعلاقتها بوفاء الجارةُ والصديقة القريبة جدًا ، المُختلفةُ جدًا التّي نقلتْ لنا نظرةَ الطرفِ الأخر ، كيف ينظرُ المجتمع لغزالة وحسناء من بعيد ، لكنّها لم تتأثر بكلامهِم و رأتهُم دومًا علي طبيعتهِم المُجردةً من كُل أراء المُحيطين الذامّة ، لقد تعاطفتُ مع وفاء جدًا فهِي تُمثل فئة عظيمة من النساء في وطننا ، المُظطهدةُ المواربةُ خلفَ ظلّ الرجل .
مُمتنةٌ في نهايةِ هذهِ المُراجعة للقدرِ الذِي أتاح لي تجرُبةً بهذا الجمال ، جمال طرابلس بفتنتها وعبير ورودها الفواح ، تجرُبة زاخرة بالعِبر والحِكمة ، مُسلطة الضوء علي مواضيعَ وتساؤلاتٍ رُبما تدور بأذهانِ الكثيرين كأنّما تُعبر عن مايجولُ بخواطِرهم ، تجربة تُصوّر المشهد من أبعادٍ مُتعددة تُدرك من خلالها أنّ كلّ جانبٍ ومهما اختلفنا معهُ يملك جُزءًا من الحقيقة.
30/1/2021
March 5, 2020
عايدون، رواية لشابة ليبية تؤلف رواية لأول مرة، تحصد جائزة في لبنان، وتناقش قضية مهمة - بشكل أساسي - وقضايا أخرى في ليبيا.
مُقدمة على أيام أفترض أنها صعبة، ذهبت اليوم إلى مكتبتي الشعب وبن نصر - مكاني المفضل للتغلب على الحياة - واشتريت خمسة روايات، من بينها عايدون، لكنني والفضول يدغدغ القارئة فيّ بدأت في قراءتها، وها أنا أكتب المراجعة النهائية لها بعد إتمام قراءتها.
حسنا، دائما ما أخمن وأفكر، كل هذا الذي نمر به، أحداث هذا البلد العريق، المصائب والنوائب والحروب، من يوثقها؟ وبعد قراءتي لعايدون، اطمأننت أن بعضا من شباب هذا البلد يوثق، ليس ما ينقصنا التأريخ بالشكل الجامد، ينقصنا توثيق مشاعر الناس، حيواتهم، تعايشهم مع الأوضاع، اختلافاتهم وتأثيرها على أنفسهم وعلى البلد برمتها، هذا الذي ينقصنا، فتواريخ مثل السابع عشر من فبراير 2011 والرابع عشر من رمضان 2014 والخامس من مايو 2016 والرابع من أبريل 2019 وغيرها من التواريخ يعرفها العالم كله، لكن أثر هذه التواريخ على حياة الناس ما يجهلونه، نحن فقط نعرفه وبشكل جزئي فقط، تناقش الرواية موضوع الهجرة والسفر، التحول في شخصية المرأة الليبية، التناقض في المجتمع نفسه واختلاف أفراد العائلة الواحدة عن بعضهم، التحرر والإنفتاح وما بينهما، الجيرة والعلاقات الاجتماعية المتشابكة، سطوة العادات والتقاليد - لا الدين- على المجتمع، إذن، النقطة الأولى هو أن كوثر الجهمي أسهمت وبشكل جيد في هذا التوثيق، بل إنه توثيق على المدى الطويل من حياة ليبيا والأنساب والاختلافات فيها.
ننتقل إلى الرواية بصورة فنية، تقع الرواية في أقل من مئتي صفحة، اللغة جميلة وبسيطة، تتطرق إلى جوانب الحياة، سرد ممتع، تستفزك لتكملها، وتبقيك محصورا في الزاوية، أكملني لتعرف ما حصل، النقطة الثانية: عمل فني رائع.
عمل جيد جدا، وكباكورة أعمال شابة من بلد كليبيا لا ينال فيه الكتاب نصيبهم من الاهتمام فهو ممتاز، في انتظار أعمال كوثر الأخرى!
مُقدمة على أيام أفترض أنها صعبة، ذهبت اليوم إلى مكتبتي الشعب وبن نصر - مكاني المفضل للتغلب على الحياة - واشتريت خمسة روايات، من بينها عايدون، لكنني والفضول يدغدغ القارئة فيّ بدأت في قراءتها، وها أنا أكتب المراجعة النهائية لها بعد إتمام قراءتها.
حسنا، دائما ما أخمن وأفكر، كل هذا الذي نمر به، أحداث هذا البلد العريق، المصائب والنوائب والحروب، من يوثقها؟ وبعد قراءتي لعايدون، اطمأننت أن بعضا من شباب هذا البلد يوثق، ليس ما ينقصنا التأريخ بالشكل الجامد، ينقصنا توثيق مشاعر الناس، حيواتهم، تعايشهم مع الأوضاع، اختلافاتهم وتأثيرها على أنفسهم وعلى البلد برمتها، هذا الذي ينقصنا، فتواريخ مثل السابع عشر من فبراير 2011 والرابع عشر من رمضان 2014 والخامس من مايو 2016 والرابع من أبريل 2019 وغيرها من التواريخ يعرفها العالم كله، لكن أثر هذه التواريخ على حياة الناس ما يجهلونه، نحن فقط نعرفه وبشكل جزئي فقط، تناقش الرواية موضوع الهجرة والسفر، التحول في شخصية المرأة الليبية، التناقض في المجتمع نفسه واختلاف أفراد العائلة الواحدة عن بعضهم، التحرر والإنفتاح وما بينهما، الجيرة والعلاقات الاجتماعية المتشابكة، سطوة العادات والتقاليد - لا الدين- على المجتمع، إذن، النقطة الأولى هو أن كوثر الجهمي أسهمت وبشكل جيد في هذا التوثيق، بل إنه توثيق على المدى الطويل من حياة ليبيا والأنساب والاختلافات فيها.
ننتقل إلى الرواية بصورة فنية، تقع الرواية في أقل من مئتي صفحة، اللغة جميلة وبسيطة، تتطرق إلى جوانب الحياة، سرد ممتع، تستفزك لتكملها، وتبقيك محصورا في الزاوية، أكملني لتعرف ما حصل، النقطة الثانية: عمل فني رائع.
عمل جيد جدا، وكباكورة أعمال شابة من بلد كليبيا لا ينال فيه الكتاب نصيبهم من الاهتمام فهو ممتاز، في انتظار أعمال كوثر الأخرى!
February 15, 2021
رواية رائعة في العموم،..لا يوجد فيها حشوة ووصف زائد ولا تنقطع الاثارة ومسبوكة جيدآ من الحبكة والقصة مؤثرة جدآ،..ناهيك عن صياغة التاريخ واظهار ملامح جميلة عن طرابلس،..ونقد الواقع وذم النظام السابق والحالي،..واسقاط الضوء على مشاكل اجتماعية في ليبيا،.وعكس العنصرية لليبين تجاه الاجانب،..الكاتبة استطاعت النجاح على كل صعيد،..لم تدفعني للمل ولو للحظة عند قرائتها،..رواية جميلة واجمل ما اعجبني فيها استخدام بعض المصطلحات العامية الليبية الطرابلسية مثل "فانص"،..لم اعرف لماذا احببتها هل لانها لمسة الليبية فيا او احسست ان الكاتبة تتحدث بلساني،..ام لان اظهرت الثوار انهم اناس طيبيون لا ينسون الجميل،..ببساطة من اجمل ما قراءة
December 19, 2023
بلغة رشيقة سلسة تتوغل الرواية في أعماق المجتمع الليبي خلال فترة ما بعد الثورة
اختارت الكاتبة قالبا تشويقيا يتخذ من حادث اختفاء تمثال الغزالة والحسناء من أحد ميادين طرابلس رمزا ومفارقة حين تختفي معه حسناء ثم والدتها غزالة، اللتان وُصمتا بكلمة "عايدون".. ومن هنا نتورط مع البطلتين ونتابع خيوط الأحداث لنستكشف الصراعات المعقدة في المجتمع الليبي في تلك الفترة، بما في ذلك الصراعات داخل الأسر والعائلات الليبية..
