في رواية «سيرة عين» للأديب الفلسطيني إبراهيم نصرالله تحضر شخصية المصوِّرة الفلسطينية الرائدة كريمة عبود (1893–1940)، على أكثر من مستوى: ففي النصف الأول من القرن الماضي، استطاعت كريمة عبود أن تخترق واقعًا نمطيًا احتكر فيه الرجال فنَّ التصوير الفوتوغرافي، وبهذا استحقت أن تنال لقب رائدة التصوير في فلسطين والعالم العربي، واستطاعت أن تحقق المعنى العميق للصورة باعتبارها فنًّا، وهذا ما رسّخ ريادتها أكثر؛ هذه الريادة التي باتت موضع تقدير في العالم كله اليوم. واستطاعت كريمة أن تخترق الواقع الاجتماعي بتمرّدها على الصورة التقليدية للمرأة، وهي تحقق حضورها القوي كفتاة وامرأة قادرة على انتزاع حريتها وانتزاع الاعتراف بحقها، بحيث يمكن أن نعتبرها واحدة من النهضويات اللو
Ibrahim Nasrallah (Arabic: إبراهيم نصرالله), the winner of the Arabic Booker Prize (2018), was born in 1954 to Palestinian parents who were forcibly displaced from their land in Al-Burayj, Palestine in 1948. He spent his childhood and youth in a refugee camp in Jordan, and began his career as a teacher in Saudi Arabia. After returning to Amman, he worked in the media and cultural sectors till 2006 when he dedicated his life to writing. To date, he has published 15 poetry collections, 22 novels, and several other books. In 1985, he started writing the Palestinian Comedy covering 250 years of modern Palestinian history in a series of novels in which each novel is an independent one; to date 13 novels have been published in the framework of this project. Five of his novels and a volume of poetry have been published in English, nine in Persian, four works in Italian, two in Spanish, and one novel in Danish and Turkish.
Nasrallah is also an artist and photographer and has had four solo exhibitions of his photography. He won nine prizes, and his novel Prairies of Fever was chosen by the Guardian newspaper as one of the most important ten novels written by Arabs or non-Arabs about the Arab world. Three of his novels were listed on the International Prize for Arabic Fiction for the years 2009, 2013, and 2014. In 2012 he won the inaugural Jerusalem Award for Culture and Creativity for his literary work. His books are considered one of the most influential and best seller Arabic books, as new editions are released frequently and many young readers are attracted to his books.
In January 2014, he succeeded in summiting Mount Kilimanjaro in a venture that involved two Palestinian adolescents, a boy and a girl, who have lost their legs. The climb was in support to a nongovernmental organization dedicated to providing medical services to Palestinian and Arab children. Nasrallah wrote about this journey in a novel entitled The Spirits of Kilimanjaro (2015). In 2016, Nasrallah was awarded the Katara Prize for Arabic Novels for this work.
His novel The Second Dog War was awarded the International Prize for Arabic Fiction (Arabic Booker) for 2018. In 2020 he became the first Arabic writer to be awarded the "Katara Prize" for Arabic Novels for the second time for his novel "A Tank Under the Christmas Tree".
سيرة عين..الجزء الثاني من ثلاثية الأجراس و هي رواية بتتكلم عن شخصية المصورة كريمة عبود التي استحقت أن تنال لقب رائدة التصوير في فلسطين والعالم العربي واستطاعت أن تتمرد علي الصورة التقليدية للمرأة وتعمل في مهنة كانت حكراً فقط علي الرجال...
الرواية ممتعة جداً في قراءتها وأستطاع الكاتب أن يكتب عن سيرة ذاتية قليلة الأحداث و يمزج أحداث واقعية بخياله ككاتب ببراعة فائقة... ينصح بها جداً😍
"إذا كان عليّ أن أختار بين ماضٍ جميل ومستقبل أقل جمالًا، سأختار المستقبل الأقل جمالًا، لأنه المكان الوحيد الذي أستطيع أن أعيش فيه.."
قرأت لنصر الله لأول مرة منذ خمس سنوات، عشقت قلمه من اللقاء الأول، مرت السنوات وتعددت بيننا اللقاءات بين الملهاة الفلسطينية والشرفات، وصولًا إلى سيرته الطائرة حيث اطّلعت على نصر الله ذاته، وأدركت أي عاشقٍ للفن هو، شغوفًا يجوب أنحاء العالم بين معارض الرسم العالمية، حفلات الموسيقى والمسرح، ندوات الشعر، ومعارض التصوير الفوتوغرافي. أما عن الرسم والشعر فقد وجدا مكانهما بين أعمال نصر الله منذ البداية، فاللوحات المميزة مكانها أغلفة رواياته، والشعر يندمج مع أسلوبه السرديّ فيعزف أجمل الألحان في ثنايا حكاياته، وها هو يقتنص الفرصة لدمج شغف جديد بقلمه كي يبعث روحٍ جديدة في هذا العمل، من خلال سيرة فريدة، سيرة عين مصورة فلسطينية رأت في الصور رمزًا للخلود، ورأى فيها نصر الله إنعكاسًا لشغفه، فاندمج أسلوبه الشعري مع جمال عينيه وعينيها، لترى من خلال هذه السيرة فلسطين أخرى، وكفاح آخر من سلسلة الكفاح التي لا تنتهي؛ ولتخوض رحلة، رغم شبح الموت المسيطر عليها من البداية للنهاية، إلا أن بها الكثير من الجمال، والكثير من الرقة.
وحدها الأعمال العظيمة التي تستفزني كفاية لأنفض كسلي وأكتب عنها ولو كلمة غالبًا سأقرأ ما كتبتُ غدًا، وأهز رأسي وأنعته بالسذاجة، وربما أمسحه، لكن الآن... !الآن فقط أريد أن أقول أني عشقتُ هذه الرواية حتى النخاع لأني بها عرفتُ (كريمة سعيد عبود): أول مصوِّرة فوتوغرافية أنثى فى فلسطين كلها وبها استعدتُ شهيتي للقراءة لنصر الله العزيز بعد عدة تجارب أزعجني فيها قلمه من فرط رمزيتها أو عبثيتها دون جدال فإبراهيم نصر الله - ومعه المنسي قنديل - أفضل كاتب حي يكتب بالعربية اليوم لا أحد سواه يمكنه أن يحوِّل سيرة ذاتية قليلة الأحداث، قليلة المعلومات، لرواية ممتازة مبنية بالخيال والدراما والإيقاع السريع رواية تلهث وأنت تقرأها لتسحبك صفحة تلو أخرى كي تعرف ماذا سيحدث تاليًا فيها رواية كنت أقف على أطراف أصابعي حرفيًا في نهايتها لأعرف ماذا ستسفر عنه الصفحة الأخيرة رواية آسرة، عذبة، شجية، وحماسية، ملؤها الشغف والسعي وراء الحلم والمعافرة لآخر نفس قد تكون هذه سيرة عين (كريمة) وعين كاميرتها التي التقطت بها مئات الصور الخلابة لعائلات وشوارع ومعالم فلسطين لكن الأكيد أنها كذلك سيرة عين (نصر الله) الذي استطاع اقتناص رواية بديعة كتلك من وسط حدوتة قد تبدو لأغلبنا عادية، ولا شىء فيها يستحق أن يُسجّل خمس نجمات مستحقة لرواية - منذ زمن - لم يلمسني مثلها بهذا الشكل 19.08.2019
"الصور".. أنا من أولئك الذين يؤمنون لا غلبة لسرعة الزمنِ، وتبدل الأماكن سوى التقاط اللحظة.. أستطيع خِداع العمر بها ملوحةً في وجه الفِراق بتلك التي حفظتها داخلي، فأُعيد ترتيب المشهد، والدقائق لأسترجع رائحة الذكرى.
~إنّها سيرة لعين أبصرت ما لم يراهُ الآخرين، تلك الصور التي استطاعت من خلالها "كريمة عبود" أن تقول أنّها هنا..
سيرة تجمعُ بين الموتِ والفقد الذي يزور البيوت كضيف حاضر غير مرغوب فيه، وبين توثيق لحظاتهن قبيل الفِراق.. الغياب.
"يرسل الموت رسائله، مرة تصلنا بسرعة الطائرة، و مرة بسرعة الباخرة. ينتصرُ علينا ونحن في كامل عافيتنا، وينتصر علينا ونحن في مهب عللنا، أحيانًا صغارًا ناصعيين كالملائكة، وأحيانًا كبارًا، سواء لفحتنا المعصية أو غمرنا الإيمان.. لكن الموت يظل هو الموت، و دائمًا ينتصر."
لايزال نصر الله يدمجُ الموسيقى والصور والفن والعصافير وسط أصوات البنادق، ورائحة الموت والاستعمار..فيأسرني. يرسمُ لنا تلك اللوحات التي تُخبرنا مهما اشتد ظلم العدوان، والاحتلال فإن الروح تبقى للجمالِ تحن. تمت.
