Jump to ratings and reviews
Rate this book

مريريدة نايت اعتيق

Rate this book
ضمن منشورات"فالية للطباعة والنشر والتوزيع"و في طبعة أنيقة مما لم تألفه مطبوعاتنا، صدر للروائي والباحث والمترجم المغربي عبدا لكريم جويطي، ترجمة لكتاب"مريريدة نايت اعتيق" أغاني تساوت"، لفرنسي"روني أولوج"، يقع في 212 صفحة، وتزين صفحاته لوحات للفنان"عبدالله لغزار"، ليندرج في إطار التنقيب والبحث في الذاكرة الشعبية، والتعريف بكنوز التراث المغربي،وخاصة قصائد الشعر الأمازيغي الشفوي، على اعتبار أن المترجم يعد من خيرة المولعين بالبحث في الذاكرة المغربية وتواريخها، ولعل كتابه الصادر مؤخرا حول تاريخ تادلة، يعضد ولعه بمسارب الذاكرة حتى لا تدخل مسارب النسيان والمحو.

وقبل أن يورطنا"جويطي" في متن"مريريدة"، سعى في المفتتح إلى كتابة تقديم وسمه ب"وادينا صغير والعالم كبير"، من خلاله تحدث عن أسباب نزول هذه الأغاني وتحولها من الشفوي إلى التدوين، إنها" الصدفة الرحيمة التي جعلت في سنة 1932 معلما فرنسيا شابا يلتقي في ماخور بمدشر أزيلال بامرأة استثمائية تلقب بمريريدة"ص"3

حيث بساطة الحياة والطبيعة في أبهى مشاهدها من قمم باسقة، وأشجار مسنة،وأودية جارية، كل هذا سيفتن روني اوجار ويتعلم الأمازيغية، ويكتمل الهيام بقصائد مريريدة وحتى لا تدخل مسارب المحو والنسيان يحولها إلى قصائد مكتوبة.

ولم يفت الأستاذ جويطي الإشارة إلى النزعة الفوقية والاستعلائية الغربية والمتمركزة حول ذاتها حيث التقابل بين ثقافة غربية عالمة عارفة، وثقافة فطرية بسيطة، وهذا من خلال إحصاء أوصاف"أولوج"لشعر مريريدة في مقدمته من قبيل:" فن خشن، بسيط، بربري، متوحش .. وأن مريريدة ومهما شمخت فهي ليست سوى سافوا أمازيغية أو أمارييليس، أي ظل ونسخة لأصل أقوى وأعظم"ص4

و يجلو لنا التقديم ثانية دحض الباحث لهذه النزعة الاستخفافية والادعاء الفج نقراذأ في ص4:" لا شك أننا ندين ل"أولوج" بمعرفة شعر"مريريدة"، غير أن شعرها يدحض ادعاءاته حول العزلة والانغلاق التام لوادي تساوت"

فهذا الكنز الشفوي الموسوم ب" مريريدة - أغني تساوت"، وهذا الاحتفاء كما قدمه"رونيه اولوج"، يورطنا إيجابيا في ذاكرتنا المغربية من خلال الاقتراب من تجربة شعرية كادت تدخل النسيان المحو"لولا المسعى الرحيم والعطوف لليد الغربية التي أخذت على عاتقها صيانتها ونشرها"ص4

وعليه، يكون هذا التدوين لهذه الذاكرة الشفوية قصائد لا يعاد إخراجها وتجربة متفردة"حين كان روجيه أولوج يدون قصائد مريريدة كان يلاحظ بأنها لا تكرر القصيدة الواحدة دون أن تغير فيها، فكل إنشاد جديد للقصيدة هو حالة فريدة لا تتكرر"ص5

من هنا، تكون"مريريد" ة قد أخذت لبه" أولوج"كما جدتها شهرزاد، ويكون هو قد استمتع هو بجسدها في الماخور:" في لقائهما الأول أخذ رونيه اولوج جسد مريريدة وأخذت هي روحه، ومثلما تمكنت شهرزاد في لياليها البيضاء من ترويض شهريار بالحكايات التي يلد بعضها البعض"ص6