من منظور قارئ مصري استمتعت بتفاصيل الحياة اليومية من داخل نسيج المجتمع الليبي، الذي يبدو شديد التشابه في جوهره مع المجتمعات المصرية إلا في بعض التفاصيل الشكلية الصغيرة..
عايدون هو النطق العامي لكلمة "عائدون" الفصيحة ولها المعنى نفسه، ولكن الكلمة اكتسبت دلالة اصطلاحية جديدة في ليبيا بعد الثورة، فصارت تستخدم للإشارة إلى أولئك الذين هاجروا من ليبيا في فترات الضيق ثم عادوا بعد أن تحسنت الأوضاع.. أي أنهم تركوا البلد في أزمته ثم عادوا لياخذوا نصيبهم من خيره.. وبالتالي صارت التسمية وصمة..
مع اقترابي من نهاية الرواية بدأت ألاحظ أن الرواية ستترك خلفها شخصيات ومناطق دون أن تتطرق إليها، بعد أن أثارت اهتمامي بها.. لكنني عرفت أن الرواية التالية (العقيد) جاءت لتبحر في هذه المناطق، مما يعد ترضية كافية من الكاتبة..
بعد عايدون متحمس بكل تأكيد لاستكمال الرحلة مع رواية العقيد..
(عايدون) رواية قصيرة ممتعة، أرشحها للقراءة.
اختارت الكاتبة قالبا تشويقيا يتخذ من حادث اختفاء تمثال الغزالة والحسناء من أحد ميادين طرابلس رمزا ومفارقة حين تختفي معه حسناء ثم والدتها غزالة، اللتان وُصمتا بكلمة "عايدون".. ومن هنا نتورط مع البطلتين ونتابع خيوط الأحداث لنستكشف الصراعات المعقدة في المجتمع الليبي في تلك الفترة، بما في ذلك الصراعات داخل الأسر والعائلات الليبية..
من منظور قارئ مصري استمتعت بتفاصيل الحياة اليومية من داخل نسيج المجتمع الليبي، الذي يبدو شديد التشابه في جوهره مع المجتمعات المصرية إلا في بعض التفاصيل الشكلية الصغيرة..
عايدون هو النطق العامي لكلمة "عائدون" الفصيحة ولها المعنى نفسه، ولكن الكلمة اكتسبت دلالة اصطلاحية جديدة في ليبيا بعد الثورة، فصارت تستخدم للإشارة إلى أولئك الذين هاجروا من ليبيا في فترات الضيق ثم عادوا بعد أن تحسنت الأوضاع.. أي أنهم تركوا البلد في أزمته ثم عادوا لياخذوا نصيبهم من خيره.. وبالتالي صارت التسمية وصمة..
مع اقترابي من نهاية الرواية بدأت ألاحظ أن الرواية ستترك خلفها شخصيات ومناطق دون أن تتطرق إليها، بعد أن أثارت اهتمامي بها.. لكنني عرفت أن الرواية التالية (العقيد) جاءت لتبحر في هذه المناطق، مما يعد ترضية كافية من الكاتبة..
بعد عايدون متحمس بكل تأكيد لاستكمال الرحلة مع رواية العقيد..
(عايدون) رواية قصيرة ممتعة، أرشحها للقراءة.
July 30, 2022
هذه الرواية على رأس قائمة المفضلة لدي، أحداثها قريبة من واقعنا فهي تمسني شخصيا في بعض التفاصيل، والحبكة الدرامية كذلك واقعية لحد كبير جدا، شعرت كأني أعرف الأشخاص فعلا وليسوا شخصيات خيالية، والأروع عدم استهلاك القصة والإطالة فيها فحيث انتهت الرواية يعتبر مناسب جدا من وجهة نظري.
October 25, 2019
تحفة العام، انتصارٌ للأدب العربي الحديث بشكل عام وبصمة في تاريخ الأدب الليبي بشكل خاص، مبشرةً برؤية جديدة وآفاق واسعة للأدباء الليبيين – وخصيصًا الشباب – لرسم منحنيات جديدة في أدبنا المحلي ترقى به أكثر فأكثر، بأسلوب تجمل في بساطته ولغة سلسة وحبكة مشوقة استحقت بها هذه الرواية جائزة مي غصوب عن جدارة.
تأخذنا الرواية بين طياتها لترحل بنا بين أزمان مختلفة لا تتشابه سوى في بعض الأفكار المسمومة التي تكون كاللعنة التي يألفها ويعرفها كل من الأجداد والأحفاد جيدًا على حد سواء، كلعنة "العايدون" مثلاً!
تبدأ الحكاية برحيل مصطفى الكريتلي – الليبي ذي الأصول اليونانية – عن بلاده قهرًا لخطأ ارتكبه فشجارٌ مع مجند إيطالي انتهى بموت الأخير مقتولاً، ليرحل مصطفى في سن صغير ويبدأ حياة أخرى جديدة مع الجالية الليبية في دمشق، ليعود بعد أعوام مع عائلته لما ظنه "الوطن" إلاَ أنه لم يدرِ أن عودته ما هي إلا بداية لغربة جديدة بين أبناء بلده، غربة سيعيش تفاصيلها مجددًا مع عائلته التي سترث منه وصمة " العايدون" إلى أجلٍ يعلمه الله وحده. وهذا ما حدث إذ قاست كل من ابنته وحفيدته؛ غزالة وحسناء – المسميتان تيمنًا بتمثال الغزالة المشهور– ويلات لعنة " العايدون" التي نسجها المجتمع وألبسها كل من رحل عن الوطن لأذى ألم به في زمن الاحتلال والفقر وعاد بعدها ليستأنف حكايته في موطنه، لأن المجتمع اعتبرالرحيل خيانة للوطن، والعودة طمعًا به. كأن هذه البلاد حكرٌ على البعض دون الآخر! لقد صنعنا لعنة العايدون بأيدينا وأرهقنا بها غيرنا ونسينا أن قصص البشر تختلف كما أن سيناريوهات الحياة أحياناً تكرهنا على فعل ما لا نطيق وما لا نريد.
الرواية لم تتناول قضية العايدون فحسب، بل ناقشت مفاهيم أخرى حاضرة بقوة داخل أسوار المجتمع الليبي كهيمنة السلطة الذكورية بشكل كبير على كل مناحي الحياة تقريبًا، والمعنى الحقيقي للوطنية وروح الثورة و حب الفضول المغروس في النفوس وفرض الرأي وعدم تقبل الاختلاف، وأخيرًا معاناة المرأة في ليبيا التي تعتبر تهديدًا بالعار- للبعض - إذا ما حضيت بقدر ما من العلم والثقافة أو اختارت أسلوبًا آخر للحياة يناقض أسلوب قريناتها أو ما هو مألوف بيننا.
حبكة الرواية مشوقة للحد الذي يجعلك بالكاد تستطيع تركها جانبًا، أسلوب الكاتبة و سردها للتفاصيل التي شاركناها جميعًا سواء ما قبل أو بعد الثورة يخلقان بك شعورًا غريبًا بالألفة والغضب والشفقة والإطمئنان إلى فكرة وجود أصوات تشابه صوتك في الايقاع والنغم، إن الركون إلى رواية محلية منسوجة بشكل فذ ببساطة ودون تكلف وحشو للفلسفيات الزائدة كعايدون، وبلغة جميلة وسلسة تشجع الجميع باختلاف أعمارهم لقراءتها يجعلك شديد التعلق بهذا العمل وكأن جزء من روحك وأرواح أجدادك وأحفادك في المستقبل على صلة به. إنها إحدى تلك اللحظات القليلة النادرة التي يتجرد فيها العمل الروائي من القيود الأدبية فحسب ويتحول إلى حدث تاريخي مهم وإرث يجب تواجده على رف كل مكتبة في البلد خصوصًا في ظل شُح الأعمال الأدبية والثقافية و الفنون بصفة عامة في الساحة.
أشكر الأستاذة كوثر على هذا العمل المتقن، في انتظار أعمالها القادمة بفارغ الصبر.
