Jump to ratings and reviews
Rate this book

من نفحات الحرم

Rate this book
المجموعة الأولى تضم مقالات "إلى أرض النبوة" و"من المدينة إلى مكة" و"في ساحة الإعدام" و"من المدينة إلى تبوك"، وهذه الفصول تستغرق أكثر من نصف الكتاب بقليل وتصف تلك الرحلة التي حفلت بالغرائب وحفّت بها المخاطر. والذي يقرأ وصف هذه الرحلة لا يجد فيها متعة قراءة القصة الغريبة فحسب، بل إن فيها كثيراً من الفوائد والمعلومات التي لا نكاد نجدها في بطون الكتب عن الصحراء والحياة في البادية، وفيها صورة أدبية دقيقة عن تبوك والقُرَيّات قبل ثلثَي قرن لا تكاد توجد في أي مرجع آخر، ووصف لمكة والمدينة في تلك الأيام، وفيها حديث عن عادات الناس في طعامهم وشرابهم وضيافتهم، وبعض ذلك مما فوجئ به علي الطنطاوي (الشاب -يومئذ- القادم من الشام): "ما كاد يستقر بنا المجلس حتى أقبل العبيد، فمدّوا سماطاً على الأرض ووضعوا عليه قصعة هائلة كان يحملها اثنان منهم، وقد مُلئت رزّاً وأُلقي فوقه خروف كامل بيديه ورجليه ورأسه... وكان الخروف مفتوح العينين، ناعس الطرف، فأخذتني الشفقة عليه وتوهمت أنه ينظر إلينا وأنه... ثم رأيت أن لا مجال للوهم ولا للخيال، وأن الوقت لا يتسع للأدب؛ لأن القوم أحدقوا بالقصعة وشمروا عن سواعدهم، فخشيت أن يذهبوا بالرز واللحم ويبقى لي الخيال والوهم!".
أما سائر مقالات الكتاب فتغلب عليها عواطف الحج ومشاعره وأفكاره، كمقالة "ذكريات الحج"، وقريب منها مقالات "عرفات" و"في البقيع" و"المدينة" و"الصِّلات الروحية بين سورية والمملكة العربية السعودية".

276 pages, Hardcover

First published January 1, 1960

13 people are currently reading
474 people want to read

About the author

علي الطنطاوي

100 books4,998 followers
Ali Al-Tantawi

ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.

كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.

بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.

في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.

وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
68 (38%)
4 stars
73 (41%)
3 stars
32 (18%)
2 stars
4 (2%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 - 29 of 48 reviews
Profile Image for Mohammed Alsaleh.
241 reviews515 followers
June 4, 2011
رغم أن الكتاب ليس من أشهر كتب الطنطاوي رحمه الله .. لكنه بحق من أقربها إلى نفسها ولا تزال ذكراه رائعة في وجداني

في هذا الكتاب .. وصف الطنطاوي رحلته للحج وصفاً راقياً ورائعاً وشيقاً ..

بكل اقتدار .. الطنطاوي يسحرك .. كنتُ أظن أنني حالة استثنائية أنا ومن أعرف ممن حولي من عشاق الطنطاوي .. وفي كل يوم أكتشف أن الشيخ علي الطنطاوي استطاع أن يكون أساساً متيناً لحب القراءة حتى لأعلام من أمثال الشيخ سلمان العودة مثلاً !

أحب أيامي مع الطنطاوي .. وأحب ذكرياتي مع كتبه ..

في أحد الليالي .. جائني أحد الأصحاب في شقة العزوبية وقتها وطلب مني كتاباً سوف يحببه في القراءة .. استللتُ بسرعة كتاب قصص من الحياة وكان كمثل القنبلة النووية التي فجرت حب القراءة في شخصيته

الآن .. أجزم أنه قرأ مني أكثر بكثير من الروايات " لشغفه بها " وأبحر في عوالم كثيرة ..

أنصح بقراءته .. كباقي كتب الطنطاوي رحمه الله
Profile Image for بُشرى.
55 reviews16 followers
July 3, 2014
لقد ربحنا الزمن , ولكنا خسرنا العواطف والأفكار والتأملات و وهل يحس راكب الطيارة بواحد من ألف مما أحسسنا ونحن نقتحم الصحراء نتسلق جبالها ونخوض رمالها ونشهد أصباحها وأماسيها وليلها ونهارها ؟
Profile Image for زينب.
278 reviews94 followers
December 2, 2012
استمتع كثيرا بقراءة هذا الكتاب، فيه يصف الكاتب رحلته مع قافلة من السيارات هي الأولى التي تقطع الصحراء من سوريا لمكة من أجل الحج... الأحداث كانت في عام 1935 ولم تكن هناك طرق معبدة بل كانوا يقطعون الصحاري والوديان والجبال والصخور وووو... لأول مرّة أستشعر كم كان يعاني الحجاج في الماضي من أجل آداء تلك الفريضة التي صرنا نتهاون فيها الآن وقد توفرت لنا سبل المواصلات والراحة
يصف الكتاب الرحلة بالتفاصيل (الغير مملة) وكل ما مروا به من مصاعب وعراقيل وأيضا التقائهم بأهل كل مدينة وقرية وعادات تلك المنطقة وتقاليدها العجيبة
كنت أكره الصحراء قبل هذا الكتاب لكنني شعرت ولأول مرّة بعظمتها وهيبتها وكم لها من فضل علينا

الكتاب شيق وممتع فقط لم يعجبني فيه كثرة "تصفيقه" للعائلة الحاكمة بالسعودية واستخدامه للفظ "عبد" حين يصف كل من كانت بشرته سوداء!
غير هذا فالكتاب رحلة تاريخية لا تنسى!!
Profile Image for لُبنى .
380 reviews354 followers
May 7, 2023
اعتبره من أجمل ما قرأت للطنطاوي رحمه الله بعد كتاب [من حديث النفس] لأنه جمع بين المذكرات والرحلات وفوق هذا خرج بأسلوبٍ أدبي يعرف جماله كل من قرأ للشيخ رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء


ولعلي أشارككم اقتباسًا من الكتاب يصف فيه الشيخ مكانًا اختاروه للمبيت لتروا كيف يجلي لكم الشيخ تنقلاته وكأن القارئ معه
يقول رحمه الله: "رحِمنا الله فوصلنا إلى قاعٍ مستوٍ وقفنا فيه وأنخنا للمبيت، والقاع في عُرف البدو أرض طِينية كان فيها غدير من ماء المطر فجفَّ وترك فيها شقوقًا وغادرها مستوية كالطبق.
وكان خاليًا موحشًا، فلما وَقَفَتْ فيه السيارات وانطلق إخواننا إلى الأحمال يضعونها عن السيارة ونُصِب فيه السرادق (وهو خيمة كبيرة) وأُشعلت مصابيح الغاز (الأتريك) وأُوقدت أمامه النار ومُدّت فيه البُسُط رأيت القاع قد استحال إلى قرية صغيرة عامرة أو إلى نَدِيٍّ (القهوة) من أندية المصايف، فها هي ذي الخيمة منصوبة وها هي ذي الأضواء مُعلقة...وها هي ذي أكواب الشاي تدور على الجلوس.
وكان كل شيء نراه جميلًا يبعث في النفس القوةَ والنشاط والرجولة...وجلسنا نتحدث بما مرّ علينا في يومنا، حتى نَضِج الطعام، فتهافتنا عليه نأكل أكل من لم يَرَ الزاد منذ أيام، حتى تكشف قعر القصعة! وكانت قصعة كبيرة يقعُد فيها إنسان، فابتعدنا عنها وما منا إلا من يشتهي الطعام، وجعلنا نمسح أكُفنا بالرمل والطين، لا نستطيع أن نغسلها بما كان معنا من الماء خشيةَ أن نُقبِلَ على مفازة فنهلك عطشًا.
ثم جلسنا للسمر والحديث، تدور علينا أكواب القهوة المُرّة والشاي، فكانت ليلةً من أجمل الليالي."
Profile Image for نهنوهة ضد الانقلاب.
6 reviews2 followers
July 23, 2014
هذا الكتاب من أفضل ما قرأت في الآونة الأخيرة، استمتعت كثيرًا بالإبحار فيه وبالرحلة التي قطعتها بين صفحاته.
أسلوب الشيخ أشعرني بأنني معهم، يتيهون في الصحراء ويشح معهم الماء، فأرتجف رعبًا وأبصر الموت بعينيّ دانيًا
ويخرجون منها بعد جهد، فأفرح لهم وكأنني من نجا
وكذاأحببت وصفه للصحراء، ومع أني لم أبصر منها شيئًا حقيقةً إلا بقية من جبال، في مكة، وفي الطريق من مكة والمدينة إلا أنني أحببتها بفخامتها وهيبتها، فكيف بمن عاش في الصحراء أيامًا، بالفعل صدق الكاتب حين قال عنا : ربحنا الزمن وخسرنا العواطف والافكار والتأملات
وفي الكتاب أخبار مفيدة لم يكن لي بها سابق علم عن حياة البدو والصحراء، وشعرت من الوصف بهيبتها وجلالها

فقط أعجزتني لغة الكتاب بجزالتها وصعوبتها، فكنت أحيانًا أمر بصفحاته دون أن أفهم شيئًا، وكنت أحسب من قبله أن عربيتي جيدة!
قرأت الكتاب بعد عودتي من عمرة، فأثارتني أوصافه وهيجت شوقي لعمرة ثانية. لعل الله يرزقنيها قريبًا
عظَّم الله أجر الفوج فيما لاقاه من جهد، وجزى الكاتب الكريم الخير كله على أن شاركنا هذه الرحلة النورانية الصعبة

Profile Image for ناديا.
Author 1 book386 followers
May 15, 2020
نفحات الحرمين لامست القلب والروح .. طفت مابين المكانين .. عدت لذاك الزمن ورحلة الحج تستمر أياما طويلة في الصحراء المخيفة ..
مقالات متفرقة ومتصلة بآن واحد ..
كتاب خفيف لطيف .. تراءى صوت الشيخ رحمه الله يقرأه لي بلهجته الشامية المحببة ..
Profile Image for منى عبده.
123 reviews43 followers
April 2, 2011
وصف موجز لكنه ممتع لتلك الرحلة التي أجتازها الشيخ علي الطنطاوي
ومن معه من الوفد الذي ألقي على عاقته فتح طريق بري للحج بين دمش ومكة
أذهلني كم العقبات والمصاعب التي واجهتهم في طريقهم لكن امتعنى وصف الشيخ علي لعادات أهل البادية ممن قابلوهم والكرم والحفاوة التي تم أستقبالهم بها
بالاضافة الى ذلك الجزء الخاص بوصف تأثير الاماكن المقدسة في نفس المسلم
الكتاب رائع لكن تمنيت لو انه اسهب في بعض الاجزاء حتى تكتمل الرؤيا لدى القاريء
Profile Image for Hafeth.
109 reviews33 followers
February 23, 2013
الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات عن بلاد الحرمين. تتنوع هذه المقالات في الجودة، ففي بعضها الكثير من التملّق و المبالغة في الوصف.
الجزء الثاني من الكتاب يتعلق برحلةالشيخ من دمشق الى المدينة المنورة في سنة 1935، حيث استمرت الرحلة ما يقارب العشرين يوما في الصحراء. يصف الكاتب تفاصيل الرحلة بشكل مشوق و لطيف.