حبيت كريمة جدًا. الرواية تتكلم عن كريمة عبود أول مصورة فلسطينية و عربية و من الواضح من الرواية انها كانت جيدة جدًا في عملها هذا. المشهد الأخير لم يروق لي لانه يفترض انها كانت علي وشك ان تغتال لولا موتها اسرائيل في هذه الأيام كانت سياسة الإغتيال تسودها و لكني لا أستطيع أن أؤمن ان كريمة كانت علي وشك ان تغتال من رواية احببت ايضًا القس سعيد. و أحببت هذه الرواية بشكل خاص لانها أرخت لأول مرة في الملهاة لهجرة اليهود لفلسطين ما قبل 1948 مما فاجئني بشكل خاص حيث لم أعتقد انهم كانوا يهاجرون لها منذ هذا الوقت جزئية صور البيوت التي يسكنها الناس التي كانوا يروجون لها ان هذا ما ينتظر اليهود في فلسطين تبين لك حملة البروباجندا الضخمة التي سوقت لها اسرائيل من البداية و الكذب حتي علي رعاياها. للمرة الثانية في تاريخ الملهاة يأتي ذكر حكايات خاصة بإسرائليين و هذا لم يحدث في الأجزاء السبعة الأولي من الرواية لم يكن لهم شخصيات ابدًا قبل الآن. لروحك السلام يا كريمة و لروح اخوانك الصبية و امك و اخواتك البنات و لروح القس سعيد.
الجزء الثاني من الملهاة الفلسطينية عن قصة حقيقة لأول مصورة فلسطينية.. كريمة عبود اللي صورتها ع الغلاف رواية جميلة وراقية 😌 التعليق الصوتي ع ستوريتل ممتاز جداً 👏
أحببت كريمة عبود منذ زمنٍ طويل قبل أن يكتب عنها إبراهيم نصر الله روايته.
وقد حاولتُ البحثَ جاهدةً عن سيرتها الذاتية كأول مصورة عربية وفلسطينية تمتهن التصوير الفوتغرافي، وبعناءٍ شديد حصلتُ على القليل من المعلومات وأدرجتها في كتابي فلسطينيات، وجوه نسائية فلسطينية معاصرة.
كانت دائمًا تأسرني صورتها بجوار كاميرتها والتي وضعها نصر الله على الغلاف، وكنتُ أمضي الساعات الطوال أتأملها وأتمنى أن تحدث معجزة فتخرج كريمة من الصورة وتحدثني عنها وعن كاميرتها وعن فلسطين التي رأتها من خلالها.
وعندما سمعت عن صدور الرواية طرتُ من السعادة، لأنني توقعت أنها سوف تعرفني أكثر على الجوانب الإنسانية لكريمة عبود، وعندما عثرت عليها أخيرًا تركتُ كل الكتب التي بيدي من أجلها.
ولأن المعلومات عن كريمة عبود شحيحة، تجد أن نصر الله صنع رواية من لا شيء!
صنع من لا شيء حكاية لها بداية وحبكة ونهاية، وهذا كان منتهى الذكاء منه ويُحسب له كأديب وكاتب فلسطيني فذ.
سعيدة جدًا بهذه الرواية وهذا الاحتفاء الأدبي بإحدى أهم الرائدات الفلسطينيات في تاريخنا المعاصر.
ملاحظة مهمة/ في الرواية يختلط الخيال بالواقع وهناك اختلاف كبير بين السيرة الذاتية التي أرفقتها لكريمة عبود في كتابي فلسطينيات وبين رواية نصر الله ولا أدري أيهما أقرب للحقيقة.
بورترية شخصي لكريمة عبود، أول مصورة عربية و فلسطينية، بورترية جعلني أشعر كأنها صديقة يشغلني غيابها و يجعلني أتساءل عن نوعية الصور التي كانت ستلتق��ها اليوم إن كانت علي قيد الحياة ؟
خمس نجوم للكاتب وكيف انه ارجعنا اكثر من مئة سنة لنستمع الى قصة اول مصورة فلسطينية. تلك التي صورت الاماكن التي اعتقد الغرب( لان المصورين اليهود كذابين) بأنها فارغة ولكن الحقيقة انها مليئة بالسكان. حتى ان المصورين الذين زيفوا الحقيقة تكالبوا على قتلها ولكن الله ارحم اذ قتلها السل كما قتل اخوها وامها .
