كاتب سعودي . حائز على بكالوريوس تربية فنية من الكلية الجامعية في مكة المكرمة في عام 1992. اشتغل بالتدريس كمعلم لمادة الرسم والاشغال الفنية. يكتب القصة القصيرة والمقالة في بعض الصحف المحلية السعودية.
- "سفر برلك"، التعبير التركي للنفير العام، استنفرني عنوانها وكان مضمونها كمضمون الحرب بالنسبة للعثمانيين إبان الحرب العالمية الأولى!
- الرواية قصيرة، خفيفة، لغتها بسيطة وجميلة بل سلسالة، المفردات منتقاة بطريقة مميزة، السرد كان لطيفاً، الإيجاز كان ممتازاً والوصف، رغم البتر، كان جيدا. لكن اين القصة؟ اين الحبكة؟
- القصة لصبي يتم اختطافه من البادية وبيعه في المدينة المنورة كعبد، حيث يشتريه رجل تقي خلوق ويعامله معاملة جيدة ثم اختطاف ثانٍ على يد العثمانيين نحو الشام فعودة الى المدينة ومكة وأحضان الأم. للأمانة وجدت القصة عادية! حبكتها كانت ايضاً بسيطة، ومسارها افقي من دون ذروة! القصة تنتقل عبر اماكن عديدة (صحراء، المدينة، دمشق) مروراً بتبوك ودرعا وصولاً الى مكة المكرمة، لم أستطع لمس الفارق بين هذه الأمكنة وكأنها مكان واحد! العلاقة بين "ذيب" والجارية كذلك كانت مقصورة ومبتورة!
- الإيجابية الجيدة للرواية كانت بإيصال بعض المعلومات التاريخية بطريقة سهلة ومبسطة، لكن الرواية ابعد من معلومات ولا تقتصر على لغة متماسكة.
سفر برلك ..رواية للكاتب السعودي مقبول موسي العلوي وكانت في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عام 2020...
الرواية بتتكلم عن فترة تاريخية مهمة وقت إندلاع الثورة العربية الكبري علي الحكم العثماني عام ١٩١٥ وهي المرحلة التي تعرف بإسم بسفر برلك أو النفير العام باللغة التركية.. من خلال ذيب الشاب الذي وقع أسيراً عند الجنود العثمانيين سنري كيف عانوا أبناء المدينة المنورة من بطش الحاكم وكيف أجبروا علي ترك بلادهم و تجويعهم و إجلائهم بالقوة إلى الشام وإسطنبول تحت ذريعة حماية الأهالي من الحرب الوشيكة الاندلاع...
الرواية أيضاً تسلط الضوء علي العبودية المنتشرة في هذا الوقت خصوصاً لمن له بشرة سوداء مثل ذيب بطل الرواية...
إسلوب الكاتب ممتع ...اللغة قوية..الرواية علي الرغم ان حجمها مش كبير الا إنها مقسمة إلي فصول كثيرة و قصيرة مما جعل قراتها سلسة جداً و بسهولة ممكن الانتهاء منها في ساعتين أو تلاتة بالكتير..
مشكلة الرواية إني لم أشعر إنها رواية.....مفيش حبكة أوي...الشخصيات مش كلها مرسومة بعناية ..النهاية كانت مبتورة إلي حد ما بجانب إن الكاتب بنفسه ذكر مصير كل الشخصيات في أخر الكتاب و موجه الكلام لينا كقراء..وعشان كل الأسباب دي حسيت إنها أقرب للحدوتة أكتر منها رواية!وعلي الرغم من كل دة أنا استمتعت بيها وعجبني قلم الكاتب وكمان طلعت منها بمعلومات تاريخية مكنتش أعرف عنها حاجات كتير...
يستنكر بعض القراء ترشح الرواية للبوكر و لكن من خلال التجربة في قراءة الكثير من روايات البوكر مؤخراً.. لأ هي أحلي من حاجات بتوصل للقائمة القصيرة و يمكن تكون أحلي كمان من روايات فازت بالجائزة!
رواية تسرد تاريخ "البطش العثماني" تجاه الشعوب العربية من مسلمين ومسيحيّن ، تحكي قصة بطلها "ذيب" الذي تقاطع مصيره مع مصير مدينة بأكملها ، والذي كان شاهداً على عصر العبوديّة ، والتهجيّر ، والتجويع.
ذيب الذي تربى في صحراء مكة ، وتعلّم في حرمها الشريف ، وجد نفسه مخطوفاُ من قبل قُطاع الطرق مع مجموعة تُماثله ، مقيديّ اليدين والقدمين ، ذوي بشرة سمراء فاتحة ، أو كما يطلق عليهم "الخلاسيّين".
يسرد لنا وقائع رحلة انتقاله من صحراء مكة الى المدينة تحت لهيب السوط ، والتعذيب ، والقتل ، وصولاً الى "حوش العبيد" بالمدينة المنورة ، حيث يباع العبيد.
ولأن ذيب تعلم القراءة والكتابة ، وحفظ القرآن الكريم في حلقات الحرم المكيّ الشريف آن ذاك ، سخّر الله له ذلك الرجل الفاضل الذي سمع أحد أتباعه تلاوة ذيب للقرآن أثناء صلاة الفجر ، فسأله إن كان يُجيد القراءة والكتابة.
