كتاب عظيم جدا .. عظيم في موضوعه وفكرته وأسلوبه .. وفي تحليله المنطقي والممنهج ..فالكتاب بمثابة ثورة على بعض المفاهيم المعاصرة الخاطئة التي تم صياغتها في جمل وأقوال محسنة ومنمقة لضمان إنتشارها بين الناس وتشربها في نفوسهم .. وهي وإن كانت تبدو في ظاهرها أقوال صائبة إلا أنها في الحقيقة كلمات حق أريد بها باطل تنطوي على الكثير من التضليل الفكري والإنحراف عن أحكام الشريعة القويمة ..
يحتاج كل مسلم إلى قراءة هذا الكاتب فهو تمحيص للعقول والأفكار من بعض ما علق بها وترسب فيها من مفاهيم خاطئة وأقوال مضللة .. .
انتهيت تقريبًا من هذا الكتاب اللطيف، الذي تناول أهم الشبه المتداولة في البرامج الاجتماعية والواقع، وركز فيه المؤلفان على العبارات المنتشرة بلا تمحيص و عودة إلى الجذور ومحاكمتها عليها. الكتاب ممتاز عموما؛ ومراجعة لمن له اطلاع على نفس العناوين والردود. الشيء البسيط الذي أجده عليه؛ وجود طرح غير بسيط تمامًا في بعض الأجزاء، مع أن المفترض أن الكتاب -أصلًا- موجه للشريحة العامة، ذات الخبرة المعرفية المنخفضة في الثقافة الشرعية.
كتاب مفيد، جمع أغلب المقولات الفكرية الرائجة، التي يبثها المنحرفون عن الإسلام، وقد تخفى معانيها عن كثير من المسلمين، وعنوانه مستوحى من قول الله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبيٍ عدواً شياطين الإنس والجن، يُوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرفَ القول غروراً، ولو شاء ربُك ما فعلوه، فذرهم وما يفترون) قال الإمام التابعي المفسر عكرمة بن عبد الله المدني في (زخرف القول) قال : تزيينُ الباطلِ بالألسنة.
وأسلوب الكتاب متوسط في أغلبه، مناسب لأكثر الناس.. ومعالجته لتلك الشبهات كافٍ في الرد المبدئي على معظمها، ثم يتوسع بعد ذلك من سمح له الزمان، أو أراد التخصص، أو كان فارغاً من الانشغال بما ينفعه من أمر الآخرة والدنيا .. لا أن يعيش حياته كلها منهمكاً في مناقشات الأفكار، حتى يموت ويأسف
والحق أني استفدت من قراءتي فيه فوائد عامة بخلاف الردود على تلك الشبهات، منها:
أن من الشبهات ما لا يصلح أن يقرأ جاهلٌ الرد عليه، لأنه لن ينفعه، مثل أن تكون الشبهة في علم تخصصي، فلن يسعك أن تشرح لأحدهم هذا العلم كله في صفحات يسيرة، ليبصر بطلان هذه الشبهة!!.. فهذا شأنه أن يتعلم لكي يهتدي
ومنها أن هذه المقولات التي يزخرفها المفترون ويزينونها بألسنتهم، إنما تُعرض في أبهى حلة وأجمل لفظ، وتمرر بطريقة هادئة في عبارات مُجمَلة؛ لتتشربها القلوب، بل تُمرر تحت قشرة وغطاء من المعاني الحسنة المحبوبة لدى الناس
ومنها – وهي فرع عما قبلها – أن مروجي تلك الأقوال من أصحاب المذاهب الحداثية والعلمانيين العرب هم أهل للازدراء.. لحقارة أنفسهم وارتضائهم سبيل التزوير والتلبيس على الناس، بل لعل في العلمانية الغربية شرف عن تلك الوضيعة العربية، فالعلماني الغربي متسق مع مبادئه وواضح في رفضه الدين، بينما تجد العلمانيين العرب أشبه ما يكونوا بالزنادقة، يدّعون إنهم مسلمون وهم متلبسون بمقولات الكفر!!.. مقولات الكفر أعني تلك التي تناقض أصول الإسلام البديهية، التي كان يعلمها صبيان الكتاتيب في الزمان الأول.. بل تجد هؤلاء – وعجباً - يدَعون الناس إليها بزعم أنها الإسلام!
ومنها أن الشبهات الفكرية ليست شأناً هيناً، حتى تعرّض نفسك لها وتقرأ في كتبها بنهم، وأنت تظن أن قلبك في حصن حصين عن الضلال، فإن قلوب الناس أضعف من ذلك، لاسيما وهم على سجيتهم من العلم الديني السطحي الذي نتلقاه في المدارس المدجّنة
فجنس الشبهات الفكرية أضر على النفس من التلبس بمعاصي الشهوات.. وإن أمر الآخرة أغلى من أن يخاطر به صاحبه.. وإنه لن يدخل الجنة إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم .. وإن الباطل إذا دخل القلب أولاً، صار هوىً لصاحبه، يصعب عليه التحلل منه وأن الحجة العلمية المنطقية لا تنفع وحدها في هداية المرء إذا أُشرِبَ قلبه الضلال
أخيراً، أدعو لقراءة هذا الكتاب والاستفادة مما فيه، فكثير من مقولاته ذائع الصيت، مشتهر، وقد تخفى حقيقتها على أيّ أحدٍ منّا
. . قراءة واحدة لا تعطي الكتاب حقه ، فهو يتحدث عن واحدة من أهم المشكلات التي نواجهها اليوم سواء في مواقع التواصل أو حتى في محتويات بعض الكتب والتي باتت اليوم حركة منظمة يقف خلفها الكثير .