قصة محزنة وبالطبع لو هي في اوضاع اخرى لاعتبرناها من نسج خيال الكاتب ولكنها الحقيقة وحتى محرك قوقل قد احتفل بميلادها.
اقتباسات
ھل كانت كریمة تعمل أكثر لتُسعده أكثر، أم لتجد نفسھا؟ أم لتمنع تلك النفس من التلاشي
لا لن أبالغ، رغم أنني بُّت أعتقد أن الصورة أقوى من الاسم، صورنا أقوى من أسمائنا. أجمل اسم قد لا یساعدك على استحضار ملامح شخص، بصورة كاملة، لكن صورة واحدة كافیة لأن تجعلك ترى عشرین وجھا، خمسین وجھًا، ومن یعرف، ربما ستجعل الناس یرون في المستقبل ألف وجھ. أحیانا أح ّس أن الاسم یذبل ما إن تفارق الرو ُح الجسد، ویتح ّول إلى حروف حزینة، ملتفّة على نفسھا، متلاشیة من ذاكرة كثیر من الناس، لكن الصورة غیر ذلك تما ًما، إنھا تزداد قوة كلما رأیناھا، كلما م ّر الزمن وأصبحت أقدم. -
في تلك الكنيسة العالية الفريدة، یجتمع المسیحیون والمسلمون في أیام الخمیس تلك. كان الاجتماع یمنحھم قوة من نوع آخر، والقس سعید، یردد قول المسیح في كل مرة: إذا كنت لا تحب أخاك الذي تراه فكیف تستطیع أن تحب الله الذي لا تراه؟!( ویستشھد بقول النبي محمد علیه السلام: لایؤمن أحدكم حتى يحب لأخیه مایحب لنفسه
محدودة قدراتك يا أيها الإنسان البائس، ما أن تبدأ شيئا حتى تصل بك الحياة الى نهاياته، تسعى و تكد ، تحصل و تفقد، تنجح و تفشل، و لا تملك بعدها الا الذكرى بكل رمزياتها و معانيها الظاهرة و الباطنة. رغم إدراكنا عجزنا التام عن الابقاء على الأرواح التي تحيطنا و على الماديات التي بحوزتنا، إلا أننا تتحايلنا على الواقع و استطعنا تجميد اللحظة التي نعيشها عبر ضغطة سريعة على زر الكاميرا لتقوم بدورها بحفظ ذلك الذي كان على شكل صورة فيها اجساد و أجسام ظاهرية ، و فيها استخلاص لأعمق من ذلك، من شعور عام و من جزيئيات متناهية الصغر لانفعالات نفسية إن أجدنا قراءة ما هو أبعد من تلك الصورة المادية. فيها توثيق للحدث بكل عناصره بحيث يمكن اللجوء إليه متى ما أردنا استرجاعا للذكرى. تصبح الصورة الأداة الأمينة لحفظ حقوق و شاهدا على ما كان لنا من ماديات و جمادات، و على ما كان الى جانبنا من أرواح و أنفاس. من خلالها نتعمق في ما هو أبعد من المعنى فيزداد الارتباط بما فقدناه و ما راح، نطلب شهادته أنى شئنا ليشهد معنا على ذكريات سرمدية لا تُلغى بجرة قلم او حتى محاولة اختزالها بتشويه حقيقة ما كان. نسعى بجهدنا لأخذ الصورة الأكمل لما نملك، فنعيد المحاولات بلا كلل او ملل، لأن الأمثل غير موجود أبدا. نجول بالبصر على الوجوه التي في الصور، فندرك أن في اتحاد الأنفاس و تمازج الالوان على اختلافها و تنافرها أحيانا قوة بصرية و روحانية لا تضاهيها اي قوة اخرى، و في القوة تلك ديمومة لفاعلية المعنى الخفي للصورة.