وفي تغيّير مفاجئ ، ينتقل ذيب الى منزل أحد وجهاء المدينة المنورة والذي دفع فيه ثمن باهظ وعامله بمكانة أحد أبناءه لأنه شعر أنه ليس من العبيد ، وبالتالي تغيّر مصير ذيب بعد ذلك ، حيث أصبح حراً بعد أن أعتقه ذلك الوجيه ، ليبقى ذيب في خدمته وخاصة أنه كان يقرء الكتب ويكتب ملخصات عنها ، مما زاد في علمه وإطلاعه.
أثناء ذلك قامت الثورة العربية الكبرى بقيادة شريف مكه الشريف حسين آن ذاك وولداه على الوالى العثماني، ليجد نفسه في نهاية المطاف في محطة الحجاز بدمشق إبان التهجير الإجباري لسكان المدينة المنورة لإفراغها من سكانها ، وسرقة أرزاقها ، ومكتباتها ، وسرقة مقتنيات حجرة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أو مايسمى "بالعهدة الشريفة" ، والتي لاتزال معروضة في متحف قصر "طوب كابي" في أسطنبول حتى يومنا هذا.
وبعد إندحار الجيش العثماني تمكن ذيب من العودة مجدداً الى المدينة ، لتبدء رحلة بحثه من جديد عن سيده الوجيه ، وخاله الذي تم خطفه معه أثتاء اختطافة ولم يره بعدها ، وأمه التي بقيت في صحراء مكة.
بطل القصة هو تشكيل روائي لشخصيّة حقيقة ، كانت ذات يوم حاضرةً في تلك الحقبة التاريخيّة بمآسيها.
الرواية جميلة صفحاتها قليلة ، كنت أتمنى على الكاتب الجميل مقبول العلوي ، لو توسّع في بحثه حيث كانت تلك الفترة زاخرة بالأحداث السياسية والإجتماعيّة الكثيرة ، بما يمكنه إثراء ، وإغناء ، هذه السرديّة الجميلة ، ولو شحذ لغته بشكل أعمق وأكبر لكانت تحفه مكتمله ، وعلى الرغم منه فلم يعيب الرواية ذلك.
"سفر برلك" لمقبول العلوي: رواية تفضح نير العثمانيين
سليم بَطّي جريدة النهار
التقييم ٧/١٠
صدرت رواية "سفر برلك" للروائي والقاصّ السعودي مقبول العلوي عن دار الساقي اللبنانيّة في مطلع هذا العام. تبدأ أحداث الرواية في العام 1915 عندما يخطف قطّاع الطرق "ذيب"، وهو الشخصيّة الرئيسة والراوي في العمل، الذي يُقتاد ومجموعة من الأسرى من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة ليتم بيعهم كرقيق في سوق النخاسة. الطرح الأوّل المهم في هذا العمل هو العبوديّة. إذ يُبيّن الراوي أنّه من أمٍّ كانت عبدة في السابق قبل أن تتزوّج أبيه السعوديّ الذي يحرّرها، ولكنّ لوثة اللون الأسود أبت إلّا أن تنعق غرابًا في سماء "ذيب" حتّى قادته إلى قفص النخاسة. تبدأ رحلة "ذيب" في المدينة المنوّرة بعد أن يشتريه الوجيه عبد الرحمن المدني محرّرًا إيّاه من آفةِ ظلمٍ تعرّض لها بسبب لونه الأسود بعد اكتشافه أنّ "ذيب" يجيد القراءة والكتابة وبإمكانه مساعدته في نقل ما يريد من المخطوطات التي يحصل عليها من مكتبة عارف حكمت في المدينة المنوّرة. تتبدّل طُرقات "ذيب" المتعرّجة وينتقل من واقعٍ أسود لم يخطّط له، إلى حياة غيضها الاستقرار وفيضها الأمان بعد أن مكث في منزل الوجيه وجاريته مرجانة موظّفًا ينسخ المخطوطات. تبقى أزمة "ذيب" الوحيدة عالقة في رأسه قَرعَ طبولٍ في مأتم. أمّه... وماذا حلّ بها بعد خطفة من مكّة، وخاله الذي خطف معه في نفس اليوم واختفت آثاره بعد أن افترقا كلّ إلى مجموعة مختلفة. تتسارع بعدها الأحداث فتتضعضع حياة الراوي التي اعتقد أنّها جنّته الأبديّة. تستعر نيران الحرب وتبدأ السلطة العثمانيّة العمل بسياسة تجويع الشعب وإجبارهم على التنازل عن خيرهم ومالهم ومآلهم ومنازلهم والفرار القسريّ بعيدًا عن شبح الموت والإقتار. تبدأ الأهالي في مغادرة المدينة منهم سرًّا وسيرًا على الأقدام إلى مكّة ومنهم عبر القطار إلى دمشق. يُخطف "ذيب" مرّة أخرى ويتم ترحيله إلى دمشق لتنطلق رحلة جديدة في حياته المليئة بالمعوّقات والمصاعب والعثرات. فهل يعود إلى أرضه؟ هل يلتقي بأمّه وخاله عن جديد؟ وهل تحتضن رئتاه هواء خيمته السابح في براري مكّة؟ لغة مقبول العلوي سهلة وممتنعة. مناسبة لكلّ مستويّات القرّاء. فيجد فيها المبتدئ بلاغةً فذّة، والمتمرّس يختبر فيها طواعية الحرف في جملٍ وفصول مُقسّمة باتّقان أقرب إلى دوزنة أوتار عود يعزف لحنًا خالص الذكاء يلامس القلب والروح، فيقول مثلًا في صفحة 152: "نهضتُ متحاملًا على قدميّ وقد أثقلني وجع البعاد، ووجدتُ نفسي فجأةً خفيفًا، فأطلقتُ ساقيّ للريح، وأنا أصيحُ كالمجنون... أمّاه... أمّاه... لقد عاد ذيبك مرّة ثانيةً." قسّم العلوي روايته إلى فصول صغيرة تراوحت صفحاتها بين الصفحتين والستّ صفحات. استعمل أسلوب الفترات الزمنيّة وأسماء المدن عناوينَ للفصول التي بدأت وانتهت بمكّة. الثيمة الأساسيّة في العمل هي الغربة والحنين إلى الأمّ والأرض. "شعرتُ أنّني أنتمي إلى هذه البيداء؛ جذوري مغروسة هنا في هذا المكان، ولا يمكنّني العيش في سواه"، صفحة 151. "مرّت أربعة عشر يومًا من المسير. كان شوقي وحنيني يشكّلان امتدادًا طبيعيًّا للصحراء التي أقطعها يومًا وراء يوم، ويتسامقان متماهيين مع الجبال البعيدة التي تتدثّر بغلالة ضبابيّة من الأتربة العالقة في الهواء." يخبرنا العلوي في نهاية الكتاب أنّ أحداث هذه الرواية حقيقيّة وأنّ بطل القِصّة هو جدّ صديقه، وهذا ليس بالجديد عن مقبول؛ إذ استعمل ذات الأسلوب في روايته السابقة "زهور فان غوخ" المبنيّة على حادثة سرقة لوحة زهور الخشخاش.
دائما يقولون أن طريق العودة أسرع وأقرب من طريق الذهاب. بينما عند ذيب كان طريق عودته طويلا وشاقا، ولكن بالرغم من المشاق فقد كانت النهاية سعيدة عندما عاد بعد مضي ثلاث سنوات من الغربة بين المدينة ودمشق إلى حضن والدته الدافىء. رواية سلسة تسلط الضوء على حقبة من تاريخ الجزيرة العربية، مرحلة ما يعرف ب"سفر براك".
كيف كتب مقبول علوي هذه الرواية؟؟ لماذا وقع في هذه الأخطاء؟! هل ـ صحيح ـ لم يراجع روايته بشكل جيد؟! كيف وصلت هذه الرواية للقائمة الطويلة للبوكر؟ .. ولا لأ، صحيح .. عادي . تدور الرواية بين عالمين متوازيين، لا يبدو أحدهما بعيدًا عن الآخر، بين ما يفعله اللصوص وقطَّاع الطرق بالأطفال الذين اختطفوهم من أهلهم وذويهم، وبين ما يفعله حاكم المدينة بالناس من فرض السيطرة بالقوة والجبروت، وينجو بطل الرواية من بين براثن هؤلاء وأولئك بمحض الصدفة، ليبقى راويًا لهذه الحكاية المأساوية المؤلمة التي يبدو أن كل أفرداها قضوا نحبهم دون أن يتركوا أثرًا، وهو ما يكشف عنه الكاتب في الصفحات الأخيرة من الرواية.
كما تبث الرواية من جهة أخرى فكرة الحنين إلى الأم والأرض والوطن، فرغم أن فترة غياب الفتى عن أمه وموطن ولادته في صحراء مكة لم يدم طويلًا إلا أن ما مر به من مواقف وأحداث في سنواتٍ معدودة جعله يفتقد تلك الحياة التي يجد نفسه فيها، والتي عاش حياته كلها سعيًا إلى العودة إليها، كأن في ذلك إشارة إلى الوطن الأم ومدى ارتباط الناس به.
تبدأ الرواية وتسير على طريقة مذكرات يحكيها بطل الرواية الأساسي «ذيب»، ولكن في بعض الفصول/ المشاهد يبدو الكاتب وقد اضطر لكي يحل الراوي العليم مكان بطل روايته الذي لا يمكن أن يجعله مشاركًا، لا سيما في تلك المشاهد التي تدور في أماكن بعيدة عن تواجد بطل الرواية، ولا يمكن أن يعرف ما يدور فيها إلا بالسماع، فيأتي السرد في تلك الفصول مضطربًا إلى حدٍّ ما، ولكن ذلك لم يتكرر في الرواية إلا مرتين. وفي نهاية الرواية يفاجئ القارئ بحضور الكاتب لإكمال ما نقص من حكايته، رغم أن ذلك كان من الممكن أن يحل أيضًا في وجود راوٍ عليم يبدأ الحكاية وينهيها بنفسه.