هذه المشكلة تتمثل في عرض العديد من المقولات وترديدها من حين لآخر في كل سجال وحوار فكري عقائدي بدليل أو من غيره بحجة قوية أو حتى بدونها ومما يجعل هذه المقولات خطيرة جدا هو قوة تأثر المتلقي بها خاصة صغار السن أو الشباب الذين لا يملكون المعرفة التامة بكيفة الرد وإزالة هذه " الزخارف " عما يقرأونه اذ تتخذ هذه العبارات شكل براقاً وربما تلقى تفاعل من العامة يكسبها صبغة الحق في حين أن باطنها باطل صريح .
ولأجل الرد على هذه المقولات التي تُبني اليوم عليها " للأسف " بعض الإعتقادات قام كلاً من الأستاذ عبدالله العجيري والدكتور فهد العجلان بتقدم أشهر المقولات والرد عليها بالأسلوب ذاته الذي تتمتاز به تلك المقولات ، فجاء الرد مختصراً واضحاً ، مجملاً وخالي من التعقيد ليتمكن الجميع من فهمه واستيعابه .
أنصح طبعاً في قراءة الكتاب وأظن أن قراءة واحدة لا تكفي. . . شكراً لمبادرة #كتاب_وكاتب على إتاحة الفرصة لنا لقراءة الكتاب وشكراً لأساتذتنا عبدالله العجيري والدكتور فهد العجلان على تفاعلهم معنا وإجابتهم المستمرة على أسئلة القراء .
بلا شك كتاب قيّم، وثري للغاية، عالج عدد كبير من المقولات الشائعة المزخرفة والمتضمنة لانحرافات فكرية، تطمس الحق، أو تزين الباطل بتمويه وزخرفة الكلمات ليغتر بشكلها الخادع مَن قد لا يحسنون فرز الحق من الباطل بسبب جهل أو ضعف اطلاعهم على أحكام الشريعة في المقام الأول، وسرعة اغترارهم بزخرف العبارات، أو لأي سببٍ آخر، بصورة تؤدي إلى التهاون والتساهل في أحكام الشريعة...
ولكن من المفترض أن الكتاب من النوع التوعوي والإرشادي الموجه إلى فئة كبيرة من الناس تتضمن التفاوت المعرفي الكبير والمتناقض، أو في المقام الأول يستهدف الفئة التي تضم مَن لا يستطيعون كشف أوجه الباطل والفساد والزخرفة الخادعة في المقولات لقصور معرفي أو شرعي، فيلتبس عليهم الأمر ويعتنقوا العبارات كما هي بباطلها وزخرفها الفاسد، وبالتالي كان يجب أن تكون المعالجة لبعض المقولات بصورة أبسط وأيسر، لا بهذا التعقيد والعمق الذي يحتاج لمَن هم على اطلاع ومعرفة متوسطة أو جيدة بالعلوم الشرعية ليفهموا المقصد جيدًا. التعقيد والعمق سيشكلان حاجزًا أمام تلك الفئة المستهدفة في الأساس، وهذا للأسف يعد خللًا في هدف ورسالة الكتاب.
من الكتب الهامة و القيمة التي تعالج موضوعاً غاية في الأهمية في مثل هذه الأوقات التي تمر علينا، حيث أصبح المجال مفتوحاً وميسراً لكل من هب ودب للخوض في الدين وإبداء رأيه فيما يعلم وفيما لا يعلم. يتحدث كاتبنا هنا عن الأوهام أو زخرف القول أو الكلام الحق الذي يراد به باطلاً في معظم الأحيان، هذه المقولات والتشغيبات التي تشبعت بها مواقع التواصل الاجتماعي ومجالس المثقفين وألسنة العوام وأصبحت يوماً بعد تتداول أكثر فأكثر مع كثرة المنصات وفتح المجال لكل راغب في الحديث.. أصبحت هذه المقولات والانحرافات بديلاً عن كلام علماء الأمة وأئمتهم بخلفهم وسلفهم، أصبحت مادة صلبة يتكأ عليه كل من يريد أن يستخرج من الدين ما ليس على هواه أو أن يضيف مفاهيم جديدة تنافي الأصول والثوابت الإسلامية بحجة موائمة العصر أو التعايش أو تفسير عصري للدين إلى ما هناك من التعبيرات الدراجة هذه الأيام.. الكتاب يحمل عنواناً مذهلاً، فهو يعبر تماماً عن تلك المقولات الفضفاضة، والتي تشبه الزخارف ويجري عليها التنميق والتجميل، إما في داخلها فهي تحمل صدعاً كبيراً في العقيدة والثوابت والتي لا يقام الدين إلا على أساسها وتمثل علامات على اختزال المعرفة لدى هؤلاء وعدم التنقيب في دلالة كلامهم ومآلات مقولاتهم ..