فلسطين هي القضية ،المقاومة ، و معنى الحرية ،،إبراهيم في هذه الثلاثية يعكس تجليات المقاومة عند الشعب الفلسطيني من النكبة حتى النكسة ، سواء بالسلاح ، بالحجارة ،بالفن ، بالصور ، بالموسيقى ، والمرعب أكثر لليهود بالبقاء …
اغتالوا الصورة مثل ماحصل لكريمة عبود ، حاولوا اغتيال الموسيقى لكن مرتا تمسكت بها مثل ماتمسكت مريم أم جاسر بمفتاح منزلها و قريتها ، اغتالوا الخيال ، والاحلام ، والطموح، اغتالوا الطفولة،البراءة ، الشباب، حتى الشيخوخة لم يحترموها، اغتالوا الطفل حتى قبل أن يولد ،اغتالوا الفكر ،و العقل والمبدأ، اغتالوا الانسانية حتى الضمير الذي وجوده فطرة بالانسان تم اغتياله …
ربماً قد تقتل شخصاً ،تدفن مقالاً ، تحرق صوراً ، تمنع موسيقى،تشلع كل شيء من أصله و تحاول عبثاً محو آثاره..،
لكن مستتتحييييل ان تدفن ظلاً ، أثراً ،تعلم أن الحق معه وسيبقى وينتصر يوماً هذه سُنة الحياة….
قلم نصر الله عذب جداً وشاعري ، مرهف الاحاسيس ،لايصعب على القارئ الانجذاب والادمان ابداً فيه …
"سيرة عين" هى الجزء الثاني من "ثلاثية الأجراس" أو "الملهاة الفلسطينية" والتي يسرد لنا فيها إبراهيم نصرالله قصة بشخصيات ووقائع حقيقية لكن بحسه وخياله الروائي فجاءت رواية يمتزج فيها الواقع بالخيال. تحكي الرواية سيرة "كريمة عبود" أول مصورة فلسطينية عاصرت فترة الإنتداب البريطاني على فلسطين وعانت كما عانى كل الفلسطينيين من تبعات هذا الإنتداب إلا أنها تغلبت على كل العثرات التي واجهتها في سبيل تحقيق حلمها وهذا كان بمساعدة والدها القس "سعيد عبود" الذي قال لها منذ طفولتها عندما لاحظ شغفها الشديد بالتصوير "يجب أن تتعلمي أنكِ إذا أردتِ شيئاً فإن عليكِ أن تكوني أكثر جرأة لتناليه"!
"سيرة عين" وهى الجزء الثاني من "ثلاثية الأجراس" التي تعد جزء من الملهاة الفلسطينية. أحببت في أول جزئين بالثلاثية أن الكاتب يصور القصة على أنها عادية، ولكن للسطور روحها. في هذه الرواية التي تحكي عن"كريمة عبود" أول فتاة فلسطينية تمتهن التصوير. تاريخ الرواية يمتد عبر أواخر عام 1800 إلي 1940 سنة وفاة "كريمة". فالكاتب يصور مدى شغفها وتعلقها بالاحتفاظ باللحظة الحقيقية وسعيها وراءَها.
كيف كانت صورة مختلفة في النضال، وكيف استطاعت أن تمتهن مهنة تكون رائدتها كفتاة في المجتمع الفلسطيني، وكيف خاضت بهدوء معركة حقها في امتلاك سيارة، وسفرها عبر فلسطين لتوثيق معالم فلسطين أهلها وتصوير البيوت وهى مُعمرة بأهلها بعدما صورها الصهيانية على أنها خاوية منتظرة عودتهم.
من أن الكاتب لم يسرد بشاعة المجازر المُقامة على أرض فلسطين إلا أنه دائمًا يحكي عن تفصيلة صغيرة ومتتابعاتها على أهل فلسطين، على الناس الحقيقيين. ففي هذه التفصيلة قد لا تنفر من قسوتها أو بشاعتها لتجنبه رسم المشهد وأبعاده، إلى أنه يجد مدخل مبسط يجعل الروح تقشعر مما تقرأه وتتخيله وتتابع أثره.
أعلم جيدًا أني قد أنسى في يوم تفاصيل ما خلفه الاحتلال لمرض أخو "كريمة"، مقارنة بصور "محمد الدرة" والمجازر والعصابات المحفورة في ذهني وقلبي، ولكني أعلم جيدًا أني لن أنسي "كريمة عبود".
"فالاحتلال الطويل استطاع أن يحولنا من أبناء فلسطين إلي أبناء فكرة فلسطين .."- مريد البرغوثي
تظهر الرواية أنها سيرة أول مصورة فلسطينية وربما أول مصورة عربية كذلك، لكن كعادة نصرالله أرخ أثناء سرد السيرة لفترة الثورة الفلسطينية ومحاولات صد تدفق العصابات الصهيونية على أراضي فلسطين. الرواية مدعمة ببيانات القيادات العربية في ذلك الوقت وشخصيات ومواقف حقيقية. أيضا يوجد ربط غير مباشر بين أجزاء الثلاثية جعلني متشوقة لقراءة جزءها الأخير.
