مضمون هذا الكتيب الذي بين يديك أيها القارئ الكريم ، يتحدث عن "اليقظة" باعتبارها منزلة من منازل الإيمان ، وكونها من أهم المنازل ، ومن أرفع المقامات التي وجب على المؤمن أن يدركها وينتبه إليها ، فهي أصل السير إلى الله تعالى ، وأهم شيء للسالكإليه سبحانه ، ولذلك نجد بعض أهل العلم من جعلها من أولى المنازل التي ينبغي البدء بها والاشتغال عليها ، لأن الإنسان في حاجة دائمة إليها في سبره إلى الله . في هذا الكتيب من "سلسلة منازل الإيمان "، يأخذنا الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله ، في جولة ربانية عجيبة ، تبدأ بقصدية البقظة ، ثم يبين لنا علاقتها بالعلم والغربة ، ليرشدنا بعد ذلك إلى أهم مسالك هذه المنزلة ، وهي التفكر في ملكوت الله تعالى ، والتدبر في كلامه سبحانه ، ومطالعة نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، ليكون بذلك قد طرق أبواب القلوب المقفلة ، وأيقظها من سباتها ، عبر مراتب اليقظة ومسالكها ، إننا إذن في رحاب منزلة عظمية هي "منزلة اليقظة" ، وفي ظلال كتيب قيم ومفيد ، رغم صغر حجمه ، وأمام مؤلّف فدير وعالم جليل ، إنه الشيخ فريد الأنصاري عليه رحمة من الله تعالى ..
ولد د. فريد الأنصاري بإقليم الرشيدية جنوب شرق المغرب سنة 1380 هـ = 1960م.
حاصل على: > إجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله - كلية الآداب - فاس.. > دبلوم الدراسات العليا (الماجستير) في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه من جامعة محمد الخامس - كلية الآداب - الرباط.. > دكتوراة الدولة في الدراسات الإسلامية تخصص أصول الفقه من جامعة الحسن الثاني - كلية الآداب المحمدية..
* عضو مؤسس لمعهد الدراسات المصطلحية التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية.. * أستاذ كرسي التفسير - الجامع العتيق - مدينة مكناس.. * رئيس لقسم الدراسات الإسلامية - كلية الآداب - جامعة مولاي إسماعيل - مكناس.. * أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة - جامعة مولاي إسماعيل - مكناس.. * رئيس وحدة الفتوى والمجتمع ومقاصد الشريعة، بقسم الدراسات العليا - جامعة مولاي إسماعيل - مكناس..
= بعض إنجازاته العلمية: التوحيد والوساطة في التربية الدعوية، أبجديات البحث في العلوم الشرعية، المصطلح الأصولي عند الشاطبي
= بعض إنجازاته الأدبية: ديوان القصائد، جداول الروح، ديوان الإشارات
انتقل إلى رحمة الله مساء الخميس 5-11-2009م بمستشفى سماء بمدينة إستانبول
اليقظة، حدثٌ بقلب المؤمن، ومن أرفع المقامات التي يجب أن يتنبّه لها، منزلة إيمانيّة جعلها بعض أهل العلم قبل التّوبة. سابقٌ وشرط لها، تُصاحب العبد طيلة مسيرته في الحياة. والعلم شرطٌ لها.. والمُستيقظ، مغتربٌ يعيش عابر سبيلَ.. يحيا ويفرح ويضحك ضحكة المحزون المتيقّظِ وهو يسرّي عن نفسه.. قال رسول اللّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:" يا أبا ذر كن في الدنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل" أسباب ومسالِك اليقظة: 1- التّفكّر: يبعث على اليقظة تفكر الإنسان في نفسه ومصيره وما حوله من حوادث وحقائق. 2- التدبّر: بإعمال الخاطر ووجدان النّفس والفكر في مآلات الآيات وآثارها في على النّفس والحياة..والتدبّر مرتبط بالقلب الذي هو خزينة الإيمان. 3- مطالعة النّعم: أن ترى بعين البصيرة آلاء اللّه عليك وحولك.. وهذا يُرغِّب النّفس في الشّكر. مراتب اليقظة: اليقظة مراتب ودرجات، لا يزال المؤمن يتسلقها حتّى يبلغ أعلاها وهي درجة الشّكر لنعمة الشّكر. التّربية على اليقظة: رسولنا المربّي قد ربّى النّاس على تذوق القرآن وتأمله واستشعار وتحسس معانيه حتّى يتيقظوا، فاليقظة ذوق وإحساس. اليقظة إيقاظ للنّاس: يجأر المؤمن بنفسه للّه، ولا يغفل على إيقاظ محِيطه وذويه، فيكون الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر واجبًا عليه. _____________ "فأوّل منازل العبودية اليقظة وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين، وللّه ما أنفع هذه الرّوعة، وما أعظم قدرها وخطرها، وما أشدّ إعانتها على السلوك! فمن أحس بها فقد أحس واللَّه بالفلاح، وإلاّ فهو في سكرات الغفلة فإذا انتبه شمّر لله بهمّته إلى السّفر إلى منازله الأولى، وأوطانه التي سبي منها." ابن قيّم الجوزية