التبر

by Ibrahim al-Koni, إبراهيم الكوني

تركز رواية "التبر" على موضوعين أثيرين لدى إبراهيم الكوني: الخطيئة والحرية، وإن كانا لا يستغرقانها. و الخطيئة هنا تتجاوز المعنى الجنسي المباشر لعلاقة الذكر بالأنثى، إنها أقرب إلى المعنى الصوفي حيث الخطيئة هي ارتهان قلب الإنسان لعلائق الدنيا كافة: الأب، الزوجة، الولد، الصديق، الزعامة والمال... الخ.

وإذا كان "المهري الأبلق" قد وقع مريضاً وفقد بهاءه نتيجة عملية جماع وكان لا بد لشفائه واستعاداه لبهائه وطهارته من التفكير عن الخطيئة عبر إخصائه، فإن "اوخيد" الملعون من أبيه وطريد القبيلة بسبب انجذابه إلى المرأة والذي حنث بوعده من أجلها أيضاً والذي استسلم لإغراء التبر (الشرك الأكبر وأس الشر وسبب الصراع بين البشر) على يدي خصمه وعاشق زوجته "دودو" مالك التبر، كان لا بد لطهارته وامتلاك حريته وانعتاقه من العبودية ليس فقط اعتزاله الناس وطلاق زوجته وقتل عاشقها "دودو" والتخلي عن الولد والتبر والقبيلة، وإنما أيضاً التضحية بنفسه وقبوله مستسلماً تقطيع أوصال بدنه من قبل أعدائه محققاً بذلك وصية "الشيخ موسى": "لا تودع قلبك في مكان غير السماء".

أخيراً، لعل رواية "التبر" هي الرواية العربية الوحيدة التي يحض فيها حيوان أعظم "المهري الأبلق" على أنه بطل رئيسي لا يقل تأثيره على مسار الأحداث عن شخصيات الرواية الأخرى. وفي هذا تحد لقدرات المبدع الروائي لا يخفي على القارئ.

Genres: Fiction, Libya, Novels, Africa, Literature, Literary Fiction, Historical Fiction

159 pages, Paperback

First published January 1, 1990

About the author

Ibrahim al-Koni (Arabic: إبراهيم الكوني) is a Libyan writer and one of the most prolific Arabic novelists.
Born in 1948 in Fezzan Region, Ibrahim al-Koni was brought up on the tradition of the Tuareg, popularly known as "the veiled men" or "the blue men." Mythological elements, spiritual quest and existential questions mingle in the writings of al-Koni who has been hailed as magical realist, Sufi fabulist and poetic novelist.
He spent his childhood in the desert and learned to read and write Arabic when he was twelve. Al-Koni studied comparative literature at the Maxim Gorky Literature Institute in Moscow and then worked as a journalist in Moscow and Warsaw.
By 2007, al-Koni had published more than 80 books and received numerous awards. All written in Arabic, his books have been translated into 35 languages. His novel Gold Dust appeared in English in 2008.

Reviews

[Issa Deerbany · Rating 5 out of 5]

العمل الثاني الذي اقرأه لابراهيم الكوني عاشق الصحراء والقيم الاخلاقية لأهل البادية.

الفتى وجمله الابلق والذي ربطته به علاقة اكثر من ان تكون صداقة. والذي خاطر بنفسه وتمسك به لآخر لحظة حتى يشفيه من المرض.

وفِي المقابل الجمل أنقذه من العطش والغرق. حوارات رائعة صاغها المؤلف بين البدوي ابن الصحراء وجمله.

صداقته مع جمله علمته معنى الحرية ان لا يرتبط باي سيّء من متاع الدنيا وطريقة عيش الناس.

التبر نحس فهو سبب كل الشرور ولكن الناس لا يعرفون ذلك ولا يعترفون بذلك.

تخلى عن كل شيء من اجل جمله وحريته وكان سببا في موته.

معاني عميقة وتحليل لنفسيات البشر يقدمها ابراهيم الكوني بأسلوب رائع جذاب.

ابداااااااع

[فايز غازي Fayez Ghazi · Rating 4 out of 5]

- "التبر" كإسمها، رواية ذهبية بكل ما للكلمة من معنى، رواية تأخذك من صخب الحياة الى الصحراء الليبية بكل سحرها وطقوسها وعاداتها وقيمها. بإسلوب ممتع يشدك لتقرأها وتغوص في قصصها ورمزياتها ومعانيها.

- ترتكز القصة بظاهرها على بطلين: أوخيد والمهيري الأبلق، انسان وحيوان يتبادلان الأدوار والوعي والعقلنة ومرتبطان بشكل وثيق لم يستطع سوى "القتل" تفريقهما.. الموت عجز ووقفا في البرزخ كلاهما، وواحدهما جر الٱخر الى الحياة مجدداً!!

لا تودع قلبك في مكان غير السماء. إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد وحرقته

- فلسفة القصة تتراوح بين الحرية والقيد، والقيد هو كل رابط يشد احدهما الى الدنيا: فالطفل قيد والزوجة قيد والقبيلة قيد والأب قيد والواحة قيد بالنسبة لأوخيد، والناقة قيد بالنسبة للأبلق وكلاهما قطع هذا القيد من اجل الحرية المطلقة والعزلة والإكتفاء بتلك العلاقة التي تجمع بينهما.

- القصة برمزيتها قصة هذا العالم، الناس الذين يرتبطون بالدنيا بمغرياتها من ثروة ونساء مقابل الناس الذين يزهدون بها من اجل الإنعتاق والتحرر... هذا الإنعزال قد تقبله المجتمعات اذا لم يؤثر عليها لكنها ستقضي عليه اذا تجرأ عليها وهذا ما يفسر المشهد الأخير في الرواية!

- تعليقي الوحيد هو على هذا الهجوم على كل ما هو انثى في الرواية واعتباره شر وقيد وخطيئة! حتى الناقة لم تسلم من الراوي!!! كنت اتوقع في مجتمع امومي ان يكون هناك تقديس للمرأة وليس العكس!

