شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مُوسَى الْكُرْدِيُّ الشَّهْرُزُورِيُّ الْمَوْصِلِيُّ الشَّافِعِيُّ ويُعرف اختصارًا بـ ابن الصلاح (577 – 25 ربيع الآخر 643هـ / 1181 – 1245م) أحد علماء الحديث تفقه على والده المعروف بـشهرزور، ثم اشتغل بالموصل مدة و درس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس مديدة، فلما أمر بهدم سور المدينة، نزح إلى دمشق، فدرس بالرواحية مدة عندما أنشأها الواقف، فلما أنشئت الدار الأشرفية صار شيخها، ثم ولي تدريس الشامية الصغرى.
هذا الكتاب المُعنون بـ"علوم الحديث" أو بالاسم الأشهر له بين طلبة العلم "مقدمة ابن الصلاح" يعتبر من أهم الكتب المركزية في علوم الحديث وقد اعتنى كثير من المحدثين بهذه المقدمة شرحاً وتنظيماً واختصاراً
ثمرة هذا الكتاب تكتمل بعد دراسة الكتب التمهيدية لعلم الحديث التي تعطيك مدخلاً مناسباً له، كالبيقونية ونزهة النظر والموقظة وغيرها، فهذا الكتاب فيه مزيد من التفصيلات والتقريرات وذكر الأقوال الخلافية بين الأئمة في بعض المواضع التي يحكمون بها على الرواية والراوي كما أن الشارح والمحقق للكتاب (وهو الشيخ نور الدين عتر) تميز بذكر الكثير من التعقيبات والتنبيهات والاستدراكات الجميلة التي تثري طالب العلم في هذا المجال
ما يعيب الكتاب قليلاً هو أن تنظيمه للمباحث الحديثية ليس دقيقاً، كما أن بعض المباحث فيها توسع بشكل كبير وممل وبعضها فيه اختصار شديد
وكما قيل عن الكتاب "كل كتاب في المصطلح بعد مقدمة ابن الصلاح فهو عيال عليه" من اوسع واشمل كتب علم المصطلح. حيث أفاد وأجاد في تفسير وتدقيق مباحث الحديث واوصافه وطرقه وطرق التحمل وغيرها من علوم المصطلح
تعلمت من هذا الكتاب الكثير عن مصطلحات علوم الحديث واكثر ما استفدته هو انني تاكدت انه علم بشري خالص وليس باهذه القداسة والحتمية التي يحاول ان يقنعنا بها معظم رجال الدين في عصرنا