Jump to ratings and reviews
Rate this book

إنقاذ اللغة إنقاذ الهوية

Rate this book
تمرُّ الهوية العربية في عصرنا بأزمةٍ طاحنةٍ، يحرصُ على تفاقمها أعداؤها ويشاركُ في صنعها - بوعي أو بدون وعي - بعض أبنائها، وهي أزمة إذا لم يتم تداركها قادت الأمة إلى تشويه ماضيها، والتشكيك في جدوى حاضرها، وإشاعة اليأس من محاولة بناء مستقبلها، ومن ثَمَّ إلى تفكيك بنيانها الحضاري.
هل يمكن توطين المعرفة في أمة بغير لغتها القومية؟ وهل العربية لغة جامدة تستعصي على وسائل إصلاح تعليمها، وتقصر عن تلبية احتياجات العصر؟ وإلى أي مدى يقودنا الطريق الخطر الذي نسلكه في اتجاه «التغريب» بدل «التعْريب»؟
هذه الأسئلة وغيرها، تحاول أن تُثيرها وتُعمقها صفحات هذا الكتاب

163 pages

First published May 1, 2007

6 people are currently reading
96 people want to read

About the author

أحمد درويش

37 books7 followers
حاصل على دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية، تخصص نقد أدبي وأدب مقارن من جامعة السوربون – فرنسا عام 1982
تدرج فى عدة مناصب وظيفية من معيد بقسم البلاغة والنقد الأدبى بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
إلي أن أصبح وكيلا لكلية دار العلوم ثم عميدا لكلية الأداب بجامعة السلطان قابوس
وله أكثر من 35 كتابا مؤلفا أو مترجما وعشرات الأبحاث العلمية المتخصصة فى مجالات اللغة والأدب والثقافة والحضارة ومئات البرامج افذاعية الثقافية وعشرات الحلقات التلفزيونية الثقافية
وله عدة أبحاث منشورة فى مجلات وإصدارات علمية محكمة مثل : موسوعة اعلام العرب والمسلمين، مجلة
والدكتور أحمد درويش عضو بارز فى عدة مجالس ولجان مثل لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة ،عضو خبير بمجمع اللغة العربية بمصر
ومن الأنشطة الثقافية والعلمية للدكتور أحمد درويش إعداد وتقديم سلسلة أحاديث ثقافية للقسم العربى بهيئة الإذاعة البريطانية، إعداد وتقديم نحو أربعة آلاف حلقة إذاعية ثقافية لصالح إذاعة سلطنة عمان وغيرها من البرامج التلفزيونية والحلقات الإذاعية بمصر والوطن العربى
وقد حصل على كثير من الجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية للآداب وجائزة الأبداع فى نقد الشعر وجائزة نجيب محفوظ للإبداع العلمى وجائزة الترجمة من الفرنسية إلى العربية

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
5 (15%)
4 stars
15 (45%)
3 stars
7 (21%)
2 stars
5 (15%)
1 star
1 (3%)
Displaying 1 - 12 of 12 reviews
Profile Image for Marwa.
245 reviews444 followers
January 14, 2019
-- مشهــــد --

كنت أتمشى في أحد النوادي الإجتماعية بالإسكندرية حين تناهى إلى سمعي محادثة أم مع طفلها (لا يتجاوز السابعة من العمر)، تُقدم له نصائحها المعتادة قبل الذهاب لإحدى الألعاب، والطفل يستمع في فراغ صبر ويرد عليها من آن لآخر، كل هذا جميل جداً عدا شيء واحد، فالمحادثة كلها كانت بالإنجليزية، وبلكنة أمريكية ممتازة، لكن ﻹحقاق الحق، كان يتخللها بعض كلمات عربية متناثرة.

تزامنت قراءتي للكتاب مع قراءتي لمراجعة أحد القراء عن كتاب لسلامة موسى يدعو فيه إلى استخدام العامية ونبذ الإعراب النحوي، أما الطامة الكبرى فهي دعوته إلى تحويل حروفنا العربية إلى لاتينية ولنا في أتاتورك أسوة عندما أمر بكتابة التركية بحروف لاتينية بعد أن كانت تكتب بالعربية، وطبعاً الحجة الجاهزة هي المعاصرة ومواكبة التقدم، إلى آخر هذه الحجج التنويرية، مادام التخلف في أفقه المحدود يتوقف على اللغة القاصرة.

