رحمانة رواية تاريخية للأديب التونسي حسنين بن عمّو الذي عرف بكتابته "للرواية التاريخية" أو "الأدب التاريخي"
*الإطار التاريخي:
أرّخت رواية رحمانة لفترة ضعف الدولة الحفصية و انهيارها، تحديدا ثلاثينيات و أربعينات القرن السادس العشر. من أهمّ الأحداث التي شهدتها هاته الفترة و التي كانت محور الرواية: تكالب أمراء الدولة الحفصية على السلطة و انشغالهم عن مصالح البلاد و استعانتهم بالأجانب لهذا الغرض مما أدى إلى ـ الغزو التركي لتونس بقيادة خير الدين بربروس و استيلائه على الحكم ـ الغزو الاسباني لتونس بقيادة شارلوكان ـ ظهور الإمارة الشابية في القيروان بقيادة عرفة الشابي و المناهضة لحكم الحسن الحفصي و للتواجد التركي و الإسباني في تونس
* الإطار المكاني:
تعدّدت الأمكنة في الرواية فنجد: المرسى، القيروان، حلق الوادي، بعض دول حوض البحر الأبيض المتوسط و الحاضرة تونس المحروسة ( مدينة تونس ) و التي كانت مركز الأحداث.
*الأحداث:
تناول الكاتب الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي، خاصّة، لتونس مبيّنا بصفة مباشرة و غير مباشرة أسباب ضعف الدولة الحفصية الذي سيأدي لانهيارها و لقيام الدولة العثمانية في فترة لاحقة من خلال أحداث ووقائع حقيقية و أحداث خيالية لكنّ حدوثها وارد فعلا. استعمل لهاذا الغرض شخصيات حقيقية كالحسن الحفصي، ابنه أحمد سلطان، خير الدين بربورس، شارلوكان.... و أخرى من تصميمه كرحمانة، قمر، الهاشمي، عم العروسي ، نبيل العلج .... و جعلها تدور في فلك واحد لتلقى في النهاية نفس
حسنين بن عمو روائي صنع تفرده في الساحة الأدبية التونسية من خلال نهجه دربا صعبا و هو الرواية التاريخية التي حمل لوائها في العالم العربي الكاتب جرجي زيدان،وذلك باشتغاله على فترات تاريخية هامة من تاريخ تونس مثل العهد الحفصي والعهد العثماني و أجزاء من الفترة الاستعمارية فأثمر روايات عديدة لعل أشهرها : “باب العلوج” و”حجام سوق البلاط”و”باب الفلة”و”الكروسة”و “رحمانة “و”قطار الضاحية” و”فرسان السراب”و”الموريسكية “. و أغلب هذه الانتاجات نشرت مسلسلة في الصحافة التونسية منذ ثمانينات القرن الماضي ومنها ما طبع فملا الدنيا وشغل الناس على غرار باب العلوج ورحمانة والكروسة وذلك للأسلوب التشويقي الذي يستعمله بن عمو وحسن توظيفه للوقائع والأحداث والشخصيات التاريخية التي يعرفها الناس. كاتبنا تحولت العديد من أعماله إلى مسلسلات إذاعية آخرها “الموريسكية” الذي تبثه حاليا الإذاعة الوطنية، كما نال هذا الروائي جوائز أدبية وطنية هامة تتويجا لمسيرته في الكتابة التي جاوزت الثلاثين سنة . حسنين بن عمو يحمل صفة إبداعية أخرى يكاد لا يعرفها الجمهور و هي صفة الرسام فمحاورنا أقام العديد من المعارض في السبعينات ثم إنقطع نهائيا و عاود الظهور في 2009 من خلال معرض شامل لمسيرته في الرسم احتضنه رواق بلال بالعاصمة .
هذه الرواية بحثت عنها كي اقرءها لان لي مع اسم علاقة خاصة .(اسم دلع خاصة بي من خالاتي حين كنت طفلة،الحمد الله انه تغير .لانني بعد رواية كرهته اكثر).
وصدقا بعد قراءة هذه الرواية تمنيت انني ما بحثت اصلا. اولا كعادتي حين تكتب كلمة عن التاريخ و ان هذه الرواية تروى أحدثها في عهد البايات في تونس. اركض لاقرأ إضافةً لعلاقة خاصة بالعنوان. و ابتدأ ، إبتدأ المشوار و آه يا خوفي من الآخر المشوار آه يا خوفي.
و خوفي كان في محله هذه الرواية إطارها العام صراع العثماني الإسباني على تونس.لحظة هذا الإطار العام الذي لو جمعته معا لا يتعدى 17 صفحة من رواية فيها اكثر من 100صفحة و بقية ماذا اذن ؟. البقية بمختصر كدة : بلغتنا التونسية : "لبست و زينت و عَيٌنيت و مشات للسلطان فقط". ذلك هو اي جهزت نفسها لباي و دسائس كي تبقى في حريم باي.و تمتع بالحب.ووووو. * ملاحظة: هذه الفتاة حرة ليست جارية لكنها إختارت بالإرداتها ان تكون من حريم باي . من اجل جمال و الثراء .و رفضت من اجل ذلك ايصا رجل احبها بصدق و غدرت فيه. و هحرت زوجها
بدايةُ الرّحلة كانت مع جرجي زيدانْ، في طفولةٍ لم تنجذب إلى التّاريخِ قدرَ انجذابها إلى العوالم البعيدة زمنا ومسافة والخيالات الرائقة بشخوصٍ ذوي سلطة أو ملكٍ أو بطولة.. تلاهَا زمنُ حكايا الصّحب والأهلِ والدّروس.. ثمّ حكايا الآثارِ والأماكنِ.. ثمّ عودةً إلى صفحاتِ الكُتُب لتمدّنا بما انتُقِصَ من الصّورة.. فقرأتُ لرضوى عن غرناطة، ثم لأمين معلوف، وانحدرت الخطى على الخريطة كما شاءَ القدَرُ وكما بدى من المحتومِ كذلك فعدْتُ إلى مسقط رأسي، إلى تونس.. في اكتشافٍ لرواية الخلخال التي وقعت بيدي وختمت بها نفس السنة التي تابعتُ معها رحلات ليون الإفريقيّ.. وها نحنُ مع رحمانة.. ومع حسنين بن عمّو الذي يحكي القصّة بمشاهد حيّة ووصفٍ دقيقٍ، حدّ الوجعِ وحدّ الدّهشة، وأسلوبٍ ممتعٍ؛ فلا ينتقلُ من حومةٍ إلى أُخرى، ومن سنةٍ إلى أخرى، ومن شخصنةٍ إلى تعميمٍ، إلا كانتِقالِ حكواتيّ بارعٍ يحتبس أنفاسهُ ويرسلهَا بإيقاعٍ ذكيّ ويرسل الكلام وبه روحٌ مألوفة كأنها لأحد "الجدود" وهو يحكي لك قصة حميمة جدّا تخصّه وتخصّك.
اقتبسُ فيما يلي مشهَدًا لم يجد مجدَهُ في الانتاج البصريّ العربيّ التونسي خاصة كما وجدهُ في حروف حسنين بن عمّو في تفاصيل أوفتهُ حقّه، اقتنصها من سياقها استشهادا بها على براعته ؛ "كان الفرقُ واضحا بين الفريقين، ففي قبالة الجيش الاسباني المتهالك من الحرارة والمشي طوال يوم أمس كان جيش خير الدين يثير الإعجاب ويدفع إلى الإفتخار ويوحي بقرب الخلاص والانتصار، فصفوفه منظمة ومعطم الرجال يلبسون البرانس البيضاء الشفافة فكانت تسطع ببياضها تحت أشعة الشمس كأنها مروجُ فضة، وكانت رماحهم تلمع كأنها شراراتٌ من نار وهاجة لا تنطفئ. وكان القادة يلبسون القفطان في ألوان ساطعة ويعتلون صهوات جيادهم يركضون بها بين الصفوف ويحثون الجند على الصمود في القتال والدفاع عن حرمة الإسلام ودياره. وكانت الأعلام والرايات وسناجق أهل البلد ترفرف فوق الرؤوس بمختلف ألوانها فمنها الأخضر، ومنها الأبيض والأسود والأحمر والأصفر وكلها تداخلت ورفرفت في تداخل مع أهازيج تعالت من ألوف الحناجر تشق عنان السماء ناشدة نصرة المولى ومكبّرة في أصوات متموجة.. الله أكبر.. الله أكبر.."
رحمانة، تلك المرأة التونسية ابنة باب سويقة، جميلة و ساحرة، فتنت جميع الرجال الذين وقعت أعينهم عليها منذ حداثة سنها. كانت تتطلع لمستقبل زاهر لنفسها نظرا لهذا القدر من الحسن فكانت تحلم بما يليق لها من نعيم رغم ماتعيشه من فقر.
تونس، تلك المدينة العتيقة التي تعيش تحت لواء الحسن الحفصي. مدينة جميلة ببساطتها و بأحيائها الشعبية و بناسها "الزّمنيّة".
لكن الزمان غادر، غدر برحمانة و بتونس في نفس الوقت ، فنالت رحمانة ما كُتب لها أن تنال من تعذيب و تشريد و اغتصاب و فراق. كما نالت مدينة تونس ما كُتب لها أن تنال من حروب و تقتيل و غزوات.
رغم كل ما مرت به رحمانة ، فهي تحاول في كل مرة أن تواصل الحياة بشكل عادي، تحاول أن تنسى و ان تشفي جراحها بنفسها، فاتخذت من ذكائها و جمالها سلاحين لمقاومة ما يعترضها من مشاكل ومن ظروف قاسية.
ومن جهة أخرى، تحاول مدينة تونس أن تسترجع الحياة بتؤدة في أحيائها و بين أنهجها في كل مرة تتعرض فيها للحروب وللغزو.
صراع تاريخي على مدينة تونس بين الاسبان و الاتراك في القرن السادس عشر، كانت حينها تخضع للحكم الحفصي الذي أخذ بالتدهور فجعل منها مدينة ضعيفة سهلة المنال.
وصراع نفسي و اجتماعي لرحمانة يجعل منها امرأة خاصة، امرأة يمكن لك أن تعذرها وان تشفق عليها أحيانا كما يمكن لك ان تنقم عليها أحيانا أخرى.
رواية رائعة ، أحداثها التاريخية صحيحة وواقعية ، و احداث شخصياتها من نسج خيال الكاتب. الرواية لغتها غنية واسلوب الكاتب فيها يشدك اليها بطريقة عجيبة.