الجزء الاول من الكتاب ﻻ يستحق (في نظري المتواضع) اكثر من نجمتين.
و الجزء الثاني يستحق اربع نجوم بجدارة.
Profile Image for شيماء علي جمال الدين.
Author 2 books108 followers
August 8, 2020
من نفحات الحرم/ علي الطنطاوي
دار الفكر – دمشق – 1400 هـ – 1980م.
الكتاب يقع في 145 صفحة
• " هنالك الفرحة الكبرى، التي لا تعدلها أفراح الدنيا ".
• علي الطنطاوي: الشيخ علي الطنطاوي (23 جمادى الأولى 1327 هـ 12 يونيو 1909م - 18 يونيو عام 1999م الموافق 4 ربيع الأول 1420 هـ) هو فقيه و أديب وقاض سوري، ويُعد من كبار أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربي في القرن العشرين. رأس اللجنة العليا لطلاب سوريا في الثلاثينيات لثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقارع الاستعمار الفرنسي لسوريا. كان أديباً كتب في كثير من الصحف العربية لسنوات طويلة أهمها ما كان يكتبه في مجلة الرسالة المصرية لصاحبها أحمد حسن الزيات واستمر يكتب فيها عشرين سنة من سنة 1933م إلى أن احتجبت سنة 1953. عمل منذ شبابه في سلك التعليم الابتدائي والثانوي في سوريا والعراق ولبنان حتى عام 1940. ترك التعليم ودخل سلك القضاء، فأمضى فيه خمسة وعشرين عاماً من قاضٍ في النبك ثم في دوما ثم انتقل إلى دمشق فصار القاضي الممتاز فيها (1943 - 1953م)، ونقل مستشاراً لمحكمة النقض في الشام، ثم مستشاراً لمحكمة النقض في القاهرة أيام الوحدة مع مصر. كلف بوضع قانون كامل للأحوال الشخصية، عام 1947م وأوفد إلى مصر مدة سنة فدرس مشروع��ت القوانين الجديدة للمواريث والوصية وسواها، وقد أعد مشروع قانون الأحوال الشخصية كله وصار هذا المشروع أساساً للقانون الحالي .
• أشهر مؤلّفاته: أعلام التاريخ، حكايات من التاريخ، ذكريات علي الطنطاوي، فتاوى علي الطنطاوي، قصص من الحياة، من حديث النفس، من نفحات الحرم، والعديد من المؤلّفات الأخرى.
• يُعد كتاب ( من نفحات الحرم ) من أدب الرحلات، وأصل الكتاب مقالات قام الشيخ ( الطنطاوي ) في عدد من المجالات مثل مجلة ( الرسالة ) وغيرها.
• يقول الأستاذ ( عبد الرحمن المفضلي ) إن الكتاب هو قصة رحلة الوفد السوري بالسيارة من دمشق إلى المدينة ثم إلى مكة المكرم�� ( 1353هـ - 1935 م)، وقد قلم الشيخ ( الطنطاوي ) بنشر تلك المقالات بعد عودته من تلك الرحلة، وهما نوعان من المقالات، النوع الأول عن الرحلة ومشاهد مرّ بها الشيخ بالإضافة إلى وصف لطبيعة الحياة في بلاد الحرمين، والثانية مقالات عن الحرم والحجّ.
• ينقسم كتاب ( من نفحات الحرم ) إلى استهلال تحدّث فيه المؤلّف عن الصلات الروحية بين سورية والمملكة العربية السعودية، ثم تحدّث بعد ذلك في عناوين أديبة رائقة عن مواضيع مرتبطة بالحج والسيرة النبويّة وبذكريات المؤلّف عن السعودية، مثل: (وقفة في العقيق)، (في البقيع)، (من المدينة إلى مكة)، (عرفات)، (مخطط الرحلة)، (في تبوك)، (في طريق المدينة)، وغير ذلك من العناوين.
• الصلات الروحيّة بين سوريّة والمملكة العربيّة السعوديّة: يحكي (الطنطاوي) قصة مؤثرة عايشها، عن ذلك الطالب الشيوعي الذي نصح المؤلّف بذهابه في رحلة إلى الحج، والذي كانت لها الأثر الأعظم في إعادة نفس الشاب إلى سيرتها الأولى، فينقل (الطنطاوي) كلام الأستاذ المصاحب للطالب في الرحلة عنه: " فإننا ما بلغنا حدود الحرم ونزعنا ثيابنا، حتى تبدل نفسًا بنفس، كأنما نزع مع الثياب دنياه كلّها من قلبه، وأفكار السوء من رأسه، وترك الباطل الذي كان يحيا فيه، وعاد الفتى المؤمن يجهر بالتلبية أكثر من جهرنا، ويخشع لها أشد من خشوعنا، فحسبنا ذلك تظاهرًا منه لنا، وتزلفًا غلينا، حتى إذا بلغنا باب الحرم، وبدت لنا الكعبة، غلبت عليه حال يستحيل أن تكون تصنعًا وتمثيلًا، وراح يبكي وينشج حتى لقد أبكانا "، فيقول (الطنطاوي) معلقًا: "هذا أثر الحرم في نفس المسلم".
• يتحدّث (الطنطاوي) في هذا العنوان عن ارتباط المسلم بأرض الحرمين، منزل الوحي ومبعث الدين، ويعبّر عن ذلك بتعبير جميل فيقول: " هذا وطني قبل وطني "، يلغي بكلامه الحدود بين الدول والقوميات فلا يبقى إلّا أرض البيت الحرام، فكأن السؤال الذي كان متوجهًا إليه عن (العلاقات الروحية بين الشام وبين المملكة العربية السعودية)، فيُجيب قائلًا: " أي علاقات يا أخي؟ إن العلاقات إنما تكون بين اثنين وما هنا إلّا واحد، هو الوطن الإسلامي "، ويقول قول جميل: " فليست الشام وحدها وطني، موطني الأول البلد الذي بزغت منه أنوار الإسلام، والذي تقام فيه حدود الله، والذي يُحكم فيه بما أنزل الله ".
• على غار حراء: يحكي ( الطنطاوي) بكلمات رشيقة رحلة وصولهم إلى غار حراء، فيقول عنها: " لقد انقطع بريد السماء عن الأرض مذ مات محمد. ولم يبق على ظهرها من شهود الوحي إلا هذه الشعاف، وهذه الأصلاد، وإذا كان شعراء العرب يستطيبون الوقوف على آثار الأحبة ويستنطقون الدّمن والآثار، فقف ويك سائل هذه الأصلاد ما خبر الوحي؟ ".
• يصف (الطنطاوي) غار حراء وصفًا خلّابًا، وذلك بعد أن صعد إليه بنفسه هو وأصحابه، فكأنّك تراها بكلماته رأي العين وإن لم تكن رأيتها من قبل، ويصحبنا معًا في وصفه، وتساؤلاته حول الليالي التي قضاها رسول الله عليه وسلم في هذا المكان، وجعلنا نعيش معه قصة أول كلمة في الإسلام؛ كلمة (اقرأ)!
• وقفة في العقيق: يتجلّى إبداع (الطنطاوي) في الوصف كل حين، إبداعًا يليق بوصفه الأدبي، ويليق بجمال وقدسية المكان الموصوف، ويذهب بنا في رحلة متخيّلة بطلها عروة بن الزبير، وغيره من شخصيات التاريخ الإسلامي ممن مروا على هذا الوادي.
• في البقيع: يصف لنا (الطنطاوي) بمشاعر وجلة، كيف شعر بالموت في حضرة البقيع، وكيف شعر هو بالرهبة الشديدة في هذا الموقف العظيم الذي فيه جلال الموت وخوف الفناء.
• من المدينة إلى مكة: يصف لنا (الطنطاوي) الطريق من المدينة إلى مكة، يصف ما يراه بعينه، وما يراه بقلبه من مشاعر جاشت في صدره عند فراقه المدينة متوجهًا إلى مكة، ورغم وصف (الطنطاوي) الأدبي الذي يُطربك كقاريء؛ إلّا أن هذا الوصف لم يفارق الواقع بحال، فكأنّه جمع بين بصره وبصيرته في النظر إلى الأشياء، حتى العجز عن الوصف أحيانًا يكون من بلاغة الواصف، يقول (الطنطاوي): " وشعور المسلم حين يصل إلى المسجد الحرام، وتبدو له الكعبة لأول مرة، لا يمكن أن يصفه قلم كاتب ولا لسان أديب ".