لماذا لم يسأل موسى نفسه، وهو الذي قد استشهد بتطور الإنجليزية من اللغة الشكسبيرية الفخيمة إلى اللغة البسيطة المعاصرة، لم يسأل لِمَ لَم ينادي تنويري إنجليزي بإحلال حروف أخرى محل اللاتينية أو استبدال لغة أخرى بالإنجليزية لتكون لغة التعليم كما اقترح، في مناداة صريحة لوأد اللغة العربية.
لم يسأل أيضاً موسى لم ظلت تركيا - أتاتورك في ذيل الأمم على الرغم من هذه القفزة المحمودة، هل التقدم هو القبعة الأجنبية والحروف اللاتينية؟

سلامة موسى ومن هم على شاكلته تصدى لهم كاتب هذا الكتاب، كان أحدهم (ممن يدعونهم مثقفين) قد دعا لتطوير العربية في كتاب ذي عنوان ثوري كما ترى: لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه، فعلق الكاتب: كيف يتطلب إحياء اللغة والمحافظة على تراثها الذي يعجب به المؤلف، أن نسقط واحداً من الرموز البارزة لهذا التراث؟ لماذا وقع الاختيار على المسكين سيبويه؟ هذا الفارسي الذي تعلم العربية وبرع فيها وصار من رموزها، هل يستحق نموذجاً كهذا إسقاطه؟ وهل دعى حماة الإنجليزية والفرنسية إلى إسقاط عناصر أجنبية تغنت بلغتهم وعملت على إثرائها؟

ولكن هل لغتنا ميتة حتى يتم إحياؤها؟ هل توقفت عن التطور؟ هل هي عاجزة عن مواكبة العصر كما يزعمون؟

الحقيقة أن لغتنا ثرية جداً، ومن أمثلة ذلك استخدام ألفاظ قديمة في مدلولات حديثة، مثل كلمة "قطار" التي كنت تُستخدم بمعنى الإبل التي يسير بعضها وراء بعض، فكان يُقال: "جاءت الإبل قطاراً"، فلما ظهر القطار الذي نعرفه الآن، أهدته اللغة من مدخراتها هذا الثوب وكأنما فُصِّل على مقاسه

يستكمل الكتاب الحديث عن هموم لغتنا الجميلة، فيتناول نموذجين لمن هم غيورون حقاً على لغتهم
*كيف قام الفرنسيون مع انكماش المستعمرات الفرنسية وتخوفهم من تخلخل الرابطة بين فرنسا ومناطق نفوذ اللغة والثقافة الفرنسية، بالسعي إلى تكوين هوية لغوية للمتحدثين بالفرنسية في العالم، وبعد إحصاءات دقيقة عُقد أول مؤتمر للدول الفرانكفونية في باريس 1986 وتتابعت المؤتمرات التي تشكلت من خلالها مؤسسات فاعلة لحماية اللغة الفرنسية، من أمثلتها المؤسسة الفرانكفونية اﻹعلامية المرئية: T.V.5

*أما اللغة العبرية التي أوشكت على الإنقراض، فباﻹضافة إلى يهود موزعين في مئة دولة يتكلمون نحو ثمانين لغة، تم إحياؤها لتدرس بها كل العلوم الحديثة: كيمياء، فيزياء، طب، هندسة، إلى جانب العلوم الإنسانية بكل فروعها، وتُعقَد بها المؤتمرات، فلا نجد دبلوماسياً إسرائيلياً يصرح بغير العبرية، لا يتمحكون في إنجليزية أو غيرها.
بينما لا يجد دبلوماسيونا حرجاً في التحدث باﻹنجليزية أو الفرنسية ليس فقط في المحافل الدولية، ولكن على أراضي بلادهم العربية، وينتفض آخرون لدعاوي تعريب العلوم، وأعتقد أن أبلغ رد على هؤلاء هو اعتزاز اليهود بلغتهم، وتفانيهم في بعثها من الرماد، لدرجة أنهم في بداية مسعاهم أطلقوا على أبطال قصص اﻷطفال أسماء يهودية لربط الأطفال بلغتهم.