كتاب رائع بأتم معنى الكلمة لطلما إستنكرت القراءة للروائيين تونسيين و كنت أعتقد أنّ أسلبهم سيء و كلاسيكي مقيد بالعادات و التقاليد لأقصى حد لكنني إكتشفت أنّني مخطئة على جميع النواحي فقد أدركت أن هذه الرواية نقل للتاريخ التونسي القديدم بأسلوب مشوق و جميل لا يكاد يكون خاليا من الرومانسية إنتقلت مع الأحداث بسلاسة بكيت، تأثرت، تحمّست، إرتعبت، إستنفرت من بعض المواقف المؤلمة لدرجة أصبحت أقرأ بعين واحدة كأنني أحاول الهرب من ألم الكلمة التي تعبر عن الحقيقة، صورت لي الرواية على شكل مسلسل، أتابعه و أتخيل أحداثة تمر أمام عيني الواحدة تلو الأخرى، إكتشفت أيضا أن التاريخ التونسي مؤلم و قد يصل أن يعبر عن تاريخنا اليوم فكأنّ التاريخ يعيد نفسه، عرفت أيضا أن تلك الشوارع التي أمشي عليها كلّ اليوم تدلّ على أحداث عريقة و دماء و بكاء و نحيب.. على أرضها حدثت العديد من الأحداث في زمن أجدادنا تنفاسوا من أجل بلد جميل.. عرفت اليوم أنّ بلدي يعدّ جوهرة تنافست عليها الدول و الأديان و أن شعبها البسيط تميز بصفة الكرم و العطاء رغم القهر و الظلم و الإحتقار و آخر شيء إستنتجت أنّ الظلم و الإستبداد و الدكتاتورية وجدت من بعيد و حكامنا اليوم نتيجة لحليب رضع من أثداء الأجداد أحبك تونس
القرن السادس عشر للميلاد واحد من أكثر القرون تأثيرا في تاريخ وسياسة و ديمغرافية واقتصاد وثقافة البلاد التونسية خلال الألف عام الماضية . وهو يعد كذلك واحدا من أكثر الحقب المجهولة لدينا ، فالوثائق اتلفتها النيران و المعالم طمستها المعارك و النخب شردتها السيوف .. وبين مدافع الترك و شواني الإسبان ضاع تاريخ البلاد و العباد . فصار الباحث في تلك الحقبة كتائه يتحسس درب الخروج من كهف مظلم ، لا يستدل إلا ببعض النصوص والروايات المتفرقة و اليتيمة وغير البريئة في بعض الأحيان .
هذه الوضعية المأساوية لم تكن نتاج غزوة عابرة ولا حملة طائشة ولا أمير لعوب ، بقدر ما كانت نتاجا للحتمية التاريخية . حتمية لاحت معالمها في الأفق قبل قرن من الزمان ، حين استوى بنو عثمان على سرير الخلافة واستولوا على ميراث بيزنطة في الشرق ، و توحدت اراغون وقشتالة في الغرب ليسفر توحدهم ذلك على قيام امبراطورية سرعان ما طوحت باخر امراء الأندلس و سلالات أوروبا و استباحت العالم الجديد .
ومع مطلع القرن الجديد أصبح الصراع سمة العلاقة بين الشرق والغرب : أوروبا الوسطى ، حوض البحر الأبيض المتوسط وجزره، الجزائر ، طرابلس كلها بحور و أراض وقلاع غزتها الجيوش و دكتها المدافع و اغارت عليها القراصنة تارة باسم الصليب وتارة أخرى باسم الهلال .
ومع العقد الرابع تركز الصراع حول رقعة من المغرب الأوسط و الأدنى كانت فيما مضى تحوي دولة عظيمة عرفت بسلطنة او خلافة بني حفص ،واليوم - زمن حكايتنا - انحسر نفوذها على عدد من المدن والحواضر لا غير تحت اسم سلاطين ضعاف عاجزين أشهرهم و اشأمهم ذلك المعروف بالحسن الحفصي . هذا هو الإطار الزماني و المكاني الذي اختاره حسنين بن عمو لكتابة روايته " رحمانة "
رحمانة هي فتاة جميلة ساحرة ، بنت ربط باب سويقة، وهو ربط أو ربض شعبي و بسيط خارج أسوار مدينة تونس أستقر به عبر القرون أولئك الافاقيون القادمون من الفيافي و البوادي و المنازل البعيدة والطامحون للاستقرار بالحاضرة و بناء مستقبل مشرق . وكبقية سكان ريطها ، سكن الحلم وجدان الفتاة الجريئة و الطائشة .وسرعان ما هفت روحها لما وراء أسوار القصبة الحجرية ، حيث العز و السؤدد و النعيم ، وكذلك الجحيم و الرغبة و الطمع و الموت .. وأين انطلقت حكايتها .
المدقق يعلم أننا في شعرنا ونثرنا وحتى كلامنا المرسل فصيحا أو عاميا ، دائما ما نشبه بتونس بالمرأة ، تونس اسم علم مؤنث و جغرافيتها على الخريطة تأخذ شكل الأنثى .. و رمزية الأنثى هذه هي مفتاح " رحمانة " . تلك البقعة المتوسطية الساحرة على الساحل الافريقي في جمالها البريء و العذري لا تختلف عن مثيلتها بنت الربط . كلاهما تلفتان الأنظار و تسحران الألباب .