تأخذنا الرواية بين طياتها لترحل بنا بين أزمان مختلفة لا تتشابه سوى في بعض الأفكار المسمومة التي تكون كاللعنة التي يألفها ويعرفها كل من الأجداد والأحفاد جيدًا على حد سواء، كلعنة "العايدون" مثلاً!
تبدأ الحكاية برحيل مصطفى الكريتلي – الليبي ذي الأصول اليونانية – عن بلاده قهرًا لخطأ ارتكبه فشجارٌ مع مجند إيطالي انتهى بموت الأخير مقتولاً، ليرحل مصطفى في سن صغير ويبدأ حياة أخرى جديدة مع الجالية الليبية في دمشق، ليعود بعد أعوام مع عائلته لما ظنه "الوطن" إلاَ أنه لم يدرِ أن عودته ما هي إلا بداية لغربة جديدة بين أبناء بلده، غربة سيعيش تفاصيلها مجددًا مع عائلته التي سترث منه وصمة " العايدون" إلى أجلٍ يعلمه الله وحده. وهذا ما حدث إذ قاست كل من ابنته وحفيدته؛ غزالة وحسناء – المسميتان تيمنًا بتمثال الغزالة المشهور– ويلات لعنة " العايدون" التي نسجها المجتمع وألبسها كل من رحل عن الوطن لأذى ألم به في زمن الاحتلال والفقر وعاد بعدها ليستأنف حكايته في موطنه، لأن المجتمع اعتبرالرحيل خيانة للوطن، والعودة طمعًا به. كأن هذه البلاد حكرٌ على البعض دون الآخر! لقد صنعنا لعنة العايدون بأيدينا وأرهقنا بها غيرنا ونسينا أن قصص البشر تختلف كما أن سيناريوهات الحياة أحياناً تكرهنا على فعل ما لا نطيق وما لا نريد.
الرواية لم تتناول قضية العايدون فحسب، بل ناقشت مفاهيم أخرى حاضرة بقوة داخل أسوار المجتمع الليبي كهيمنة السلطة الذكورية بشكل كبير على كل مناحي الحياة تقريبًا، والمعنى الحقيقي للوطنية وروح الثورة و حب الفضول المغروس في النفوس وفرض الرأي وعدم تقبل الاختلاف، وأخيرًا معاناة المرأة في ليبيا التي تعتبر تهديدًا بالعار- للبعض - إذا ما حضيت بقدر ما من العلم والثقافة أو اختارت أسلوبًا آخر للحياة يناقض أسلوب قريناتها أو ما هو مألوف بيننا.
حبكة الرواية مشوقة للحد الذي يجعلك بالكاد تستطيع تركها جانبًا، أسلوب الكاتبة و سردها للتفاصيل التي شاركناها جميعًا سواء ما قبل أو بعد الثورة يخلقان بك شعورًا غريبًا بالألفة والغضب والشفقة والإطمئنان إلى فكرة وجود أصوات تشابه صوتك في الايقاع والنغم، إن الركون إلى رواية محلية منسوجة بشكل فذ ببساطة ودون تكلف وحشو للفلسفيات الزائدة كعايدون، وبلغة جميلة وسلسة تشجع الجميع باختلاف أعمارهم لقراءتها يجعلك شديد التعلق بهذا العمل وكأن جزء من روحك وأرواح أجدادك وأحفادك في المستقبل على صلة به. إنها إحدى تلك اللحظات القليلة النادرة التي يتجرد فيها العمل الروائي من القيود الأدبية فحسب ويتحول إلى حدث تاريخي مهم وإرث يجب تواجده على رف كل مكتبة في البلد خصوصًا في ظل شُح الأعمال الأدبية والثقافية و الفنون بصفة عامة في الساحة.
أشكر الأستاذة كوثر على هذا العمل المتقن، في انتظار أعمالها القادمة بفارغ الصبر.
February 6, 2021
عايدون حملت في صفحاتها كم هائل من المتعة والتشويق والخوف من إكمال صفحاتها، أبدعت الكاتبة في السرد والكلمات وتوصيف الحالة، والغوض في عمق التركيبة الفريدة للمجتمع الليبي.
سلطت الضوء علي مشاكل عدة في سرد ممتع.
