عزيزي يوسف، الحب كلمة مخيفة، ربما مبتذلة كذلك؟ لا أعرف، ولكنني كنت أحكي لصديقنا المشترك الصغير أنني أشعر بكثير من الامتنان لأنني تعرَّفت إلى الحب من قبل، بل وأمضيت ثمانية أشهر أرتع في خباياه ولحظاته الذهبية التي هي ليست من هذا العالم. أنا شخص محظوظ جدًّا، ففي يومٍ ما وقفت أمام المرآة، وقلت لنفسي ها هي ذي السعادة، لا تبحثي عنها لأنها هنا، هذا هو الحب يتجلى واقفًا واضحًا مبتسمًا يلوِّح بيده ويقول لي: «استمتعي، فلن أظل هنا كثيرًا». أصحو من النوم وأحاول أن أستحضر تفاصيل الحلم، ولكن لا يبقى منه في ذاكرتي سوى ابتسامة صافية على وجهك، وآثار حضن قوي على كتفي، وإحساس عام بالسعادة، وببعض الجهد أستطيع استحضار رائحة لا أعرف من أين أتيت بها، لا أعرف أصلًا إن كنا نستطيع تمييز الروائح في الأحلام، أم أنه العقل الباطن يلعب ألعابه من جديد؟
"كُل هذه الفوضى والترتيبات العشوائية لأمور ظننا أننا نمتلك زمامها تماماً تُثير دهشتي. أتصور طوال الوقت أنني لن يدهشني شيء، لن يصدمني أشخاص أو أقارب أو أصحاب، ولن أعاني خيبة الأمل أبداً لأنني رأيت معظم الأشياء، وذهبت إلى معظم الأماكن، وقلت معظم الكلام، واشتبكت معظم الاشتباكات، رُبما أتصور ذلك بسبب فرط غروري وتضخم ذاتي التي تلقت صفعة مُحترمة على قفاها في السنتين المُنقضتين".
رواية "ترتيبات عشوائية" هي ما يُشبه سيرة ذاتية -أو على الأقل هناك احتمالية تسمح لذلك- للكاتبة نفسها. فبعدما شاهدت لقاء للكاتبة تقول فيه أن رسائلها الموجهة إلى والدها في الرواية تُمثلها.. شعرت أن باقي الرسائل كذلك تُمثل الكاتبة.. وأن كانت ليس بنفس دقة رسائل الأب. الرواية عُبارة عن رسائل موجهة إلى أربعة أشخاص من البطلة التي لا نعرف اسمها.. ولكننا نعرف الأحداث من خلال هذه الرسائل التي تحدثت في كُل شيء؛ الحُب والسياسة والفُقدان والخُذلان والأغاني والأفلام وحتى كُرة القدم. كانت هُناك روح ثورية في كُل شيء.. روح ظننا أنها ماتت بعدما توفانا الله سياسياً.
فنعيش مع تقلبات البطلة من تقلبات صعود وهبوط وإن كانت الأخيرة أكثر بكثير.. تكاد تشعر أن البطلة عانت من كُل شيء.. أحياناً يكون الخطأ من جهتها.. وأحياناً يكون مرضاً لعيناً كالسرطان لا حيلة لها معه. كانت البطلة ضحية للمجتمع الذي لم يتوانى في محاولة إغتصابها وهي بسن صغيرة.. وكانت ضحية لفُقدان الأب الذي كان يُمثل جدار تستطيع أن ترتكز عليه في أي وقت.
ولكن.. كان هُناك بعض علامات الإستفهام في الأحداث.. عن دور الأم على سبيل المثال.. كان يجب أن يتم زيادة المساحة الخاصة بالزوج أكثر من ذلك. إلى جانب بعض الملل الذي قد يُصيبك من كثرة الرسائل -لو كُنت لست من مُحبي الرسائل- أما أنا فأحب الرسائل جداً وبالأخص الورقية.. التي تحمل رائحة الراسل وبصماته وكلماته.
في المجمل، رواية جميلة خفيفة وإن كانت سودواية جداً.. ولكنها صادقة في سوداويتها.