- رواية ممتعة وعميقة وتعاد عدة مرات لسبر كل معانيها،

[Pakinam Mahmoud · Rating 5 out of 5]

عند الانتهاء من أي كتاب لإبراهيم الكوني دايماً بسأل نفسي سؤال مهم جداً كيف يكتب هذا الرجل؟
هل يكتب علي الورق أم يكتب في عقولنا؟
هل يكتب بالقلم أم بعصا سحرية تدخل القلوب؟
إبراهيم الكوني...كاتب مش زي أي كاتب...
كاتب يكتب كُتب متعرفش تنساها..كتب تخليك تفكر....كتب بتعيش جواها و في عالمها الخاص..
ولك أن تتخيل إن دي ممكن تكون أول رواية اقرأها واحد من أبطالها هو جمل أبلق..هذا المهري الذي ستشعر به وتحبه كما لو كان صديق مقرب..😍

الرواية هنا مكتوبة بطريقة أسرة..سرد ممتع..اللغة من جمالها ممكن نكتب عليها لوحدها ١٠٠ مراجعة وبرضو مس حنقدر نديها حقها..
الكوني هو ملك الصحراء بلا منازع..محدش كتب عنها ولا قدر يوصفها زيه...والصحراء كالعادة عند الكوني هي رمز للحرية ...للطمأنينة.. للسكينة...

فكرة الرواية هنا إن كلنا دايماً بنتعلق بأشياء بتكون أحياناً كألأغلال التي تكبلنا بدون أن نشعر...حاجات فرضها علينا المجتمع والعادات والتقاليد وكأنها السبب الوحيد والرئيسي للسعادة وراحة البال..

أوخيد بطال الرواية تخلي طواعية عن كل ما يقيده ..تخلي عن الزوجة ،الولد،القبيلة...

"لا تودع قلبك في مكان غير السماء. إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد وحرقته.."

ويبقي السؤال هل فعلاً ممكن تتخلي عنهم؟هل حيقبل المجتمع؟هل حتقدر تكمل في طريقك لوحدك و لا دايماً هموم الحياة والمجتمع بتقاليده العقيمة و دسائس الناس مش حتسيبك في حالك؟

أول ٥ نجوم مستحقة في هذا العام و هذا الكتاب هو الكتاب رقم ١٢ الذي اقرأه لهذا الكاتب الاستثنائي ومعنديش حاجة أقولها غير هل من مزيد يا أستاذ❤️

[Fatma Al Zahraa Yehia · Rating 4 out of 5]

ربما أجمع كل من قرأ تلك الرائعة الأدبية على أن الكوني قد قدم الأنثى كمصدر المصائب وأساس البلايا. فهى من تسببت في فقدان المهري لفحولته، وعرّضت بطل الرواية "أوخيد" لفقدان أبلقه ومن ثم فقدانه لكرامته وشرفه.

ولكني أرى أن الرواية حملت معنى أكبر وأعمق. فليس التعلق بالأنثى هو بالضرورة ما دفع ابطال قصتنا إلى مصائرهم المظلمة. وأرى أن تلك الرؤية القاصرة هى رؤية خاصة ببطل الرواية. وليست هى المقصد والمعنى من حكايتنا.

أرى أن سبب ضياع الأنسان هو "التعلق"، وبأن يسمح لقلبه بأن يملكه زائل. سواء إن كان هذا الزائل حيواناً أو ابناً أو شهوة أو تبرا وذهبا.

"لا يمل الشيخ من القول: لا تودع قلبك في مكان غير السماء. إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد وحرقته"

قرأت هذا الجزء في نهاية الرواية وتساءلت: هل هذا ممكن؟ أن يعيش المرء متحرراً من التعلق؟
لا أظن.. فهذا أساس بلاؤنا في هذا الدنيا. ولم يخلقنا الله لكي نقابله في الأخرة غير مبتلين.

هذه حكاية رائعة من الحكايات القليلة التي سمعت عنها الكثير من الثناء والمدح، ووجدت أنها تستحق ذلك وأكثر.

إيقاع سريع ولغة ذات عبارات قصيرة تحمل أعمق المعاني. لست من المغرمين بقراءة القصص التي تتناول العلاقة بين الإنسان والحيوان، وليست الصحراء هى مكاني المفضل أدبياً، ولكن براعة الكوني جعلتني أتعلق بالأبلق كما تعلق به أوخيد. كما جعلتني أشعر بمدى تعقد علاقة العشق/النفور التي تجمع بين الصحراء وبين من يعيش بها.

[Araz Goran · Rating 5 out of 5]

رحلة الكوني في الصحراء حكاية إستهوتني وألهمتني للدخول في أعماقها المنبثقة عن عشق الواحات ولهيب الصحراء الدافقة والبحث الإنساني الأول عن الحرية والتألق خارج نطاق الجسد والوجود.. الكوني كحالة فريدة في الأدب العربي يكتب عن نطاق زماني ومكاني لامتناهي الحدود والآفاق وعن توافق عجيب بين الخيال والواقع، الكوني لايسعه دائرة الخوف ولا يعتني بوضع حدود للنهايات المُعتمة ..


بدأت رحلتي معه في روايته " الورم " والتي كانت لي كنافذة تطل على صحرائه وعالمه الشاسع المتوج بإكاليل الحرية الخالدة ومعزوفة الوجود الأولى، أشعرتني تلك الرواية بنوع من الرهبة وفي ذات الوقت التوق إلى رؤية ذلك العالم البهي الأصفر العملاق الذي كان الكوني يحدثني عنه المسمى بـ الصحراء.. كانت البداية هناك وكانت بالنسبة لي عالم لا ينضب من الحكايا والمغامرات التي تنسج خيوطها من أشعة الشمس ورمال الصحراء المتوقدة..


يبدو أن عطشي لحكايات الصحراء لن ينتهي وخاصة مع هذا الرجل الذي تعمق فيه الروح الصحراء وإنتشى بسرد حكاياتها المتعلقة بإلانسان والروح الساكنة هناك، رواية " التبر " هذه المرة والتي بدأت بقرأتها بعد تفكر طويل فيما ينبغي لي أن أقرأ له هذه المرة، وبطبيعة الحال قررت أن أقرأ أشهر رواية له وهي التبر ..