فكما يهيم العلجي أو الرومي بجمال رحمانة ويرى فيها حورية تشبع رغباته وشهواته ،يررى تونس بدورها تلك البلد الشرقية أين يمكنه تحقيق حلم غربي قديم قوامه السعادة والثروة و النشوة . الأندلسي بدوره سليل أرض الحسناوات ، تفقده رحمانة البسيطة عقله وتنسيه جمال بنات الأندلس وقشتالة و اراغون وكذلك انسته تونس المدينة المتواضعة - كما عبر حمدان - في حواضر غرناطة وأشبيلية وقرطبة .
تونس أو رحمانة كلهما غادتان تكافحان ل��ق طريقهما على مائدة الكبار، أين حيل رحمانة و أحابيلها من عجرفة الأسبان وغلظة الترك و أين أسوار تونس القروسطية و ابراجها العتيقة من مدفع الأوائل و بنادق الآخرين . وكلما استبيحت تونس إلا واستبيحت رحمانة .
من أكثر الشخصيات دلالة وايحاء ، شخصيتان بسيطتان من عوام الحاضرة هم العروسي والهاشمي فكلاهما رمزان للتوانسة ففي حبهما لرحمانة يحبان الوطن ، وفي قسوة رحمانة وجفاءها لهما ، تقسو تونس على أولادها - وهي عبارة طالما رددناها ولازلنا نردد - فرحمانة ترنو نحو الكبار، نحو أصحاب الجاه و الملك والبهرج والدنيا من أولئك " البراينية " لا نحو المسحوقين و المبتورين بل وتزدريهم اذ يكفيها ان تجازيهم ببسمة او بكلمة او وعد يصبرهم و يسليهم لا أكثر ..
لكن حينما يضيق الحال و يكشر الغريب عن أنياب الطمع و الرغبة ، لا تجد تونس ولا رحمانة غير أولئك المعدمين من محبيها و أهلها ملبين للنداء .. أما هم فبعضهم يموت كمدا وحسرة عندما يفشل في كسر قيود الأولى و في نيل وصال والأخرى، ويبقى بعضهم الآخر -وان تعلل وحاول أن ينسى - حالما بوصل بعيد .. فقط تكفيه إشارة حتى ينسى كل ما سببته له من أوجاع و يرتمي في أحضانها .. و كذلك التوانسة يحترقون بنيرانها .. لكنهم عند الجد أبدا لا يتركونها . تلك رحمانة و تلك تونس ذاك الزمان .. وحديثنا قياس
الرواية التاريخية من اصعب الكتابات لان الكاتب وجب ان يوازي و يزاوج بين الجانب الرواءي الخيالي اي القصة بحد ذاتها و الجانب التاريخي اي سرد الاحداث التي وقعت حقيقة. لا ارى ان حسنين بن عمو نجح في هذه النقطة و تحولت روايته في عديد المرات الى كتاب مدرسي للتاريخ على انفصال تام عن قصته. ضف الى ذلك ان القصة بحد ذاتها ضعيفة افتقدت الى المنطق و الى الواقعية، بناء الشخصيات كان ضعيف جدا جعلنا لا نعيشها و لا نتفاعل معها بل حتى لا نفهمها. القصة في احداثها الاخيرة اصبحت مهزلة لا يقبلها العقل و مدعات للسخرية. صحيح ان هذا الكتاب نال رضى العديد من القرّاء، وهو اصلا ما شجعني على قراءته، و اني لا افسر هذا الا بفقر الساحة الرواءية بصفة عامة و التاريخية بصفة خاصة في تونس.
رحمانة رواية تاريخية للأديب التونسي حسنين بن عمّو الذي عرف بكتابته "للرواية التاريخية" أو "الأدب التاريخي"
*الإطار التاريخي:
أرّخت رواية رحمانة لفترة ضعف الدولة الحفصية و انهيارها، تحديدا ثلاثينيات و أربعينات القرن السادس العشر. من أهمّ الأحداث التي شهدتها هاته الفترة و التي كانت محور الرواية: تكالب أمراء الدولة الحفصية على السلطة و انشغالهم عن مصالح البلاد و استعانتهم بالأجانب لهذا الغرض مما أدى إلى ـ الغزو التركي لتونس بقيادة خير الدين بربروس و استيلائه على الحكم ـ الغزو الاسباني لتونس بقيادة شارلوكان ـ ظهور الإمارة الشابية في القيروان بقيادة عرفة الشابي و المناهضة لحكم الحسن الحفصي و للتواجد التركي و الإسباني في تونس
* الإطار المكاني:
تعدّدت الأمكنة في الرواية فنجد: المرسى، القيروان، حلق الوادي، بعض دول حوض البحر الأبيض المتوسط و الحاضرة تونس المحروسة ( مدينة تونس ) و التي كانت مركز الأحداث.
*الأحداث:
تناول الكاتب الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي، خاصّة، لتونس مبيّنا بصفة مباشرة و غير مباشرة أسباب ضعف الدولة الحفصية الذي سيأدي لانهيارها و لقيام الدولة العثمانية في فترة لاحقة من خلال أحداث ووقائع حقيقية و أحداث خيالية لكنّ حدوثها وارد فعلا. استعمل لهاذا الغرض شخصيات حقيقية كالحسن الحفصي، ابنه أحمد سلطان، خير الدين بربورس، شارلوكان.... و أخرى من تصميمه كرحمانة، قمر، الهاشمي، عم العروسي ، نبيل العلج .... و جعلها تدور في فلك واحد لتلقى في النهاية نفس المصير !!!