أم كلثوم ووردة وفيروز وعبد الحليم وعدوية ووآيمي واينهاوس ومايكل جاكسون وأبو تريكة ومو صلاح وسنودن وغائم أوف ثرونز وعالم مارڤل. القاهرة والدوحة ودبي وبيروت وكوينز. الثورة المصرية في أطوارها وتقلباتها. المقتلة الحاضرة رغم عدم ذكرها مترافقة مع أحاسيس الهزيمة والفقد والضغط في مدن تتشابه في توحشها. في رواية "ترتيبات عشوائية" لدنيا كمال الصادرة عن دار الكرمة، تتناوب الرسائل للموجود والمفقود، الباقي والراحل، القريب والبعيد. مع من نتحدث عندما نكتب الخطابات؟ مع الآخرين أم مع أنفسنا؟ أدب رسائل يختلط فيه العام والخاص، مغطيًا فترة من ١٥ عامًا، من ٢٠٠٤ حتى ٢٠١٩. رواية آنية في استعاداتها، واستعادية في آنيتها، لكنها أصيلة التعبير، لا تكتب عن الماضي بالنظر للوراء ولا بالتحضير للمستقبل. هذه رواية مكتوبة بانسيابية متحررة من التأطير والتحضير والتخطيط. هذه رواية غير مكتوبة في المستقبل، وكل رسالة فيها هي ماضي الرسالة التالية، لا العكس. حتى الحس النسوي فيها لا يفتعل نظرة ارتجاعية ويتدرج من المكتوم للمتلصص للفاضح تبعًا للسنة التي يفترض أن تكون الرسالة قد أرسلت فيها. https://youtu.be/nMO5Ko_77Hk
كل فتاة بأبيها معجبة. هذه رواية عن فتاة فقدت أحب الناس على قلبها: والدها. تقرر السفر لأن كل شيء في القاهرة يذكرها بأبيها. القصة مكتوبة بصورة رسائل بين شخصياتها وتدور بين الماضي والحاضر.
مشاعر متضاربة كثيرة تعتمل بداخلك وأنت تقرأ هذه الرواية لكاتبة تنتمي إلى نفس الجيل ومرت بنفس الأحداث والأحلام والانكسارات في العقد الفائت. اختارت الكاتبة تكنيك كتابة الرسائل لسرد أحداث الرواية ونجحت في ذلك رغم صعوبته. رواية مكتوبة بصدق شديد وذاتية تصل إلى القارئ ويشعر بها دون ادعاء أو تكلف .
كتابة جميلة و لكن كعمل فني غير ممتع. استخدام الرسائل للحكي طريقة ساحرة. و لكن ها هنا، لم تختلف لغة الكاتبة و هي تراسل طفلة أو شقيقتها أو حبيبها. حتى بفرض أن الرسائل لن تصل لأصحابها. بعض التفاصيل كان غريبا، أنت لا تخاطب شقيقتك و تحكي لها قصة قديمة حدثت لك فتقول، كانت في منطقة في القاهرة اسمها ألماظة. و كأن المرسل له أجنبي. الأحداث كانت قليلة في النصف الأول من الكتاب. و أكرر أن الكتابة جميلة، خاصة و أن الرواية _في ظني_ هي سيرة ذاتية بتصرف أدبي. حكت الكاتبة تجربة بطلتها مع الثورة و السرطان و خيبة الأمل. برغم ذلك غابت بعض الأحداث المهمة بتفاصيلها كزواج البطلة و طلاقها، لم نعرف عنه إلا القليل.
الكتاب عبارة عن رسائل كتبت لأشخاص مقربين، تحكي فيها المؤلفة العديد من الذكريات والأحداث. وتعبر عن مشاعرها وخيباتها وآمالها. أحببت الكتاب للغاية. في أحيان كثيرة شعرت أن الرسائل تعبر عني. كتاب سأحتفظ به في مكتبتي وأعود لقراءته بالتأكيد.
تم ترشيح الكتاب من دار الكرمة خلال معرض مدينتي للكتاب خلال هذا الشهر .. جازفت بالشراء حيث لم أسمع عن الكاتبة أو الكتاب من قبل .. ولكن هكذا دائما تكون الصدف الجميلة 🤩
مجموعة من الرسائل الموجهة لأربع أشخاص تجمع فيهم الكاتبة سيرتها الذاتية .. حكايتها مع البشر والثورة والسرطان ..إختياراتها وإخفاقتها .. معافرتها في الحياة.. سفرها وهربها الدائم ..