• المنزل الأوّل للبشر: مرور تاريخي بقلم أديب على البلد التي هي المنزل الأوّل للبشر، وعرفة التي تعارف عليها آدم عليه السلام وحواء، من بلد خرج منها الإسلام، وولدت من قبل العربية، ويتناقش (الطنطاوي) في مزاعمه هذا نقاشًا ثريًا غنيًا قد قبل فيه نقاش المجادلين، ويذكر على كل زعم دليله، وهكذا يكون العالم الأديب بحق، ستستمتع في هذا المقال عن وجهة نظر (الطنطاوي) في نشأة العرب والعربية.
• من ذكريات الحجّ: " يا أيّها السامعون والسامعات انه ليس الخبر كالعيان، وأنا مهما أوتيت من البيان لا أستطيع أن أصف لكم ما يحس به الحاج عندما يقف على باب الحرم، ويرى الكعبة لأول مره "، " تحسون كأنكم تدنون من الحبيب ودون الحجب والأستار، فلا تزال ترفع لكم حجابًا بعد حجاب وسترًا بعد ستر، حتى تروا طلعة الحبيب، وأين طلعته من طلعة الكعبة، قبلة الإسلام، ومهوى القلوب "، هكذا يصف لنا (الطنطاوي) مشهد رؤية البيت الحرام، والطواف، ثم الوقوف بعرفات، " وعرفات، إنها لن ترى عين البشر مشهدًا آخر مثله، هيهات ما في الدنيا ثانٍ لهذا المشهد العظيم.. ".
• عرفات: في عرفات، " هنالك ينكشف الغطاء، وتنفتح أبواب السماء، فيتوجه الحجاج إلى الله بقلوب انزاحت عنها ظلمة الشهوات والأهواء، وأشرقت عليها الأنوار، فسمت حتى رأت الأرض ومن عليها ذرة صغيرة، تحملها رياح القدرة، ثم سمت حتى سمعت تسبيح الملائكة بألسنة الطاعة، ثم سمت حتى تدبرت القرآن غضًا طريًا، كأنّما نزل به الوحي أمس.. "، ثم يسرد (الطنطاوي) على مسامعنا كلمات خطبة الوداع العظيمة، " في عرفات تتجلّى عظمة الإسلام، دين الحق والمساواة والعلم والحضارة ".
• في ساحة الإعدام: يصف لنا (طنطاوي) مشهدًا قد عاينه بنفسه، وصوّره لنا بتصويره الأدبي البارع، مشهد إعدام ومشهد قطع يد عبد ورجله من خلاف، تنفيذًا لحكم الله عزّ وجلّ في كتابه. مشهد مهيب مخيف وصفًا، فكيف بمن شاهده حقًا؟!
• الشريف عدنان: قصة أخرى في رحلته، يحكيها لنا (الطنطاوي) عن أوتيل مكة المكرمة، الذي كان للشريف عدنان، وياللعجب أنه يحكي لنا خبرًا قرأه في ذلك الحين، خبر تحويل (أيا صوفيا) إلى متحف، وليس العجب هنا، وإنّما العجب أني أكتب هذه المراجعة الآن، وقد شاء الله عزّ وجل أن يرجع (أيا صوفيا) جامعًا للصلاة يُذكر فيه اسم الله، وتُقام فيه الصلاة، فلله الحمد من قبل ومن بعد.
• من دمشق إلى مكة: يحكي (الطنطاوي) في مقاله هذا أسباب تأخره في نشر ما حدث في رحلته، وأخبار الخطبة التي خطبها بين يدي الملك.
• إلى أرض النبوّة: ( بوابة الله ): من هنا يبدأ (الطنطاوي) في وصف وتأريخ لرحلة الوفد السوري إلى الحجاز ربيع 1935 لفتح طريق الحج البري للسيارات، وقد نُشرت تلك المقالة سنة 1940 في مجلة الرسالة، يصف الرحلة مُنذ خروجه من دمشق، حتى بلغ الموكب (بوابة الله) في ظاهر دمشق.
• (فرّ من الموت وفي الموت وقع): يستأنف حكاية الرحلة، ووداع الناس للموكب، ومغادرتهم دمشق، وشرعوا في رحلتهم إلى البقاع المقدّسة، فمروا على أذرعات (درعا)، ثم شرقًا إلى (بصرى)، يحكي بتفاصيل دقيقة كأنّه مرافق لهم في رحلتهم، ترى ما يرون تسمع حديثهم وتحس بمشاعرهم، رحلة مخيفة مقلقة متعبة لا يتصبرون فيها إلّا بالغاية الأسمى.
• (أول ليلة في البادية): يصف (الطنطاوي) مبيتهم في أول ليلة في البادية، ورغم التعب فقد وصفها قائلًا: " فكانت ليلة من الليالي، نسينا فيها كل ما قاسينا من تعب، وما رأينا من عناء ".
• (على الحدود): بدء دخولهم الأراضي السعودية، يقول الطنطاوي: " فاستبشرنا وشعرنا بالاطمئنان، وذهبت علائم الكدر من وجوهنا، وخالطنا سرور عجيب ".
• (في المخفر السعودي): طعم الأنس والاطمئنان الذي ذاقه (الطنطاوي) في هذا المخفر، طعمًا يُذيقنا إيّاه معه في هذا المقال وهو يحكي كيف أكلوا من طعام الجند وشربوا من شرابهم وتبادلوا الحديث معهم ثم أعانوهم على الوصول إلى غايتهم.
• (إلى القريات): نعيش مع وصف بديع للبادية وأنواع رمالها، حتى تصل الرحلة إلى قريات الملح، وحكى (الطنطاوي) عن إكرامهم ممن نابوا عن الأمير الغائب.
• (خروف برأسه): يحكي (الطنطاوي) قصة الوليمة في قصر الأمير، وقد تخللت الحكاية فكاهة لطيفة مغلفة بالأسلوب الأدبي الذي يتميز به المؤلّف، فيصف نفسه كيف ذهب بخياله وهو ينظر إلى الخروف الذي أولموا به، ثم يقول: " ثمّ رأيت أن لا مجال للوهم ولا للخيال، وأن الوقت لا يتسع للأدب لأن القوم أحدقوا بالقصعة وشمروا عن سواعدهم، ونظروا شزرًا، فِعل من يقدم على معركة، فخشيت أن يذهبوا بالرز واللهم، ويبقى لي الخيال والوهم، ومتى أفاد الخيال جائعًا، أو أجدى الأدب على إنسان؟ ".
• (في القريّات): جولة في القريّات بعد الوليمة، يصفها المؤلّف بخفة أديب رحّالة، ويتخلل حديثه كلام عن التوسط والاعتدال.
• (نومة في المملحة): غادروا القريّات في الليل فقضوا في المملحة ليلة متعبة لا راحة فيها ندموا بسببها على عدم المبيت في القريات..
• (بعد القريات): بعد أن كانت غايتهم القريّات، ما عادوا يعرفون لهم غاية إلى تبوك، وبينهم وبينها أيام وليال، رحلة في الصحراء الممتدة وصف تعبها وجمالها، فيقول: " ما رأيت منظرًا أجل ولا أجمل ولا أحفل بالعظمة والمتعة من أماسي الصحراء، حيث تضطجع على تلة من التلال، ثم تمد بصرك إلى الجهات الأربع فلا يحجزه حاجز، ولا يقف في سبيله شيء، فترى الشمس وهي تغيب في الأفق الغربي، وظلام الليل وهو ( يشرق ) من الأفق الآخر، والنجوم وهن يطلعن في السماء الصافية، وتحس بلطف الليل ورقة نسيمه كما أحسست بجلال النهار وحدة شمسه، ثم تقوم مع الفجر قويًا نشيطًا، قد قبست من روح الصحراء روحًا جديدًا لتستقبل الحياة بعزم جديد ".
• (الصحراء): " أشهد لقد نقّت ليالي الصحراء نفسي؛ وصفّتها، وعلمتها الشعور بجمال القبح وأنس الوحشة وأغاني الصمت، فعرفت جمال الكون، فأوصلها إلى معرفة جمال المكوّن "، " إن الله حرم الصحراء رواء المدن، وروعة السهول وفتنة الأنهار، ولكنه أعاضها عن ذلك ما هو أحلى وأسمى: جمال الصدق وبهاء الصراحة، وسنا الإخلاص ".
• (ليالي الصحراء): هذا الوصّاف عندما يغلبه التأثّر يعتذر عن الوصف التفصيلي، فيقول: " لست أستطيع أن أترجم لك عما لليالي الصحراء من معنى في نفسي، لأن لغة الألسنة لا تترجم عن القلوب. ويا ليتني أقدر أن أصف لك تلك الكائنات الخفية التي تعيش في ليالي الصحراء فتخاطب القلوب بما لا تنقله الأقلام.. ".
• (الطريق إلى تبوك): توغلوا في الصحراء بعد القريات، وزادوا بعدًا عن مظاهر الحياة، فكأنّهم ودعوا العالم، واستراحوا من هموم الاجتماع ومشاغل السياسة وأعباء الفكر، يهتدون في صحراءهم بالنجوم، يمرون على الأرض الصلبة تارة، ثم الأرض الطينية تارة أخرى، فامتدت بهم الرحلة من القريات إلى تبوك أربع ليال، وكانوا قد وصلوا قبل تبوك إلى شرورى، وهو جبل قريب من تبوك فنزلوا عنده للمبيت، ثم واصلوا رحلتهم حتى تبوك.