ولم يفت عبدا لكريم جويطي في سياق هذه المتعة الجسدية والشعرية النبش أكثر في تفاصيل هذه الذاكرة وبوعي الحرفيين أن يتساءل عن طبيعة هذه الرابطة بين أولوج ومريريدة:" كم من مرة رأى أولوج وسمع لمريريدة طيلة السنوات التي عرفها فيها؟ وماهي شكل العلاقة التي جمعتهما؟ وكيف تأتى له هو الذي أفرط في الكتابة عن أبناء الظل"وحاول في محكياته الكثيرة جدا بأن يحيط بكل تفاصيل حياتهم، بأن يقل حد التكتم في الحديث عن علاقته بمريريدة.. فذكر ما هو أساسي فقط؟"ص7، وليستشف بعدها:" لقد انطوت علاقتهما على جرح أو جراح ما أو على الأقل على ألغاز، ومثلما هيأها القدر بكرم أنهاها أيضا بعدم اكتراث"ص7

ويأتينا التقديم بعدها بنهاية كالحداد"في سنة 1942سيصاب أولوج بالعمى وبعيد الحرب العالمية الثانية 1942سيعود للبحث عنها ولم يجد شيئا، لقد تبخرت مثلما تبخر بصره"ص7،
هذا الاختفاء سيفتح الباب للتشكيك في انوجاد"مريريدة"وأنها من صنع الخيال،"غير أن قراءة أن قراءة الديوان بتأن لا تسعف هواة إنكار كل شيء"ص8، لأن قصائده حافلة بتقاليد وطقوس وبيئة تساوت وتمثلات ساكنتها

ليخلص إلى طرح مجموعة من الأسئلة حول نقل أولوج وبأمانة أشعار"مريريدة"إلى لغته الأم؟ أم قام بخيانة مزدوجة، خيانة الترجمة وترويض هذه"القصائد المتوحشة"لتمسي أطباقا شعرية مستساغة؟

بداءة، يعترف المترجم بصعوبة الحكم نظرا لغياب النص الأصلي بقصد المقارنة"غير أنه يجب الإقرار ل"أولوج"بأنه حاول جاهدا بأن لا يترجم فقط كلمات بل يترجم على الأخص روح النص الشفوي الأمازيغي" ص8

ومتنيا، يكشف لنا"جويطي"تصوير قصائد"مريريدة"لواقع حال مغربها الذي يأكل منه المستعمر ودهاقنته، بتصويرها لعذبات العودة الخائبة للشباب من حروب لا تعنيهم، ومثلما تؤجر المرأة جسدها يؤجر الشباب عرقهم لنيران الحروب وعرق المعامل، هذا التصوير فتح شهية البعض باعتبارها شاعرة متمردة وثائرة، بيد أن"جويطي"يرى انه"ينبغي أن تقرأ – مريريدة- كما هي لا كما يراد لها أن تكون، فهي لم تسع أبدا إلى مواجهة مجتمعها بقدر ما نددت بقدرها وباللعنة أو السحر الذي سلط عليها وجعل منها امرأة لكل الرجال"ص11

وعليه، تكون أشعار تساوت كما يراها"جويطي" وكما لو تماهيا مع التشكيلية"فريدا كويلو"فكلاهما حزمة من الألم وامتلاء بالحب واستعادة للجسد الهارب منهما، وبذلك تكون منتخبات مريريدة الشعرية انغماسا في الحب والرغبات المجنونة، وغرقا في الأناشيد الملتاعة، وفي الأحزان والنكسات والتجارب المستفزة.

وفي الختام، يخلص" جويط"ي إلى أن مريرية صوت متفرد"صوت الأعالي المدوي الذي رضعته من ضفدعة البراري الخضراء الرشيقة رضعته من الطبيعة في قوتها وعنفوانها واندفاعها"
وصفوة القول، لا نملك سوى إلا أن نحيي عبدالكريم جويطي الدؤوب والمجتهد، ونستنهض عزيمته، للبحث أكثر في ذاكرتنا المغربية المؤهل لها،وهي ذاكرة تحتاج إلى مزيد من النبش لإخراج معادنها وخصوبتها،وإن رهاننا عليه كبير، ولا نعتقد أن قراءه سيخسرون الرهان.