لست من هواة أدب الرسائل ولكن شيئا ما هنا جذبني للقراءة، ربما كنت أشعر في بعض الأحيان أن الرسائل على لساني أو تحكي ما رأيتة يوما ما .. حتي إنني تحمست أن أكتب يومياتي لأقرأها يوما على نفسي عندما تضعف الذاكرة .. ولكن يبقى الأمر حتى الآن حماسا لا يرتقي لدرجة التنفيذ 😀
الغلاف : لمس بداخلي شغف السفر وحب الترحال
إشارات اليأس بين الصفحات أكثير بكثير من حبال الأمل التي تظهر على إستحياء .. ولكني أحببت سردها حتى لأشد الأحداث سوداواية .. لأنها بالرغم من كل شئ كانت قادرة على الحكي 😍
رواية ممتعة جدا .. الفكرة نفسها جميلة ومش منتشرة .. للأسف كُتاب قليلين اللي كان عندهم الجرأة يكتبوا "رسايل" بالشكل ده .. الرسايل مكتوبة بإتقان عالي جدا وده متوقع لأن الكاتبة أعمالها السابقة تتحدث عنها خاصة الرواية اللي فاتت اللي فازت بجايزة ساويرس .. كمان مش سهل تحويل مجموعة من الرسايل لعمل مترابط ومحكم .. أظن ده أكبر تحدي قدام أي كاتب بيكتب كتاب زي ده وبصراحة الكاتبة نجحت في التحدي ده بشكل كبير وأخرجت لنا منتج ممتع فكّرنا بجوابات الأسطى حراجي القط للأبنودي وبحديث الصباح والمساء لنجيب محفوظ
هذه الرواية من نوعي المفضل من الكتب، احتفاءٌ بالإنسان العادي، احتفاء باليوميّ والمعتاد. قرأت الرواية دون ترشيحات مسبقة ما إن بدأت فيها حتى أسرتني. فكرة الرسائل (الخطابات) فكرة بديعة ليبني عليها الكاتب روايته، تساءلت لم لا يختبئ الكُتْاب خلف قناع الرسائل كما يختبئون خلف قناع الرواية؟ في الرسائل تشعر وكأن النص ما زال ملكًا للكاتب، نقرأها ثم نعيدها مرة أخرى لصاحبها ونحن نعتذر عن تلصصنا، بعكس القوالب الأخرى. مما أتاح فرصة أكبر وواسعة للكاتبة للتعبير دون رقابة القارئ. علمتُ أن الخطابات المرسلة إلى الأب ه�� نفسها الخطابات التي كتبتها دنيا كمال لوالدها ولم تُغيّر فيها إلا قليلًا، وهذا جعلني أفكر بقراءتها مرة أخرى! جعلتني هذه الخطابات أفكر في كتابة الرسائل وطرق الهاجس رأسي وآمل أن يتحقق. أنا عشتُ أحداث هذه الرواية، لستُ قادمة من المستقبل وهذا ما جعلني متوائمة مع أحداث الرواية بشكل كبير، لم أشعر أنني أحتاج لقراءة أكثر لأفهم، هذا جيلنا وهذه حكايتنا. في منتصف الكتاب شعرت بالملل قليلًا، أعتقد لو كانت الرسائل أقل لكنت احتفظت بوهج قراءة الصفحات الأولى. *استخدام بعض الكلمات العامية كان جميل جدًا جدًا (وحشتني، المكاركة، زعلانة زعل حقيقي،..)
This entire review has been hidden because of spoilers.
ثالث كتاب للكاتبة الجميلة دي... باحبها أكتر مع كل كتاب أقراه... وصفها الدقيق للمشاعر... للألم، لكسرة القلب، و لكل الأحلام المبتورة اللي مابتتحققش... جميل و يلمس القلب و بييجي على الجرح... حبيت الكتاب بحزنه و برضاه بالواقع و بتسليمه للقدر... جوه العام حزين... و ده في رأيي متماشي مع الواقع الي احنا عايشينه
مشاعر متضاربة كثيرة تشعر بها بداخلك وأنت تقرأ هذه الرواية لكاتبة تنتمي إلى نفس حقبتنا الزمنية ومرت بنفس الأحداث والأحلام والانكسارات في العقد الفائت. اختيار الكاتبة ادب الرسائل لسرد أحداث الرواية اختيار موفق للغاية برغم شعوري الداخلي انها بنسبة كبيرة سيرة ذاتية للكاتبة نفسها . رواية مكتوبة بصدق شديد وذاتية تصل إلى القارئ ويشعر بها دون مبالغة او ادعاء و بصدق شديد . الرواية عبارة عن رسائل من بطلت الرواية التي لا نعرف اسمها موجهة الي اربع اشخاص احسست بان الرسائل الموجَّهة لوالد البطلة اكثر صدقا من غيرها تتحدث خلال الراسائل عن الحُب والسياسة والفُقدان والخُذلان والأغاني والأفلام و كُرة القدم والتقلبات التي مرت بها من لحظات الفرح والانكسار وان كانت لحظات الانكسار اكثر بكثير سيطرت الروح الثورية وحب التغير او (المكاركة) كما تسميها الكاتبة علي العديد من الخطابات رغم مابها من أَسِيٌّ . اجمالا رواية جميلة وخفيفة وان كانت سوداوية بعض الشئ و تعتبر مملة الي البعض الذين لا يهوي أدب الرسائل , اما بالنسبة لي فأنا من محبي هذا النوع من الادب . تمت 2023|3|6