من جهة أخرى اعتمد الكاتب على تقنية الفصول المتصلة والمذكرات المكتوبة على هيئة مقاطع قصيرة موجزة، وأحداث متلاحقة، وتكثيف المشاهد والاعتماد على سرد تفاصيل تاريخية حقيقية بشكل موجز، دون حشوٍ أو إملال. فالرواية التي لم تزد عن 150 صفحة تم تقسيم مقاطعها إلى 38 مقطعًا متصلًا بشكلٍ جيد، ينتهي منها القارئ ليبدأ أسئلته الخاصة حول تلك الفترة المسكوت عنها وما دار فيها من مآسٍ ومشكلات. . على إضاءات https://www.ida2at.com/seferberlik-bo...
صدرت حديثًا رواية "سفر برلك" لمقبول العلوي عن دار الساقي. كانت أول قراءة لي للكاتب ولفتني أسلوبه السرديّ الممتع.
"كان شوقي وحنيني يشكّلان امتدادًا طبيعيًّا للصحراء التي أقطعها يومًا وراء يوم، ويتسامقان متماهيَين مع الجبال البعيدة التي تتدثّر بغلالةٍ ضبابيّةٍ من الأتربة العالقة في الهواء."
"سفر برلك" رواية تاريخيّة تحكي في 158 صفحة واقعة الترحيل القصريّ لسكّان المدينة المنوّرة إلى دمشق مطلع القرن العشرين على يد العثمانيين، وهي حادثة لم أقرأ عنها مسبقًا، الأمر الذي زاد اهتمامي بتتبّع أحداث الرواية.
"شملنا صمت الغرباء الذين طعن الحنين والوحدة والغياب قلوبهم فأدماها."
يأخذنا العلوي أبعد من هذه الواقعة ليرسم الواقعَين الاجتماعيّ والسياسيّ في تلك الأيّام عبر ترحيلنا مع بطله، ذيب. نتعرّف إلى العبوديّة وما يحيط بها من خطف، وتمييز عرقيّ، وبيعٍ في سوق النخاسة.
"عُدتُ مثخنًا بالهزائم التي غذّتها صنوف من المحن والبلايا التي لم يبقَ منها سوى ذكرى مبتذلة لا معنى لها."
يتعلّق ذيب بالمدينة المنوّرة التي تسمح له باكتشاف الحب ومتعة العمل والعلم. لذا، بعد تغرّبه عن الصحراء، يطعنه الحنين حين يُجبر مجدّدًا على الرحيل من المدينة. يقتله الشوق في منفاه الدمشقيّ، وعند عودته إلى المدينة وتأهّبه للعودة إلى الصحراء، يقول: "كنتُ أمشي في الشوارع مشية مودِّع. أسيرُ متمهّلًا مراقبًا كلّ ما حولي بعنايةٍ فائقة، وأشعر بإحساسٍ غامرٍ أنّني لن أرى هذا المكان مرّة أخرى في حياتي، فقد أزف وقت الرحيل والعودة إلى الديار."
لغة الرواية ممتعة، الوصف والسرد مقتضبَين، فكان النصّ مدوزنًا كما يجب، ومقسّمًا إلى 38 فصلًا قصيرًا حيث كلّ فصلٍ معَنوَنٌ بمكان وأحيانًا بزمان الحدث. امتدّت الرواية بين العامَين 1915 و1918 وأتت أشبه بمذكّرات. تمنّيتُ لو أنّ الكتاب احتوى على خريطةٍ للمدينة المنوّرة ومكّة والصحراء وطريق القطار إلى دمشق كي يُغنيَ القراءة وكي يحدّد الإطار المكانيّ التاريخيّ. أعجبتني النهاية، وتعلّقت بالرواية أكثر حين علمت أنّها مبنيّة على أحداثٍ وأشخاصٍ حقيقيّين.
روايه خفيفه لطيفه تحكي عن الفتره الاخيره المضطربة للدوله العثمانيه وقيام الثورة العربيه ١٩١٥ وما آلت اليه المدينه المنورة ومسجدها النبوي الشريف تحت حكم فخري باشا الذي رفض الانصياع لشريف مكة وحلفاؤه بتسليم المدينه ومغادرتها ومع هذه الأحداث المهمة يكون بطل الروايه خلاسي سُرق من أمه من قبل عصابه في الصحراء ليأخذوه ويبيعوه في سوق النخاسه كعبد ليعيش أياماً تتوالي بين انخفاض وارتفاع من يوم سرقته الى يوم اخذه لسفربلك ...ويبقى السؤال حاضراً هل يعود ويلقى أمه وما مصيره الجدير بالذكر ان معنى سفربلك في المدينه المنورة يختلف عن معناها في بلاد الشام في المدينه المنورة معناها تهجير سكانها منها الى دمشق ومنها الى الاستانه اما في بلاد الشام معناها التجنيد الإجباري للشباب
ثان قرائاتي لمقبول العلوي...تتشابه مع زرياب في سلاسه النص و جمال اللغه...لكن لا يوجد دافع تشويقي قوي او شغف ...ممكن ان تستمر الروايه بلا نهايه على نفس الريتم...
اضاف لي معلومات جديده ، عن لجوء او شتات اهل المدينه في تلك الفتره الى دمشق و غيرها..كذلك عن سرقه الاطفال و استعبادهم...
اعتقد الكاتب نمطي الى حد كبير...و لديه اساسات قويه لغويه جميله ممتعه لكن ليس ابعد...عليه ان يحطم حاجز الفكره و يحلق...
