المستضعف في الكتاب والسنة، أو المستطرف في بيان حقيقة وحكم المستضعف. هذه الرسالة لا تعالج مسألة التعددية الدينية والعرفية والدليل على بطلانها، بل المراد منها الإشارة إلى أن وحدة الحق قد يدعى منافاتها للحكمة أو العدل الإلهي، فأن نسبة أهل الحق لجميع من وجد على الأرض قليلة، فهل يتصور أن لا يدخل الجنة إلا من انتسب إلى طائفة خاصة مع الحكم بدخول جل الناس النار؟ إن الإمام علي عليه السلام لم يستهجن قلة أهل الحق، لكنه ناقش العلاقة بين وحدة الحق وإخراج المستضعف عن دائرة الخاسرين في الآخرة. ولما اختلفت التعابير في بيان حقيقة المستضعف أحببت التعرض لهذا البحث تفصيلًا، فالأخبار الذاكرة له تارة تتعرض لهذا الموضوع من جهة نظر عقائدية كالبحث عن إيمانه أو كفره وعن حكمه يوم القيامة، وأخرى من جهة ترتب بعض الأحكام الفرعية.