ترتيبات عشوائية ، دينا كمال كتاب لمس روحى و كانه كتب من اجلى ، الرسائل و المرسل اليهم رغم اختلاف تفاصيل الحياة. 😢. لن أكف أبدًا عن أن أقول لك إنك وحشتني، حتى وإن مرت بدلًا من الخمسة عشر عامًا خمسون، ولن أكف عن أن أتذكر كلماتك وصوتك ورائحتك وكل ذكرياتنا معًا، كل الراحلين رحلوا وخيباتنا فيهم فادحة، أما أنت وعلى الرغم من مرور السنوات ما زلت هنا، يومًا بيوم، تعرف كل شيء، تنعى حظنا السيئ ووقتنا القصير معًا، وتواسيني بلطف كي أكمل ما بدأت
تستحق بطلة هذا الكتاب لقب Drama queen بجدارة شخصية سوداوية بالفطرة..لا تري سوي الجزء المظلم من الحياة .شديدة الحساسية لما يطرأ حولها من أحداث ..تعشق الإحساس بالاضطهاد وكأنها مركز هذا الكون وكأن الظروف قد كرست أسلحتها ضدها , في حين أنه ربما كان كل ذلك نتاجا لاختياراتها الخاطئة، وربما بعضا من اللامبالاة والامتنان لما أنعم الله عليها به كان كفيلا لجعلها شخص سعيد مطمئن مستمتع بالحياة .. بعض الأحداث بالغت الكاتبة في سردها لنا وأخري كانت مقتضبة .. الغريب انها لم تذكر والدتها في خضم كل هذه الأحداث كما أتت بذكر أختها علي استحياء .. أسلوب الكاتبة جميل ومفرداتها اللغوية رائعة ..
الرواية أو الرسايل بمعنى أصح بتمزج بين العام والخاص بشكل حلو جدا.. مليانة انكسارات وإحباطات كتير.. الفترة بتاعة الثورة والانقلاب كانت فترة مؤلمة جدا بالنسبة لي في الرسايل وخلتني ابطل اقرا الرواية فترة عشان استحمل الأحداث... مش عارف اقدر اسميها "رواية" والا لأ لأن الشخصيات مش كلها واضحة والتفاصيل مش كاملة، لكن السرد روعة واللغة عظيمة بجد 😍
الكتاب يعد من ادب الرسائل وان كانت كل الرسائل من جانب واحد فقط .. الكاتبة ترسل رسائل لابيها المتوفى كل عام في ذكراه والى بنتها المسافرة والتي تقابلها اسبوعين فقط كل سنة .. الرسائل مؤثرة وتعبر بشكل كبير عن شعور الفقد وان كان يشوبها كثير من العدمية وعدم الشعور بالرضا لأي شيء في هذه الحياة لكنها تعبر في النهاية عن مشاعر الكاتبة
لن يبقى لنا سوى الحكاية التي نحكيها لبعضنا البعض بهذه العبارة من الرواية سأبدأ .. حكاية فيها حكايات عن رسائل تختزن مشاعر تلك الفتاة و أحداث حياتها بمنتهى الصدق والرِقة والسلاسة ايضا في مرات تخيلتها تكتب عن مأساتنا كلنا في بلادنا و مرات عن علاقاتنا جميعنا صادقة جدا و أظنها البداية فقط لي مع دنيا كمال ..كل التوفيق لها
رواية رائعه وسرد غير مألوف وغير تقليدي، الرواية بتمس جيلنا بأكمله شكرا يا دنيا بجد عيطتيني وضحكتيني ودخلتيني في حالة نوستالچيا لدرجة إني افتكرت كنت لابسه ايه اليوم ده وكنت فين ومع مين وافتكرت روايح واحداث كتير. انصح بشده كل جيلنا بقراءة الرواية لأن بالتأكيد هاتشوف نفسك فيها
لم أستطع أن أترك اللحظة تأخذ مجراها ، من دون تفكير في كل الأشياء والحيثيات و الأشخاص و الترتيبات العشوائية والمواعيد المؤجلة والمواعيد الأخرى التي لا تحتمل التأجيل....
أنا بحب الرسائل جدا و إستمتعت بيها للغاية بالرغم من غياب الكثير من التفاصيل... لكن يبقي شئ خفي بتلك الرسائل يلمس القلب ويترك أثر..