هذه الرواية تكشف التفاصيل الدقيقة للحياة الاجتماعية في إيران، كما أنها تفضح زيفَ البيئة المحافظة التي تُروّجُ لها وسائلُ الإعلام. لقد تناول زاده العملَ في صورة سريالية باهرة، ونسج خليطاً رائعاً ممّا يحدثُ في طهران بإقحامه نماذجَ من الشخصيّات الأدبية العالمية، في تماهٍ سَلِسٍ مُقنع. الكاتبُ الموسوعيُّ الإيرانيُّ محمد قاسم زاده له العديدُ من النتاجات الأدبية، لكنّ هذه الرواية كان عمادها الصراحة بلا مهادنة أو مداهنة؛ مما جعلها تُمنع من التداول في بلاده. - المترجم
حكاية سوريالية ساخرة لما يحصل في إيران . مع يوميات كركين نقف عند تفاصيل الحياة اليومية و زيفها حيث الدعارة و تجارة الخمور و تكميم الحريات بطريقة فيها الكثير من الرمزية و الاسقاطات الغير مباشرة و ذلك من خلال توظيف العلاقات بين الشخصيات الورقية كركين (المثقف)و حسان(بائع الخمور) و شيري(العاهرة) و الزوجين توسلي (المفضوحين في العمارة) و حضور شخصيات حقيقية : كافكا و بورخيس بطريقة عجائبية في الحكاية كتعبير عن سوداوية و غرائبية العيش في إيران بالإضافة إلى خروج ماريان (رمز الحرية) من لوحة لاكروا كدعوة للثورة .
النبذة: تبدأ الرواية عندما داهمت الشرطة إحدى المظاهرات القائمة ليتم فيها اعتقال الشخصية الرئيسية "كركين" رغم أنّه لم يكن مشاركًا فيها من الأساس. تفاقمت الأحداث والتقى "كركين" بعدة شخصيات سيكون لها دور أساسي في سير مجرى الرواية لتصل في النهاية إلى أحداث مختلفة تمامًا. ويظهر في الرواية الكاتب الشهير الغني عن التعريف "فرانس كافكا" وكذلك الكاتب "خورخي بورخيس" أمام منزل "كركين" بشكلٍ مفاجئ له وللقارئ أيضًا. ماذا كانوا يفعلون؟ وما هو دورهم في هذه الرواية؟ وما هي أهمية الأشخاص الذين التقى بهم "كركين" في السجن؟ وهل سيلتقي بشخصيات مهمة أخرى؟
الرأي الشخصي: للوهلة الأولى قد تظن أنّ الرواية خيالية سواءً من ناحية الشخوص أو الأحداث ولكنّ، وكما قال المترجم، " تناول زاده العمل في صورة سريالية باهرة، ونسج خليطًا رائعًا مما يحدث في طهران بإقحامه نماذج من الشخصيات الأدبية العالمية، في تماهٍ سلس ومقنع." بالنسبة لي لم استوعبت ما هو المستخبي بين سطور الرواية حتى سألت قراء آخرين وبحثت عن مراجعات القراء لمعرفة سبب منع الرواية في إيران وهو بلد الكاتب! نعم مُنعت الرواية من التداول في إيران لما "تكشفه من تفاصيل دقيقة للحياة الاجتماعية في إيران وتفضح زيف البيئة المحافظة." استمتعت بقراة الرواية ولكنّ في الوقت نفسه كنت مشتتًا بعض الشيء وشعرت بالملل في بعض الأوقات بسبب الإسهاب في التفاصيل الصغيرة التي لا أرى لها داعٍ. الرواية جريئة وبها من المشاهد والألفاظ النابية التي قد لا تناسب بعض القراء وكما أنّها لا تناسب القارئ المبتدئ حتى لا يتشتت في الرواية وتسبب له الفتور، ولكنّها قد تكون تحدٍ لبعض القراء وقد تناسب القارئ المهتم بالحياة والبيئة الاجتماعية في إيران.
اقتباس "ان الحرية شيء غيرُ كل القيود، وشرطها ان تتحرر من داخلك أولاً" بنى محمد قاسم زاده روايته (في الوقت نفسه) على فكرة الحرية والتحرر الروحي والداخلي. ونسج حبكته بشكل ممتع وشيق. السرد عبارة عن نقد وهجاء لاذع لظواهر اجتماعية وسياسية تسود في المجتمع الشرقي (ايران) الذي يدعي الطهارة والاستقامة بينما ينخره الفساد وتنتشر فيه الرذيلة. يتمتع الكاتب بجمال الخيال والسريالية الأخاذة مما يضعه على قائمة كتاب الواقعية السحرية بامتياز. أول مرة اقرأ لمحمد قاسم زادة والأكيد أنها لن تكون الأخيرة.
من الكتاب: > قال الرجل: إن شتمكِ هو، يمكنك أن توجهي له سبَّة واحدة مقابل سبَّتين، هكذا تراعىٰ الحدود بين الرجل والمرأة؛ إن المرأة نصف الرجل. ص٦
> من لم يعلم فسيظن ان هذه المظاهر غير موجودة في مجتمع شرقي محافظ. كل شيء يخرج من جلده، كل المجتمعات تغير جلدها. ص٥١
> أن مقاومة جيش محلات السوبر ماركت امرٌ شاق. فروح السوبرماركت مثل الرائحة تدور في الأجواء مثل الرياح؛ مامن احد يراها، ولكن يشعر بهبوبها على الجسم والروح. ص ١٢٣ `في الرقت نفسه لمحمد قاسم زاده`
لم انتهي منها في جلسةً واحدة لروعتها، بل لانزعاجي منها. ملخص الرواية المدرج على غلافها والمديح بالاسلوب المبهرة بتصوير الرواية بصورة سريالية هو سبب انزعاجي الأول، هذا الاسلوب غير موفق وعامل منفر للاندماج ومحاولة فهم قضية الرواية مجملاً.
مستغرب من التقييمات السلبية مع ان الرواية بصراحة رائعة بالرغم انه يوجد بعض الملاحظات لدي على الرواية وهي كثرة الألفاظ البذيئة والشتائم لكن بشكل عام الرواية جيدة