الكتاب يعرف من عنوانه أحيانا، ولكنه في هذه الحالة يعرف من عنوانه وغلافه كذلك. فهذا الكتاب ليس سوى صندوق يضم في داخله الكثير من الأشياء التي تحكي وتسرد قصصًا بديعة عن الحب والخيبة من منظورها الشخصي .. أو الشيئي إن صح اللفظ.
مجموعة قصصية يعيد من خلالها نذير الزغبي صياغة معنى الشيء وذاتيته المتمثلة في التصور أو الواقع أو في ما يمس الحياة النفسية للأعماق، عبر أنسنة " الشيء" وخلق سمة جديدة له في سردية قصصية قصيرة تسبر أغوار لغةِ اللاشعور، لغةُ الهذيان، لغةُ الجنون، ولغةُ الصمت.
القصة القصيرة جنسٌ أدبيٌّ لا يجاريه في المتعة جنسٌ آخر، صعبُ الكتابةِ والقراءة، يغرقك في المعنى رغم قصرِ طوله، ويختبر قدراتك الذهنية على فكِّ الرموزِ وربطِ الخيوط ببعضها، محبوكٌ -إذا ما كُتب بتمكُّن- ببراعةٍ ينشدّ إليها القارئ، كما يختبر طولَ نَفَسِك وصبرِك، لا كالرواياتِ عبر طيِّ مئات الصفحات، بل عبرَ طيِّ صفحةٍ واحدةٍ أو اثنتين، يستوقفك في نهايتها ليسألك عن معنى ما قرأته، فإن وقفتَ فهذه إشارة نفسِك الطويل، وإن استعجلتَ اللحاق بالصفحة الأخيرة، فقد فاتتك متعة الوقوف عند المحطات أثناء الرحلة!
أهداني الكتابُ الدهشةَ التي أفتقدها منذ زمنٍ طويل، أبقاني مشدوهةً فاغرةَ الفاه عند سطورٍ ونهاياتٍ عدة، كما أضحكني في بعضِها، وآلمني مرّات.
ترتكزُ القصة القصيرة على قوة بدايتها وخاتمتها والربط بينهما، وهذا ما أجاده الكاتب في أغلبية القصص، وقد تفوَّق في البداياتِ أكثر مما تفوق في النهايات، فتعريفُه بالأشياء ووصفه للمواقف، وقدرته على الرواية بألسن الجمادات بمختلف أنواعها وأشكالها واستخداماتها كان فريدًا! لقد أنطق الكاتبُ الموجودات الساكنة، منحها عينًا ولسانًا، فكانت فكرةُ القصة، أو فكرةُ التفكير في بطل القصة، أكثر ما أبهرني!
أحببتُ أغلبَ القصص، ولا أنكر أنني لم أفهم بعضها رغم إعادتي القراءة مرة فمرتين وربما ثلاث حتى تخطيتها، ولكنني حتمًا سأعود في زمنٍ لاحق لأختبرَ قراءتي إذا ما تطورت أو لا، ولأغرقَ أكثر..!
كيف ستُحس لو أنك وَهبتَ باب شقتك عيناً؟ أو باتت دباسة الورق الخاصة بك تمساحاً؟ كيف سترفع من معنويات ورق مثقلٍ بهشاشته؟ أو مطفأة حريق تشتاق لصاحبها ولكن أول لقاء بينهما ابتدأ بشتيمة؟
هذا العمل فارق حتماً. إنه قادر على أن يدخلك لعوالم الجمادات، ويبعث فيها الحياة لدرجة أن تتعاطف معها وتحس بمختلف المشاعر! الأمر كان مدهشاً وجديداً عليّ. استمتعت بهذه القراءة.
"لطالما ظنت المرآة الجانبية، بأن العبارة المكتوبة عليها نصٌ شعريّ".
في عالم له إمتداد الحلم تنطق الأشياء بمكنوناتها الداخلية ولأفكارها صوتها الخاص، من هذا العالم بالذات تأتي هذة المجموعة القصصية، حيث المرآة الجانبية للسيارة تظن ظنونها، والباب بعينه السحرية قادر على أن يكون شاهداً على كل شيء، ومنفضة السجائر تراقب أفعال الناس كحال الكاميرات الأمنية، وعلبة السجائر بسجائر التبغ التي بداخلها مؤمنة بأن نهايتها تقع في جوف العدم، والمدفأة الكهربائية تتوق لحلول فصل الشتاء لتمنح الدفء للمحيطين بها، والهاتف المحمول أضحى بلا ذاكرة، وجهاز التحكم بالتلفاز غدى تحت الركام، والكثير من الجمادات والأشياء التي منحها "الزعبي" صوتاً فكانت هي بطلة الحكاية بينما إعتادت أن تلعب دوراً كمالياً في حكايا الآخرين.
لغة "الزعبي" سهلة وبسيطة وتجعلك تسري داخل تعرجات حكايا أشياءه دون ملل، بينما في مواضع أخرى تدعوك للتأمل من خلال تفكيك الحكاية فالبعض منها كان يحمل معنى مجازياً خلف سطوره، فالحكايا التي توحي لك ببساطة مفرداتها غالباً ما تحمل خلف المفردة البسيطة بُعد آخر ينقلك إلى مرحلة مختلفة من العمق، ومهما تعددت المعاني والإسقاطات تبقى الحكاية في شكلها الأولي ممتعة ومشوقة لأنها تحمل فرضية وقوعها في عالم من خيال نتشارك كلنا فيه من خلال تتبع حكايا هذة المجموعة، حقيقة كانت قراءة خفيفة وممتعة.