لست بصدد القول أنني قرأت الرواية كما كنت أقرأها بصورة متعمقة كعادتي الخاصة مع روايات هذا الرجل بالذات، ولكني قرأتها من وجهة نظر قارئ مبتدئ في القراءة لهذا الأديب الكبير، قالب حكائي عظيم يكمن هنا في الرواية بين فلسفة تدور حول الجسد والخطيئة والحب والتحرر وتجليات حول تلك الشخصية المتسمة بصراع داخلي كبير بينه وبين ذاته وتارة أخرى جدال محتدم ضد العالم الخارجي، ضد البشر والصحراء والواحات وحتى ذلك الجسد الذي يحتويه بإعتباره المسار الأول والأقدم نحو الخطيئة والتي تستوجب منا محاربتها والوقوف ضد ماتحمله على أرواحنا من لؤم وصيد متوحش لمنابع الخير والصفاء القابعة في تلك الأرواح الأزلية التي كانت في فترة ما من فترات الوجود جزءاً لا يتجزء من روح الصحراء نفسها بل كانت متعلقة بكل ذرة من ذراته التي كانت تشع دائماً فيضاً من السكون وفي نفس الوقت الروح الهادرة المتعطشة التي عادة ما تستر نفسها برداء السكون ذاك..


كان ذلك البائس يتجول في الصحراء مفتخراً بما فاضت عليه الطبيعة المغبرة من صديقٍ لا يُمل ولا يغتنى عنه، يعبر على ظهره الآفاق وينعم بطعم الحرية التي منحتها الصحراء لوجوده هناك، كان ذلك الصديق من أنبل أجيال الحيوانات وأكثرها ندرة في الصحراء .. ماكان له أن يستبدل ذلك الصديق بـ تبر الدنيا ونعيمها كما كان يجول في خاطره دوماً وهو يغدو أكثر غبطة وحرية في تجواله عبر تلك الآفاق..



" الخطيئة تبدأ من الجسد وإليه تعود "


لقد تعقب آثار الخطيئة بجسده لا بروحه، بل لم يكتفي بذلك، أشرك في خطيئته حتى الصديق الذي يرتكب خطئية سوى أن قرر إتباع شهوات صاحبه وتدني وجوده الروحي خلف جدار الجسد المظلم.. وكما نعلم فإن اللعنات كثيراً ما تصيب لا أولئكم الذين يسعون وراء الخطيئة نفسها، بل وراء متتبعيها، ربما هو إنتقام لصاحب الخطيئة في متتبعه المحبوب..


الخروج من الخطيئة تتطلب عادة أكثر من الندم، التضحية هي الشعار الذي ينبغي دائماً في وجه الخطئية لكي تكف عن مضايقة المذنب..


ولكن أي قربان وأي تضيحة يمكن أن تُقدم في ذلك الجحيم الملتهب، في قعر ذلك العالم الوحشي الذي يزداد تطرفاً كلما قُدمت إليه القرابين وإزدادت بين يديه عدد التضحيات !!!



رواية مغرقة بالألم والحزن والسوداوية، ربما هي من الأعمال القليلة التي قرأتها وأحسست من خلالها بكمية ألم لا تُحتمل، كأني عشت تلك التفاصيل الذي عاشه إبن الصحراء ذاك بين الألم والخيانة والعذاب الوجودي، والنهاية التي كانت بداية ونهاية في نفس الوقت لمأساة واحدة وحياتان كتب لهما القدر أن يعيشا في كنف تلك المأساة المشتركة...




تـمـت...

[Eddie B. · Rating 4 out of 5]

إبراهيم الكُوني كاتب أسطوري - يُقال مثلا أنه يتكلم تسع لغات! - ينتمي إلى قبيلة "الطوارق" الأسطورية وعالم الصحراء بكامل أساطيره، لذا لا تتوقع من "التبر" أن تكون شيئا أقل من أسطورة ذهبية تتألق تحت شمس الصحراء الكبرى، وفوق تعاريج رمالها الأبدية. حكاية صداقة بين فارس و"أبلقه" أو "مَهْرِيِّه" أو - بلغة غير أهل الصحراء - جمله. صحبة روحانية بطول الحياة تشهد على حقائقها وأوهامها، تبرها ونحاسها. عن الصحراء وإنسها وجنها وجنونها ومكرها وقسوتها وبركتها وبكارتها وبهائها وإشاراتها وتبرها يحدثنا ابنها إبراهيم فيقول:

وهو يخاف الإشارات. الصحراء علّمته أن يتيقظ للإشارات. قالت له إنه ليس في الحياة شيء يمكن أن يعادل الإشارة عندما تتجاهلها أو تغفل عنها. "الإشارة هي القدر". هكذا قالت الصحراء.

ويقول:

والصحراء وحدها تغسل الروح. تتطهر. تخلو. تتفرغ. تتفضى. فيسهل أن تنطلق لتتحد بالخلاء الأبدي. بالأفق. بالفضاء المؤدي إلى مكان خارج الأفق وخارج الفضاء. بالدنيا الأخرى. بالآخرة.

أحمد الديب
سبتمبر 2011

[Amani Abusoboh (أماني أبو صبح) · Rating 4 out of 5]

هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها لإبراهيم الكوني، وَيَا الهي لن تكون الأخيرة حتماً..

كنت مأخوذة بسحر اللغة وأنا أقرأ، بسحر السرد، والحبكة التي كلما تصاعدت، شعرتُ نبضي يتصاعد معها، حتى شعرت بقلبي يذوب..

أن تمسك بقلبك طوال فترة قراءتك لعملٍ ما؛ تمسكه لذةً وألمًا، هذا يعني أنك أمام كاتب استثنائي.. هذا ما كنت عليه وأنا أقرأ هذا العمل.. ولا أظنني سأبرأ قريباً من الجمال والألم الذي تركه في قلبي!

[Ahmed Ibrahim · Rating 4 out of 5]

ألممت بجزء كبير من فكر الكوني من خلال كتابيّ نصوص قرأتهم له قبل هذا: «الناموس» و«صحرائي الكبرى»، فكانت هذه الرواية هي مزيج مميز بين أفكاره وبعضها، فطوّعها لخدمة أفكاره بطريقة مميزة.