الغلاف الرائع الذي يحمل صورة كريمة عبود بعدسة المصور سي ساويدس–كان لهذه الصورة فصل يحكي أجواء التقاطها– ساهم في تقييم الرواية
أخيرا، ما كان وجود ونجاح لكريمة عبود لولا هذا الوالد العظيم❤
عند حدوث الصعاب يصبح للناس قامات كالأساطير، يسابقون بعضهم بالبطولة لإنها كل ما يملكون، فليس بمقدورك أن تلمس الظلم والحزن وتقرر أن تضعف، فالقضية دوما أكبر وأعدل... وهكذا كانت كريمة. نصر الله تحدث هنا بسيرة غيرية عن المصورة الفلسطينية كريمة عبود، التي كانت بصورها شاهدة حية وموثقة للشعب الموجود على الأرض المنسوبة للغياب، كانت تفعل كل ما بوسعها لتنقل الشعب الغائب للتاريخ وذاكرة الصور، وفكرة عرض سيرة كريمة ضمن الثلاثية أمر ضروري ومهم وجميل جدا من الكاتب، ولو كان بالامكان أن نؤرخ سير كل أبطالنا لامتلأت صفحات التاريخ للأبد ولما أوفيناهم حقهم. ما لم يعجبني أسلوب نصرالله في المبالغة بعرض الشخصية، واعتماده على المواقف المبالغ فيه لغرض سياق الدراما، ورأيت أنه بذلك يضع الشخصية في خانة البطولة الزائفة بسبب المبالغة، كما لم يعجبني اعتماده على الجمل الختامية اللافتة للنظر في نهاية الفقرات، مما يشعرني أن اللغة محكومة بسياق جمله الدرامية لا الحدث وانسيابه، وهذا اعتراض شخصي لاهتمامي بصدق اللغة وفرادة الفكرة على اللغة المنمقة التي تشعرني أنها كذلك. نصرالله ممن قرأت له كثيرا، أحبه بشكل شخصي وأحب كتبه، ورغم شعوري أنه لم يعد نوعي المفضل من الأدب لا زلت أقرأ له وأشتري كتبه بمجرد أن أراها على أي رف.
سيره حياه كريمه عبود....اول محترفه تصوير فلسطينيه...انتزعت حريتها...و تألقت...صورها منكهه و متزاوجه بروحها و روح المكان...الوطن الذي وثقت وجوده و ناسه...لم و لن يكن ارض بلا شعب...
انتهيت من نوفيلا “سيرة عين “ بتاريخ ٢٥ /١٠ /٢٠٢٣ ، أثناء القصف الإسرائيلي على غزة و استمرار عملية الإبادة الجماعية و عدم توقف ضرب .النار الرواية تحكى عن سيرة كريمة عبود و هي أول مصورة فلسطينية . أحبت كريمة الكاميرا بشكل هوسي ، إلا أن أصبحت مهنتها الأساسية دامجة معها شغفها في التصوير . بلغة كاتبنا “إبراهيم نصر الله” السلسة ، استطاع أن ينقل لنا فكرة العدسة بشكل فلسفي ، بإظهارها أداء لبث الحقيقة وراء زيف العالم ، و تجسيد الأشياء عند دخول رأسك في كيس قماشي أسود لالتقاط الصورة . المصور هو مرآة العالم و إظهار معالمه ، من الممكن أن تلعب على أوتارك بإخفاء الصورة أو إخراجها بشكل معين لتصبح ملائمة لرغبتك . و ذلك عندما أكتشفوا الصهاينة كاميرا “كريمة “ ، أرادوا الخلاص منها ، لتصبح الحقيقة معهم فقط محملة بكاميراتهم و ليس كاميرات فلسطينية . حمسني جدا” شخصية كريمة و شجاعتها و بالأخص ذلك الاقتباس الذي يرن في أذني عندما قاله القس سعيد لها “ يجب أن تتعلمي أنك إذا أردت شيئا” فإن عليك أن تكوني أكثر جرأة لتناليه “ بالرغم الظروف التي طرأت على عائلتها و وقوع فلسطين تحت الاحتلال البريطاني إلا أنها أصرت أن تتمسك بحلم التصوير .