استوقفتني هذه الرواية عدة مرات في أحد المكتبات الكبرى، ،وكل مرة تكون أولوياتي لكتب أخرى ٫ لكن سافرت لمدينة قريب ةفاحتجت أن اقرآ رواية خفيفة بعد . العمل. فكانت هذه الرواية خياري. . الرواية خفيفة تستطيع قراءتها بجلسة واحدة. . تناولت بسطحية فترة الثورة العربية وماحدث من قتل وهجرة في المدينة. .
(سفر برلك) لفظ تركي بمعنى النفير العام أو التأهب للحرب، وفي هذه الرواية يعود الروائي السعودي مقبول العلوي إلى فاجعة التهجير القسري الجماعي الذي اتخذته الدولة العثمانية (تحديداً على يد الحاكم التركي فخري باشا) تجاه أهالي المدينة المنورة في عام 1915 لتحويلها إلى ثكنة عسكرية تركية وفصلها عن الحرم المكي الشريف بعدما قرر شريف مكة وولداه آنذاك الثورة العربية على الحكم العثماني. تستند هذه الرواية البديعة على أحداث حقيقية لحادثة اختطاف الفتى الخلاسي (ذيب) وبيعه كعبد، وانضمامه عنوةً في ركب هذا التهجير في قالب روائي جذاب مليء بالسرد ومشحوذ بالخيال. العلوي يكتب بأسلوب الريشة تقرأ وكأنك تتأمل لوحة موشاة بتفاصيل الحكاية.
ثاني رواية أقرأها في العام الجديد، ثاني رواية أنهيها في جلسة واحدة، وثاني رواية أشتريها من جوجل بلاي بوكس. الرواية تبدو وكأنها مسودة رواية، كتبت على عجل، وتم تعويض كثير من سردها بالاقتضاب التاريخي الموجز، وكأن الكاتب كان ملولا أو متعجلا. الأحداث مثيرة، وقد كانت حتى منتصفها تشي برواية عظيمة. لكن على كل حال تظل لطيفة لصحبة قصيرة مع فترة ملحمية وشخصيات قوية.
اقتباس|| “الحرب عمياء تدهسُ كل شيئ في طريقها غير عابئة بالمخاطر ولا الآلام “
وقعت هذه الأحداث أبان الحرب العالمية الأولى لفصل المدينة المنورة عن مكة المكرمة وانضمامها تحت الحكم العثماني في تلك الحقبة الزمنية وهو ما يطلق عليها” سفر برلك” ويقصد بها “التهجير القسري لجميع سكان المدينة إلى الشام.. .. بطل روايتي اليوم هو “ذيب" وهو الراوي عاش فترتين قاسية ومؤلمة الأولى عند اختطافه وبيعه فيحكي لنا كيف خُطف وبُعد عن والدته ومن الذي اشتراه وماذا فعل معه؟فهل يلتقى ذيب بوالدته ؟
و الثانية عند تهجيره إلى الشام في فترة الإحتلال العثماني للمدينة المنورة من قبل “فخري باشا” ليجد نفسه عاملاً في خان ليسد رمق جوعة وليجد مكان يأويه..
عاش ذيب مع أهل المدينة المنورة فترة قاهرة وعصيبة مليئة بهلع وخوف وفقر وجوع.. فقصة "ذيب" هي واحدة من قصص الأشخاص والعوائل الذين سُلب منهم كل شيء ثم تهجيرهم ثم عودتهم للمدينة مرة أخري بعد سقوط الح��م العثماني،
رواية خفيفة تاريخية اجتماعية رويت عن طريق أحفاد "ذيب" قسمت صفحات هذه الرواية الي عدة فصول قصيرة و سردت بإسلوب مباشر سلس فمعروف عن مقبول اسلوبه الجميل والبسيط واستخدامه للغة الفصحى ..رواية قراءتها سريعة تنتهي في جلسة ..
يتطرق ايضا الكاتب لبعض من المواضيع مثل العبودية وزمن العبيد والجواري، ياخدنا ايضا لحب العلم والقراءة، وغربة الوطن والصحراء.
هذه الرواية ليست شاملة ومتعمقة في احداث السفر برلك ولكنها خفيفة وبسيطة تعطي بعض من المعلومات التي تترك لدى القارئ بعض من الاسئلة.
الرواية قوية من ناحية اللغة العربية و المصطلحات ، و لكن، من وجهة نظري كقارئة، وجدت ان الرواية تفتقر إلى فنيات الحوار مابين الشخصيات و هذا من العوامي التي أجدها تضعف الرواية و تسقط نجمة من التقييم، أيضا وجدت ان الرواية تفتقر إلى وصف الإحساس و العاطفة و بدلًا من ذلك يوصف الكاتب الأحداث و المواقف أخرى تسقط،الرواية مكتوبة بحبكة و كأنما هي مذكرات تسرد و ليست احداث بين شخصيات .. افتقار سرد الأحداث من ناحية الشخصيات الرئيسية الأخرى يسقط نجمة ثالثة.... أما النجمة الرابعة فتسقط بسبب تسلسل الأحداث المتسارع جدا بإلإضافة إلى ذكر أحداث لا تمت للنهاية بصلة...