وللأسف هذه المقولات والسفسطات لا تصدر من الملحدين أو المشككين في دين الإسلام، بل هو من نوع الكلام والتشغبيات الدارجة بين بعض المحسوبين على التيار الإسلامي وأنصاف المتعلمنين وبعض من يمسك بعصا التجديد والتحديث في الدين، أغلب تلك المقولات متأثر بالفكر الغربي تحديداً وليست نابعة عن الأصل الإسلامي المحكم، حتى أنك تجد في بعضها تقديساً واضحاً لمركزية الإنسان على حساب مركزية الرب سبحانه وتعالى، وضرباً بأصول وثوابت على حساب آيات وأحكام إسلامية لا تقبل النقاش.
الشيخ العجيري شخصية فذة، يتمتع بقدرة كبيرة على سرد المواضيع ومعالجتها في قالب إيماني وعقلي ، كم أنا بعجب بهذا الرجل وأسلوبه في الرد العقلاني الذي يستند فيه على أصول وثوابت الإسلام وأيضاً على مقاربات عقلية ذكية .. يضاف إلى ذلك أن الكاتبين هنا مطلعين تماماً على الواقع ويعالجان مشاكل موجودة وملموسة في بعض الخطابات الإعلامي�� ومواقع التواصل الاجتماعي، عكس بعض المشايخ للأسف الذين ما زالوا يتحدثون عن مقولات أو شبهات عفى عليها الزمن، من المهم جداً أن تدرك الواقع وأن تعالج الشبهة أو المقولة على ضوء مفاهيم اليوم من دون التفريط بالقواعد والأسس الإسلامية.. كتاب ضروري جداً جداً ويستحق العلامة الكاملة ..
وهذه مجموعة من المقولات المزخرفة التي ظاهرها الصواب وباطنها انحراف فكري وعقدي : في القرآن كفاية
انتشر في الآونة الأخيرة العديد من المقولات التى تتضمن معاني باطلة أو مُلبسة، تُسهم في تمرير عدد من الإنحرافات الفكرية المنوعه بتنوع المقولات، وهذه المقولات تتميز بعدد من الخصائص منها: ▪︎ الشيوع والإنتشار ▪︎ الوجازة ▪︎ التأثير القوي ▪︎ الوضوح وعدم التعقيد ▪︎ الإجمال والالتباس فهي لا تقدم باطلاً محضاً يتفق الجميع على رفضه، وإنما تُمرر الباطل من خلالها بطريقة هادئة غير صادمة تحت قشرة من الحق المقبول، وهو ما يفسر عدم تفطن كثير من الناس لأوجه الإشكال فيها، فكما قال على رضى الله عنه ( كلمة حق يُراد بها باطل ).
فيعمد الكتاب إلى الكشف عن أوجه المغالطة الموجودة في هذه المقولات بهدف كشف ما فيها من مشكلات وذلك بفحص كل مقولة على حدة، وتحليل مضامينها الداخلية، وفرز ما فيها من حق وباطل ليقر المعاني الصحيحة المعتبره، وينبه إلى مواطن الإشكال والالتباس والفساد، ومن أمثلة المقولات التي علاجها الكتاب: ▪︎الإسلام الوسطي المعتدل ▪︎رحمة الله ليست في يد أحد من خلقه ▪︎النص مقدس والفهم غير مقدس ▪︎الشريعة لم تأت بنظام سياسي محدد ▪︎الإلتزام بأحكام الإسلام يورث النفاق ▪︎بالمساواة يتحقق العدل ▪︎التمسك بروح الشريعة إلى غير ذلك من المقولات، والتى يصل عددها إلى ٤١ مقولة.
الكتاب مفيد جداً ومهم للغاية وأسلوبه ممنهج ومنظم جداً .. ينصح بقراءته❤
عندما تطالع أبرز المقالات المؤسسة للانحراف الفكري المعاصر التي جمعها العجيري ودكتور فهد العجلان بمهارة حقيقية في هذا الكتاب، ستتأكد بما لا يدع مجالًا للشك من حقيقتين: - الأولى: أن هذه المقالات المؤسسة للانحراف الفكري تؤول كلها إلى التفلت من هيمنة الإسلام، ودائمًا ما أقول أن مشكلة العلمانيين مع الإسلام ليست في أحكامه ولكن في هيمنته، هم يحاربون أحكامه لا لذاتها ولكن لكونها مهيمنة على الحياة، فهم أكثر تسامحًا مع التصوف ورموزه أكثر من أي فرقة إسلامية أخرى رغم خزعبالية كثير من أطروحاته بما يخالف " العقل" الذي أعلت من شأنه ليبرالية عصر التنوير، وهذا لا لشيء إلا لأن التصوف ليس له طابع تصادمي مع المجتمع الليبرالي.