قصص قصيرة من عالم الجمادات، فكرة الكتاب جديدة بالنسبة لي وممتعة "ماذا لو كانت الأشياء تفكر وتتكلم" ، كما أحببت تصميم غلاف الكتاب وفي الحقيقة كان عنصر جذب لي ودافع لقراءته
منذ أن تقع عينك على هذه المجموعة القصصية ستشعر بغرابة فالغلاف وحده كفيل بأن يجعلك تأخذ هذا العمل دون تردد ، وبعد قراءة أول صفحة سيتحول كل شيء من الأشياء حولك لكائنٍ حي وستشعر بهمسات لكل ما يحطيك بك ! وحتماً ستتغير نظرتك للأشياء بعد قراءة هذا العمل ! على سبيل المثال وأنا أكتب هذه المراجعة أفكر في فنجان القهوة الذي أضعهُ أمامي وهو يقول : -بماذا يفكر في هذا الرجل الذي يضعني على طاولته ؟ فيرد الهاتف المحمول: -أنه يكتب بأنه يشعر أن الأشياء من حوله فيها روح ولها حياة ! تفزع هذه الفكرة فنجان القهوة فيبدأ يرتجف ويرتجف ويرتجف ، حتى إذا ما انتهى كاتب هذه الأسطر من مراجعته واخذ رشفة من القهوة شعر بها باردة فقام وسكبها واعد واحدةً جديدة بينما تنسابُ القهوة القديمة إلى نهايتها ، تعرف القهوة الجديدة مصيرها حتماً !
منذ أشهر، وبمحض صدفة وجدت أثناء تصفحي فيس بوك رابط لبودكاست بعنوان everything is alive ولم يكن العنوان بالنسبة لي يبيح تخمين المحتوى، لأجدني مع أول دقيقة أمام مقابلة إذاعية مع علبة صودا معدنية تتحدث عن نفسها، شعورها تجاه ما تحمل، ومن سيتجرعها، حتى شعورها بعد افراغ محتوياتها داخل معدته! كانت المقابلة غريبة، جعلتني أنتبه أن تلك الأشياء التي لا نلتفت إليها هي في عالم أخر خاص بها تحيا، تملك قصصًا، وملحوظات، وشعور تكثفه تجاه الإنسان الذي لا يهتم بها. بعد فترة نسيت البودكاست إلا من شذرات تظهر فجأة في عقلي عندما أمسك بقطعة صابون، أو أنظر إلى عامود إنارة، أو حتى أستخدم الأسانسير الذي أتخيله دومًا يتمنى الهرب، ليأتي نذير الزعبي ويعيد إحياء الأشياء بطريقته، مستخدمًا لغته، وسرده وحكاياته القصيرة التي تنتهي أغلبها بدهشة لا أمنعها. مرآة جانبية لسيارة تظن أنها تحمل جملة شِعرية، كرة تتمنى أن تلمس عشب الملعب، جرافة تثير المقبرة الجماعية في داخلها ثِقل مؤلم، وكتاب منسيّ يسقط بين كتب تافهة تتصدر المبيعات، وغيرها. لم يغفل نذير وهو يضع تلك القصص التي تبدو بسيطة، سهلة القص أن يطعمها بالألم الذي يشكل إنسانيتنا، يجعلنا أحياء، وكأنه يقول أن الأشياء التي نراها صامتة تحمل داخلها انسانية ذات صفاتنا متخذة قوالب مختلفة. عرفت نذير من صفحته "أطياف صور" ومازالت تأسرني بساطتها ورقتها، وكنت أظن أنها تستأثر بتناغمي معها، لتأتي مجموعة معجم الأشياء لتجعلني لأول مرة منذ فترة طويلة أحاول منع اقتراب النهاية.
" حين تقرأ قصة قصيرة تخرج منها أكثر انتباهاً بدرجةٍ ما وأكثر حُباً للعالم المحيط بك. " - جورج صاندرس
قصص قصيرة مختلفة .. كتبت بأسلوب شيق .. عندما تمنح لكل الأشياء من حولك من الجمادات القدرة على البوح و الأستماع كذلك لها . .أستمتعت بقرائتها و الأنصات لكل الأشياء من حولي .
نجمة للغلاف و هو السبب في شرائي له ، جذاب جداً اما عن المحتوى فهو مكرر نوعاً ما و شعرت بأنه نفس أسلوب كاتب اخر اما عن القصص فهي عادية و لم اشعر بالانجذاب لتكملته في النهاية اشكر الكاتب و اتمنى له التوفيق في كتابات اخرى
A collection of short stories that embody the relationship of objects with one another It tells you what it’s like to be an object While reading this book, I experienced different forms of objectification I became the reader who read about the thing and the thing that read the reader The stories are beautifully written and the reader gets to interpret the meaning behind each story based on his personal experience or understanding Throughout this book, I asked myself: “What exactly is the thing which turns a person into an object?!”
#رحلات٢٠٢٢ #معجم_الاشياء ماذا لو كان للجماد احساس ولغة يتحاور بها؟؟ترى ماذا يقول وكيف تكون أحلامه؟
في مجموعة قصصية صغيرة كانت الرحلة، مابين "ريموت التلفزيون" و "الولاعة" وحتى "حصالة النقود" تعددت الحكايا والأحلام...يجمعها كلها أنها لجماد لا ينطق من وجهة نظرنا المحدودة
مجموعة لطيفة...وختام لطيف لقراءات عامي المنصرم(عيد ميلادي بكرة) شكرا Randa ElSayed ع الترشيح الجميل #الكتاب_رقم٩٢ #قراءات_ابجد #كتاب_لجلسة_واحدة ٩٢/١٢٠ ١٢_نوفمبر