هما طريقان لا ثالث لهما...إما إلى جنة النعيم أو إلى عذاب السعير... سمعت من أحد الكرام أن التقوى هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد إلى يوم الرحيل...🍃 فأردت المزيد ..فأراد ربي بفضل منه وإحسان أن أعثر على هذه الرسالة العظيمة الجامعة حيث تضمن الجزء الأول منها نور التقوى وثمراتها وصفات المتقين ، بينما جاء الجزء الثانى عن ظلمات المعاصى وأسبابها ، مداخلها وأنواعها وآثارها وعلاجها .... لن اتطرق إلى التفاصيل ، ولكن هلا تفضلت برفقتي نتأمل هذه الآيات البينات ونتوقف عند كل منها قليلاً... - يقولُ تعالى " يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَتَّقُواْ اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِرْ عَنكُمْ سَيّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ العَظِيمِ " 🍃 إن تفعل ما أمر الله به على نور من الله ، رغبة فى الثواب من الله ، وأن تتجنب ما نهى الله عنه على نور من الله ، خوف من عقاب الله...هذه هى التقوى عندئذِ يجعل الله لك فرقاناً ...تفرق بين الحق والباطل على علم وهدى وبصيرة وهذا هو نيل المطلوب ، أما دفع المكروه هو تكفير السيئات ومغفرة الذنوب " جمع الصغائر والكبائر " ما دمت عدت الى الله تائباً مُنيباً.... أرأيت ختام الآية بأن الله ذو الفضل العظيم ، ترى كيف هو الإحسان عندما يتفضل به المُنعم العظيم تبارك وتعالى...🌿 - يقولُ تعالى " إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَاَلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ" 🍃 معية التوفيق والتسديد ، النصرة والتأييد ، معية خاصة للمتقين ولقد تنبهت بأن التقوى تؤدي إلى مراقبة من الله وتوقيراً لعظمته فى السر والعلانية ، يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فهو جل فى علاه يراه وهذا هو الإحسان...، ولو لم يكن من ثمرات التقوى إلا معية الله الخاصة لك لكفى بها فضلاُ من الله... - يقولُ تعالى " وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشََةَ ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " 🍃 كم من ضائق صدره مهموماً ، سواد فى الوجه وظلمة فى القلب ، ويتساءل لِما هذا الضنك !!... وقد أعرض عن ذكر الله ، لم تقر عيناه بالله فتقطعت نفسه على الدنيا حسرات...وأما في الآخرة هو أعمى...بل قرأتُ تفسيراً لها بأنه كذلك العمى عن الحُجة بين يدي الله...كما كان أعمى عن أبواب الخير في الدنيا...يارب نسألك السلامة والعافية... - تأمل معى قوله تعالى " قَالَ ربِ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً • قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذلِكَ الْيَومَ تُنْسَى " 🍃 نسى الله فى الدنيا..فنساه الله فى الآخرة ، ها هو يُنسى فى أشد يوماً افتقاراُ لله... - ودعنا نختم بالآية التى أراها أشد ترهيباُ وتخويفاً ، يقولُ تعالى " وَلَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلئِكَ هٌمُ الْفَاسِقُونَ " 🍃 نسوا الله فأنساهم أنفسهم ومصالحها ، وقد انفرطت عليهم مصالح دنياهم وآخرتهم ، ترى من كان مُضيعاً لحق الله عز وجل قد ضاع حظ نفسه من تأييد الله وعصمته ، لقد ضيع ما لا غنى عنه ولا عوض منه.... نعوذ بالله من قلب مأسور من الشيطان ، مسجون بالشهوات ، مقيد بالهوى ، ونسأله تبارك وتعالى قلب حي تقي بذكره ، منصاع لطاعته ، عزيز بكمال عبوديته ...آمييين