- الثانية: أن هذه المقالات المؤسسة للانحراف الفكري تستند إلى شعارات برّاقة فارغة من المعنى الحقيقي، مثل شعارات " الحرية" و " العدل" و " المساواة"= وهي شعارات يشترك الإسلام - كما أوضح الكتاب- معها بشكل إجمالي، لكن عند الكلام عن تفصيلات هذه الأمور تظهر مخالفة المضامين الليبرالية لتلك الشعارات مع الإسلام، والحقيقة أن ابن تيمية- رحمه الله- رائد مدرسة الاستفصال عن معاني الألفاظ المجملة، ومحاولة حكمه على تلك المصطلحات من خلال مضامينها لا مجرد عناوينها، بل تجده في الأمور العقائدية ينقد المصطلحات التي تعبّر عن مضامين صحيحة كونها لم تلتزم بما قاله الكتاب والسنة.
على كل حال هذا الكتاب يؤسس لعقلية ناقدة لا تأخذ بزخرف القول، بل تقف على عتبات هذه المقولات ناقدة وفاحصة، فلا تغرّها مقولات " المسألة فيها خلاف" أو " التعلق بروح الشريعة" أو " العلمانية هي الحل"، لأنها مقالات تستهدف تنحية الشريعة على الحقيقة، ومن هنا عالج الكتاب خطابات كثيرًا ما تدور في المدونات الحداثية حول " مقاصد الشريعة" ، لكن شتان بين مقاصد الشريعة عند أركون وعابد الجابري وبين مقاصد الشريعة عند الشاطبي رحمه الله! أو زعمهم بتقديم المصلحة على النص، وغير ذلك من المقالات المُلتبسة على الحقيقة والتي يختلط فيها الحق والباطل وتروج على عوام المثقفين فضلًا عن عوام الناس.
الكتاب من الكتب الممتعة على المستوى الفكري، والرد على هذه المقولات جاء مباشرًا وفي صلب القضية بلا تطويل لا لزوم له أو لف ودوران حول المسألة، وقد جمعت الردود بين الحجة النقلية [ الكتاب والسنة] مع الحجة العقلية التي صاحبها مهارة حقيقية في استعمال الأدوات النقدية التي كشفت مواضع الخلل في هذه المقولات.
لم تعد السجالات الفكرية اليوم شأنًا خاصًا بنخبة تجتمع في صالونات أدبية مغلقة، بل تحولت إلى جزء أساسي من لغة التواصل الاجتماعي اليومية. في هذا الفضاء المفتوح، تتصارع القوى الفكرية وتضخ مفاهيمها، لتصل إلى عقول الشباب مباشرة دون وسيط. هذه الثورة في مفاهيم الاتصال أثمرت حالة من "السيولة الفكرية"؛ ذلك التدفق السريع وغير المستقر للأفكار والشعارات عبر الفضاء الرقمي، حيث تذوب القناعات الصلبة وتفقد المرجعيات التقليدية ثباتها، مما خلق حاجة ماسة لأدوات نقدية تمكّن القارئ من فرز الغث من السمين. في هذا السياق، يأتي كتاب «زخرف القول» للمؤلفين عبد الله العجيري وفهد العجلان كاستجابة ضرورية لهذه الحالة، فهو مشروع فكري طموح يهدف إلى تشريح "المقولات المؤسِّسة للانحراف الفكري المعاصر"، مقدماً للقارئ عدسة نقدية لا غنى عنها في زمننا هذا.
تكمن القيمة الاستراتيجية لهذا الكتاب في فكرته المحورية، التي لا تستهدف نقد النظريات الفلسفية المعقدة، بل تركز على ما هو أشد خطرًا وأوسع انتشارًا: "المقولات". تلك العبارات البسيطة التي تتسلل إلى الأذهان وتُمرِّر انحرافات فكرية خطيرة تحت غطاء من الحق الظاهري أو البلاغة اللفظية. يصف الكاتبان هذه المقولات بخصائص خمس تجعلها شديدة الفعالية، فهي تتميز بـ الشيوع الهائل، والوجازة التي تسهل حفظها وتداولها، والتأثير القوي الذي يخلق وهم الحجة، والوضوح المباشر الذي يفسر قدرتها على الانتشار الفيروسي، وأخيرًا الإجمال والالتباس الذي يخلط الحق بالباطل. يرى المؤلفان أن خطورة هذا الخطاب المزخرف تكمن في قدرته على أن ينزع عن المسلم "الشعور بالخطأ"، فيقع في التفريط وهو يظن أنه على الحق، مما يجعل الشبهة الفكرية أشد خطرًا على النفس من المعصية المباشرة. إن قيمة الكتاب لا تتوقف عند تشخيص هذه الظاهرة، بل تمتد إلى منهجيته الفريدة في تفكيكها.
إن سر قوة كتاب «زخرف القول» وتأثيره يكمن في منهجيته التي تجمع بين العمق الفكري والوضوح المباشر. يتبنى الكاتبان بناءً منهجيًا منظمًا، حيث يخصصان كل فصل لمناقشة مقولة واحدة، وتفكيكها عبر مسارات متعددة. فهذا الهيكل الذي يعالج شعارًا واحدًا في كل فصل ليس مجرد خيار تنظيمي، بل هو أشبه بـ"لقاح معرفي" مصمم لمواجهة "الفيروسات الفكرية" التي يعالجها، فهو يحاكي طبيعة انتشارها كوحدات مستقلة وسريعة التداول. هذه المقاربة العملية تجعل الكتاب أداة نقدية أيسر منالًا للشباب من المصنفات الأكاديمية الكثيفة، إذ يتناول الشبهة ثم يفندها بأسلوب متدرج يعتمد على الحقائق الشرعية والمسارات العقلية التي تكشف تناقضاتها ولوازمها الفاسدة. وقد نجح المؤلفان في تقديم هذه المادة الرصينة بلغة "واضحة ومباشرة وميسرة"، تتجنب الجفاف الأكاديمي وتخاطب شريحة واسعة من القراء. هذه المنهجية المتكاملة لا تزود القارئ بإجابات جاهزة فحسب، بل تسلحه بأدوات نقدية فعالة.