رواية خفيفة وكتابتها بسيطة وسهلة فيها معلومات تثير الفضول وتفتح تفكيرك للبحث والاستزادة اكثر عنها خارج الرواية ،، اما عن الرواية ذاتها وقصة البطل مافيها عمق تقرأ الاحداث من بعيد ماتدخل مع الشخصيات وتندمج فيها لقصر التعبير والاختصار الشديد للمشاعر ،، ماحبيت تجاهل قصة الطفلة اللي لقاها لحالها بالبيت يعني لو ذكر انه حاول يعرف وش صار عليها بالنهاية زي ما بحث عن الجميع + ماحبيت ذكر القصة العابرة بينه وبين الجارية وبالتفصيل ماكان له داعي أبدًا ولا اضافت او فادت اي شي لمعنى القصة او احداثها وتفقد الرواية قيمتها بنظري + ماحبيت خلط الخيال والواقع بالقصة
رواية ممتعة يرويها أحد أحفاد البطل (ذيب) الطفل الذي اختطف من صحراء مكة و صُيِّر عبدا، لتبدأ رحلته من بيت عبد الرحمن أفندي المدني بالمدينة إلى خان السيدة بهية بدمشق ثم عودته مجددا مع قافلة الحجيج باحثا عن أمه التي تركها وحيدة. تدور أحداث الرواية في الفترة 1915-1918 إبان ثورة الشريف ضد الحكم العثماني المتهالك آنذاك. رواية مقتضبة صوّرت معاناة الناس في الجزيرة العربية في فترة حرجة من أقسى فترات التاريخ التي مرّت على المدينة المنوّرة.
رواية لامست قلبي لما عاناه أهالي المدينة في وقت عصيب خصيصاً وانا ابنة المدينة. احببت ماكتبه عن مساعدة الاعيان ووجهاء المدينة لاهلها وقت الشدة بقدر ما المني سرقة الحجرة النبوية ومحتويات مكتبة عارف حكمت وغيرها لعلها تعود إلينا يوماً حتى وقد مضى عليها مايزيد عن مئة عام
بإسلوبٍ سردي سلسٍ و لطيف ، تأخذنا هذه الحكاية إلى أهم حقبةٍ في تاريخ الجزيرة العربية ، و لأول مرّةٍ أقرأ شيئاً ما لأحداث الثورة العربية الكبرى ، وهو ما دفعني إلى فضولٍ في قراءتها .
- - رواية مأساوية حزينة تحكي قصة طفل يتيم يُدعى 'ذيب'، تُحذّره والدته كل ليلة خوفاً عليه من قُطّاع الطرق أن يختطفوه فيبيعونه عبداً، يُختطف الطفل ويُباع كعبد في مدينة رسول ﷺ، ثم تقوم ثورة آل الشريف في مكة على حُكم العثمانيين في المدينة فتتسارع الأحداث بشكل مرعب ، ثم ينفتح أمام ذيب سفر برلك .. سفر برلك ..!
• الرواية تتحدث عن قصة مُغيّبة تاريخياً. • الرواية تحكي حال أهل المدينة وما لقوه في تِلك الفترة :« حياة قاسية ». • تدور أحداث الرواية في الفترة ١٩١٥-١٩١٨م • رواية مؤثرة .. متسارعة الأحداث .. تقع في ١٦٠ صفحة .. • الروائي أ. مقبول العلوي هنيئًا لمن يقرأ له . |📕 #سفر_برلك - أ. مقبول العلوي https://t.me/ibra_7p/850
رواية بسيطة سريعة خفيفة يمكن انهائها في جلسة واحدة، سلطت الضوء على تهجير أهل المدينة على يد العثمانيبن ابان ترنح الدولة العثمانية دون اسهاب أو تفاصيل حقيقة.
هل تستحق أن تترشح للبوكر؟ من نظرة للظروف السياسية وموضوع الرواية نجد أن الترشيح في عامه ووصولها للقائمة القصيرة امر بديهي ومتوقع بل أن خسارتها هي ما استغربه.
♦️ " - بئر درويش- المدينة المنورة /١٩١٥م .. سمعتُ صوتاً مثل الصفير. فتحت عينيَّ ببطء. لمحته. لأول مرة، أرى قطار. كان يسير على الأرض المنبسطة، مثل ثعبان أسود، ضخم وطويل. من مقدمته، يتصاعد دخان رمادي على دفقات متتالية. صوت اندفاعه الرتيب يقضُّ هدوء الصحراء وصمتها. فتحت عينيَّ أكثر رغم نور الشمس الساطع، فرأيته يشق الرمال، يتوارى قليلاً خلف كثيب رملي، أو جُبيل صغير، ثم سرعان ما يظهر مرة أخرى. صاح أحد الرجال: القطار ."
