What do you think?
Rate this book


104 pages, Paperback
First published January 1, 2006
❞ما أردت قوله أني تزوجت بهدف الزواج، كأن الزواج ضريبة لا بد منها، لم يكن الزوج مهماً بحدّ ذاته، المهم الزواج ثم الزوج. الخوف من عدم الزواج كان يثير في نفسي رعباً مخيفاً، عالجته بعلاج وحيد هو الزواج… ❝
❞ وذات يوم غافلت أهلي وذهبت إلى بيتي، البيت الصغير الجميل الذي يعني أسرتي وأحلامي وحياتي، وكنت أتقصّد أن يكون غائباً في عمله، ودخلت البيت، وما أن احتواني حتى بدأت دموعي تنسكب بحرقة لاذعة، وتجولت في الصالون، ووددت لو أمسح الغبار عن الكراسي، ودخلت المطبخ ولمست البراد بحنان وفتحته، كان فقيراً ليس فيه إلا الجبن والبيض والخبز، وأغمضتُ عيني بألم كبير حين رأيت فنجان قهوة وحيداً، وقد يبست القهوة في قاعه، وتذكرتُ كيف كنت أُعد قهوة الصباح، وأحضر فنجانين اثنين، وسارعت في الخروج لأني لم أعد أحتمل انفعالاتي المتعاظمة، وقبل أن أفتح الباب لمحت قميصه معلقاً، اقتربت وشممته فخفق قلبي، لقد أحسسته يقف قبالتي، وخاطبته بصوت يختنق بالدموع:
- أهكذا تقسو، ألهذه الدرجة؟
وانطوت هذه الزيارة، ولم يعلم بها أحد. ولم تتمخض عن شيء، ولكن موجة التفاؤل غمرتني، وقلت سنعود قريباً، خاصة أن عيد الميلاد ورأس السنة قريبان واشتريت كنزة زرقاء جميلة، كان يقول لي إن اللون الأزرق يليق بي كثيراً، وتخيلته كيف سيعلّق على الكنزة وأنا ألبسها، ولكن الكنزة اهترأت وشاخت قبل أن يراها أو يعلّق عليها. ❝
❞ ذلك أن داء الخرس كان من أهم علاماته تنافر العينين وهروبهما من اللقاء والمواجهة، لأن نظرة واحدة سريعة تكشف أعماق النفس وأسرارها. ❝
❞ وانتهى فيلم الزلزال، فطويت ورقته، وكدت أمزقها، لكني ضحكت طويلاً ودفنتها في علبة السنين. ❝