عبد الله المتقي

212 pages, Paperback

Published January 1, 2018

29 people want to read

About the author

Mririda n'Ait Attik

3 books4 followers
Mririda n'Ait Attik (c. 1900 – c. 1940s) was a Berber Moroccan Shilha poet writing in Tashelhit. She was born in Megdaz in the Tassaout valley. Her poems were put to paper and translated into French in the 1930s by Rene Euloge, a French civil servant based in Azilal.
Little is known about her life. Born in the village of Megdaz, in the Tassaout valley, Mririda married at a very early age, but soon fled her unhappy life at home to become an itinerant oral poet and performer. She toured from market to market, improvising and performing her poetry, which she composed in Tashelhit.
Mririda was the pen name she used on stage, and her real name is unknown. She was illiterate and never committed her poems to paper. Her poetry dealt with tabu topics at the time (particularly coming from a woman poet), such as divorce, household problems, and unrequited love.
During the 1940s, she is said to have been a courtesan in the souk (marketplace) in Azilal, and was famed for the songs she sang to the men who visited her house. By the end of WWII, Mririda had disappeared. No one knows when or where she died.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
1 (33%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
2 (66%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for  Ahmet Bakir Sbaai.
433 reviews143 followers
September 20, 2019
كنت قد أنهيت للتو قراءتي لصعود نيكوس كازانتزاكيس إلى جبل آتوس في تقرير الى غريكو، تلك الرحلة الأسطورية التي صورها بروحانية مدهشة، كنت قد أنهيت للتو قراءة تلك الرحلة حينما تنكبت جبال الأطلس لأعبر وادي تساوت باحثا عن قرية صغيرة قيل إن شاعرة أمازيغية قضت فيها طفولتها..
كان رفيقاي في الرحلة الروائي الكبير عبد الكريم جويطي والشاعر والروائي محمد الأشعري.

بدأت الرحلة صبيحة أحد آحاد شهر أبريل (13أبريل عشية ذكرى مولدي)، فانطلقنا نحن الثلاثة ممتلئين بشعر هذه المرأة الخالدة، وقطعنا الطريق كله متحدثين في الأدب والرواية والشعر، ثم بلغنا الوادي فكانت تقف أمامنا هناك عمارة أمازيغية تعلو جانب الوادي بدوار مكداز الذي يكاد تعرفه من خلال شعر مريريدة فقط، لقد كنا هناك في وطننا الذي قرأناه قبل أن تطأه أقدامنا..
"لقبوني بمريريدة، مريريدة،
مريريدة، ضفدعة البراري الخضراء الرشيقة
وليس لي،
ليس لي عيناها الذهبيتان
ليس لي،
ليس لي عنقها الأبيض
ليس لي،
ليس لي رداؤها الأخضر
لي فقط مثلها، مريريدة،
لي زغاريدي، زغاريدي
التي تصل حتى المراعي،
لي زغاريدي، زغاريدي
التي يتحدث عنها في كل الوادي
وفي الجهة الأخرى من الجبال."
كان المنظر مدهشا وأنت تمشي في الزقاقات الضيقة أو وأنت تصعد درجات عمارة من عمارات القرية العالية، لكن الدهشة تقف صامتة حين تقف في أعلى إحدى تلك العمارات، حين يبدو الوادي كخيط رقيق في الأفق البعيد، وتبدو سطوح الدور بما تحتويه من كرم وعنب مجفف، وأثاث هادئ بسيط..

جلسنا أعلى إحدى العمارات وأخذ محمد الأشعري يقرأ من شعر مريريدة في نسختها الفرنسية وعبد الكريم جويطي يبدي دهشته ويربط ما يسمعه بما يراه.. بقينا هناك حتى موعد الغذاء الذي أعدته لنا إحدى سيدات القرية.
خلال طريق العودة تركت الأديبين يتبادلان الحديث حول الأدب الياباني وأسندت رأسي ونمت أكثر من ساعتين، حين أفقت كان الأديبان لا يزالان يناقشان الأدب الياباني !
شعر هذه المرأة – من خلال ترجمتيه الفرنسية: روني أوروج والعربية: عبد الكريم جويطي – شعر حقيقي، يعكس حياة امرأة ذاقت الحب ومرارة الهجر والفراق ومرارة البغاء..
"كان لأمي حكمة الأمهات
فحزني راح، راح
كما يتبدد حزام قديم من صوف.
منحت نفسي لأول قادم، كما تكونين قد فعلت،
ثم للثاني، ولآخرين أيضا
في حلكة الليل، في واضحة النهار،
في الفجر، في المغيب، ستفعلين مثلي
فدون توقف تضطرم بداخلي نار الشباب.
وكم صار نسيانه بالنسبة إليّ سهلا!
في مجرى السيل، وسط أعواد الذرة،
حيث الجبهة مرمية على الأرض مثل جذع شجرة
أيتها النساء اللواتي تفتك بكنّ نار الشباب
لا تقلن، أيتها المنافقات بأنكن لم تقمن بنفس الشيء
حين تدفع حمى الحب كل إحساس بالخجل!
هذه الليلة صدر فسيح سينيخ عليّ."
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.