لستُ شجرةً لتهزّني الريح وتقف على جثتي الأمثال.. أنا حطبٌ! وضعت يديّ عليّ وأنا حطب، مشيت بين الناس وأنا حطب، عشت ومتّ ونمت وصحوت وأنا حطب وها.. كلما لمحتُ ناراً أبتسم للسلالة وأقف إلى جانبها علّها تحتاجني
لم أرَ شجرةً فأعدُّ عليها العصافيرَ وأنظر إلى يدي؛ أطعمت كفّي للنار كما سلف.. أنا تحت أنقاض عماي ما معي إلا الشيحُ والقفارُ أنا.. ومن بعدي الأحزانُ أنا ابن الجرد، أرضي مذئبةٌ ودليلي الغبارُ
سيرة عن الذئب والحقائق التي وردت في المرويات الموروثة، وسيرة الذئب الأشقر الذي كتب شعره بمداد الوحدة والغربة والشوق والحنين والفقد والألم وظل يرفع صوته كعواء ذئب طويل مرة ومتقطع مرة . كتب هاني نديم سيرة شعرية عن وطن خلا من بنيه وعمرانه وقفاره وذئابه . لن تعود سوريا حتى تعود الذئاب التي ارتحلت لأنها وجدت حربا غير عادلة وغير متكافئة بين عدو امتلك كل شيء وخرب كل شيء ومواطن يحمل قلبا وذكريات الطفولة وصداقات الحارة والمدرسة والعمل . الذئب أشرف من أن يكون مثلنا.