• (في تبوك): وصلوا إلى تبوك ��عد جوع وتعب، واستقبلهم الأمير(السديري) من أنسباء الملك (عبد العزيز)، فكانت الراحة بعد التعب وحسن الضيافة والوليمة المعتادة من أهل الكرم.، ووصف لنا الأديب المؤلّف شيء من عادات أهل تبوك، وقوانين القهوة عند العرب.
• (في طريق المدينة): في جوف حمار: في هذا المكان يعبّر (الطنطاوي) عن رهبته وأثره فيقول: " وسيقرأ هذا الفصل قراء (الرسالة) وهم في دورهم ومساكنهم لا يدرون ما الصحراء، ولا يعرفون منها إلّا ذكرها في الكتب، ووصفها في الأشعار، فيحسبونها تسلية أو خيالا، وما هي بالتسلية ولا بالخيال، ولكنه مقام بين الموت والحياة ".
• (حياة البادية): " لا يبدو السحر على أ��مّه إلّا في البادية فلا ليل في الجلال كليلها، ولا صبح في الجمال كصبحها ولا نهار في الشدة كنهارها "، وصف واستغرق في تفاصيل الرحلة في البادية، وفي الأخير قال: " هذا آخر يوم من أيام البادية. لم يبق بيننا وبين المدينة إلّا نصف مرحلة.. فهل يكتب لنا أن ندخل من باب السلام، ونقوم أمام الحجرة، ونقول، السلام عليك يا رسول الله؟ ".
• (على باب السلام): كشف هو شعور من يستطلع جبال المدينة عن بُعد بعد رحلة شاقة طويلة في الصحراء؟ يحكي (الطنطاوي) تفاصيل الطلّة الأولى لمدينة رسول الله، وعندما سمع بأن: " هذا أُحد "، انبعثت في نفسه الذكريات، وتجلّى له عالم فيه المعركة وانتصار الصحابة، ونزول الرماة، وخالد يرتد بخيله، وباقي القصة بتفاصيلها، يسرعون نحو الجبل، وكيف لا يفعلون وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم عنه: (( أحد جبل يحبنا ونحبه )).
• ثم بدت لهم المدينة، وبدت لنا معهم، القبة الخضراء التي يثوي تحتها جسد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم، فتكشّفت دنيا الخير والجمال، " ونظرت فإذا السيارات أمام (باب السلام)، فاشرأبت الأعناق، وبرقت الأبصار، ودمعت العيون، وخفقت القلوب، وتعالى الهتاف، ونزلنا ندخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلّم وكانت حال لا سبيل إلى وصفها قط.. ".
• (المدينة): مقالة لم تنشر ولم تذع، عن زيارة (الطنطاوي) للمدينة، مرة سنة 1935 في رحلة استغرقت نحو عشرين يومًا، وزيارة ثانية سنة سنة 1956 في طائرة قطعت الرحلة في ثلاث ساعات، فكأنّه يعقد لنا المقارنة بين الرحلتين وبين المدينة في الزمنين، ويبقى الشوق للمدينة في الحالتين، شوق لا وصف له، " ولئن كان في الأرض بقعة يشعر فيها المرء أنه في الجنة حقًا فهي الحرم النبوي، ولعلها معجزة دائمة للرسول. إذ خبر أن ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة ".
• (من المدينة إلى تبوك): وهو المقال الأخير، من مذكرات كتبت سنة 1935 ولم تنشر، فيها وصف للطريق، أرضه ومشاهده، وطبيعة الصحراء وعوارضها وأسمائها بلغة أهلها اليوم.
• ملاحظات:
• إنّ أسلوب الشيخ الأديب ( علي الطنطاوي ) أسلوب جميل ومحبب إلى القاريء، أسلوب أدبي شرعي لطالما مسّ الشيخ به أرواح القارئين، وهذا الكتاب يحمل ذات الروح، كتاب يحمل الروح حملًا ويُعرّضها إلى نفحات الحرم.
• اقتباسات من الكتاب:
" إنّ المصلّين يتوجهون جميعًا، من آفاق الأرض الأربعة، خمس مرات كل يوم، إلى هذه البنية السوداء، يقومون صفوفًا وراء صفوف، يتصورونها على البعد من وراء الجبال والبحار، وقلوبهم تهفو إليها أكثر مما يهفو إلى المحبوب قلب العاشق الهيمان، وبينهم وبينها من البعد ألف حجاب، فلا يزال الحاج منهم يجزع الأرض يدنو منها، وكلما دنا وارتفعت لها الحجب، حجابا بعد حجاب زاد الشوق خطوة بعد خطوة، حتى يأذن الله بالوصول فإذا هو في حضرة القدس، وإذا هو يلمس بيده جدرانها ويقبل حجرها، ويتعلق بأستارها، وإذا هو في لذة من لذائذ الروح، لو اجتمعت أقلام أدباء البشر من كل لسان لما استطاعت وصفها ".
" فما مسلم يطوف حول الكعبة إلّا أحس أن وطنه الحقّ ها هنا، لا البلد الذي ولد فيه وشهد مدارج طفولته وملاعب صباه ".
" إنّ الوطن الإسلامي ليس كما يفهم الناس، إن وطن المسلم ليس بلده الذي ولد فيه، وعاش في رحابه، والذي تظلله رايته؛ كلا، وما في الإسلام إلّا راية واحدة يستظل بها كل مسلم هي راية القرآن، ووطن واحد هو كل أرض يعمل فيها بأحكام الإسلام، وتقام فيها حدود الله، وينادى فيها ب ( لا إله إلا الله، محمد رسول الله ) ".
" لقد طلع البدر من (ثنيات الوداع) لا عليكن وحدكن يا ولائد المدينة، بل على الدنيا كلها فبدد عنها غياهب الجهل وأزاح عنها ظلام الظلم، واسبغ عليها ثوب الأمن والعدل والخير ".
" إنّ الحجّ هو الدورة التدريبية الكبرى. التي تقوي الأجسام والأرواح، التي تربي الأجساد والقلوب، التي تعد للحق جيشًا جنده متمرّسون بالشدائد، حمّالون للمصاعب سامون بأرواحهم إلى حيث لا تستطيع أن تبلغ مداه روح ".
" إنّ الحج عيش في تاريخ المجد في سيرة الرسول، في سماء الإيمان، إنه النهر الذي يغسل أوضار الناس، إنه الرئة التي تصفي الدم وترده أحمر نظيفًا مملوءًا بالصحة والحياة ".
" إنّ من دأب العادة أنها تضعف الحس، وتذهب بالإنتباه، فالغني الذي يلبس الحرير، وينام على السرير، ويركب السيارات، ويملك العمارات لا يجد لذلك كله من اللذة ما يجد الفقير المعدم، والبائس المحروم إن نال مثله، والشبعان لا يدرك اللذة التي يتوهمها الجائع، والصحيح لا يعرف لنعمة الصحة قدرها إلا إذا مرض، فلا لذة في الدنيا إلا في التنقل والتبدل، وألا يتجمد على حال مهما ح
Profile Image for hatoon abu-alghaith.
46 reviews12 followers
October 3, 2021
وصف بديع لرحلاته في الصحراء من وإلى الشام والمدينة المنورة.
Profile Image for ABEER.
260 reviews49 followers
May 22, 2020
هنا في هذه المقالات الوصفية تعيشوا الاجواء الصحرواية بجمالها وقسوتها ووعورتها فيأخذنا الطنطاوي لرحلة سفر ماتعة مع مقالاته المتسلسلة فهي رحلته من دمشق مع الوفد السوري وهي اول قافلة من السيارات تمر بالصحراء وكانت رحلة كشفية لفتح طريق بين دمشق والمدينة إلى أرض النبوة مكة والمدينة ومروره بالعديد من القرى والمدن كالقريات و تبوك للوصول إلى احد الجهتين وما هي المصاعب التي واجهتهم اثناء هذه الرحلة المليئة بالمغامرات والمواقف منها المضحك ومنها المرعب والجميل وعن ذكرياته في الحج وذكر العديد من المواقف بإسلوب ادبي جميل ومفيد فإسلوبه خالي من الملل كذلك ذكره عن العلاقات السورية مع المملكة ويختمها بمقالة عن المنزل الأول للبشرية