إن القصور ليس في اللغة ولكن فيمن يسعى لاستبدالها وتقويضها، وإذا أكملنا في هذا الطريق ستتكرر هذه المشاهد المؤسفة، وربما يأتي اليوم الذي تصبح فيه لغة "الفرانكو" هي لغة الدولة الرسمية، ليرتاح مثقفونا وليهنأ سلامة موسى في قبره.
Profile Image for Rasha El-Ghitani.
474 reviews157 followers
February 5, 2021
الكتاب مجموعة مقالات متميزة عن اللغة العربية
اللغة والهوية
فخ القطيعة مع الماضي
تحديد أبعاد المشكلة اللغوية
اللغة والدين
العربية لغة متطورة (وهنا عرض لنا الكاتب نماذج من عصور العربية المختلفة)
نموذج من كتاب: الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي – نموذج من كتاب: عجائب الآثار للجبرتي – ونماذج من عدة مقالات للأساتذة: صلاح منتصر - رجاء النقاش - فهمي هويدي – حسن المستكاوي – أحمد رجب – أنيس منصور
اللغة القومية وتوطين العلم
مخاطر الجمود في اللغة العربية
الفصل بين المستويات (مستويات اللغة)
كتاب بسيط صغير الحجم يمكن للقارئ متابعة قراءة غيره من الكتب عن اللغة العربية
Profile Image for Mohammed omran.
1,840 reviews193 followers
September 6, 2017


كي نفهم قضية الهوية حق الفهم لابد أن ندرك أننا لا نتلقى الواقع في موضوعية متلقة سلبية تكتفي بالرصد والتسجيل، فالعقل الإنساني، كما أشرت، عقل توليدي يبقى ويضخم ويهمش ويضيف ويحذف، وتتم عملية الإبقاء والاستبعاد والتضخيم والتهميش والإضافة والحذف حسب نموذج إدراكي يشكل هوية الإنسان هو فى صميمه رؤية للكون. فهوية شعب ما تتشكل عبر مئات السنين من خلال تفاعله مع الطبيعة وبيئته الجغرافية ومع بني جلدته ومع الشعوب الأخرى. ولأن أعضاء هذا الشعب لا يعكسون الواقع كما هو، وإنما يتفاعلون معه (فعقولهم التوليدية تبقى وتستبعد وتضخم وتهمش)، فإن هويتهم تتشكل من خلال إدراكهم لما حولهم، ومن خلال تطلعاتهم ورؤاهم وذكرياتهم، فهى ليست مجرد انعكاس بسيط لبيئتهم. ومن هنا تكتسب الهوية فرادتها وتركيبيتها التى لا يمكن ردها إلى قانون أو نمط مادي.

ولكن عادة ما ينطلق الكثيرون من الرؤية المادية التى يسمونها "علمية"، فيدرسون الهوية في إطار النموذج المادي كما يفعل كثير من الدارسين في الغرب. واستخدام النموذج المادي يعنى استخدام الحواس الخمس، كما يعني دراسة الظواهر الإنسانية كما تدرس الظواهر الطبيعية. ومثل هذا المنهج يودي بالهوية تماماً، لأنه لا يتعامل مع الواقع إلا من خلال معايير مادية، وهي معايير عاجزة بطبيعتها عن رصد الهوية في كل تركيبيتها وفرادتها. وقد أدى هذا المنهج إلى تعريف الإنسان باعتباره "الإنسان الطبيعي"، بمعنى أنه إنسان يتسم بسمات عامة "أضيفت" إليها الحضارة، أي أنها ليست أصيلة فيه. وبذلك تتحول الهوية إلى مسألة مضافة آليا، مجرد زخرفة، وهكذا يصبح المشروع الإنساني هو العودة إلى الإنسان الطبيعي متجاوزين الزخارف الإضافية. وهذه الفكرة عبرت عن نفسها في فكر حركة الاستنارة الغربية (التى نصفها بأنها عقلانية مادية) كما تعبر عن نفسها فكر العولمة، فالعولمة هى في جوهرها العودة إلى هذا الإنسان الطبيعي، الذى لا يعرف الحدود أو الهوية أو الخصوصية وليس عنده أي إدراك أو اكتراث بالقيم الأخلاقية والمعنوية مثل الكرامة والارتباط بالأرض والوطن والتضحية. ولذا نجد أن خطاب العولمة يتحدث عن حرية انتقال السلع ورأس المال، والشركات عابرة القارات وحدود الدول، ولايذكر شيئاً عن الثقافات أو الهويات المختلفة. وحيث أن الإنسان الطبيعي هو ذاته الإنسان الاقتصادي، لذا فكل مطالبه وتطلعاته تظل داخل السقف المادي، وتظل الخلافات التى تنشأ بين الدول هى خلافات اقتصادية عامة، يمكن التفاهم بشأنها وحلها داخل الإطار الاقتصادي المادي. ونتيجة لهذا الفهم المادي المعاصر نجد أن الإدراك الغربي (والإدراك الذي ساد في العالم العربي) للهوية يتأرجح بين نقطتين ماديتين متناقضتين، الأولى نقطة صلبة تقوم على ثنائية قطبية حادة (أنا في مقابل والآخر) كما فعل النازيون والصهاينة في الغرب وبعض السلفيين والقوميين المتعصبين وبعض دعاة القومية العربية، بعض الوقت. أما الثانية فهي نقطة سائلة تذوب فيها الحدود والهويات، كما هو الحال الآن فى إطار النظام العالمي الجديد.