* الأسلوب:
أسلوب سردي سلس و عميق عمق الأحداث و القضايا المطروحة في الرواية. استعمل الكاتب أيضا دقّة الوصف في حديثه مثلا عن القصور، الحياة اليومية في المدينة، و في وصفه لمدينة تونس، فالقارئ يجد نفسه عند انتهائه من الرواية قد خَبِرَ معالم مدينة تونس بمميزاتها و تفاصيلها كوجود سورين للمدينة و الرّبط و مختلف أبوابها ( باب الجزيرة، باب البحر، باب العلوج... ) لفت انتباهي أيضا تحديده لبعض المفاهيم كمفهوم القرصنة الاسلامية ( الجهاد البحري ) و تبيان أوجه الاختلاف بينها و بين القرصنة الأروبية، جاعلا بذلك القارئ يتخّذ نفس رؤية الكاتب. . *رمزية المرأة في رواية رحمانة
مثلت المرأة في شخص رحمانة تلك المرأة التي " كلما شعرت أن القدر سيغمرها سعادة إلا وسارع وافتكها منها" , القلب النابض للرواية ، فكأن الكاتب يكفّر عن عدم تواجدها و تغييبها في كتب التاريخ ( الا في بعض الحالات الاستثنائية) ليجعلها مركز روايته التاريخية تُؤثّر و تتأثّر المرأة رمز الخصوبة، الجمال، الحياة و الدفئ تتقلب أحوالها في الرواية بتقلّب الأوضاع في تونس فكأن تونس هي المرأة و المرأة هي تونس. فعندما استبيحت تونس من طرف الاتراك ثم الاسبان، استبيحت المرأة و اغتصبت و هتك عرضها، و بهدوء الأوضاع (نسبيا) في تونس استقرت المرأة و استكانت !!
ختاما في العودة إلى التاريخ، قراءة للحاضر و استشراف للمستقبل: رحمانة "المبتدأ"، و الخبر نظر و تحقيق.
فاتنة، ساحرة، طموحة إلى حد الجنون، متهورة و أحيانا مغرورة.. هذه هي رحمانة، ابنة ربط باب سويقة التي لم تقنع يوما بوضعها و فقرها المزري و حاولت التسلق جاهدة لبلوغ المجد و العزة و الرفعة و لكنها لم تنل سوى السراب.. تنقلت من مغامرة إلى أخرى بين أيدي العلوج و السلاطين و هي تدعس على مشاعر المحبين و المخلصين .. الطمع و الألم أعميا بصيرتها فلم تعد تعبأ بمصلحة أحد سواها.
هكذا رسم الكاتب الكبير حسنين بن عمو بطلة هذه الرواية و هكذا جعل القارئ تارة يشفق عليها و تارة يكرهها و أحيانا لا يفهمها.
و ما رحمانة إلا وسيلة لكي يطلعنا المؤلف على حقبة سوداء من تاريخ تونس المظلم تحت حكم بني حفص. تونس التي تصارع عليها الأتراك و الإسبان بشراسة و راح ضحية هذه الحرب الآلاف و الٱلاف من أبناء البلد الأبرياء و الذين لا ناقة لهم و لا جمل. تونس التي وصلت إلى حافة الهاوية في ذلك الزمان بسبب حمق سلاطينها، الذين راحوا يقتلون بعضهم و يستعينون بالغرباء على أبناءهم و أبائهم و خاصة على أرضهم و أرض أجدادهم..
رحلة جميلة في التاريخ تعود بنا إلى تونس في القرن السادس عشر، مليئة بالأحداث المشوقة و أسرار قصر القصبة و قلعة حلق الوادي.. و أخيرا، كنت أقول دائما أن #عام_الفزوع أفضل ما قدم حسنين بن عمو إلى أن قرأت رحمانة 💓
تدور أحداث الرواية في فترة ضعف الدولة الحفصية. ووسط تكالب الأمراء على السلطة واستباحة الأجانب لتونس، تجاهد رحمانة لتعيش الحياة التي ترى أنها تستحق. رحمانة، بنت باب سويقة التي لم تقنع بحياتها واستغلت جمالها طمعا بالوصول لحياة القصور، وليتها لم تصل.. شخصية رحمانة فريدة من نوعها. فهي قادرة على جعلك تكرهها وتهيم بها في آن واحد. مشاكسة، مراوغة، أنانية وعلى غاية من الذكاء. يصعب الحكم عليها بسبب الظروف التي وضعت فيها هي وغيرها من النساء في ذلك الزمن. ما جلب انتباهي هو الرابط بين رحمانة وتونس، فكلما استبيحت تونس الا وانتهك عرض رحمانة، وكلما تغير وسقط حاكم أو سلطان إلا وخسرت رحمانة "منقذها"، وكأنهما واحد. كما في باب العلوج، أسلوب الكتابة سلس وعلى غاية من الجمال. لا أدري إن كان هناك من يشاطرني الرأي ولكني أرى أن تحويل هذه الروايات إلى مسلسلات من أروع ما قد يكون! الرواية رائعة وتكاد تكون أجمل ما قرأت هذه السنة. أرجو أن لا يطول الانتظار لإصدار الطبعة الجديدة لخاتمة هذه الثلاثية "باب الفلة".. في الأثناء، أنتظر الوقت المناسب لقراءة "عام الفزوع" ❤️
و آنتهت ’’ رحمانة ’’ و كنتُ أظنّها لن تنتهي . ممتعٌ هو التاريخ حين نعيد صياغته بلغة سلسة و بشخصيات تحملُ الحقيقة و الخيال معا . 299 صفحة عشتها بكلّ ما فيها من مولاي الحسن الحفصي إلى مولاي أحمد سلطان .. تألمت لما حدث لرحمانة رغم أنّي كرهتها في عدّة مواقف .. 299 صفحة لخصت لنا الحقبة الحفصية التي حكمت تونس . لخصت لنا كيف دخل الإسبان من خياناتنا و كيف آحتلنا الترك .. 299 صفحة عشت فيها ما لم أكن على وجه الأرض لأعيشه آنذاك ..