يقول الكوني: هناك ثلاثة أشياء تفسد البشر وتهلكهم: الثروة، السلطة، المرأة.

في هذه الرواية يرسم الكوني نتاج مفسدتين دون الثالثة: الثروة والمرأة. عن الثروة يقول: إن الثروة تقتل الروح، وأينما حل التبر فسدت النفوس، الذهب لعنة البشر، في قديم الزمن ساواه الأجداد بالتراب، ونبذوه، وعندما انبهر بلمعانه البعض ورفعوا قيمته تسلّط واستعبدهم.

نجد في هذه الرواية أن جزءًا من المأساة سببه الثروة، سلطة الغريب على المال وتحكمه به فأغرى «أوخيّد» بطل الرواية وسلب منه أعز ما لديه، جمله الأبلق، في مقابل جملين ذبح أحدهما وشغّل الآخر في الحرث ليسد جوعه، ولكي يسترجع الجمل سيقايضه بطلاق امرأته التي يحبها، ثم قيل عن البطل أنه قايض امرأته بالتبر، فار دمه واقتص ممن أعطاه التبر، وفي النهاية سعى وراءه المقتصِّين طمعًا في الثروة لا حبًا في المتوفى.

عن المرأة فقد قال إبراهيم الكوني الكثير، حوالي ثلث نصوصه – أو أكثر – ذم في المرأة، قال إنها سبب نزولنا من الجنة، شببها بالأفعى، بالموت، قال إنها نقيض الحرية، أنها جاذبيتها لها مفعول السحر على الرجل، ما أن تدركها الشيخوخة حتى يبطل السحر.

هنا، نجد أن المرأة هي أصل المأساة. المرأة كانت السبب في خصي الجمل الأبلق. المرأة التي أحبها البطل كانت السبب في تبرؤ والده منه، ثم هجره لقبيلته وانقطاع صلته بهم مما جعلهم لا ينجدوه عندما كاد له البعض، وبعدها كانت السبب في نزع حريته منه لأنهم تركوا الصحراء وسكنوا الواحات، والواحة في نظر الكوني نقيض الحرية ومن أكبر المفاسد. ثم كانت المرأة شريكًا في إنجاب قيد آخر، وهو الولد، وفي سبيل إسكات جوع الزوجة وإلحاحها ونظرة الاحتقار له، ولكي يُسكت بكاء ابنه، رهن جمله الأعز، ثم كانت هي السبب في سوء سمعته حين قيل أنه قايضها بالتبر وليس بالجمل.

أما عن الجمل «الأبلق»، صديق «أوخيّد» بطل الرواية، فلا يقل أهمية وتأثيرًا في الرواية عن أوخيّد ذاته، فهو محرك للرواية ومشارك في مسار أحداثها بشكل كبير.

يؤمن الكوني بما قالته العرب عن المستحيلات الثلاث، الغول والعنقاء والخل الوفي، يؤمن باستحالة وجود الخلّ الوفي أكثر من الاثنين الآخرين، فكان الخلّ في هذه الرواية هو الجمل وليس الإنسان، الجمل الذي كان شريكًا في بطولة الرواية، بل يمكن القول أن الاثنين واحد، الجمل يشعر بصديقه الإنسان وينقذه، والإنسان يبيع كل شيء في سبيل جمله «الأبلق»، لكن ما زالت أي صحبة تجلب الخراب، حتى إن كان جملًا، هكذا تكلم الكوني «لا تودِع قلبك في مكان غير السماء»، وبهذا يعرض الكوني جانبًا آخر من فكره وهو الجانب الحدسي، وسعيه للمعرفة في الصحراء، الفردوس المفقود.

الكوني ليس من الشخصيات الفريدة في مجال الرواية الذين يمكن لنا أن نقول عنهم مجددين، لكنه فريد فكريًا، بل أكثر العرب المعاصرين أصالة في الفكر، يستطيع نثر أفكاره وتطويع الرواية بحرفية، وبأسلوب شاعري جذّاب يتعمق في التفاصيل الصغيرة دون أن تشعر بأي ملل يُذكر، وهذا بسبب قفزه بالسرد متنقلًا بين الأحداث بسلاسة، فالرواية عنده ليست مليئة بالأحداث قدر ما هي مليئة بالتفاصيل والمشاعر.

الكوني يفلسف الصحراء لا يكتب عنها فقط، في نصوصه الأخرى ومقالاته تجد أن هذا رجل فهم الصحراء وأحبّها، وتأتي الصحراء عنده كمرادف للحرية، هي جنة الله في الأرض، وأنها السبيل الوحيد للاطّلاع على ما بعد الموت وأنت حيّ، نرى الصحراء هنا بوجهيها، الحميم والجحيم.

يصوّر الكوني حالات الصحراء والإنسان، ودواخل الاثنين، بشكل عظيم.

[BookHunter M ُH َM َD · Rating 4 out of 5]

لا يكتب إبراهيم الكوني حكاية بدوي في الصحراء، بل يكتب عن الصحراء ذاتها وقد تلبّست إنسانًا، عن الكائن حين تحاصره المادة من جهة، والوفاء من جهة، والنداء الغامض من الداخل من جهة ثالثة. ليست الرواية عن الذهب، كما قد يوحي العنوان، بل عن ذلك الشيء الخفي الذي يسلب الإنسان روحه دون أن يراه أحد.

يقول الراوي في أحد مواضع التأمل:

“هذه هي الجاذبية. لا أحد يعرف ما هي ولكنها تجذب وتجذب. قد توحي بها التفاتة، أو ابتسامة خفيفة أو نظرة عابرة، أو هزة من الرأس، أو طريقة النطق بالكلمة، أو حتى مجرد رنّة، نغمة، في الصوت. الجاذبية هي الجمال الخفي.”

هذه الجاذبية التي لا تُعرَف تُشبه العلاقة التي ربطت أوخيد بالمهري الأبلق. ليست علاقة تملّك، ولا حتى صداقة، بل رباط غامض يصعب وصفه، أقرب إلى القدر منه إلى العِشرة. إن ما يفعله الكوني هنا هو تحويل “الحيوان” من كائن خارجي إلى مرآة للذات، إلى شريك في المصير.

لكن هذه الجاذبية، مثلها مثل أي ولاء عميق، ليست مجانية. فهي تضع صاحبها في صراع دائم مع العالم، وتُجبره على اتخاذ قرارات تبدو – في ظاهرها – خيانة. هكذا وجد أوخيد نفسه مجبرًا على التخلي عن زوجته وابنه، كي يستعيد المهري، لا بدافع الجحود، بل بدافع البقاء الروحي. ومن هنا تأتي المفارقة التي يطرحها الراوي بسخرية مرة:

“لم يبع أحدًا سوى قيوده. تخلّى عنهم طائعًا كي يسترد حياته مع الأبلق. كان يسعى لأن يخلص.. يتخلص. يـ.. تـ.. حـ.. ر.. ر. ولكن مَن يفهم هذا الهراء؟ مَن يصدّق هذه الأساطير؟”

في هذا الاقتباس تحديدًا، يكشف الكوني عن لبّ الرواية: الخلاص هنا ليس فرديًّا فقط، بل وجوديّ؛ إنسان يحاول أن يتحرر لا من الآخرين فحسب، بل من ذاته القديمة، من كل ما يربطه بنظام القيمة السائد، ومن كل ما يُفرض عليه كدور اجتماعي. ولذلك تبدو تضحياته جنونية في نظر الآخرين، بل حتى في نظر الراوي نفسه.

إن رواية “التبر” تُقدّم سردًا ناعمًا لكنه مسكون بالقلق. لا حبكة تقليدية، بل بناء حلزوني من التأملات والرموز، والصحراء ليست خلفية بل شريكة في كل قرار. أما التبر، الذهب، فليس شيئًا يُطلب، بل لعنة تُلاحق.

خاتمة:

“التبر” ليست عن الخيانة ولا عن الجشع، بل عن الإنسان حين يُحب شيئًا لا يفهمه، فيدفع الثمن من كل شيء – من أهله، من مكانته، من حياته.
وربما، كما توحي الرواية في صمتها:
الإنسان الذي يسمع نداءه الداخلي، غالبًا ما ينتهي وحيدًا.
لا لأنه مخطئ، بل لأنه الوحيد الذي تجرأ أن يمشي خلف ذلك النداء حتى النهاية.

[محمد خالد شريف · Rating 4 out of 5]

"لا تودع قلبك في مكان غير السماء. إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد وحرقته."

تجربتي الأولى مع الكاتب الليبي "إبراهيم الكوني" ورواية "التبر"، والتبر هو فتات الذهب، أو الرمال الذهبية، وله قيمة كبيرة في عالم الصحراء الواسع، الذي أخذنا إليه "الكوني" في حكاية رمزية عن "أوخيد" الذي يُصارع الحياة، ويُريد أن يحصل على حريته، فهل صعب في هذا العالم أن تكون حُراً بلا قيود؟ هذا ما كان يسرده الكوني، فـ"أوخيد" يتحدى مجتمعه، وكافر بقوانينه، ويُريد أن يتبع ما يجعله حُراً دون ارتباطات أو تعلق، سواء بمال أو نفوذ، أو بشر، ولكن نقطة ضعفه الوحيدة كانت "الأبلق" المهري الذي أحبه والذي رأى فيه كل الجمال، ومدحه، كما لم يمدح أحداً مهرياً من قبل، ودائماً ما كنت تجد على وجهه تلك الدهشة المُصاحبة لسؤال بلا جواب: هل سبق أن رأيت مهري أبلق من قبل؟

"الإنسان لا يهنأ لحظة واحدة منذ أن يطل من بطن الأم."

ولكن الحرية ليست بهذه السهولة! فالتشتت الذي واجهه "أوخيد" بين التعلق بما في حياته من زوجة وابن وعالم الصحراء والأبلق الذي يرمز لكل ذلك، وبين الحرية والانسلاخ من جلد المجتمع وقيوده، كان بمثابة جحيم يؤرقه لا يستطيع بسببه النوم، وهنا اقتبس من الرواية عن حالته: "لم يكن ينام. فالجمرة الملتهبة في قلبه لم تترك مجالًا للنوم."، فتلك الجمرة التي تكاد تشعر بلهيبها هي ما قادته إلى مصيره الحتمي، وليس فقط مصيره وحده ولكن مصير أي شخص يُحاول أن يقترب من الشمس كما فعل إيكاروس، أو أن يحصل ��لى حريته كما فعل "أوخيد"، فإما أن تنتصر على كل قيود التعلق بهذه الدنيا، وإما أن تخسر، ولكن الخسارة ستكون هائلة، لأنك ستسخسر نفسك.

ختاماً..
تجربة أولى أكثر من رائعة للكاتب "إبراهيم الكوني"، رواية من عالم الصحراء برمزية عن الحياة، وبسرد سريع وجمل قصيرة ولكنها مُكثفة، يطرح الكاتب قضاياه ويُناقشها، ويتركنا لنختار مصيرنا إذا كان مثل أوخيد، أو عكسه.

بكل تأكيد يُنصح بها.

[Eslam الغني · Rating 4 out of 5]

جاذبية اﻷنثى هى السر، اﻹبتسامة، اللفتة، النبرة، الضحكة،،،مصرع الرجال، كل الرجال على يديها

صفعة إبداعية يوجهها المبدع المتفرد إبراهيم الكونى
لكل من لم يخطو باتجاه عالمه الروائى"المتميز والمختلف تمامااا عن غالبية ما يكتب وينشر
في إطار المشهد الروائى العربى...الصحراء


ببساطة آمن الرجل بعالمه، وتوحد معه،،،فجعل منه"وهو كذلك حقيقة" نبعا ثرا
لا يرتوى أبدا من النهل منه
بل وإرواء كل من تزين له ذائقته الراقية
اﻹقبال على حوض هذا الروائى"المخلص" لبيئته وواقعه
والمتمكن من أدواته
والمضطلع، شأن الكبار دوما، بمهمة تعريفنا بعالمه الصحراوى الغريب، العجيب، المدهش
لأبناء الريف من أمثالى، أو أبناء الحضر بامتداد الجغرافيا المدينية عربيا وعالميا

********************

لن أتعرض كثيرا لتفاصيل الرواية موضوع التقييم
يكفينى أن أشير إلى فذاذة السرد
وجمال وطرافة وألم العلاقة الفريدة بين أوخيد البطل، اﻷبلق المهر، الجمل، البطل أيضا
فرادة العلاقة، وعمقها، ونبلها، وحمقها-ربما
عالجها الكونى بشكل بديع، أثار إعجابى حينا، دهشتى حينا، غضبى قلما، وإحترامى دائما

********************

آراء الكونى، البطل ظاهرا، عن المرأة لن أعقب عليها بكلمة
كثيرا ما كنت أبتسم، وأتخيل رد فعل معين
من أصدقاء أعرفهم، يأخذون بمذهب ابن حزم الظاهرى ف معالجة النصوص اﻷدبية
فلهم الله وللكاتب من ردود أفعالهم كذلك
رواية تستحق القراءة، وعالم يستحق الولوج
وروائى يستحق التقدير لجهده ودأبه وعنايته بمشروعه ذى الخصوصية اﻹبداعية المشهودة

[كِـنزة بـاء سيـن · Rating 5 out of 5]

أحيانا تخالجنا مشاعر رهيبة عند انهاء عمل أدبي ما ... فنعجز عن الاتيان بمراجعة تليق بالمقام

“ما أبشع المخلوق عندما يخلو قلبه من الهمّ! الحزن وحده يزرع القبس الإلهي في القلب”

لقد زرعت القبس في قلبي يا ابراهيم :(
"التعلق الزائد ببعض الأمور يحوّل الحياة جحيما"

[Yasmine Mohamed · Rating 3 out of 5]

كنت قد افتقدت عالم ابراهيم الكوني الساحر فقررت العودة إليه مرة أخرى بعد طول غياب.
صحراء الكوني وفلسفته المختلفة كانت هنا قاسية على قلبي ولكن يظل قلمه ورؤيته للصحراء والواحة، الترحال والإستقرار، الإمتلاك والإستغناء، لا يشبه أي قلم آخر ويمتلك لمسة خاصة به تؤثر بي في كل مرة ❤

[Nada · Rating 4 out of 5]

"ما أبشع المخلوق عندما يخلو قلبه من الهمّ..
فوحده الحزن من يزرع القبس الالهي في القلب"

اللغة ساحرة..
رواية غريبة ايضاً و مُمتعة وسريعة ، لم استطع تركها ..
سأقرأ ل إبراهيم الكوني مرة أخرى حتماً..

[Mohamed Shady · Rating 4 out of 5]

ملحمة تضاهي في جمالها "العجوز والبحر" والله

[Mawada · Rating 5 out of 5]

إبراهيـــــــم الكُوني أديبُ الصحراء ،
أجدُ نفسي عاجزة عنْ وضع كلام يليق بأناقة وجمالِ الرواية .
"الألمُ أكل الألم ، فماتَ الحب وماتَ الإحساس ولمْ يتبقَ إلا الجنُونُ في الرأس"
أوخيد ابن الصحراء وهيامهُ بأبلقه ، علاقة التعلق حملت أبعاداً كثيـــــــــرة فمن يخاطر بحياته لشفاء حيوانٍ أو كما يقول أوخيدا هو ليس حيواناً هو "أبلق"من يصارع الموتَ والعطش ،من أجلِ شفاء أبلقهِ
الأبلق النوعُ النادر في الصحراء جاء هديةً لأوخيدا عندما بلغ سن الرشد،
الرواية فلسفية جداً من حيث الســــرد والعلامات والإشارات الصحرواية وأحلام أوخيدا والنهاية العجيبة حقاً
التعلق ثم التعلق ، التعلق هو هلاكُ الإنسان ينظرُ أوخيدا هنا بأن المرأة هي الخطيئة من الأساس ، أي من بدايةِ الخلق
في قوله لولا أمُنـــــا حواء لدخلنا الجنة موطننا الأصلي وصورالمرأة بأنها الشيطان بنفسه ،
والأنثى هي السببُ في مرض الأبلق ،
ولكن سحرُ وجاذبية الأُنثى كان سبباً كافياً ليقع أوخيدا في شباكِ الحب،
ولكن بسبب حبه طرد من القبيلة ونال غضب والده بقوله"لابارك الله لكَ فيها" وأيضاً المجاعة التي حدثت بسبب الحرب وشعور أوخيدا بالعجز من سد حاجة زوجته وابنه جعله يعود إلى إعتقاد الأول بأن المرأة خطيئة كبرى
أجمل ما في الرواية علاقة الصداقة القوية بين أوخيدا وأبلقه ، وكنت أشعر بأن الأبلق هو إنسان في هيئة حيوان يفهم ويشعر ويحزن .
يغامر أوخيدا من أجل الأبلق فلن يفرق شيئاً بينهما حتى الموتُ نفسه .
ولكن المجاعة تكون سبباً ليرهن أبلقه ، وعندما أراد إسترجاعه من "دودو"كان شرط الأخير هو أن يُطلِقَ أوخيدا محبوبة قلبه من أجلِ أبلقه
الأبلق مقابل الزوجة والإبن ،
ولكن كل شيء مقبول من أجل الأبلق، فهو الأبلق فالنهاية وعندما يكون الفرس قريباً لفارسه فكل شيء مسموحٌ به
وهنا في إعتقاد أوخيدا أنه تخلص من التعلق بتركه لزوجته وابنه وأنه لن يصبح عبداً لدنيا فانية
ولكن أوخيدا بأبلقه كان أشد الناس عبيداً للدنيا
تعلقه بأبلقه سار به بعيداً جداً
إلى حيث الظلام والخطيئة إلى حيثِ النحاس الأصفر "التبر"إلى حيث اللعنات التي تلحق بكَ حتى الممات
ففي قانون الصحراء العار يلحق بك حتى الممات وبعد الممات
"لاتعلق قلبك في مكانٍ غير السماء"
post images

رواية تستحق الخمس نجوم ، فهي أنيقة في السرد والأحداث
لغةُ الكوني أنيقة جداً
التبــــر هي رواية العام دون أدنى شك
قراءة مشتركة مع الصديق : محمد المجري
تمت بحمد الله--

[صهيب · Rating 4 out of 5]

“لا تودع قلبك فى مكان غير السماء”
“مسكين من سلّم أمره لإنسان، مسكين من رهن رأسه لإنسان.”
'' فليس ثمة في الدنيا مخلوق ينافس الجمل في الصبر على الألم الجسدي. وليس في الدنيا مخلوق أضعف من الجمل في تحمل ألم القلب..''
“حقا ما أبعد أسرار الغرباء! ما أقوى الغرباء! أولئك الذي يخفون أسرارا دائما أقوياء.”
“ما أبشع المخلوق عندما يخلو قلبه من الهمّ! الحزن وحده يزرع القبس الإلهي في القلب.”
“والمجهول لا يومئ عبثا. المجهول لا يعرف المزاح. المجهول هو القدر. ولغة القدر مميتة.”
“والصحراء وحدها تغسل الروح. تتطهر. تخلو. تتفرغ. تتفضى. فيسهل أن تنطلق لتتحد بالخلاء الأبدي. بالأفق. بالفضاء المؤدي إلى مكان خارج الأفق وخارج الفضاء. بالدنيا الأخرى. بالآخرة.”
“لا يتغّرب المرء بلا سبب، حقاً أن في صدر الغريب يرقد السرّ.”

05.09.2016

[Islam Salem · Rating 4 out of 5]

رواية رائعة و عبقرية رغم عدد صفحاتها القليل ، أول عمل أقرأه للكوني و بالتأكيد لن يكون الأخير أنصح بها بكل تأكيد

[Magdi · Rating 4 out of 5]

ملحمة إنسانية عظيمة جدًا .

"اصبر فقط. لا تنسَ التعويذة. الصبر هو الحياة."

[إيمان عبد المنعم · Rating 5 out of 5]

القراءة الأولى لإبراهيم الكوني واكتشاف لعالمه المختلف الجديد ، عالم الصحراء الواسعة الساكنة الغامضة وأهلها من الرعاة الرحل وفلاحي الواحات والقبائل العريقة وعاداتهم وتقاليدهم ومبادئهم وأفراحهم وأتراحهم وحكمتهم ومقاومتهم للغزاة الطليان .
عبر المؤلف هنا عن رؤيته للوجود والحياة وكشف عن علاقة فريدة بين البدوي والصحراء بجبالها وسهولها وأعشابها وحيواناتها وطيورها والدروس التي يتعلمها منها كل يوم والتي يورثها لأبنائه وأحفاده في صورة حكم وأمثال تنتقل من جيل لآخر ، العقيدة كما عرضها المؤلف مشوشة ومختلطة لكنها قوية ويقينية بشكل مدهش، ولا أعرف إن كانت صورة الدين بين أهالي الصحراء _كما رسمتها الرواية _ حقيقية أم لا.
أشد ما أثر فيّ كان العلاقة الفريدة بين أوخيد ومهريه( أي الجمل) الأبلق والتي لم أشهد لها مثيلا في كل قراءاتي (وإن كانت علاقة موسى بن غسان بجواده غارب في رواية غارب تشبهها إلى حد ما)، هذه العلاقة الفريدة استعرض المؤلف عبرها معاني الابتلاء والصبر "اصبر فالصبر عبادة.. الصبر هو الحياة"، ومعاني التحرر من علائق الدنيا "الولد والزوجة والمال" والعزلة لنشهد كيف صارع أوخيد مع أبلقه المستحيل حين قام برحلته المجنونة باحثا عن شفاء مهريه من دائه المميت حتى كاد يهلك معه جنونا و عطشا في الصحراء ، ثم كيف صارع أوخيد تقاليد قبيلته وأوامر أبيه حتى تبرأوا منه وانعزل عنهم ليعيش وحيدا ساكنا مع زوجته وولده وأبلقه في الواحة حتى تحل المجاعة مع هجمات الغزاة الطليان فتنقلب حياته جحيما ويضطر لرهن الأبلق ثم يدخل في مناورات حقيرة مع قريب زوجته "دودو" ليرضخ له في النهاية ويتخلى عن زوجته وولده مقابل أن يحتفظ بمهريه الأبلق.
لا أفهم كيف تعاطفت مع أوخيد مع أن ما فعله (من تخليه عن زوجته وولده) هو أكثر فعل أكرهه في العالم ولا أسامح فيه، لا أفهم كيف شعرت به وتفهمت دوافعه وتقبلتها رغم بشاعة ما حدث !
ثم هذا التردد الذي سقط فيه أوخيد ، لقد نكص على عقبيه إثر حديث قصير مع عابر سبيل، وفي لحظة صارت حياته المنعزلة الساكنة النقية مع أبلقه في المراعي الخالية جحيما لا يطاق ، والعلائق التي زعم أنه تخلص منها للأبد عادت تحتل قلبه من جديد والأوهام التي قال أنه تحرر منها عادت حقائق مرة أخرى، لقد كان المؤلف بارعا بحق في وصف النفس الإنسانية في ترددها المستمر وضعفها وحيرتها بين التملك والتخلي، بين الوحدة والأنس بالبشر، بين الزهد والطمع، بين الدنيا والآخرة .
لم يخفف من ثقل مشهد النهاية الأليم( حين مزق الأوباش أوصال أوخيد بين جملين) سوى تلك العبارة البديعة التي أحب أن أختم بها:
" لا تودع قلبك في مكان غير السماء، إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد وحرقته"

[Mohammed · Rating 4 out of 5]

التبر
إبراهيم الكوني

عزيزي إبراهيم الكوني: من أين لك كل هذه العبقرية؟

كيف استطعت أن تبتكر هذا المزيج النادر من الخرافة والحكمة، التعمق والإمتاع؟

كيف ولِم لَم تأخذ مكانتك المستحقة في خريطة الأدب العالمي؟

التبر رواية عنوانها يحمل معنى الذهب ومحتواها ذهب. تحمل في طياتها كنوزاً عن عادات وتقاليد الطوارق، ودرراً وصفية للصحراء بسحرها وقسوتها. نصٌ يهمس لنا أسراراً عن قيمة الصبر، عن آفة التعلق المفرط، عن الوفاء والجشع.

المسرح هو الصحراء، والبطل هو أوخيد المتيم بمهريه الأبلق، المُستغني به عن صحبة البشر. السؤال: إلى أي حد سيمضي الشاب المنعزل للمحافظة على حيوانه الأثير؟ وأي تضحياتٍ سيقدم فداءً له؟

وسؤال أخير لك صديقي قارئ الرواية العربية: لماذا لم تقرأ لإبراهيم الكوني بعد؟
لا عذر لك!

[Anissa Bfd · Rating 3 out of 5]

هذه الرواية رحلة مكتملة الابعاد الى عالم الصحراء

[Kristina · Rating 4 out of 5]

3.5* Read this book in english, and I couldn't help the feeling that this lovely blend of philosophy, myth, culture and history, was somewhat, somehow, lost in translation.

However, it still sparkles with some memorable quotes. Here is one:

"Only the desert can clean the soul. It enables you to defy the endless open space, challenge the horizon, and explore the emptiness that leads beyond the horizon, beyond the desert void … It was here, only here, in the labyrinths of never-ending desert plains, that the extremes converge - open expanse, horizon, and desolation - to form a firmament that expands outward, toward eternity."

[Nikos Tsentemeidis · Rating 4 out of 5]

Ένα ακόμα ενδιαφέρον βιβλίο, το τρίτο συνεχόμενο εξ ανατολάς.

Αυτή τη φορά Λιβύη, ΝΔ Λιβύη, έρημος, καμήλες, Τουαρέγκ - η μόνη φυλή στον κόσμο όπου οι άνδρες κρύβουν το πρόσωπο τους, ενώ οι γυναίκες όχι.

[زهراء · Rating 4 out of 5]

تلألأت المياه تحت أشعة الشمس الغاربة بذرات التبر اللامعة و الدم الأحمر

حين يختلط رمل الصحراء بالتبر و الدم .. يعطي مزيجا من البؤس و الشقاء .. مزيجا من اللعنة

هذه رواية عن الصحراء ، و عن أهوال الصحراء
عن الإنتقام
عن لعنة الذهب
" الذهب يعمي الجميع ، الذهب يفسد أفضل الخلق . الذهب الملعون قادهم إليه ، الذهب وراءه ، الذهب سبب كل اللعنات "

روابة تحكي قصة شخص أودع قلبه عند أحد مخلوقات الله ، أو بالأحرى سجنه ، فكان مصيره كما كان

لا تودع قلبك في مكان غير السماء ، إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد و حرقته

________________

مع أهوال الصحراء و رحلاتها لا تستهويني ، إلا أنني أحببت الرواية .. شكرا صديقتي مناجاة فراسة على الترشيح

[Hazem Walid · Rating 4 out of 5]

زي أي بشري يقرأ يجي له أفكار إنه ممكن يكتب، بس بعد ما قرأت
لإبراهيم الكوني الأفكار ديه تبخرت لكام سنة قدام أو للأبد.

مش قادر اقول غير ان الرواية ديه سحرتني، و أخذتني مكان لم اقرأ عنه من قبل، وجو من السحر والعادات غريب عني بشكل كبير، مع كلمات كتير مش فاهمها اصلًا، كل ده مع لغة وتعابير بديعة.

"ماذا تفعل ؟ توقف الهرب لن يفيد..مم تهرب؟ هل تهرب من نفسك ؟ هل تهرب من قدرك؟ الشجاع لا يهرب من نفسه. الحكيم لا يهرب من قدره إذا هربت منه تمكّن منك أيها الأبله. إذا أدبرت اعتبر ذلك جنبًا. سيلاحقك ويغلبك..ألم أقل لك إن الأمر لن يستقيم إلا بالصبر ؟ ألم أخبرك أن الحياة هي الصبر؟"

[محمد الهاشمي المرابت · Rating 5 out of 5]

أول مرة أجد نفسي أمام رواية عربية متكاملة تستحق خمس نجمات أو أكثر عن جدارة
جمالية الأسلوب ،فخامة اللغة، دقة الوصف، سلاسة السرد، متانة الحبكة...بالاضافة إلى الرسائل المختلفة التي يوصلها الكاتب من خلال الرموز وما وراء السطور
إبراهيم الكوني سمعت عنه كثيرا قبل أن أقرأ له هذه الرواية...أما الآن وقد قرأت روايته هذه في جلسة واحدة فلا أزيد إلى ما قالوه عنه إلا أنه كاتب عبقري يستحق
التقدير واالتنويه والاكتشاف لمن لم يكتشفه بعد

[عبدالواحد الأنصاري · Rating 5 out of 5]

لا يضرك لو لم تقرأ لإبراهيم الكوني إلا هذه الرواية

[Kamal · Rating 4 out of 5]

[Mahmoud Masoud · Rating 5 out of 5]

قراءة متأخرة لأدب الكوني، وصلتني هذه النسخة النادرة والجميلة من صديق عاشق لأدب الصحراء ولأدب إبراهيم الكوني. عزمت على قراءتها في أقرب فرصة متاحة، وفي يوم إجازة لطيف، صَحوتُ فيه مبكراً، بدأت يومي بهذه الوجبة الدسمة على وجبة الفطور. في هذه الرواية يطرح الكوني فكرة التعلق وفكرة الحرية، فمن خلال بَطليّنَا "أوخيّد"، ومهره الأبلق يضعنا أمام معضلة أخلاقية المُنتصر فيها مغلوب على أمره. أوخيّد ابن لشيخ قبيلة من أعرق قبائل الصحراء، يُفتتن بمهره الأبلق النادر الذي يُفضّله على كل الخلق، حتى إذا تعلق الأمر بأقرب الناس إليه! حتى إذا تعلق الأمر بحُريته!

أسلوب الكوني قوي ومكثف، رواية صغيرة كطلقة في سبيل نيل الحرية، والتحرر من الأغلال التي نوثق أنفسنا بها.