إن القيمة الحقيقية للكتب الفكرية لا تقاس فقط بما تقدمه من معلومات، بل بما تتركه من أثر في عقل القارئ. ينجح «زخرف القول» في تحقيق هذا الهدف بامتياز، فهو لا يهدف إلى تخريج مجادلين متأهبين للرد على الآخرين بقدر ما يهدف إلى بناء مفكرين نقديين يوجهون عدساتهم إلى الداخل أولًا. يمنح الكتاب قارئه "بوصلة إيمانية" وترسانة من الأدوات النقدية التي تعينه على ممارسة "النظافة المعرفية" وفحص قناعاته الخاصة. فمن خلال فصوله، يتعلم القارئ كيفية "فك إجمال المقولة" لفرز الحق من الباطل، و"كسر سطوة الشهرة" فلا ينبهر بانتشار فكرة ما، و"إزالة البهرجة اللفظية" ليرى جوهرها مجردًا، و"كشف المضمرات الفاسدة"الكامنة خلف الشعارات البراقة، و"استحضار طبيعة المرجعية الحاكمة" التي تشكل المقولة، وصولًا إلى اكتساب القدرة على "إدراك اللوازم والمآلات" الخطيرة لأفكار تبدو بريئة. بهذا، يتحول القارئ من متلقٍ سلبي منبهر بالصياغات إلى ناقد فاعل يمتلك وعيًا ذاتيًا، قادرًا على تفكيك ما استقر في ذهنه من أوهام جذابة.
في الختام، يمثل كتاب «زخرف القول» مشروعًا فكريًا ضروريًا وموفقًا، تكمن قوته في وعيه العميق بالسياق الفكري المعاصر، ووضوح منهجيته، وقدرته على جعل النقد الفكري متاحًا لغير المتخصصين. إن تركيز الكتاب، كما أشار المؤلفان، على معالجة مقولات "الاتجاه الفكري المتهاون" دون التطرق لمقولات "الغلو"، ليس قصورًا بقدر ما هو قرار استراتيجي صائب. فباستهدافهما الشبهات الأكثر دقة وشيوعًا، يوجه الكاتبان جهدهما نحو الساحة التي تشتد فيها الحاجة إلى تحصين العقول الشابة. أما مقولات الغلو، فتمثل أرضًا لمعركة فكرية أخرى تتطلب أدوات مختلفة، ولعلها تكون موضوعًا لمشروع مكمّل وضروري.
بناءً على ما سبق، يُعد هذا الكتاب قراءة ضرورية لكل شاب وفتاة يخوضون في نقاشات فكرية على منصات التواصل الاجتماعي، ولكل قارئ يسعى إلى بناء حصانة فكرية متينة ضد الشعارات الرائجة التي تخلط ببراعة بين "زخرف القول" وحقيقة الحق.
كتاب عظيم؛ لغة جميلة، وتعبير دقيق، وحرص على قطع ما يُتوهّم من المعاني الملتبسة،
ويقع في نحو (٣٤٠) صفحة، ويعرض مختبرا وناقدا لـ(٤١) مقولة مزخرفة بأنواع من الباطل الذي كساه حقٌّ بادي الرأي،
ومن المعالم البارزة الجامعة التي تراها في الكتاب: ١- أهمية (بناء الإيمان في القلب)؛ كي يكون التلقي للشريعة قويا ومؤثرا ومانعا من الانحراف. ٢- التأكيد على أن (فهم الدين يجب أن يكون من نفس أدلة الوحي)، دون تأثر بأمور أجنبية عنه. ٣- التنبيه على (خطورة الإجمال) الحاصل في كثير من المقالات، ووجوب تفصيل المعاني المحتملة تحتها، واختبار الصحيح من الباطل منها.
واحدة و أربعون أطروحة من الأطروحات التي لا تفتأ أن تراها على منصات التواصل، أو على التلفاز، أو حتى تدرس في المدارس! تفنيد لكل ما يتناوله الناس بالعاطفة المدجنة بسنوات من إقصاء الدين، و استبدالها بالصحيح إسلاميًا استنادًا بالقرآن و السنة. عمل عظيم جدًا جزى الله كل من قام عليه كل خير!