رواية شيقة و ممتعة للكاتب التونسي الكبير حسنين بن عمو. تدور احداث الكتاب في خضم الصراع الاسباني العثماني و من خلال الشخصية الرئيسية 'رحمانة' نعيش دواميس السياسة و السلطة و الغدر و الخيانة و الحب و التعذيب. من اجمل ما قرأت في رأيي الخاص.
أسلوب حسنين بن عمو ممتع و مشوق كالعادة. و للأسف كانت الأحداث تدور حول قصص الحب و العشق لا غير حيث كانت بطلة الرواية -رحمانة- تعيش أحزانا و مآسي متجددة. (ملاحظة: النسخة التي قرأتها صادرة عن دارنقوش عربية سنة ٢٠١٩ و تحتوي على٤٨٣ صفحة).
الساسة والنصف صباحًا قبيل شروق شمس يوم جديد ها أنا أشرع في الكتابة الآن إليكِ يا صغيرتي وأعلم أمك ستغضبين كثيرًا لأنني مستيقظ إلي الآن ولم تعاقر عيناي النوم، ولكن كيف لها هذا وأنا علمت أنكِ مريضة ونال منك التعب بالأمس ولم أتواني عن الدعاء لك كثيرا بعاجل الشفاء وكما تعودت في سهري الطويل المتناسب مع ليالي الشتاء لا أنيس سوي القراءة وانتهيت من رواية " رحمانه " للكاتب التونسي حسنين بن عمو يأخذنا في روايته ذات السمت التاريخي إلي حقبة مريرة من تاريخ تونس الشقيقة والحبيبة وحكم الحسن الحفصي للبلاد الذي أورثها ضعفا وهوانا وأذاقها ويلات عديدة إثر سماحه بتدخل الصلبيين في أمور المسلمين لا سامحه الله في كل من قتل ومثل به والنساء التي غصبن علي أيدي خنازير كافره. كاتبنا هنا خلق شخصيات كثيره جميعا تتمحور حول شئ واحد أو نقول أنها تخدم شيئا واحد هو " رحمانه" التي أشفقت عليها كثيرا فما عانته طيلة حياتها كفيل بأن يقضي عليها فالندبات في قلبها ظلتت تتابع الواحدة تلو الأخري ولكن ما كان يبهرني قدرتها علي تخطي الأسوء دائما وأربكتني مواقف عديدة ولاحت لي عدة تساؤلات هل كانت رحمانه سببا ولو في شئ بسيط من ما وقع بها؟ هل أورثها الاحساس بالضياع لا مبالاة جعلتها تتفن في الذهاب حيث توجد النكبات والمصائب؟ لا أدري ولكني مشفق عليها وعلي الهاشمي الذي ظل طيلة عمره يحب شبح رحمانة التي ما بادلته يوما شئ ولكنه دائما ما يكون في إنقاذها تقوده نيران قلبه التي اشتعلت من حبه لها إلي الظهور دوما عندما تسوء الأمور. طمع الحكام في الحفاظ علي السلطة الزائلة أيقنت الآن أنه مرض متفشي عبر السنين ولا يعاني ويلاته سوي الشعوب بالموت والتشريد والتهجير بعيدا عن أوطانهم. اللغة في الرواية جميلة رغم امتزاجها بالكثير من اللكنة التونسية لكنني كنت أفهمها وأتجرعها في سلاسة محببة إلي القلب سرد الاحداث مبهر ووصف الأماكن جعلني أذهب بعيدا إلي حومة باب سويقة كأنني كنت هناك معهم أتجول بعدها في القيروان ومنستير وغيرها رغم أنني لم أبرح مضجعي سوي للصلاة، انتهت الرواية ولكن أنا لم أنتهي بعد دائمًا ما انشغلت نفسي أنني لا أجد أحيانا الكلمات المناسبة ل أنهي بها الحديث معكِ يا صغيرتي وأيها سأختار لكن فقط سأكتفي بأنني أحبك ولتعد إليك عافيتك سريعا فما ضرني شئ أشد من سقمك...
"لما عتبت رحمانة قصر القصبة شعرت أنها ستبدأ حياة جديدة وأنها لن ترضى مستقبلا العيش ببساطة التي عرفتها في حومة باب سويقة رغم يقينها أنها ليست من سلاسة الأمراء ولا من بنات الأعيان والأكابر،لكن شعورا طاغيا إجتاحها في تلك اللحظات وهي ترى وقع حسنها في عيون حراس القصر فتوهمت أنها أرفع من هؤلاء ومن كل من نظروا إليها في تلك العشية من رجال وشباب حومة باب سويقة وحومة باب البنات وحومة باب العلوج وأنها لم تكن كأمها مجرد تابعة أو خاطبة أو إمرأة عادية من نساء الرعية بل تكون رحمانة،رحمانة كبيرة،أكبر حتى من هذا القصر الذي تدخله أول مرة."