أحببت وصفه لمكة والمدينة وتصوير هذه المشاعر حين الدخول لهما كانت مشاعر رائعة آسرة كذلك عندما رأى غار حراء والشعور الذي انتابه وتذكره الرسول صلى الله عليه وسلم ..حقيقي هنا تجدون الوصف لكل منطقة وقرية وطريق يمر بها بجانب العديد من الصور المرفقة


صور لنا الصحراء والبادية وعادات وكرم اهلها وحبيت وصفه الرائع للصحراء فهي كما قال مقام بين الموت والحياة فيقول ايضا عنها ||
“ولا يبدو السَحَّر على أتمه إلا في البادية فلا ليل في الجلال كليلها ولا صبح في الجمال كصبحها ولا نهار في الشدة كنهارها” ..
الكتاب به الكثير من المعلومات التاريخية التي ذكرها لنا الطنطاوي فهو كتاب يستحق القراءة

أحببت ما كتبه عن القهوة بأن لها شأن عند العرب واهتمام عظيم وقوانين وعادات وكيف انها أهم عند العرب من الطعام.
Profile Image for Mohannad Chehade.
4 reviews9 followers
January 20, 2019
في أول الكتاب وصف روحاني رائع لمكة فيه ربط بين الحاضر و بين زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأيام الإسلام الأولى، وفيه فوائد روحانية تلمس القلب عن معاني الحج وشعائره. وفي وسط الكتاب أخبار رحلة البعثة السورية إلى الحجاز سنة 1935 وفيها وصف دقيق لرحلة الحج في الصحراء ومشقاته قبل زمن الطيران وفي ذلك يقول أن الوسائل الحديثة اختصرت الأزمان ولكنها أضعفت الحس بلذة الوصول بعد المشقة " لقد ربحنا الزمن، ولكنا خسرنا العواطف والأفكار والتأملات.
وفي آخر الكتاب مقارنة صغيرة بين رحلة 1935 وبين رحلة ثانية سنة 1956 يصف بها التحولات التي شهدتها مكة والمدينة، منها ما سهّل على الحجاج عبادتهم، ومنها السيء الذي شوه المعالم كجرف قبور البقيع حتى صارت كأنه حقل محروث، وتوقف دروس العلم والحلقات في المسجد النبوي..