بالنسبة لي الشخصية التي المميزة في الرواية هي شخصية غزالة تلك المراءة التي عانت الكثير وجسدت في شخصيتها معاناة الكثيرات في مجتمعاتنا
. انهيت قراءتها وكلي حزن علي فراق صفحاتها
سلطت الضوء علي مشاكل عدة في سرد ممتع.
بالنسبة لي الشخصية التي المميزة في الرواية هي شخصية غزالة تلك المراءة التي عانت الكثير وجسدت في شخصيتها معاناة الكثيرات في مجتمعاتنا
. انهيت قراءتها وكلي حزن علي فراق صفحاتها
April 27, 2022
رواية "عايدون" أخيراً قرأتها! لقد كانت في قائمة الكتب التي أردت قرأتها منذ أكثر من عامين خصوصاً بعد متابعتي وتعاملي مع الكاتبة الرائعة جداً "كوثر الجهمي" عبر منصة فاصلة.
الرواية كانت خفيفة ثقيلة في نفس الوقت، وناقشت قضية تلمسني شخصياً، وتلمس الكثير من أبناء هذه الأمة وهي الغربة والوطن، وإلى أين يكون الإنتماء ومتى يكون الرجوع.
أعجبني اسلوب تبادل الشخصيات الأدوار لقص الحكاية، يليه التلخيص السريع لزوايا طرابلس وجمالها مع الشرح الخاص بالعادات والتقاليد والتناقضات الاجتماعية التي يختص بها مجتمعنا.
بالنسبة لي هذه الرواية سحبتني مجدداً نحو عالم الكتب الذي ابتعدت عنه كثيراً بسبب المشاغل وخصوصاً الأدبية منها، لقد انتشلتني من بين كل تلك الفوضى التي تدور بي.
والآن سأضع بعد الإقتباسات التي نالت اعجابي ، ولكن قبل ذلك بالتوفيق للسيدة كوثر وفي انتظار المزيد من إبداعها فالساحة الليبية تحتاجها وأمثالها بشدة في هذا الوقت الذي نعيش فيه، الذي يحتاج قلماً يدون ويكتب ويُسقط.
❞ أوقات أدرك فيها الآن أن الحياة في مجتمع ذكوري تفرض على النساء اتباع قوانينها لو بعد حين. ❝
❞ ولكن، يا بنتي، حتى العصفور قد يقاتل صقراً لحماية عشه، حتى إن كان يعلم أنه في معركة خاسرة سلفاً؛ إنه الشرف. ❝
❞ وهكذا عشنا بين وطنين: وطن احتضننا ولا نملك نكران ذلك، ووطن هربنا منه وبقينا نحلم باستقلاله وعودتنا إليه ❝
❞ لقد رأوا في الهجرة خيانة، والعودة طمعاً فيما ليس لنا حق به بعد أن خذلناه! لقد ربطوا مفهوم الوطنية بالبقاء في الوطن، رغم أن الواشين أيام الطليان، من كانوا لهم السمع والبصر، هم ليبيون بقوا في أرض الوطن ولم يرحلوا ❝
❞ فراق الخِلّ إثر الخصام قد يكون وسيلة الصلح الوحيدة، إذ يزهر الشوق وتصغر أسباب الخصومة، ❝
❞ كوني متأكدة أن وطنك ليس بحاجتك، وطنك أرض عمرها ملايين السنين، وستبقى… نحن نتوارثها جيلاً بعد جيل، يطمع فيها أبناؤها تارة ويطمع فيها أعداؤها تارات عدة، يبرها أبناؤها مرة ويعقّونها مرات عدة، ولكنها باقية. الوطن لا يحتاجنا؛ نحن من يحتاجه. ❝
اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:
https://www.abjjad.com/book/271823667...
#أبجد
#عايدون
الرواية كانت خفيفة ثقيلة في نفس الوقت، وناقشت قضية تلمسني شخصياً، وتلمس الكثير من أبناء هذه الأمة وهي الغربة والوطن، وإلى أين يكون الإنتماء ومتى يكون الرجوع.
أعجبني اسلوب تبادل الشخصيات الأدوار لقص الحكاية، يليه التلخيص السريع لزوايا طرابلس وجمالها مع الشرح الخاص بالعادات والتقاليد والتناقضات الاجتماعية التي يختص بها مجتمعنا.