وأقترح أن ننظر إلى الهوية باعتبارها صورة مجازية لا جوهرا صلباً ثابتاً، وأطرح فكرة الإنسانية المشتركة بدلا من فكرة الإنسانية الواحدة التي يطرحونها في الغرب. فالإنسانية المشتركة تذهب إلى أن كل البشر داخلهم إمكانيات لا تتحقق إلا داخل الزمان والمكان، وهى فى تحققها تكتسب قسمات وهوية محددة! فالإمكانية الإنسانية الكامنة حينما تتحقق فى الزمان والمكان الصيني، فإنها تثمر الإنسان الصيني والإنسانية الصينية، وإن تحققت فى الزمان والمكان الغربيَين، أثمرت الإنسان الغربي والإنسانية الغربية. وتحقق الإمكانية ليس أمراً حتمياً، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكن أن يرقى فوق إنسانيته ويمكن أن يهبط دونها.

وثمة علاقة بين الهوية والإبداع، فالإنسان الذي لا هوية له لا يمكنه أن يبدع، لأن الإنسان لا يبدع إلا إذا نظر للعالم بمنظاره هو وليس بمنظار الآخرين، لأنه لو نظر بمنظار الآخرين، أي لو فقد هويته، وأصبح عقله فى أذنيه، فإنه سيكرر ما يقولونه ويصبح تابعا لهم، كل همه أن يقلدهم أو أن يلحق بهم، ويبدع داخل إطارهم، بحيث يتحقق إبداعه من داخل تشكيلهم الحضاري، كما يحدث لكثير من العلماء العرب الذين يهاجرون إلى الغرب. وهذا ما أدركه لورد ماكولي، السياسي والكاتب الإنجليزي. ففي خطاب له للبرلمان الإنجليزي في 2 فبراير 1835 قال: "لقد سافرت في الهند طولا وعرضا، ولم أر شخصا واحدا يتسول أو يسرق. لقد وجدت هذا البلد ثريا لدرجة كبيرة، ويتمتع أهلها بقيم أخلاقية عالية، ودرجة عالية من الرقي، حتى أنني أرى أننا لن نهزم هذه الأمة، إلا بكسر عمودها الفقري، وهو تراثها الروحي والثقافي. ولذا أقترح أن يأتي نظام تعليمي جديد ليحل محل النظام القديم، لأنه لو بدأ الهنود يعتقدون أن كل ما هو أجنبي وإنجليزي جيد وأحسن مما هو محلي، فإنهم سيفقدون احترامهم لأنفسهم وثقافتهم المحلية، وسيصبحون ما نريدهم أن يكونوا، أمة تم الهيمنة عليها تماما".

هذه هي الخطة الشيطانية التي لا يزال الاستعمار الغربي يستخدمها ضدنا، ولذا علينا أن نحتفظ بهويتنا وندافع عنها ونفعلها ونعبر عنها من خلال أعمال إبد��عية تخرج من بيئتنا وتعود إليها. فمثلا هل يمكن أن نطور مدنا لا تسير فيها سيارات خاصة، على أن نطور نظام نقل عام جيد، السيارات فيه تسير بالغاز الطبيعي، ومن ثم نقضي على التلوث بكل سلبياته، الذي يكلفنا الكث��ر من الناحية الصحية والاقتصادية؟ لماذا لا نطور تكنولوجيا الطاقة الشمسية ومساقط المياه، في منطقة معروف أنها ستواجه شحا في المياه، حتى أنهم يقولون إن حروب هذا القرن ستكون حروب المياه؟ لماذا لا نركز على تكنولوجيا تحلية المياه ونخلصها من مشاكلها؟ لماذا لا نطور مفاهيم جديدة في الإدارة، رجل متقدم في السن يحيط به مجموعة من الشباب الأذكياء، ولا يكون المدير هو الآمر الناهي، وإنما يستمع لمستشاريه، بحيث تصل المجموعة إلى شكل من أشكال الإجماع الذى لا يولد التوترات؟ المدير هنا لا يدير وإنما ينسق، والأطراف قوية مثل المركز. هذا ما فعله اليابانيون وطوروا اقتصادا على مستويين، فهناك الاقتصاد المتقدم والذي يستفيد بكل منجزات العلم والتكنولوجيا، ولكن هناك مستوى آخر وهو ما يمكن تسميته الاقتصاد الشعبي. فشركة مثل سوني على سبيل المثال تستخدم آخر ما توصلت له التكنولوجيا، ولكن هناك أعمال أخرى يمكن إنجازها يدويا، فترسل بها إلى الريف الياباني، فيقوم الفلاحون بإعدادها في منازلهم.

ويدعي البعض أن التمسك بالهوية يؤدي إلى الحروب والمجازر، وهذه مبالغة غير مقبولة. فهل الحربان (العالميتان)، الأولى والثانية، تمتا باسم الهوية أم باسم المصالح الاستعمارية؟ وماذا عن فيتنام وغزو العراق وأفغانستان والحرب الباردة؟ هل التشكيل الاستعماري الغربي الذى أحرق الأخضر واليابس، والذى أباد الملايين ونهب ثروات الشعوب، هل تم تعبيراً عن الهوية الغربية أم تعبيراً عن طمع وجشع الطبقات الحاكمة؟

وتفعيل الهوية شيء أساسي في عملية النهوض الحضاري، فهويتنا قد تشكلت –كما أسلفت- عبر تاريخنا حتى أصبحت منا وأصبحنا منها. فعملية التنمية لا يمكن أن تتم من خلال برنامج اقتصادي وسياسي عام، فالبشر لا يتحركون في إطار العام، وإنما يتحركون في إطار الخاص الذى يعرف احتياجاتهم ويأخذ في الاعتبار توجهاتهم وأشواقهم وأحزانهم. وأعتقد أن ظهور ما يسمى النظام العالمي الجديد والنزعة الاستهلاكية الشرسة يزيد من أهمية قضية الهوية وضرورة التمسك بها. إن ظهور الهوية في القرن العشرين مسألة لها دلالة، فهي حماية للإنسان ضد عمليات التنميط الزاحفة، وضد العولمة التي كانت توجد بشكل جنيني في بداية القرن وأصبحت الآن مسيطرة ومهيمنة. إن الهوية في الواقع شكل أساسي من أشكال المقاومة شرط ألا تتحول إلى "غيتو" يدخل فيه الإنسان ويتخندق.

هذا لا يعني أن تمسكنا بهويتنا العربية الإسلامية سيفصلنا عن الآخرين، ويمنحنا حقوقا مطلقة كما فعلوا في ألمانيا النازية وفي التشكيل الاستعماري الغربي. الهوية العربية الإسلامية هي مجموعة من السمات الإنسانية المختلفة التي قد تسم جماعات إنسانية أخرى، ولكنها توجد بشكل معين وبترتيب محدد يعطي الهوية العربية فرادتها. ففي الدولة الإسلامية مثلاً كان يوجد هويات مختلفة، لكن رغم ذلك كانت غير متنازعة. كان يمكن للإنسان أن يأتي من خراسان إلى مصر فيُرحّب به، وكذلك أهل المغرب الذين وجدوا في مصر وطناً لهم من دون أي مشكلة. ولعل الفن الإسلامي هو أكبر دليل على التنوّع والاختلاف لدرجة أن بعض المؤرخين الغربيين ينفون وجود فن إسلامي بسبب تنوعه، وفي الواقع هناك فن إسلامي هندي، وإسلامي عربي الذي ينقسم بدوره إلى إسلامي مصري (فاطمي وأيوبي ومملوكي) وإسلامي دمشقي وهكذا.

الإسلام قد قبل التنوّع داخل إطار شامل من الوحدة، وحدة ليست عضوية، وإنما فضفاضة، وهو تنوّع قد سمح للجماعات الدينية والإثنية المختلفة بأن تبدع من خلاله مثل إبداع الأكراد وإبداع العرب المسيحيين واليهود. وقد كان هذا النموذج للهوية مرفوضاً من الغرب حتى عهد قريب، لأن التعريف الغربي للهوية كان تعريفاً عضوياً، أي يرى الهوية باعتبارها كيانا متماسكا تماما وكأنها النبات أو الحيوان أو كيان عضوي، لا يمكن أن تفصل أجزءا منه ويكتب له البقاء. أذكر أنني عندما كنت في الولايات المتحدة في الستينيات: كانوا دائماً يسألونني هل أنت عربي أم مصري أم مسلم، ويشيرون إلى هذا باعتباره اختلاطاً في الهوية، ومن ثم نقطة سلبية. فكنت أشير إلى جون ميلتون الشاعر الإنكليزي الذي عاش في عصر النهضة، وكان يكتب بالإنكليزية واللاتينية ويعدّ نفسه إنكليزياً وأوروبياً ومسيحياً في الوقت ذاته، وكان يتحدّث باللاتينية مثلاً مع أصدقائه حين ينتقل في أرجاء أوروبا. وكانت تواريخ الأدب ترى هذا دليلا على عظمة عصر النهضة الغربية، فكنت أقول لهم أنا أيضا دمنهوري عربي مسلم، وفي بداية الأمر ونهايته إنسان، فإنسانيتي العامة المشتركة لا تتناقض مع انتماءاتي المتعددة. إن الرؤية الغربية الحديثة رؤية مادية عضوية مصمتة، تجعل الإنسان صاحب الهوية الذي يعيش على أرضه القومية ومجاله الحيوي، موضع الحلول ومرجعية ذاته، ولذا لا يمكن استئناف أحكامه، ثم فرضوا هذه الرؤية على الواقع بالقوة. فظهرت فكرة الدولة القومية العضوية وكل هذه المفاهيم العنصرية. وقد أدى هذا إلى أن الحدود الديموجرافية والدينية والسكانية لهذه الدولة العضوية تماثلت مع الحدود الجغرافية، وبالتالي تم القضاء على معظم الأقليات. فالثورة الفرنسية قضت على كثير من الأقليات، وعلى مجموعة من اللهجات، مثل لهجة "الأوكستانيان و"البريتون". وهذه صفة في أوربا منذ القدم.

وأذهب إلى أن أهم تفعيل للهوية في التاريخ العربي الحديث هو الانتفاضة الفلسطينية التي استدرجت "الإسرائيليين" إلى أرضية غير حديثة يصعب على الجندي "الإسرائيلي" أن يتعامل معها بكفاءة، ولم يجد الصهاينة حلا لهذه الورطة إلا بالالتفاف حول الانتفاضة لكبح جماحها، ومن هنا كانت اتفاقية أسلو. وهناك محاولات أخرى لتفعيل الهوية مثل قيام الدكتور حامد الموصلي بعدة مشاريع ناجحة نابعة من تفعيل الهوية، مثل صنع الخشب من سعف النخيل. وهناك محاولات الدكتور عبد الحليم إبراهيم وراسم بدران لتطوير معمار إسلامي حديث. كما يمكننا تفعيل مؤسسات وسيطة مثل الأسرة والجيرة، بحيث يمكن إدارة مجتمعنا بطريقة إنسانية.

والله أعلم.
Profile Image for Amira Salah.
37 reviews2 followers
Read
February 17, 2019
الكتاب جيد فيما عدا الفصول المتعلقة بالدين ، فالكاتب متخصص فى اللغة العربية ، فإذا تكلم فى مجال اختصاصه أجاد و برع ، أما إذا دس أنفه فى الدين فإنه يشط شططا عجيبا يصل إلى حد الإفتراء على السلف الصالح كإبن عباس رضي الله عنه برواية ذكرت فى كتاب الأغاني للأصفهاني ، و الذى قال عنه ابن الجوزي:
كان يتشيع ، و مثله لا يوثق بروايته ، فإنه يصرح فى كتبه بما يوجب عليه الفسق ، و يهون شرب الخمر ، و ربما حكى عن نفسه ذلك ، و من تأمل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر.