عنوان الكتاب مأخوذ من الآية الكريمة (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) فموضوع الكتاب هو تسليط الضوء على أبرز المقولات الرائجة وأكثرها شيوعاً خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها بعض الناس في أي نقاش واختلاف في الرأي لإسكات من ينطق بالحق، والدافع لتأليف هذا الكاتب هو ما لهذه المقولات من تأثير وحضور قوي نظراً لوجازتها ورسوخها في الذاكرة وتأثيرها القوي ووضوحها في التعبير عن المعنى المراد إيصاله والأخطر هو أن هذه المقولات ليست باطل محض لا تقبله النفس عند سماعه، لكن قالبها به وجه من الحق المقبول ولكن ما يعبأ به هذا القالب هو في الأغلب باطل. هذه المقولات تأثيرها السلبي يشمل (رفض وإنكار بعض الأصول والأحكام الشرعية) و (قبول مفاهيم معاصرة مصادمة لقطعيات الشريعة، وقد تبحث لها عن مستندات شرعية مناسبة) و (التهوين من الثقة في كمال الشريعة واليقين بها). أمثلة: المسألة فيها خلاف. تقديم المصلحة على النص. التمسك بروح الشريعة. الإسلام يدعو إلى الحرية. لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة. النص مقدس والفهم غير مقدس. .............. وغيرها كنت سأعطي الكتاب 5 نجوم لأهميته ومعالجته لمشكلة كبيرة معاصرة، لكن بعض المقولات كانت تحتاج تعمق أكثر في الرد عليها وتفنيدها (من وجهة نظري).
دليل مختصر لمعرفة حقيقة ما نسمعه في بعض مجالسنا وما نقرأه في بعض وسائل التواصل الاجتماعي من مقولات تُرمى في حقول الفكر لتزرع جذور الانحراف، يأتي هذا الكتاب بتحليل طازج حسب طلب الواقع، وجبة سريعة صحية -واضح أني جايع شوي- وُفق فيها المؤلفان لمعالجة هذه المقولات بالمنطور الشرعي الذي يستوعبه كل مسلم، ويسوق حججاً منطقية غاية في الجلاء والبراعةكإبرة على بالونات الشبه الجوفاء..
في عصر يتسم بالسيولة والنسبية وتعدد التيارات الفكرية المضادة، المطالبة بتجديد الخطاب الديني لمواكبة المتغيرات الحياتية ومختلف الثقافات، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو القنوات الفضائية أو مجالس المثقفين، وتوسع الأمر في السنوات القليلة الماضية حتى أصبح المجال مفتوحًا وميسرًا للعوام وأصبح كل من هب ودب يخوض في شئون الدين وإبداء رأيه فيما يعلم وفيما لا يعلم. ووسط هذا الصخب تسربت إلينا حزمة من المصطلحات المطاطة حمالة الأوجه، والمقولات (المزخرفة) المؤثرة في الانحرافات الفكرية المعاصرة. فحين يتبنى شخص ما مقولة (مزخرفة) تحتمل معاني عدة، تختلف الأفهام في تفسيرها، ثم يتمسك بها، وينافح عنها، بناءً على فهم معين لها، يترتب على هذا أن تمرر من خلال هذه المقولة بعض المفاهيم الباطلة التي ربما يكون الشخص منكرًا لها لكن (زخرفة) المقولة جعله ينافح عما لا يعتقده دون شعور.
في كتابهما #زخرف_القول يقدم كُلًا من: عبدالله بن صالح العجيري- و - د: فهد بن صالح العجلان، معالجة لإحدى وأربعين مقولة شائعة من أبرز المقولات المؤسسة للانحرافات الفكرية المعاصرة. يقوما بفحص كل مقولة على حدا، وتفكيكها ومعالجتها وتحليل مضامينها الداخلية، وتبيان ما فيها من حق وباطل، وإيضاح المعنى الصحيح، وإظهار مواطن الإشكال والالتباس الفساد.
كتاب هام وجيد إلى حد كبير. حيث يساعد المسلم المعاصر على تنمية أدواته النقدية الكافية، لفهم واستيعاب ومواجهة المقولات التي قد تؤدي لانحرافات في جوهر عقيدته، تحت تأثير ضغوطات مختلف التيارات الفكرية المعاصرة. عالج الكتاب الكثير من المقولات المشكلة، حمالة الأوجه بأسلوب جيد، كثير من المقولات كانت معالجتها قوية ومحكمة، وقليل منها كان ضعيفًا وغير محكم أو ربما لكون المقولة لم تكن ترتقي لحجم الإشكال والمعالجة، وتعجبت لعدم ذكر مقولة(بعيدًا عن الدين) فهي تعد أكثر المقولات رواجًا وإشكالًا. مأخذي على الكتاب هو الأسلوب! من المفترض أن الكتاب موجه لفئات عمرية متفاوتة وخاصة غير الدارسين العلوم الشرعية. وعلى ذلك فكان يجب أن يكون الأسلوب أبسط وأيسر في طرح المعالجات حتى يستطع القارئ استعاب مادة الكتاب بسهولة ويسر، بدلًا من التعقيد والعمق (الذائد في بعض المقولات) الذي قد يعجز عن استيعابه البعض. لكن في المجمل الكتاب جيد وهام في بابه. يُنصح به.#تمت😍
الكتاب جميل جدًا وأنا أنصح به لقوة ردوده وسهولته على الناس، وأفضل ما يقال عنه بأنه مختصر الردود على الشبهات، وقد يواجه الناس صعوبة في بعض المصطلحات ولكن الكتاب سهل جدًا.