هذه مصافحتي الثانية بعد رواية "باب العلوج"مع قلم المؤلف حسنين بن عمو و قد أحببت جدا "رحمانة".رواية مشوقة،مأثرة،بها عديد المفاجآت.
رواية تدور أحداثها في ثلاثينات وأربعينات القرن السادس عشر خلال حكم الدولة الحفصية.فترة ضعقها ووهنها. هي حكاية رحمانة،فتاة في غاية الجمال،سحر بجمالها كل من رآها وأغرم بها وحاول أن يمتلكها. بنت من بنات 'باب سويقة'،مفعمة بالحياة والطموح،يتيمة الأب،تعيش وحيدة مع والدتها.كانت والدتها 'الخالة قمر'مقربة من متساكني قصر القصبة ومحبوبة من جواريه وخاصة من قبل السلطانة الأم. طلبت منها السلطانة إحضار إبنتها معها للتعرف عليها ومن هنا بدأ منعرج حياة 'رحمانة'.
رواية رائعة،شدتني لأحداثها المشوقة ولطابعها التاريخي الجميل والسلس فتعيشها بكل تفاصيلها. أجمل ما في الرواية هي طريقة الراوي في نقل الأحداث التي كانت تتراوح بين حياة البطلة رحمانة وتاريخ تونس في فترة ضعفها. فرحمانة وتونس اصبحتا بطلتين في نفس الوقت وتمران بصعاب عدة. رحمانة تلك الشابة الفاتنة المنهوشة،المنتهكة من كل طرف وتونس المنهوشة والمغتصبة من قبل كل الأطراف المتنازعة من أجلها لاستباحة أراضيها وشعبها وممتلكاتها وأجواءها البسيطة. فكانت محل أطماع أمراء ساعين للعرش و اطماع قبائل وعروش كالعريان والشابيين واطماع الأتراك بقيادة خير الدين بربروس والاسبان بقيادة شارلكان.فكانت فترة عويصة،مؤلمة كما كنا الحال بالنسبة لرحمانة.
أوّل قراءاتي للأديب والرّوائي التّونسي الكبير حسنين بن عمّو ... رواية أجّلتها منذ سنوات طمعاً في أن أقرأها ورقيّاً، لكن شوقي للأدب التّاريخي والأدب التّونسي تحديداً دفعني لقراءتها إلكترونيّاً، في اِنتظار أن أقتنيها ورقيّاً وتجمّل مكتبتي وباقي مؤلّفات الأديب حسنين بن عمّو .. أرجو أن يغفر لي أديبنا ...
رحمانة غادة حسناء فاتنة عاشت في ثلاثينيّات وأربعينيّات القرن السّادس عشر فترة حكم الحسن الحفصي المُلقّب بمولاي الحسن .. في فترة مريرة مُظلمة وقاسية من تاريخ تونس .. فترة تدهور وصراع وتكالب على السّلطة بين الأتراكـ والإسبان .. اِحتلال الأتراكـ لتونس بقيادة خير الدّين بربروس، اِستعانة الحسن الحفصي بالإسبان لإستعادة ملكه، اِحتلال الإسبان لتونس، اِنقلاب أحمد سلطان الحفصي على والده ..... إلخ اِغتصاب واِنتهاكـ للأعراض والحُرمات والمُقدّسات والثّروات وسفكـ للدّماء ..... آلاف الأرواح أزهقت ...
وما رحمانة الفاتنة إلّا تونس ! مطمح الآمال ومحطّ الرّحال من الغرب والشّرق !
بقدر سعادتي بقراءة هذا العمل الأدبي التّونسي، بقدر حُزني على هذه البلاد وما قاسته وأهلها من مُستعمريها وساستها وحُكّامها من أهوال !
قرأت باب العلوج أولا ، وجبت شوارع المدينة من خلال وصف الراوي للزناقي والحومة والربط. وجدث نفس الشيء مع رحمانة وأحداث نهاية الدولة الحفصية. قرابة 500 صفحة من التشويق، في كل مرة أقول انتهت مغامرات رحمانة فإذا بالراوي يغيّر الأحداث. رواية مليئة بالأحداث التاريخية والإنسانية، بالحب والعواطف الجيّاشة. رحمانة مثال للمرأة التي تصيبها لعنة جمالها وحسنها وتغريها المكانة الرفيعة والسلطة. وصفت الرواية مساوئ العهد الحفصي والموازنات السياسية ولم تخلو من بعض المقاطع الدموية التي جعلتني أترك الرواية ، لكنّ سلاسة الكتابة والتشويق أعاداني إليها. عدت أرتسم جولاتي في المدينة والروايات التي سمعناها خلال خرجة قرطاجينة وحكايات الغزو الإسباني وقبر الجندي المجهول في سوق السكّاجين... لم تعجبني النهاية فكأن الرائع حسنين بن عمّو أراد مآزرة رحمانة وتخفيف العقاب عليها.