♦(️ذيب).. بطل قصتنا راعي للأغنام في أحد بوادي مكة المكرمة، في نهاية سن الطفولة، يقع في أيدي اللصوص وقطاع الطرق.. أسير ليصبح عبداً مكبل الأيدي والأقدام. لم تنفع محاولاته للهرب أو الصراخ، فلم تكن له نتيجه سوى الجلد بذلك السوط الذي ألهب ظهره... تتجه القافلة إلى المدينة المنورة، فيباع فيها عبداً ل ( عبد الرحمن المدني)، فيصبح موظفاً حراً لديه وخاصة أن ( ذيب) كان يجيد القراءة والكتابة، فكانت وظيفته نسخ بعض الأوراق والمخطوطات، وإعادة وجلب الكتب من المكتبة. تتطور الأمور حيث أعلن شريفُ مكة وولداه.. الثورة العربية على الحكم العثماني، وقتها الخلافة كانت في الرمق الأخير على فراش الموت بجسد مهترء مقطع ومفكك، والي المدينة العصملي( فخري باشا) أصدر قرار بترحيل أهل المدينة المنورة بشكل ودي، إلى دمشق في الشام، وعن طريق القطار، حتى لا يحدث تعاون بينهم وبين مقاتلين الشريف. ثم أصبح التهجير إجباري عن طريق تضيق الخناق وتجويع أهلها، وإيقاف كل صور التجارة وخاصة المواد الغذائية، مع مصادرة مايقع في أيدي جند العصملي، وإرساله إلى قلعة ( القشلةُ)، ومع طلب المزيد من الجند... ثم سعى (فخري باشا) لتخزين الأسلحة والبارود داخل المسجد النبوي، خوفاً من قصف الحلفاء له، وفشلت هذه الخطة بعد ثورة الباقي من أهل المدينة عليه، فيقوم بتحويل خط السكة الحديد لنقطة هي الأقرب للمسجد النبوي، والهدف هو نقل كل محتويات الحجرة النبوية إلى إسطنبول خشية تعرضها للسرقة خلال تلك الأحداث، حيث تم نقل ما يقارب ٤٠٠ قطعة منها ( القناديل التى كانت تضيئ الحجرة النبوية، وبردة الرسول ص، وسيفه، وإهداءات السلاطين بني عثمان للحجرة النبوية على مدى قرون). تم ترحيل غالب السكان حتى خرِبت غالب البيوت، وبعد الهزائم المتلاحقة للدولة العثمانية وتفكك الخلافة وسقوطها، تم القبض على ( فخري باشا) وإرساله للسجن في مصر ثم مالطة. وبدأت الحياة تعود أدراجها في المدينة مع عودة المهجرين من دمشق لها ولكن من خلال قوافل الحجيج وقوافل التجارة، لأن قطار السكة الحديد تم تخريب وتفجير أغلب خط السكة الحديد وسرقة ما ينفع منه.
♦️الأحداث إلى حد ما توافق الحقيقة حيث أنها سرد أحد أحفاد ( ذيب) للكاتب، فما ذكر من أحداث تاريخية موثقة في كُتب التاريخ، وما حدث من إستعباد ل(ذيب) عن طريق اللصوص وقطاع الطرق هو ماتم نقله عن الحفيد... لكنها كانت معلومات جديدة وصادمة بالنسبة لي ما دفعني للبحث والتأكد من صحتها ولو على وجه السرعة من ويكيبيديا...
*مقبول العلوي؛ مع كل عمل تُأكد أن الكتابة فن راقي بشدة، من خلال الموضوع، واللغة وقوتها إلى جانب السلاسة، وجمال المعاني والتصوير...
بالنسبة لي يحسب لهذه الرواية قبل كل شيء وقبل نقدها أو انتقادها صغرها وسلاستها ولغتها الجيدة بحيث يمكن الانتهاء من قراءتها في جلسة واحدة.. ويبدو أنّ المؤلّف استمد أحداثها كما ذكر في نهايتها من التاريخ ومن قصة حقيقية وأضاف إليها من عنده ما يمنحها بعدا فنيا فكان هذا النص الذي ذكّرني قسمه الأول بالفيلم الهندي الذي أحدث ضجة مؤخرا وهو حياة الماعز المقتبس عن رواية أيام الماعز لبنيامين.. على كل فإن أحداث العمل تبدأ من مكة المكرمة فالمدينة المنورة وصولا إلى دمشق مع نهايات الدولة العثمانية في الجزيرة العربية عام ١٩١٥ وما تلاه وما يعرف تاريخيا بالسفر برلك أو الترحيل الذي طال سكان المنطقة آنذاك. في ثمانية وثلاثين فصلا جاءت القصة بالراوي البطل وهو ذيب فتى من مكة يعيش وأمه وخاله مانع على أطرافها في بطحاء قريش في الصحراء في خيمتين منفصلتين وكانت أمه أمة أعتقها والده وتزوجها وأنجب منها ولده ثم مات فتعرّضت الأسرة إلى ظلم دعاها إلى مغادرة مكة إلى الصحراء ترعى الغنم، إلى أن انقضّت على الفتى وخاله ذات يوم مجموعة من قطاع الطرق استعبدتهم وقادتهم برحلة فيها ما فيها من قهر ومعاناة إلى سوق النخاسة في المدينة المنورة حيث بيع الفتى واشتراه الوجيه عبد الرحمن المدني الذي أحسن إليه واستعمله في قراءة الكتب ونسخها ونقلها وفي بيته أيضا جرت علاقة بين ذيب ومرجانة جارية الوجيه لتمرّ الأيام حتى تندلع الثورة على العثمانيين في