في الخلفية سنجد نقل أحداث تاريخية مهمة عن حقبة ١٩٣٦ ، بطرح سؤال صريح وجهه القس سعيد ، الذي انعكاسه موجهه للقارئ ، هل إن استمروا الفلسطنيون في اضراب الطعام ١٩٣٦ كثورة أولى ، كان من الممكن أن ينتهي الاستعمار قبل وعد بلفور و النكبة ؟! شرح مبسط لفكرة حصول اليهود على بعض الأراضي الفلسطينية . حقيقي عمل مهم ، و ثري برغم قلة صفحاته . تقيمي ٥/٥
سيرة الم ومعاناة اول مصورة عربية فلسطينية عاشت المعاناة والحيرة والتعب والموت والالم ولكنها لم تتخلى عن حلمها وقد تحقق وقد غادرت الحياة وهي مازالت في قمة العطاء بذلك المرض اللعين السل الرئوي . حاربت العدو بطريقتها بفضحه بصورها بكامرتها فهي سلاحها . حولت الحياة الصعبة التي تعيشها في منزلها بين فقد الاخوة واحدا بعد واحد ومرض اختها وامها وبعد ذلك فقد امها الى صور تخلد حياة الماضيين، وارض فلسطين. رواية مؤلمة جدا، ولكنها واقعية جدا وقوية ايضا.
سيرة عين ابراهيم نصر الله عدد صفحاتها ١٦١ تقييمي ٥/٥ " عين +عين= عين واحدة هي عين الكاميرا" الكتاب الثاني ضمن ثلاثية الاجراس لابراهيم نصر الله من سلسلة الملهاة الفلسطينية ان يؤمن الاهل بابنائهم ويدفعونهم لتحقيق احلامهم والتشبث بها فالايمان بهم يزرع فيهم ما لا يستطيع أحد ان يزرعه هذه الرواية تأريخ لحياة اول مصورة فلسطينية " كريمة عبود" ولدت كريمة في مدينة الناصرة في فلسطين ووالدها هو القس سعيد عبود كانت تعيش في بيت لحم، تعلمت التصوير على يد مصور ارمني، وقد لاحظ والدها شغفها وحبها للتصوير وتعلقها بالكاميرا" يحب ان تتعلمي أنكِ اذا أردتِ شيئاً فإن عليك أن تكوني أكثر جرأة لتناليه" اهداها الة تصوير لمعرفته بشغفها الذي ملأ قلبها وتعلقها بها عاصرت كريمة الانتداب البريطاني على فلسطين الذي جلب الويلات للشعب الفلسطيني ولعائلة القس نفسه لقد آمن القس سعيد بابنته كريمه وبموهبتها في التصوير، لم تكن كغيرها من المصورين كانت تنقل جمال اللحظة التي تحول البشر الى ملائكة كما كان يقول القس يعيد عندما يرى صورها كانت اول من تعلمت قيادة السيارة في بيت لحم وكانت قدوة للفتيات ومصدر لقوتهن فبالرغم من عدم قناعة الكثيرين واستهجانهم لتعلمها قيادة السيارة ومراقبتهم لمستجدات تعليمها الا ان والدها دعمها ووقف الى جانبها وكان يذهب معها اثناء تعلمها لقيادة السيارة لانه يعلم ان الحياة ستستمر سواء تدربت او تنازلت عن تديبها" فالحياة تواصل طريقها دائماً، دون ان تكون مضطرة لانتظار أحد، لا لشيء إلا لأن الحياة ليست قطاراً او حافلة او عربة تجرها الخيول، إنها الزمن الذي عليك ان تقفز فوق صهوته وهو ينطلق بسرعة لا يحس بها الا اولئك الذين يدركون قيمة الحياة نفسها" ادركت كريمة ان حياتها في التصوير وفي نقل لحظات الناس بطريقة تشع بالحياة فقد ادركت" ان لكل صورة شمسها الخاصة، ولكل مصور شموسه الخاصة به ، بعينيه" استطاعت بالتصوير والترحال بسيارتها من مدينة لاخرى ان تجابه الحزن الذي حل بعائلتها من فقدان اخوتها ووالدتها ومرض اختها، فهي تهرب لتنسى المها لتعود مرة اخرى وتتعايش معه ذاك الالم الذي سكن بيتهم ولم يبرحه كان لها دور كبير في الثورة الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين واظهار كذب الانجليز واليهود بتصوير المعالم الفلسطينية فارغة من اهلها وانها بحاجة لمن يعمرها ويسكنها، اكتسبت عداء اليهود لتكون هدفاً لهم لتصفيته " الموت يطل هو الموت، دائماً ينتصر" "ينتصر علينا ونحن في كامل عافيتنا، وينتصر علينا ونحن في مهب عللنا، أحياناً صغاراً ناصعين كالملائكة، وأحياناً كباراً، سواء لفحتنا المعصية او غمرنا الايمان "
تمثل قصة كريمة عبود وما يشبهها، التحدي الفاضح لشعار الصهيونية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". وقد تنبهت المصورة اللامعة لذلك في حياتها؛ فاستخدمت فنها لمقاومة التضليل الاستعماري. فحرصت على تلقف الحياة في صورها، في الدفء الذي تبثه مشاهد حركة الناس وعملهم، وفي الصور الشخصية البورتريه شديدة الأناقة التي صورتها لعملائها وأفراد عائلتها. وهذه السيدة الفنانة عاشت حياة استثنائية ملهمة كونها أول مصورة فلسطينية- مرة أخرى، هذا بحد ذاته تحد لشعار الصهيونية!