روعة هذه الرواية ... لست من القارئين النهمين للروايات ، خاصة التونسية منها ، لكن يبدو أن رحمانة قد غيرت رأيي . لقد أبدع هنا حسنين بن عمو في السرد و المزج بين القص و التاريخ . إستفدت كثيرا و تعلمت تاريخا كنت أجهله عن بلادي . "حممتلي" قلبي هذه الرحمانة المسكينة ، ضحية الجمال و عطش السلاطين و الرجال . لكن على الأقل هناك سي الهاشمي ... نهاية الرواية أوحت إلى مسامعي الأغنية التونسية الشهيرة " كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة " ، التي أجدها تتناسب جدا و نهاية هذه الرواية ، و التي تقول :
كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة و دور ما تلقاش غيري أنا كي تتحوج كي الموج يغرق بيك و لا يفوج و دور في الدنيا الكل و تلوج على القلب ما يعرفش حتى حنانة محال تلقى غير عطفي أنا قد ما تخمم و قد ما تشقى و ما تتكلل قد ما الدهر يوجعك و يألم و تشوف كل الناس فيها حزانة محال تلقى غير قلبي أنا .
اليوم أتممت قراءة "رحمانة" للمبدع حسنين بن عمو. هذه الرواية تمثل كما اعتدناه من بن عمو، مزيجا سحريا بين الرواية الجميلة و التاريخ التونسي المتوسطي. تدور احداثها في القرن السادس عشر، في الفترة التي حكم فيها تونس السلطان الحسن الحفصي.. بطلة الرواية هي حاملة اسمها رحمانة، التي عاشت بين الربض و قصر السلطان.. قصة مشوقة للغاية.. لكنها تحتوي للأمانة بعض احداث اغتصاب و تعذيب عنيفة. لذلك فأنا من رأيي ان الكتاب لا ينبغي أن يقرأه القصّر و الأشخاص سريعي التأثر.. ضننت قبل قراءة القصة اني سأحب شخصية رحمانة لكن كان عكس ذلك. شخصيتي المفضلة كانت الهاشمي.. لو تريد معرفة تفاصيل الحكاية فانصحك بقراءة هذه التحفة الادبية.
الطابع روائي بحت، يدور بيك في بلايص نعرفوها، ما يسهل عليك تخيل الإطار المكاني وتحركات الشخصيات.. مأساة تتكرر مع تغير الوجوه.. يدور بينا في الأمكنة، أما يدورنا زادة في الأزمنة.. من الترك إلي جاو يعاونوا فينا على قبر بونا هربولنا بالفاس، للسبنيور اللي عاثوا فيها فساداً، تجسد الرواية مأساة هاك البلاد اللي اللي يجي يخربها ويكسر محاربها، ويتقوى على ناسها و يغتصب خيراتها.. حسنين بن عمو يجعلني فخورة، خاطرو يحمل لواء الرواية التاريخية في تونس، بشكل شبيه لجرجي زيدان في الشرق، أما ببنة أكبر خاطروا يحكي على حاجات قريبة منا ياسر
I enjoyed the writing style and the use of the Arabic language. It was written simply but creatively. The book is heavily historical. But the ending made me realize or feel that eventually it was a love story(ies). I learned a lot about the historical background of that period. To me, this further highlights how women have been systematically minimized and enslaved since ages ago and we still need to do more to break that hideous cycle. It's a different century now, but women are still treated the same way during the times of conflicts and are still being used as a weapon of war..
رواية تدور احداثها في زمن حكم الحسن الحفصي تحديدا في فترة الانهيار و الغزو التركي على يد خير الدين بربروس و الحماية الإسبانية مع شارلكان
رواية شيقة، ممتعة تختلط فيها الوقائع التاريخية بالخيال تشدّك من الصفحات الأولى إلى آخر حرف. رحمانة تلك الحسناء الفقيرة التي تلاعبت بها الاقدار ثم اختارت بمشيئتها عيشة الترف والرغد بعيدا عن مرارة الواقع ...
رحمانة تلك الفتاة التونسية ابنة باب سويقة التي سحرت كل الرجال الذين وقعت أعينهم عليها بسبب جمالها و حسنها هي امرأة طموحة سعت إلى الخروج من الفقر و العيش في قصر السلطان الحسن الحفصي فاغتصبها ذلك السلطان و تغيرت حياتها بعد تلك الحادثة. غدر السلطان الحسن الحفصي بالبلاد التونسية فقد استنجد بالاسبان لتخليصه من الاحتلال العثماني و الاسبان نهبو البلاد و قتلو الرعية و اغتصبو النساء إذ حصلت مجزرة عند دخولهم للحاضرة.
رحمانة رائعة أخرى من روائع حسنين بن عمّو تدور أحداث الرواية في أواخر نهاية حكم بني حفص لتونس و الصراع العثماني الاسباني.
رواية جعلتني أشفق على رحمانة أحيانا و أشمت فيها أحيانا أخرى و ما أشبه رحمانة بتونس التي كانت في تلك الفترة تعاني كما عانت هي من اغتصاب و استباح سواء من أبناء بلدها أو من الغرباء.
رواية تحكي قصة امرأة شابة تونسية غاية في الجمال ، تقودوها الأقدار إلى الإلتحام بالسلاطين و العلوج .تتوه في غياهب متغيّرات الحياة السياسية في تونس إبّان الحروب التي دارت بين الأتراك و الإسبان من أجل الظفر بحكم تونس و موقعها الإستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط. رواية طويلة بعض الشي دون موجب.