يصف الشيخ رحمه الله معاني الوحدة الإسلامية في الحج بقوله: فما مسلم يطوف حول الكعبة إلا أحس أن وطنه الحق ها هنا، لا البلد الذي ولد فيه وشهد مدارج طفولته وملاعب صباه.
إن الوطن الإسلامي ليس كما يفهم الناس، إن وطن المسلم ليس بلده الذي ولد فيه، وعاش في رحابه، والذي تظلله رايته، كلا وما في الإسلام إلا راية واحدة يستظل بها كل مسلم هي راية القرآن. و وطن واحد هو كل أرض يعمل فيها بأحكام الإسلام. وتقام فيها حدود الله، وينادى فيها بلا إلا الله محمد رسول الله.
Profile Image for Al Da.
502 reviews1 follower
May 20, 2020
يتحدث الشيخ الطنطاوي رحمه الله في هذا الكتاب عن أرض الحرمين و رحلاته إليها ومغامراته ومشاهداته وتجاربه ومشاعره.

أُفرد الثلث الأول من الكتاب لمقالات عامة كتبها عن الحجاز بشكل عام من طبيعة وتاريخ وأشعار. وفيض من مشاعره عن الحرمين الشريفين.

فتشعر بهذا الثلث ببعض الملل؛ الذي يُذهبه الثلثان الآخران من الكتاب؛ اللذين تحدثا عن رحلته مع الموكب السوري لفتح طريق السيارات إلى الحجاز.

فكانت هذه الفصول تصنف مع أدب الرحلات الممتع.

فشرح لنا عن طريق رحلته منذ ما قبل الانطلاق وحتى وصوله أخيراً بعد عناء وجهد بلغا به أقصى حدودهما.

فكان وصفه لرحلته فكاهياً شائقاً وممتعاً ومحفزاً للمخيلة، فشاركته رحلته وعشتها في وصفه الرائع.

لا داعي للحديث عن أسلوب الكتاب الأدبي ولا الوصفي، ولا عن فصاحة الشيخ ولا عن ملكاته اللغوية ولا عن عذوبة الحديث و انسيابية دفقه.

فالحديث عن روعتها يتكرر ويعاد مع كل مراجعة لي لأي كتاب أقرأه له، وما أكثر ما قرأت له.

ثلاث نجمات للعرض والوصف والأسلوب، وتنقص اثنتان لبعض من الملل في مقالات البداية -كما ذكرت- ؛ وشيء من الاستفاضة و الخروج عن الموضوع في بعض من المقالات.
Profile Image for Shireen Hammam.
8 reviews1 follower
January 10, 2019
شاهدت منذ وقت طويل مجموعة من الحلقات المسجلة للشيخ فانتبهت لاسلوبه الجذاب وقررت بعدها القراءة للشيخ الاديب فنصحني البعض باحد الكتب ثم انهمكت في البحث عنه واذ بي تقع عيني على هذا الكتاب فكأنما وجدت كنزا فكم يثير الحديث عن الحرم أشواق المحبين فكان أول كتاب اقرئه للشيخ رحمه الله ووجدت الشيخ باسلوبه الادبي الرفيع الجذاب يصف ما في قلوبنا من مشاعر ويطوف بنا في أرجاء الحجاز فكأننا نراها معه من روعة الوصف وجمال العبارات
وكم اثرت في نفسي رحلتهم وما عانوه من صعاب واهوال شارفوا فيها على الموت عدة مرات ثم ترى اليوم مشاهد الرحمة من تيسير الله عز وجل لعباده سبل الوصول للحرمين فتعلم قدر النعمة فنسأل الله ان يرزقنا الحج والمتابعة بين الحج والعمرة مرات عديدة وكرات مديدة
Profile Image for محمد بلال.
70 reviews19 followers
July 20, 2020
كتاب في أدب الرحلات ..

وأي رحلة؟ .. رحلة الحج

ومن الأديب؟ .. الشيخ علي الطنطاوي.
(ولعلي لو لزمت هذا الحد في الكلام عن الكتاب وما جاوزتُه، لم أكن مُقصرا)

يحكي الشيخ علي الطنطاوي عن رحلته من دمشق إلى مكة، ويصف لنا أحداث الرحلة وصفا بليغا دقيقا، ويرسم الأحداث والأماكن والأشخاص، فكأنك تراها رأي العين، ويبث إليك شجونه وعواطفه وانفعالته طوال تلك الرحلة، فتشعر كأنك سميره ورفيق رحلته.

كُتبت فصول هذا الكتاب مقالاتًا مُتفرقة، ونُشرت في المجلات الأدبية، مثل الرسالة، وبعضها لم يكن منشورا، ثم جُمعت بعد ذلك في هذا الكتاب، فكان قطعة فريدة في أدب الرحلات، تجد فيها تاريخا وجغرافيا، وتجد فيها قصصا وشعرا، وتجد فيها تزكية وحديث قلوب، وتجد فيها سيرة ووعظا، وتجد فيها غير ذلك.
Profile Image for نجلاء صلاح الدين.
372 reviews43 followers
September 28, 2014
كان الكتاب بقائمتي مُنذُ فترة ،إلا أني وضعته على رأس القائمة لإنه يُناسب هذه الأيام المُباركة.
يشرح لنا الشيخ الطنطاوي قصة خروجه من الشام قاصداً مكة والمدينة لأداء فريضة الحج ،والمواقف والقصص التي تحدث أثناء الرحلة المُباركة.وهو عبارة عن مقالات نُشِرت أم لم تُنشر في المجّلات.
من المُؤكد أن الإسلوب غير مُمل تماماً كما عودّنا ،بالعكس يجعلك تطلب المزيد .،إلا أنه بإعتقادي أسهب في مقالات على حساب مقالات أخرى .
لفت نظري عادات وضيافة الناس في هذا الوقت،ووصف الأماكن خصوصاً أنها تغيّرت مُنذُ ذلك الزمن آلاف المرات.
رحمه الله رحمةً واسعة ويجزيه عمّا كتب حسنات مُضاعفة..
Profile Image for Nouf Mohammad.
361 reviews19 followers
April 14, 2021
هنا في هذا الكتاب جُمعت مقالات الشيخ التي كتبها عن رحلاته إلى بلاد الحرمين وإن تغير زمن كتابتها إلا انه جمعها رابط مشترك واحد وهو الحرمين..