مكة فتسوء الأحوال ويتعرض السكان للتهجير القسري وكان من بينهم ذيب إذ نقله القطار صوب دمشق فبقي فيها زمنا ثم عاد إلى أرضه أخيرا.. يمكن لي أن أقسم النص إلى خمسة أجزاء رئيسية كل واحد منها يناقش باقتضاب قضية ما، وكان يمكن أن يحظى كل منها بنص روائي قائم بذاته لا أن تعرض على استحياء وعجلة كما هنا، ما جعلني أشعر أنني أخرج من رواية لأشرع في سواها، فأمّا الجزء الأول فكان فكرة العبودية والاستعباد وأسواق النخاسة وقطّاع الطرق وهو القسم الأهم والأولى بالنسبة لي في العمل ومكمن قوته.. الثاني المكان وأعني المدينة المنورة وأحوالها فكريا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا مع نهايات حكم فخري باشا العثماني فيها.. الثالث الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين في مكة وأبعادها على أهل البلد وهنا تجلى الجانب التاريخي في العمل الذي بدى أحيانا وكأنه درس تعليمي في ماضي المنطقة.. الرابع رحلة القطار أو السفر برلك وهو عنوان هذا النص، وبرأيي أن رحلة كهذه كانت جديرة بعمل متكامل ذي مساحة لها وحدها لا لغيرها.. الخامس قضية المرحلين أو النازحين أو المهجّرين في دمشق وأحوالهم الاقتصادية والاجتماعية ومسألة اندماجهم من عدمها وغيرها حتى العودة.. لكن الرواية مزجت الأقسام معا واقتنصت شيئا من كل حالة واختصرتها بقفزات سردية متسارعة خفيفة قد تعجب أو لا تعجب بحيث لا نقطة ذروة واضحة في حبكتها سرعانما ينتهي الصراع ليأتي غيره وقد يحسب هذا لها أو عليها بحسب القارئ وذوقه.. وفي مثل هذا الشكل من الأعمال الأدبية لا أستطيع الوقوف مطولا على الحوار أو الشخصيات لأن العمل ينتهي قبل أن أبدأ في التفكير بها.. التقييم: ٦.٥/١٠
تبدأ الرواية أحداثها؛ بقصة فتىً أسمه؛ ذيب، يولد في صحراء مكة، يفتح عينيه على الدنيا فلا يجد منها إلا أمه وخاله: مانع، وخيمتين في العراء، وقبر والده الذي توفي متأثرًا بالجدري، اخرجوا من قريتهم بمكة مجبرين من أهالي الحي، بمعية العمدة! خوفًا من العدوى، فلا عودَةَ لهم؛ إلاّ أن يُشفى، أو يموت! فكان الموت. كل هذه الأحداث وذيب في بطن والدته، في شهره التاسع، لم تتلقفه الحياة بعد! فما أن وضعته؛وبدأ يُبصر الدنيا حتى أختطفه أيدي اللصوص وقطاع الطريق، وهو غُرٌّ لم يبلغ الحلم بعد، يرعى الأغنام في شعاب مكة وأوديتها، ليساق ويباع عبدًا في سوق الرقيق! تتحول الرواية بعد ذلك لسردٍ روائيٍ ترتبط تفاصيله بأحداث تاريخية مؤلمة! تنطلق شرارتها بثورة شريف مكة وولداه على الحكم العثماني، في العام 1334هـ - 1915م، عندما اقتحم الجنود الأتراك المدينة المنورة، قادمين من اسطنبول، مدججين بالسلاح والفظاظة والأوامر الصارمة لتحقيق هدف واحد هو تهجير سكان المدينة المنورة الأصليين وترحيلهم قسريًا إلى خارج الجزيرة العربية. لتبدأ معها التحولات والأحداث، من حياة ذيب!
هذه الرواية تحتوي على أحداث تاريخية، وفترة زمنية عصيبة، مرت على آهالي المدينة المنورة، على أيدي الجيش العثماني الغاشم بقيادة فخري باشا، فترة سميت ب[سفر برلك]، ذاق فيها أهل المدينة مرارة القهر والظلم، من ترويع وتجويع وتهجير قسري وقتل. وبحسب المصادر التاريخية؛ فإنه لم يبق بالمدينة بسبب "سفر برلك" إلا ما بين (80 إلى 100) شخص من أهلها الذين قُدر عددهم قبل التهجير القسري بأكثر من أربعين ألفا، هُدمت البيوت، وسُرقت الكتب والمخطوطات، وقُلبت مدينة رسول الله ثكنةً عسكرية، سرقت كل محتويات الحجرة النبوية المقدسة، وحملت على متن قطارٍ متوجه من الحجاز إلى اسطنبول عام 1917، كل الآثار والهدايا التي أُهديت لحجرة النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مدار 1300 عام، لم يستثنون شيئًا، أُرسلت إلى عاصمة الدولة العثمانية، وتعرض حاليًا ومنذ سنوات طويلة في متحف "توبكابي" باسطنبول، وهي تضم: مصاحف أثرية، ومجوهرات وشمعدانات ذهبية، بالإضافة إلى سيوف ولوحات مرصعة بالألماس، وما لا يُحصى من المباخر والعلاقات وغيرها من القطع التي بلغت أكثر من 390 قطعة نفيسة، فضلًا عن بُردة النبي الكريم، ورايته (الحمراء)، ومكحلته، ونعله، ورباعيته، وخصلة من شعره.