كنت أتمنى لو وضع تنبيه وهو أن الناس قد لا يقتنعون بالرد - حتى لو كان الرد قويًا - لأن الناس لا يقولون هذه المقولات قناعةً بها بل لمرض في قلوبهم، وقد أشار هذا الكتاب في آخره عن هذه الفائدة، ولكن الأفضل أن توضع في المقدمة، حتى يدرك القراء بأن الرد على الشبهات - حتى لو كان مقنعًا - لا يكفي، وقصة إبراهيم عليه السلام مع قومه وغيرها من القصص تثبت بأن الأدلة ليست كافية.
بالنسبة لطلبة العلم، فهذا الكتاب كالمراجعة على ما قرأته، وكنت أنا أقرأ المقولات وأرد عليها قبل أن أقرأ الرد في الكتاب، فهو مثل الملخص لما قرأته.
الكتاب يقع في 341 صفحة مما يجعل كتابة مراجعة تغطي كافة أجزائه بصورة دقيقة أمراً صعباً رغم ضرورته، لأن الكتاب في نظري يمثل كارثة فكرية، و يشكل تضليلاً كبيراً لعقول الشباب، خصوصاً الأغرار منهم لقصر ثقافتهم الدينية و قراءاتهم في الفكر الديني. الكتاب إذا كان قصد مؤلفيه أن يكون نقدياً فقد فشل فشلاً ذريعاً في هذه المهمة، إذ على الناقد أن يلتزم حداً من الحيادية و التجرد من قناعاته الذاتية في نقد فكرة ما، لكن المؤلفين أبيا إلا أن ينطلقا من تصوراتهم العقائدية و الدينية بما يتجسد في مفهوم الشريعة الإسلامية لنقد الأفكار المطروحة، ليدعوا بذلك قطعية صحة تصوراتهم هذه، و الأخطر من هذا ادعاءهم لتمثيلهم لصحيح الاسلام و الدين و القول الفصل فيه. لا أدري ما المعايير التي تم بناءً عليها اختيار هذا المقولات التي وصفوها بشيوعها و تداولها، أما المنهجية التي استخدمت في النقد فقد كانت قاصرة بدرجة كبيرة و لا أعتقد بأمانتها في عرض هذه المقولات و الحجج المدعمة لها بشكل منصف، هذا ناهيك عن الأغلاط الخطيرة التي وقع فيها المؤلفان بالاستدلال و التأويل الخاطئ للنصوص، فعلى سبيل المثال في صفحة 335 تم الاستدلال بالآية قال تعالى :"و إذا سألتموهن متاعاً فأسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن" على أن الحجاب المقصود هو لباس المرأة المعروف الذي تضعه على رأسها، مع أن الحجاب هنا بمعنى الحاجز و الآية تعليم نبوي تخص نساء الرسول و لا تحوي أي تشريع يذكر، إلا أن المؤلفين يمارسان هذا الاستخفاف في كثير من فقراتِ الكتاب، أيضاً كذلك الحديث عن أن الله نهى حتى الرسول الكريم عن الاستغار و الترحم لوالدته، بدعوى كفرها مع العلم أنها لم تشهد البعثة حتى ! الكتاب أيضاً يزخر بكثيرٍ من المقاربات السخيفة و الأمثلة الساذجة، فمثلاً في معرض تحريضه على الاستبداد الفكري باسم الشريعة و اسكات الأفكار المخالفة يقول أن ذلك مثل الحجر على الأفكار التي تدعو للعنف و القتل ضد الآخرين، و يتضح بجلاء بلاهة المقاربة و سخافتها و تضليلها. أخيراً الكتاب في نقده و معالجته لهذه المقولات لم يُراعي أبعادها السياسية و الاجتماعية، كحديثه مثلاً عن العلمانية و الاسلام السياسي، فهو يتكلم بلاواقعية مخلة، و الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط التي أحاطت فيها الهزائم بتيارات الاسلام السياسي و علت شعارات العلمانية المدنية كخيارات قوية و منيعة تكون حلاً لمشاكل المنطقة، فهذا الكتاب مأساة و خطر بكل ما تحمله الكلمة من المعنى إذ ستجد فيه دعاوى للكراهية و النبذ و الاستبداد و حتى التطرف و الارهاب بمباركته للجهاد و ادعائه أنه من جوهر الاسلام، و أن الجماعات المتطرفة كداعش و القاعدة و غيرهم فقط أساؤوا التوقيت.
وقد فسر ابن عباس – رضي الله عنه – الآية بقوله: "حسَّن بعضهم لبعض ليتبعوهم في فتنتهم." كما قال عكرمة، تلميذه: "تزيين الباطل بالألسنة."
الكتاب يتناول الرد على العديد من الانحرافات الفكرية المنتشرة في العصر الحالي، مثل: "ليست السنة كلها تشريع." "المسألة فيها خلاف." "تقديم المصلحة على النص." "العلمانية هي الحل." وغيرها من المقولات التي تُستخدم للتشويش على الثوابت الإسلامية. انطباعي عن الكتاب الكتاب شامل ومفيد لمن لديه بعض الإشكالات الفكرية في هذه المواضيع، كما يمكن اعتباره نوعًا من التزكية الفكرية. على الرغم من سذاجة بعض هذه الأفكار، إلا أن انتشارها الواسع يجعل تأثيرها كبيرًا، ما يبرز أهمية تفنيدها والرد عليها.
