ينفي هذا العمل حدوث استعمار عربي لإسبانيا، حيث يعتبر أن نشأة الحضارة الإسلامية في الأندلس كانت نتيجة تقبّل الإسبان لها، بسبب التقارب الكبير بين العقيدة المسيحية الأريوسية التي كانت سائدة قبل مجيء المسلمين. لأن اعتقاد الإسبان بتلك العقيدة التوحيدية التي ترفض الثالوث جعلهم يرون في الإسلام دينًا منسجمًا مع تصوّرهم العقدي؛ مما سهّل نفوذه في وجدانهم الديني.
كما يؤكّد المؤلف بأن وثائق تاريخ الأندلس أُتلفت، وأن كل ما بحوزة القارئ اليوم هي كتابات جاءت متقدّمة بعقود عن سنة 711م. لذلك يدعو إلى إعادة قراءة هذه اللحظ التاريخية برؤية ناقدة تأخذ بعين الاعتبار كل ما تبقّى من تاريخ إسبانيا الوسيط في مختلف المجالات. وهذا ما يبرّر استعانة الكاتب، وهو في خضم بنائه للنسق الحجاجي لأطروحته، بمعطيات تخصّ حقولًا معرفيّة جدّ متباينة كالجغرافيا، والهندسة المعمارية، والإثنوغرافيا، وعلم الحفريّات، وغيرها.
مليئ بالمغالطات المنطقية فلا عجب انه لم يقبل به أي ناشر في اسبانيا! أقتنيت الكتاب وانا على استعداد لاعتبار الرأي الآخر واخذه على محمل الجد فلست ناقدة او مؤرخه، لكن هذا الكتاب يحوي على مغالطات تاريخية ومنطقية يمكن ملاحظتها بسهولة، بالإضافة إلى التناقض الشديد، كتبت الكثير من الملاحظات على جوانب الكتاب سأذكر بعضها: - ذكر قصة خرافية وان العرب مؤمنون بها (رغم أني لم اسمع بها من قبل) حول ان موسى بن نصير ومرافقيه وجدوا صندوق فيه شياطين حبسهم بها النبي سليمان! ولم يذكر اي مصدر لهذه الحكاية وضعها هكذا في منتصف حديثه بلا أي مصادر أو هوامش. - يقول أن غزو أسبانيا محض مؤامرة! واعتقد ان هذا جهل منه فالمؤامرة تتطلب اتفاق مسبق لكل المؤرخين والكتاب المسلمين وكل الاجيال وهذا محال. - يقول في صفحة 307 ان هناك عملات وجدت وهي دنانير عربية ولايعرف تاريخ سكها إذ من الصعب التوصل إلى توافق بين التقويم الميلادي والهجري! أي مؤرخ هذا الذي لا يستطيع التوصل إلى كتابة التاريخ بصدق وتقريبه؟ - ينفي بزوغ العلماء المسلمين في الفيزيا والعلوم الرياضية والجبر ويقول أن أي طالب مدرسة يمكنه حلها وأن العرب كمن استخرج العلوم من البئر التي كانت ملقاه به. وان الرومان والعبرانيون الخ هم من مهدوا ذلك! كما ذكرت انه متناقض جدا فكان ينفي إمكانية العرب لغزو بلاد الهند وفارس والسند وإسبانيا إلخ ثم في جزء اخر تقريبا صفحة 483 يقول ان المسلمين غزو بلاد فارس غزوات متتالية بحسب ان تلك الشعوب معتاده على العبودية بخلاف إسبانيا! فهو لم يحسم أمره هل المسلمون قادرون على الحرب والغزو أم لا! مؤلف مليئ بالكراهية والحقد ويفقد المصداقية والكتاب قائم على افتراضات توافق هواه. وجزء كبير من الكتاب يتحدث عن تاريخ الديانة المسيحية وجغرافية إسبانيا ومناخها. لا انصح بقراءته مضيعة للوقت.
دراسة مطولة تناقش الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الايبيرية باسهاب وتفند وتنقد الروايات التاريخية التي ترى ان الاسلام قد دخل الى اسبانيا من خلال الحرب. يرى المؤلف ان الاسلام قد دخل الى شبه الجزيرة الايبيرية عن طريق التجارة والدعوة وأن المناخ والطروف الاجتماعية والسياسية كان مواتية في ذلك الوقت لانتشار الاسلام فيها. يستدل الكاتب على ذلك بتناقض الروايات المتعلقة بالفتح الإسلامي و كثير من الشواهد التاريخية والاثرية التي تدل على ان الحرب الاهلية في شبه الجزيرة الايبيرية ووجود الخلاف بين المسيحيون المثلثة والمسيحيون الموحدون ( الاريوسيون) من جهة والتقارب بين الاريوسين والمسلمين من جهة اخرى ووجود توجهات دينية اخرى مثل الغنوصية والهجرات والتاثر المتبادل بين الشمال الأفريقي وشبه الجزيرة الايبيرية. الكتاب يسهب في مناقشة اراء المؤرخين والدراسات المختلفة حول هذا الموضوع ويحتوي على الكثير من التفاصيل الدقيقة مما يجعل قراءته ليست بالسهله لغير المختصين.
لاشك ان الاطروحة التى يقدمها المؤلف بالغة الثورية اذ ينفى كثيرا من الاحداث التى قر فى اعتقاد الجميع انها جزء اساسى من التاريخ وان كان الكثير من هذه الاحداث يبدو اسطوريا وعصيا على التصديق، ويؤمن الكاتب ان العرب لم يغزوا اسبانيا ولكن حدث تغير سلمى نتيجة للشبه البالغ بين الاريوسية والاسلام وهناك تشابه كبير دعا فاضل سليمان لكتابة كتاب عن الاريوسيين مسميا اياهم مسلمين قبل محمد ويقال ان الرسول ذكرهم فى كتابه الى هرقل مسميا اياهم الاريسيين وقد افاض الكاتب فى استحالة تصور الاحداث كما ورد ذكرها فى كتب التاريخ المعروفة ذاكرا شواهد جغرافية وتاريخية وحيوية ورغم ذلك فان اطروحة الكاتب تبدو فى احتياج لمناقشة تاريخية جادة لان صعوبة وقوع الاحداث كما فى الرواية الكلاسيكية ليس كافيا لاثبات الرواية المضادة التى تحتاج اثباتا تاريخيا لها وهو مالم يتمكن الكاتب من اثباته بشكل تام ويظل الكتاب هاما جدا والاطروحة تستحق الدراسة