تعود أهمية البحث في تاريخ الاتحاد السوفييتي ليس فقط إلى الطبيعة المثيرة لهذا التاريخ، وإنما أيضاً إلى المسائل الكبرى التي أثارتها ولادة نظام سياسي واجتماعي-اقتصادي جديد، عاش على مدى أكثر من سبعة عقود وترك بصمات واضحة على التاريخ الإنساني قبل أن ينهار. بيد أن التاريخ السوفييتي ليس مثيراً فحسب، بل هو تاريخ تصعب مقاربته كذلك، لأنه تاريخ مكوّن من تواريخ عشرات الأمم والثقافات والديانات، كما أنه يتطلب معرفة إطار العلاقات الدولية التي تطوّر هذا التاريخ في رحمها. وكان من الطبيعي أن يثير هذا التاريخ، والموقف من أحداثه، نقاشات حامية لا يزال صداها يتردد إلى اليوم.
مؤرخ فلسطيني وباحث متفرغ في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت. حائز درجة دكتوراة دولة في الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة باريس الأولى-السوربون سنة 1982، ودرجة دكتوراه حلقة ثالثة في التاريخ المعاصرمن الجامعة نفسها سنة 1977. كان أستاذ التاريخ العربي في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، دمشق ثم بيروت. وهو الآن باحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت، وعضو اللجنة الدولية المشرفة على فصلية "أبحاث دولية" في باريس، وعضو لجنة تحرير "دفاتر مجموعة الأبحاث والدراسات حول المغرب العربي والشرق الأوسط" في باريس.
هذا الكتاب هو في الاصل مكون من مقالات بحثية مطولة للمؤلف تناولت بشكل مختصر لكن لا يخلو من التماسك و غزارة المعلومات تاريخ الاتحاد السوڤييتي منذ ثورة اكتوبر و حتى التفكك بعد فشل انقلاب صيف 1991. و هو في سبيله الى ذلك قام بعمل رائع في تحليل الاوضاع السياسية و الخطط الاقتصادية المختلفة التي تم تبنيها من عهد ستالين الى البريسترويكا. حاول المؤلف في الفصلين الاخيرة ان يفسر اسباب فشل غورباتشوف و انهيار الاتحاد السوفييتي. اعطي الكتاب تقييم مرتفع لإعجابي بأسلوب المؤلف و وضوحه رغم أنني شخصيا اجد صعوبة في قراءة الكتب التي تتناول المسألة او التاريخ و الاقتصاد الشيوعي بسبب المصطلحات
من لينين الى غورباتشوف ، من العنوان هو كتاب موجز في تاريخ الاتحاد السوفييتي يستعرض ويناقش ويحلل بشكل متماسك ومترابط ابرز المحطات في فترة كل رئيس من رؤساء الاتحاد السوفييتي ثم يتبعها بعد الخاتمة التي استكمل فيها اسباب انهيار الاتحاد السوفيتي من وجهة نظر شخصية؛ بملحقين وهي مقالات كتبها المؤلف في وسط المعمعة في موسكو وفي فترة البيريسترويكا كان الملحق الاول بعنوان "البيريسترويكا الى اين" ناقش ابرز الانجازات واهم التحديات-التي ساهمت فيما بعد بالانهيار- اما الثاني فهو عبارة عن لقاءات مع عدد من المندوبين مابين مستشارين وضباط وعمال واكاديميين ليضعني كقارئ في وسط المؤتمر الاخير للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي