يحتوي هذا الكتاب على محاضرات في "علم المعاني" ألقاها الدكتور "عبد العزيز عتيق" على طلبة الصف الأول في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة بيروت العربية.والقسم الأول من هذه المحاضرات يتضمن بحثاً في مفهوم كل من البلاغة والفصاحة لدى علماء البلاغة العربية، مع بيان اتفاقهما واختلافهما.
والقسم الثاني منها عرض تاريخي لنشأة علم المعاني ومراحل التطور والنمو التي مر بها في العصور المختلفة حتى صار علماً مستقلاً بذاته على يد عبد القاهر الجرجاني والبلاغيين من بعده، مع بيان أثر هذا العلم في بلاغة الكلام. أما القسم الثالث والأخير فيشتمل على دراسة تفصيلية لمباحث علم المعاني وفنونه، ومع الإكثار من الأمثلة والشواهد التي توضحها وتيسرها للطالبين.
ولد عبدالعزيز عتيق في القليوبية عام 1906 وتوفي عام 1976 - حصل على درجة الدكتوراه من إنكلترا - عمل في التدريس ثم في وزارة الثقافة - صدر له من الدواوين " ديوان عتقي " 1932 " أحلام النخيل 1935 وعدد من المؤلفات الادبية
يعد هذا الكتاب واحد من ثلاث كتب تناول فيها الدكتور عبد العزيز عتيق أقسام علم البلاغة الثلاث (البيان والمعاني والبديع). تناول هذا الكتاب علم المعاني دراسة وتفصيلا، فبدأ الحديث عن الفصاحة والبلاغة والفرق بينهما في ضوء كلام السابقين من أهل اللغة، ثم مهد لموضوع الكتاب الأساسي بالحديث عن نشأة علم المعاني وكيف كان له أثر واضح في علم الكلام. وبعد التقديم والتمهيد يتناول الكتاب موضوعات علم المعاني ويتطرق لها بنوع من الشرح والتفصيل والتوضيح، مستعينا بالعديد من الأمثلة. وكما في كتاب علم البيان يستند الدكتور عبد العزيز عتيق في أصل العلم على كلام أهل العلم القدماء الذين فتحوا أبواب هذا العلم وطرقوا خفاياه وأسراره وأرشدوا اللاحقين من أهل البلاغة له. وما كان واضحا في أسلوب الكاتب هو محاولته الدائبة لتبسيط المسألة مهما عظمت أو بدت معقدة، وإكثاره من ضرب الأمثلة وتوضيحها لتسهيل الفكرة على القارئ. بعد قراءة كتابي علم البيان وعلم المعاني للدكتور عبد العزيز عتيق فأظن أن الكتابين مناسبين لمن أحب أن يطلع على علم البلاغة أو يسلك طريقا في رحابها.