"اجتياز صحراء الرّبع الخالي المُهلكة، مغامرة عُظمى ظلّت تتردّد في أذهان رحّالي الإنكليز كافّة، إلى أن تمكن منها في النهاية المغامر الجسور برترام توماس الذي كان وزيراً لدى سُلطان عُمان، فتوجّه إلى ظُفار عام 1928 ثم اجتاز الرّبع الخالي عام 1930، تلاه هاري سنت جون فيلبي في عام 1932، ثم ولفريد ثِسيجَر فاجتازه مراراً بين 1948- 1946، فكان بحقّ آخر جيل رحّالي أوروبا الأصيلين في جزيرة العرب. اجتمعت فرقة هذه الرّحلة في صلالة بظُفار، وتألفت من ثمانية وعشرين قبيلياً، كما كان توماس مجهّز تجهيزاً كاملاً بالأدوات العلمية بشكل فاق سابقيه في إستكشاف جزيرة العرب، فحمل بالإضافة لآلات التّصوير بوصلة منشورية ومقياس الضغط الجوي ومقياس الرّطوبة والسّدسيّة ومؤشّر الوجهة ومقياساً زمنياً.
المؤلف يجيد الوصف و فن الكتابة المترجم كان رائعاً في أداء عمله الصور تعطي ميزة اضافية اليوتيوب و النت مليء بصور الرحلة التي صورها برترام والمعلومات عنها و بتعليقات وبالاضافة إلى تقارير الرحلات إلى الأماكن التي مر بها برترام و مرافقيه
يوجد للكتب نسختين، الاولى صدرت من قبل وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عُمان بتاريخ ١٩٨١ النسخة الاخرة كانت من تقديم "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" الطبعة الاولى ٢٠١٣
الكتاب بشكل عام جيد ، ومفيد لحد ما،،، يعيبة تشعب الرحالة البريطاني في أكثر من مجال فتاره يصف المنطقة التي يزورها جيولوجيا وتاره طبوغرافيا واحيانا يذكر احوال الناس وأوضاعهم المعيشية…
ومن الواضح انه لم يقدر ان يستكشف بالقدر الذي يتمناه ،،، من الممكن ان يكون لاسباب، منها الخوف او عدم ثقته بالاشخاص الذين معه (وهذا كان ظاهرًا جليًا في كتابه) او الدعم المادي،،، وطبعًا هو مبعث سياسي وعسكري وله اهداف معينة…
أيضًا ،،، عند تحليلة لاوضاع المنطقة فانه يتمادى كثيرا وبدون سند موثوق وهذا احد العيوب الكثيره في كتابه، فمن الظاهر انه يستمد معلوماته من مصدر واحد او مصدرين والذين هم الأشخاص الذين معه، ولا يخفى على احد العداء الشديد بين قبائل المنطقة او الجهل او نية خفيه في نفس الكاتب.
رغم توجسي فى البداية من الاسم التجارى للكتاب وقلة المراجعات الا ان شغفى بالصحراء وحكاياتها دفعنى للمضى قدما فى القراءة وهو ما لم اندم عليه مطلقا فالكتاب وجبة دسمه من والمغامرات و الحكايات عن اهل جنوب الجزيرة العربيه رجال الجبال والقبائل عاداتهم الغريبه والمذهلة قدراتهم على التحمل والجلد فى مواجهة قسوة الصحراء وصلابة الجبال والحياة البريه الغنية فى تلك الفترة. اضافة الى الرحلة ذاتها من ظفار الى دوحه مرورا بالربع الخالى ومن وجهة نظر شخص اجنبى لكنه نجح الى حد مذهل فى قراءة كل ما يحيط به وتسجيله بدقة مذهلة تستعصى على سكان المكان انفسهم . الكتاب احتل فى وجهة نظرى المرتبة الاولى فى ذلك النوع من الرحلات متفوقا على احد كتبى المفضلة (الواحات المفقودة لاحمد حسنين بك)
يمكن ان يعيش المرء هنا بثلاث طرق اما ان يكون صيادا او فلاح نخيل او راعيا _البدو_ الاخير افقرهم و اكثرهم كبرياءا يعتبر البدوي نفسه ملحا للارض لنقاء دمه كوطني المولد و تعتبر الزراعة عنده عملا وضيعا و صيد الاسماء و الابحار وضاعة لاتوصف فلذلك من العبث لصاحب تلك المهنة حتى لو كان غنيا ان يطمح لطلب يد ابنةالبدوي . يعيش البدوي هنا على الحليب مثل نظيره في اي مكان بشكل كامل تقريبا اما اللحم و الارز فهما غذاء الغني يمكن ان يحصل عليه مرة واحدة في الشهر ص ١٨٦ من اعجب الرحلات . شخصية برترام توماس استثنائية و الا ماذا يعني في الثلاثينات من القرن العشرين حيث لا اجهزة حاسوب و لا هواتف نقالة ان يقرر رجل ما عبور اكثر المناطق الموحشة _ الربع الخالي _ في العالم ؟؟؟ القصص التي ذكرها و تجربة حياته في العراق في اكثر وقت ساخن من التاريخ : ثورة العشرين هناك وصف في احد الصفحات له عندما جلس على شرفة بيته في الناصرية وهو يتامل الناس صور ادبية لاتوصف دفعتني الشخصية الاسثنائية للرحالة و قيمة الكتاب _ الذي يتحدث عن اكثر المناخات الحارة في العالم انا التي عشت طوال حياتي بين الجبال_ الى البحث عن معلومات اكثر عنه ووجدت صورة زفافه و مقال عن وفاته قبيل عيد ميلاده الستين في القاهرة