أحببت التواريخ بجانب عنوان كل مقالة كتبها فهي تعطيني نظرة عن متى كتبها وكيف حال الزمان ذاك الوقت وما شعوره حياله.. بمعنى ابسط تعطيني نبذه شاملة عن ذاك الزمان من منظور الطنطاوي.. إلا أني أخذت على جامع المقالات عدم الترتيب.. فحبذا لو كانت مرتبه حسب هذه التواريخ..

احسست انه من الضروري لي ان أتفكه بكتب الطنطاوي بين دسامة الكتب الأخرى من وقت لآخر.. فدقته وواقعيته في الوصف تجذبني وتشعرني كأني هناك، وفكاهته من حين لآخر تلطف الروح..
Profile Image for Rehab   Ali.
144 reviews959 followers
Read
February 11, 2019
قرأت ربعه الأول تقريبًا في طريقي لمكة هذا العام، كان طابعه روحانيًا أخاذًا.
ثم أكملت ما تبقى منه وكان يتناول رحلته للحرم من الشام إلى مكة وكانت وقتها أولى الرحلات لإستكشاف الطريق للتيسير وإرشاد الحجاج لاحقًا وللطنطاوي خفة ظل تجبرك على الضحك وكذلك يدفعك لتخيل صعوبة ما ناله ومرافقيه آنذاك.
ذاكرته مدهشة ماشاء الله فمذكراته الأصلية سُرقت وكان يرسلها لمجلة الرسالة وأعاد كتابة ما تذكر منها ويبدو الكتاب وافيًا جدًا فكيف بالمذكرات الأصلية ؟
الطنطاوي يجذبك بأسلوبه السلس ويمتعك ولا يتركك إلا بنفعِ ما.
Profile Image for Ammar.
25 reviews4 followers
September 13, 2020
في هذا الكتاب سترافق الشيخ الطنطاوي في رحلة الحج الأولى من الشام وستشعر كأنك أحد أفراد هذه الحملة لحظة بلحظة، فتشعر بحرارة شمس الظهيرة وخاصة حين تتعطل إحدى السيارات أو تعجز عن المسير لوعورة الدرب فتراهم يشمرون عن أذرعهم ويدفعونها دفعاً.

الأسلوب الساحر للكتاب وانتهاز الكاتب الفرص للحديث عن تلك الأماكن المباركة التي شهدت أعظم المشاهد مثل غار حراء والبقيع سيفصلك بالكلية عن الواقع لتحيا تفاصيل تلك الرحلة.

Profile Image for Khansa.
166 reviews60 followers
January 31, 2012
قرأته في الطائرة ذهاباً إلى مكة، وقد راق لي إذ يتحدث عن تاريخ نجد ورحلة الطنطاوي مع إحدى البعثات إلى حكام نجد لمناقشة قضية إنشاء سكة حديد واستكشاف الطريق لها، فيروي ما حدث لهم أثناء تلك البعثة والصعوبات التي واجهتهم وعن الأعراب وانسجامهم مع الصحراء وعن ما أطلق عليه الوهابية والعديد من الأمور الممتعة بأسلوبه الجميل.
Profile Image for Saeed Al-sferi.
16 reviews5 followers
January 22, 2014
أعجبني الشيخ الطنطاوي في كتابه الكتاب يقع في جزئين الجزء الاول عن حجه لبيت الله و ذكره للمواقف واكثر ما عجبني فيه طرحه لبعض الاسماء من المستشرقين وغيرها كالاحداث التاريخية التي تجعل من القاريء المحب للتاريخ علامات للبحث عنها

اما الجزء الثاني فقد كان الاكثر امتاعا لي ضحكت حتى جمعت عيناي من الدليل البدوي جميل هو الكتاب جدا انصح الجميع بقرائته
Profile Image for Noura Bennecib.
23 reviews17 followers
September 2, 2015
نحتــتج إلى من يحمل نفس (قلب) فقيه الأدباء ويستمتع بنفس (حبّه) ووعيه بمكانه الحَــرم ..
فينقل لنا الصّورة العصريّة كما هي لتفاصيل الرّحلة والطّواف والسّعي ..
وتفاصيل بلوغ جبل النّور الذي يضيء غار حراء :)
رحمك الله يا شيخنا الطّنطاوي ، بالرّغم من أنّ الواقع تغيّر في الحرم مقارنة مع عصرك ، ولكنّ واقع الشّوق بحرم القلبِ باقٍ على حاله ^_^
رحـــمك الله ,,
Profile Image for Bshaiers.
13 reviews
October 27, 2014
وصف الحج و يوم عرفات وصفا جميلا مع انتي تمنيت اكثر
كما اجاد وصف الصحراء و كيف تغيرت رؤيته من متخوف منها و من أهوالها الى محب لها و لليلها
كما وقف على عادات و طبائع البدو دون تفصيل
اما اكثر ما جعلني اتفكر عندما وصف الطريق الى المدينة .
Profile Image for Raghad Alzamil.
7 reviews1 follower
June 6, 2020
الكتاب جداً ممتع في سرده للأحداث
"عندما لاح لهم جبل أُحُد قال : ومالي لا أسرع إلى أحد وأحبه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أُحد جبل يحبنا ونحبه ) ؟ ومالي لا أزداد شوقاً إلى المدينة وليس بيني وبينها إلا ربع ساعة؟
وأعظم ما يكون الشوقُ يوماً إذا دنتِ الخيام من الخيام"
Profile Image for مشاعر .
171 reviews42 followers
February 4, 2012
من اروع ما قرات

انا اعشق كتب المذكرات والتراجم
Displaying 1 - 29 of 48 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.