من منا لا يتذكر صورة رجل الدبابة في ساحة تيانانمن الشهيرة عام ١٩٨٩ والتي أصبحت رمزاً لقمع السلطات الصينية للاحتجاجات المناهضة للسلطة الحاكمة، او صورة النسر الذي كان ينتظر موت طفلة سودانية توقفت عن الزحف إلى مركز لتوزيع الطعام، وحصل على اثرها المصور الجنوب افريقي كيفن كارتر على أهم جائزة للتصوير الفوتوغرافي وهي جائزة (بوليتزر)، او صور سجن ابو غريب في العراق والتي هزت العالم لوحشيتها، وغيرها من الصور التي ساهمت في نشر الوعي او تزييفه، وفي هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (الصحافة المصورة و الأخبار في عالم اليوم: خلق واقع مرئي) يسرد لنا مؤلفه لوب لانجتون تاريخ الصحافة المصورة منذ بداياتها بوصفها أهم مادة إعلامية تصويرية كانت متاحة للناس في التاريخ الحديث، حيث ساهمت الصور الفوتوغرافية في الصحف والمجلات بترسيخ الأحداث أكثر من الخبر نفسه.. وركز لوب لانجتون على الداخل الأمريكي بوصفه من أكثر المجتمعات الغربية تداولاً للصحف و المجلات والتي كان مصوروها يجوبون الداخل الأمريكي والعالم أجمع بحثاً عن صور ساخنة هنا او هناك لتوثيق اللحظة التاريخية للصحيفة والتي بدورها ستجلب المعلنين الذين يغطون مصاريف تشغيل الصحف و رواتب موظفيها، وتطرق المؤلف إلى صحفيي الحروب حول العالم سواء كانوا المستقلين الذين يعملون لحسابهم الخاص او المدمجمين مع القوات العسكرية المشاركة في أحد الحروب، حيث شكلت الصورة في الحروب جانباً مهماً من تشكيل الرأي العام المناهض او المساند لأي حرب، يقول الصحفي لوميس المدمج مع القوات العسكرية الأمريكية في حرب غزو العراق..
(أعتقد أن من الأشياء التي يصعب عليك الوصول إليها، بصفتك صحفيا غربيًا، الخسائر التي سببتها الحرب للمدنيين العراقيين. وبوصفك صحفيا، هذا ما تلتزم بفعله، فأنا أريد أن أحكي جانبي القصة، إن صح التعبير. توجد أوقات يمكنك فيها فعل هذا. بعد الحرب مباشرة، يمكنك فعل ما يحلو لك، ثم بعد معركة الفلوجة، بدأت تقل فرص القدرة على سرد هذه القصص من وجهة النظر هذه.
ذهبت عقب معركة الفلوجة إلى داخل بغداد، وحاولت العمل على قصص عدة تتحدث عن مدى افتقار المدنيين للسلطة، ومدى افتقار المدنيين للوظائف، ومدى افتقار المدنيين للأمن والاستقرار، أي تناولت الصعوبات التي يعانونها، ففي دولة تنتج البترول، كان هؤلاء الناس ينتظرون في صف طوال اثنتي عشرة ساعة من أجل تزويد سياراتهم بالوقود. كانوا فعليا يقفون في طابور يمتدّ أميالا، ويدفعون سياراتهم، ويتناولون الطعام فيها، وأخيرا يصلون إلى مضخة البنزين ويملئون خزانات سياراتهم. بدت لي أمثال هذه الأشياء سخيفة في هذه المرحلة) وعرج بنا لوب لانجتون إلى تاريخ تطور الكاميرات حتى أصبحت على ما هي عليه اليوم، مما ساهم في سرعة نقل الصور لكسب عامل الوقت مع المنافسين الآخرين من صحف ومجلات وتلفزيون و إذاعة ومواقع إنترنت، ولكن بالمقابل كان لهذا التطور الكبير جانب سلبي للصور الفوتوغرافية ألا وهو التلاعب بالكثير من الصور الملتقطة لأهداف شخصية او سياسية مما وضع الصحافة المصورة في الوقت الراهن تحت المجهر لكل صورة تُنشر على الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت على حد سواء، بعد أن كانت الصور سابقاً هي الدليل الموثوق للأحداث التاريخية على صفحات الصحف والمجلات، ولا زالت الكثير من الصور و ستبقى راسخة في الاذهان لأحداث هزت العواطف الإنسانية كأحداث مجيدة او وحشية وثقتها الكاميرا في لحظات ضعف للإنسان او فخر في الذاكرة الجمعية للبشر، يقول الصحفي آري شابيرو وهو يقارن صور سجن أبو غريب الوحشية بصور أخرى أصبحت رموزاً قومية:
(إن صور كلاب الشرطة التي أطلقت على المتظاهرين السود للحصول على الحقوق المدنية في برمنجهام، بولاية ألاباما، والطفلة الفيتنامية العارية التي كانت تصرخ في ذعر بعد هجوم بالنابالم، وصورة رفع العلم الشهيرة في أيو جيما أثناء الحرب العالمية الثانية، جميعها صور أثرت في الذاكرة الجمعية. يقول هال بويل، مدير التصوير السابق في أسوشييتد برس، مؤلف كتاب «لحظات: صور فائزة بجائزة بوليتزر: (الكلمات أدوات الشخص الذي يرى شيئا ما ثم يصفه، أما الصور ... فهي تصف شيئا حدث بالفعل) لا شك أن الصورة كانت ولا تزال تحظى بمكانة كبيرة في عالم المعلومة المتداولة يومياً في صحفنا و هواتفنا وكل ما يتعلق بالخبر ومحتواه، رغم ما شابها من تلاعب هز مصداقيتها تاريخياً.. ورغم الصعوبات التي واجهت ولا زالت تواجه المصورين الفوتوغرافيين حول العالم تبقى الصور لا تقل أهمية عن بقية المواد الإعلامية المستخدمة لإيصال المعلومات في عالم اليوم المزدحم بالأحداث الساخنة، فالصورة لم تعد تعني خبراً لجنازة رئيس بلد ما، او دليلاً على وحشية مجموعة من البشر على بشر آخرين، او تعاطفاً لحدث يُراد منه أهداف سياسية، بل أصبحت الصور تجسيداً لذكرياتنا المنسية على قارعة الحياة، وترسيخاً اصيلاً لذكريات الطفولة البريئة والحب الأول والابتسامات العفوية، يقول المصور الفرنسي المعروف برونو باربي (التصوير الفوتوغرافي هو اللغة الوحيدة التي يمكن فهمها في جميع أنحاء العالم)
Photojournalism and Today’s News: Creating Visual Reality carries a 2009 publication date and although the changes in the news industry are happening so rapidly that one may think a nine-year old book would be horribly out-of-date, this volume by Loup Langton has much of value that makes it, if not timeless, then certainly still relevant. And the key to that relevance is the subtitle: Creating Visual Reality. Images and the symbolism they convey are not simply organic representations of some objective reality; instead, the information content is actually CONSTRUCTED by the many decisions ranging from the moment the camera shutter is snapped, to the image selected from an edit, to the size of the image on the page (or screen), to the arrangement of the image in relation to other page elements, and not least to the caption. “News photographs (most times) depict something that actually did exist. But, the reality contained within the photographs is created within cultural frameworks and through cultural interpretation.” (p. 85) It is irresponsible for professional journalists and editors to approach these tasks naively.
Another strength is that P&TN deftly ties together a great many “war stories” from journalism professionals into a coherent presentation on topics like newsroom culture, economics, photographer/subject relationships, and image fidelity. This is a good read for any journalist, student or grizzled pro.