بالنسبة لي هذه الرواية سحبتني مجدداً نحو عالم الكتب الذي ابتعدت عنه كثيراً بسبب المشاغل وخصوصاً الأدبية منها، لقد انتشلتني من بين كل تلك الفوضى التي تدور بي.
والآن سأضع بعد الإقتباسات التي نالت اعجابي ، ولكن قبل ذلك بالتوفيق للسيدة كوثر وفي انتظار المزيد من إبداعها فالساحة الليبية تحتاجها وأمثالها بشدة في هذا الوقت الذي نعيش فيه، الذي يحتاج قلماً يدون ويكتب ويُسقط.
❞ أوقات أدرك فيها الآن أن الحياة في مجتمع ذكوري تفرض على النساء اتباع قوانينها لو بعد حين. ❝
❞ ولكن، يا بنتي، حتى العصفور قد يقاتل صقراً لحماية عشه، حتى إن كان يعلم أنه في معركة خاسرة سلفاً؛ إنه الشرف. ❝
❞ وهكذا عشنا بين وطنين: وطن احتضننا ولا نملك نكران ذلك، ووطن هربنا منه وبقينا نحلم باستقلاله وعودتنا إليه ❝
❞ لقد رأوا في الهجرة خيانة، والعودة طمعاً فيما ليس لنا حق به بعد أن خذلناه! لقد ربطوا مفهوم الوطنية بالبقاء في الوطن، رغم أن الواشين أيام الطليان، من كانوا لهم السمع والبصر، هم ليبيون بقوا في أرض الوطن ولم يرحلوا ❝
❞ فراق الخِلّ إثر الخصام قد يكون وسيلة الصلح الوحيدة، إذ يزهر الشوق وتصغر أسباب الخصومة، ❝
❞ كوني متأكدة أن وطنك ليس بحاجتك، وطنك أرض عمرها ملايين السنين، وستبقى… نحن نتوارثها جيلاً بعد جيل، يطمع فيها أبناؤها تارة ويطمع فيها أعداؤها تارات عدة، يبرها أبناؤها مرة ويعقّونها مرات عدة، ولكنها باقية. الوطن لا يحتاجنا؛ نحن من يحتاجه. ❝
اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:
https://www.abjjad.com/book/271823667...
#أبجد
#عايدون
January 12, 2025
رواية جميلة، مكتوبة بشكل سلس ومتناسق، تعجّبت في بدايتها عن التشابه الكبير بين وضع المرأة في المجتمع الليبي والمجتمع اليمني. الرواية مؤلمة في أكثرها، أكثر شعور أحسستُ به وأنا أقرأُها كان الحزن، وكان بها القليل من الفكاهة، بمقدار ما يوضع الملح على الأكل.
أكثر ما آلمني وهو ما يؤلمني دائماً وأبداً وضع المرأة، حين يضعها المجتمع في إطار معيّن يتوقّع منها أن تمشي عليه دون جدل، دون تساؤل، ودون إعادة نظر. وإن تمرّدت على ذلك الإطار وسلكت ما يناسبها فتتعرض للكثير من المتاعب والألم والطعن. وضع مأساوي، ويبدو أنّه سيستمر طويلاً.
ورائع بالرواية أيضاً تطرقها إلى جزء من تاريخ ليبيا، في قصة حياة مصطفي الكريتلي، وإعطاءنا مقتطفات بسيطة عن ما حدث في ليبيا من تغيرات.
لغة الرواية بسيطة وقوية، والمفاجآت التي بالرواية شدّتني كثيراً لمتابعة قراءتها، والاشتياق لمعرفة النهاية..
واذا كانت هذه أوّل رواية تكتبها الأستاذة كوثر الجهمي، فلابد وأن لها مستقبل عظيم بإذن الله في عالم الرواية، وأتمنى لها التوفيق..
أكثر ما آلمني وهو ما يؤلمني دائماً وأبداً وضع المرأة، حين يضعها المجتمع في إطار معيّن يتوقّع منها أن تمشي عليه دون جدل، دون تساؤل، ودون إعادة نظر. وإن تمرّدت على ذلك الإطار وسلكت ما يناسبها فتتعرض للكثير من المتاعب والألم والطعن. وضع مأساوي، ويبدو أنّه سيستمر طويلاً.
ورائع بالرواية أيضاً تطرقها إلى جزء من تاريخ ليبيا، في قصة حياة مصطفي الكريتلي، وإعطاءنا مقتطفات بسيطة عن ما حدث في ليبيا من تغيرات.
لغة الرواية بسيطة وقوية، والمفاجآت التي بالرواية شدّتني كثيراً لمتابعة قراءتها، والاشتياق لمعرفة النهاية..
واذا كانت هذه أوّل رواية تكتبها الأستاذة كوثر الجهمي، فلابد وأن لها مستقبل عظيم بإذن الله في عالم الرواية، وأتمنى لها التوفيق..
May 1, 2020
رواية أكثر من رائعة.
July 20, 2025
عمل إجتماعي إنساني يطرح العديد من القضايا من واقع المجتمع الليبي على لسان أبطاله ، ما بين من يعرفون بالعايدون داخل وطنهم و هم من خرجوا من ليبيا هربًا من ويلات الإحتلال الإيطالي ثم عادوا لها بعد انتهاءه ، و نظرة المجتمع لهم ، كذلك سنوات الثورة و ما تبعها من تغييرات على المستوى السياسي و الإنساني .
تميزت الرواية بسرد جذاب ، حكي مؤثر خصوصّا من بعد ثلث الرواية الأول و الذي اختلطت فيها الخيوط بشكل لم أفهم معه عن من ستكون الحكاية ، كما رُسمت شخصياته الأساسية غزالة ، حسناء ، و مصطفى الكريتلي ببراعة .
هي رواية عن الوطن ، الهوية ، حلم التغيير ، و كيف يتحول لكابوس .
عمل مميز أرشحه للقراءة .
تقييم ٣ نجوم و نص .
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#عايدون
#قراءات_٢٠٢٥
تميزت الرواية بسرد جذاب ، حكي مؤثر خصوصّا من بعد ثلث الرواية الأول و الذي اختلطت فيها الخيوط بشكل لم أفهم معه عن من ستكون الحكاية ، كما رُسمت شخصياته الأساسية غزالة ، حسناء ، و مصطفى الكريتلي ببراعة .
هي رواية عن الوطن ، الهوية ، حلم التغيير ، و كيف يتحول لكابوس .
عمل مميز أرشحه للقراءة .
تقييم ٣ نجوم و نص .
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#عايدون
#قراءات_٢٠٢٥
May 31, 2019
أجادت الكاتبة تقمص كل شخصية و تفردت بأسلوبها في إعطائنا نمط تفكير كل منها، بمعنى يأتيك إحساس إن كل شخصية كتبت نصها بنفسها، الإنتقال بالقارئ ضمن شخصيات مختلفة و أحيانا متضادة، و الفصل و عدم تكرار طباع كل سخصية و نسخها للأخرى من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الكتّاب المبتدئين، لكن كوثر الجهمي نجحت بالفعل في جعلنا نتعمق في عقول و قلوب الشخصيات بجدارة.
February 2, 2021
كوثر بقلم ليبي طرابلسي و من أزقة شارع ميزران العتيق و بنكهة ليبية صرفة تحملنا لتوقعات و اختلافات و تضع يدها على جرح الهوية الليبية و التسميات و التصنيفات الليبية لكل من هو " ليبي حقاني" و " عايدون "
ابدعت
ابدعت
September 28, 2019
لي عودةٌ لهذه الرواية، بمقالٍ وافر!
November 8, 2022
جميلة جداً أسلوب سردي متمكن
January 14, 2023
رواية جميلة من كاتبة محترفة
منذ فترة وانا اريد ان اكتب مراجعة عنها وام استطع، ربما سأكتب عنها بعد ان انتهي من العقيد
منذ فترة وانا اريد ان اكتب مراجعة عنها وام استطع، ربما سأكتب عنها بعد ان انتهي من العقيد
Displaying 1 - 30 of 33 reviews