وضعت هذا الكتاب ضمن قائمة الكتب التي أريد أن يدرسها أبنائي – بإذن الله – إلى جانب "بوصلة المصلح".
لمن أنصح بهذا الكتاب؟ أنصح به الشباب من سن 15 عامًا فما فوق، وخاصة من لديهم انحرافات فكرية أو تساؤلات حول هذه القضايا.
تقييمي للكتاب (4/5)
اقتباس أعجبني: "فالعقل مهما بلغ من القوة والذكاء، هو أداة تربطنا بالعالم من حولنا. فكما أن للعين حدًا تنتهي عنده مقدرتها على الإبصار، فلا تدرك ما وراءه، فكذلك العقل، فهو 'أداة للإدراك' لها مجالها المحدود. فإذا استحضرت مدى محدودية القدرة العقلية، استطعت أن تفهم معنى منع الإسلام العقل من الخوض فيما لا يدركه. فالغيبيات التي لا تقع تحت مدارك العقول لا مجال لها أن تخوض فيها، وليس لها أن تخرج عما دلت عليه النصوص الشرعية، مثل معرفة حقيقة صفات الله تعالى، وتفاصيل أمور الملائكة والجن والروح والقيامة والجنة والنار. فالعقل البشري، لقصوره، لا يستطيع إدراك تفاصيل تلك الغيبيات إلا من خلال الوحي والرسالة."
هذا الكتاب ليس من النوع الذي تقرأه وتضعه في مكتبتك بل تحتاج أن تعود إليه في كل موقف تتعرض له من الشبهات المعاصرة أو لتكون لك أساس في التعامل معها والرد على أصحابها…كتاب يحتاج للقراءة أكثر من مرة وأن تضعه في رف مكتبتك التي تحوي الكتب الدائمة الإطلاع وذات المراجعة المستمرة..ستجد أيضاً أن كثير من العبارات التي نستخدمها وكنت تظنها من الكلام العادي تندرج تحت هذا التصنيف فالحذر من أي كلمة ولو لم تكن تلقي لها بالاً..كتاب عميق هام وذو فائدة كبيرة ..
كتاب جيد على العموم، يسد خللا بدأ يطفوا على السطح بين أوساط شباب الأمة. حيث انتشرت جمل و تعليقات فبها قدر غير يسير من النكوص و التخاذل أو تستحق على الأقل، قدرا من التحرير كقول أحدهم: يكفينا القرآن و هو حق لا مراء إلا إن قصد به التقليل. من شأن السنة أو الدعوة الصريحة إلى نبذها جملة و العياذ بالله.
و التي أسمع كثيرا و أجدها منافية للصواب، قول كثر: اعتنق الإنسانية، ثم ما شئت من الأديان و هذه سمعتها من غير ما واحد و أحسب أنهم لم يتفطنوا حقيقة لمعناها و إلا ما جرؤوا على التلفظ بها. جزى الله الكاتبين خيرا على هذا الكتاب و يحسب لهما انفتاحهما على ردود القراء ليجعلو من الموضوع مادة للمدارسة،
- كتاب اشترك في تأليفه المهندس عبدالله العجيري والدكتور فهد العجلان ومن الطريف ما جاء على لسان العجيري في أحد اللقاءات ان القلمين انسجمت لدرجة انه يصعب عليهما في بعض النصوص معرفة من منهما كاتبها - الكتاب يقدم بطريقة موضوعية ومنهجية شرعية حججاً وبراهين في تفنيد الشبهات والمقولات المؤدية للإنحراف الفكري المعاصر - الكتاب يساعد المسلم المعاصر بشكل خاص على تملك أهم الأدوات النقدية الكافية لمواجهة ضغط هذه المقولات وضغوطات مختلف التيارات - قراءة واحدة لا تكفي ولا تعطي الكتاب حقه وكل كلمات الشكر والعرفان لا تكفي القائمين على الكتاب .
رائع اجمل ما في الكتاب انه يناقش قضايا منتشرة وواضحة بين الناس جميل الالتفات للواقع المعاصر ومعالجة قضاياه بنفس الطريقة العلمية والنقدية وفي نفس وقت انتشار مثل هذه القضايا جزى الله المؤلفين كل خير
كتاب #زخرف_القول لعبد الله العجيري والدكتور فهد العجلان جاء في خمس وأربعين وثلاثمائة صفحة؛ جمعا فيه حفظهما الله أهم المقولات المؤسسة للانحراف الفكري، والمشعلة للجدال بعلم أو بدونه في الساحات الواقعية والافتراضية. كان اختيارهما للمقولات موفقا، مع إبداع في الطرح والترتيب والتصنيف، وعمق في التحليل والوصف والنقاش، ويسر في العبارة والتقديم والتسلسل. ولا أنسى حسن الاستشهاد بالآيات والأحاديث، وجودة النقل عن أئمتنا وعلمائنا. الكتاب باختصار رائع، وعنوانه جذاب ❤