ثم إننا نجده يدافع عن المتنبي ضد من يصفون أبياته بضعف العقيدة بحجة أن هذا أدب و شعر!!
بل و يسمى ذلك ”مواقف واعية متسامحة فى علاقة الدين بالأدب“!!
و كأن الدين و الأدب يسيران على خطين متوازيين ، و ليس أن الأدب محكوم بالدين مثله مثل سائر أمور الحياة الأخرى.
فهو لا يدرى أن الأديب المسلم مرتبط بالعقيدة الإسلامية ، و يجب أن يكتب عن تلك العقيدة ، فالأدب وسيلة و ليس غاية ، و الأدب يحكمه الشرع و يضبطه ، يقول الشيخ ابن عثيمين عن تصحيح الألفاظ التى تدل على الشرك والكفر :
تصحيحها مهم ، و لا يمكن أن نقول للإنسان أطلق لسانك فى قول كل شىء ، بل نقول: الكلمات مقيدة بما جاءت به الشريعة الإسلامية.

و هو فى ذات الوقت ينفى عن عالم الدين” حق التحكم فى فنون اللغة و الحكم على آدابها إلا إذا كانوا متخصصين فى فروع الأدب و اللغة “!!!
و كأن الأدب بمعزل عن الدين ، و ما لنا و الحكم على فنون اللغة و آدابها ، إن عالم الدين ، بل و كل مسلم ينكر ما يخالف العقيدة والشريعة ، أما الحكم على اللغة و آدابها فهو للمتخصصين.
و اذا سلمنا بقوله بأن عالم الدين ليس له الحق فى التدخل بأى شكل من الأشكال فى نصوص الأدب ، فلماذا تزج بأنفك فى الدين و لست برجل دين؟!!

أما فيما يتعلق بتخصص هذا الرجل و هو ما خصص له فصل بعنوان ”اللغة القومية و توطين العلم“ فهو ما يستحق القراءة و الإفادة منه ، حيث يسلط الضوء على محاولات التغريب المستمرة فى مقابل تجارب التعريب ، و يعطى مثلا لذلك بتجربة التعريب السورية ، و لا أستطيع أن أمنح الكتاب أية نجوم ، حتى فيما يتعلق بهذا الفصل نظراً لإقحامه رأيه فى الدين بغير علم!!
Profile Image for Ali Fayed.
156 reviews6 followers
April 4, 2019
اكتاب ٠يد يتحدث عن اهميه اللغه فى الحفاظ على هويتنا الاسلامية والعربية والمحاولات المعاديله لتغريب هذه اللغه وبالتالى تغريب هويتنا وتماشيها مع الغرب وانخلاعنا مع ماهو قديم
وقد نجحت تلك المحاولات فى تحويل اللغه العربيه فى كثير من البلدان مثل تركيا التى تحولت لغتها الى الاتتبنه منذ كمال اتاتورك وايضا تركستان وبعض الدول الافريقية التى كاتت تتكلم باللغه السواحليه وهى العربيه وكذلك بعض المناطق فى اسيا والهند
وايضا اتر ببعض النماذج التى احتفظت بلغتها الام وبالتالى هويتها وتقدمت وواكبت الحصاره وهو على عكس المفهوم بعض الدعاة الذين يقولن بان الالتزام بقواعد اللغه واساسها هو نوع من الجمود والتخلف
فاتى عل سبيل المثال باللغه العبريه التى احياها اليعاذر بن يهودا بعد ما كانت اميتت حيث كان اليهةد يتحدثون بلغات شتى وكانت العبريه فى طقوسهم الدينيه فقط الى ان اصبحت اللغه الرسميه فى كافه المجالات وحتى اسماد المدن كاورشليم وغيرها
وايضا اللغه الصينيه والييابانيه وغيرها
ماأعجبنى فى الكتاب فصل اللغه والهويه وفخ القطيعة مع الماضى و توطين اللغه والمستويات المتعددة
Profile Image for Ramadan Zakzouk.
22 reviews1 follower
March 22, 2020
اعتقد انه كتاب جيد
يبحث في قضية اللغة العربية ومقدم الي المتعلم العربي العام ليستطيع فهمه اكبر قدر من الناس بإعتبار ان قضية اللغة قضية عامة
لغة الكاتب سليمة وسهلة الفهم
ما اعيبه ع الكاتب هو انه كان يوجه جزء من الكتاب لنقد الكاتب شريف الشوباشي ع كتابه (تحيا اللغة العربية... يسقط سيبويه) كان هجوما شرسا ع شريف الشوباشي
مع ان الكاتب تقريبا طرح نفس فكرة شريف الشوباشي في مقاله الأخير وهو بالتخلي عن بعض القواعد النحوية لمتعلمي اللغة بشكل عام اي غير المتخصصين باللغة
لكن فكرة الكتاب جيدة وبه معلومات قيمة وافكار تستحق المن��قشة والآخذ بها
اوصي بقراءته .....طبعة مكتبة الأسرة
Profile Image for ريمة.
Author 16 books125 followers
December 8, 2020
لقدراول د. أحمد درويش في كتابه :إنقاذ اللغة العربية من أيدي النحويبن وخوفه من التساهل الكبير في السهولة التي تكتب بها العربية، إزاء صمت مجمع اللغة عن التراجع اللغوي وعدم إيجاد الحل المناسب للخروج بصيغة معتمدة، ناهيكم عن ضياع الهوية العربية في كثير من الانزياحات التي تهدف لتسهيل الصيغة والجملة العربية المعاصرة، مما يسبب في تعاونهات يشجع عليها المستدمر، أظن أن تجديد أسلوب تدريسه سيفتح لكل المجتهدين الباب على مصراعيه للوصول لتلك الصيغة من خلال الممارسة الجادة ومحاورة الجيل في متاعبه، ومتابعة قضية المصطلح وتوالده، لتتضافر الجهود للأفضل للغة وللجيل.
Profile Image for Amr Mahmoud.
37 reviews
February 17, 2023
كتاب رشيق وغني ويناقش قضية شائكة للغاية بطريقة موضوعية وبسلاسة
ح موضوعات الكتاب كلها هامة والتنقل بينها جيد للغاية ويضع حلولا قابلة للتطبيق لمشكلات حقيقية، يناقش أولا ارتباط اللغة عموما بالهوية وتشكيل ،الوجدان ، وكيف أن ماضي اللغة له اطار يمكن أن نأخذ منه ولا نتجاهله وأيضا لا نتجاهل تطور اللغة الطبيعي حيث أن اللغة العربية ليست جامدة وقابلة للتطور ، وقد وضع نماذج من الكتابات القديمة والحديثة ليظهر بشكل واضح التطور الذي يعنيه في استخدام المصطلحات المألوفة في الكتابات الحديثه ، وبين منهجا رائعا في طريقة تدريس اللغة العربية بشكل محبب واكثر فاعلية ..
كتاب جيد للغاية ومجهود كبير
Profile Image for ريما.
170 reviews15 followers
November 9, 2020
انقاذ اللغة الشعور بالهوية ...الكتاب يتحدث بشكل اساسى عن اللغة وتاريخها بما مر به ايجابا وسلبا فيكون له صدى على هويتك..
الادراك او استعادته عن لغتك- اللغة العربية- فتثور هويتك وتسترجع قاموسك الناطق وترى مدى تأثره وتأثيره برحلة هذه اللغة وان كان تأثيرا ضعيفا لكنه متوارث.
لا ارى ان هذا الكتاب كلام على ورق بل اعد بقدر كاف من المنطقية فى التحليل وطرح الحلول
من الكتب الجيدة المبسطة الغير مملة اطلاقا التى انصح بقرائتها
Profile Image for Ahmed Eid.
25 reviews3 followers
March 8, 2020
الكتاب جميل جدًا ومبسط للقارئ العادي، يعرض المشكلات التي تتعرض لها اللغة وعلاقة ذلك بالهوية
مأخذي عليه هو تعرض الكاتب في بعض المقاطع لأحاديث ومواقف ضعيفة
3 reviews
July 22, 2023
أهم ما في هذا الكتاب هو طرحه لقضية أفضلية اللغة العربية على باقي اللغات بموضوعية وكذلك تقديم حل عملي لمشكلة دراسة اللغة بين المتعلمين في الدول العربية وعلاقة اللغة بالعلم
Displaying 1 - 12 of 12 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.