سيرة عين سيرة روائية، لعل قوتها في موضوعها؛ فقوة الكتاب أصالة موضوعه، والذي هو المصورة كريمة عبود، غير المعروفة لأغلب القراء. الحبكة متسلسلة جيدة. لكن ما أضعف الرواية بنظري هو تلك المسحة الأسطورية على بعض الشخصيات والأحداث، والتي أعتقد أنها سمة عامة "للملهاة الفلسطينية"، أعني أن الكاتب قصد ذلك. يتبين ذلك في شوق كريمة للتصوير وهي في السادسة من عمرها- قد قرأت على الانترنت أنها بدأت التصوير في سن السابعة عشرة، أو "التدليل" الواضح لشخصية كريمة في الرواية، فهي محبوبة الكل، ولا أعتقد أن فعلا سيئا قد بدر منها على طول الرواية، وهذا ما هو غير واقعي بطبيعة الحال، فكريمة كأنها قديسة هنا، جعل ذلك شخصيتها خطية في الرواية تفتقر للعمق الذي يضمن التأثير الأكبر في القارئ. وخطية الشخصيات تغلب على جميع الشخصيات تقريبا، فلا يوجد تطور في تكوينهم النفسي. كذلك مشهد موت كريمة والمصور الصهيوني أسطوري وضعيف. مع ذلك، أراهن أن إبراهيم نصر الله قد تعمد تلكم الأساليب، لأسباب لا تبدو لي واضحة. تختلف سيرة عين عن ظلال المفاتيح في التعامل مع المحتل؛ فبينما كانت النبرة سلبية انهزامية في قصة أم جاسر وناحوم؛ تتألق كريمة متحدية وإيجابية مرة، وغير عابئة ومحتالة على المحتل مرة. وهذه زاوية أخرى مثيرة للاهتمام.
تأملت صور كريمة، لكني لم أحصل عليها بدقة عالية، ولم أعثر إلا على القليل منها. وهي صور متقنة، باهتمام واضح بالتكوين ومستويات الضوء. [image error] كتاب خفيف يستحق القراءة عند الاشتياق للقضية الفلسطينية..
تأتي سيرة عين ضمن المشروع الكبير للشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله والذي يهدف فيه لاستخدام الرواية والأدب للتوثيق لفلسطين وأهلها وحياتهم ومعاناتهم منذ الاحتلال بل وقلبه. يوثق نصر الله في هذه الرواية سيرة المصورة العربية الأولى "كريمة عبود" ويحكي باستخدام وقائع تاريخية قصة كريمة من أولها والمآسي التي لحقت بهذه المصورة التي وثقت لفلسطين عامرة بأهلها وأناس يقنطون فلسطين كابرا عن كابر والمآسي التي حلت بعائلتها نتيجة الاستعمار البريطاني الذي مهد لاحتلال فلسطين. جاء توثيق إبراهيم نصر الله لسيرة كريمة عظيما لأن كريمة وبكونها المصورة العربية الأولى جاءت انعكاسا لإزهاصات حضارية كبيرة عاشتها فلسطين في ذلك الزمان خرجت فيه المرأة إلى عالم الإبداع وناطحت بذلك الرجال، وهو كذلك توثيق لجرائم المستعمر الإنجليزي التي أغفلت عنا بسبب الويلات التي تبعت هذه الجرائم. إبراهيم نصر الله يستحق أن يُقرأ ومشروعه يستحق أن يُعظَّم ويكرم