أستاذ فلسفة العلوم ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة القاهرة. أسهمت في نشر الثقافة العلمية وأصول التفكير العلمي والعقلاني بالعشرات من المقالات والبرامج التلفزيونية والمحاضرات العامة.
مؤهلاتها العلمية*: الليسانس الممتازة بمرتبة الشرف من قسم الفلسفة، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1977. الماجستير في الفلسفة عن موضوع فلسفة العلوم عند كارل بوبر:نظرية في تمييز المعرفة العلمية ، تحت إشراف أ.د.أميرة مطر، جامعة القاهرة، عام 1981. دكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عن موضوع مبدأ اللاحتمية في العلم المعاصر ومشكلة الحرية إشراف أ.د. أميرة مطر، جامعة القاهرة، عام 1985
* التدرج الوظيفي : معيدة بقسم الفلسفة، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1977. مدرسة مساعدة الفلسفة، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1981. مدرسة الفلسفة، كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1985. أستاذة مساعدة اعتبارًا من 23 أكتوبر 1991. أستاذة اعتبارًا من 30 يوليو 1999.
*الهيئات التي تنتمي إليها: عضوة لجنة التاريخ وفلسفة العلوم بأكاديمية البحث العلمي. عضوة مجلس إدارة الجمعية الفلسفية المصرية. عضوة الجمعية المصرية لتاريخ العلوم. عضوة مجلس إدارة مركز أبحاث وتطوير التمريض. عضوة لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة *المؤتمرات التي شاركت فيهاشاركت في العديد من المؤتمرات منها:
المؤتمر الدولي الثالث للحضارة الأندلسية بجامعة القاهرة، عام 1992. مؤتمر الفلسفة الدولي الأول بجامعة الكويت، عام 2001. مؤتمر المرأة العربية والإبداع بالقاهرة، المجلس الأعلى للثقافة، عام 2002.
*مؤلفاتهالها العديد من المؤلفات والترجمات وكتب ودراسات منشورة ومنها:
العلم والاغتراب والحرية: مقال في فلسفة العلم من الحتمية إلى اللاحتمية، القاهرة، عام 2000. فلسفة كارل بوبر: منهج العلم، منطق العلم، القاهرة، عام 1989، ط2 2003. مشكلة العلوم الإنسانية، 1990، ط5 2002. الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية، 1990. الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش، القاهرة، عام 1998، ط3 2007. الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى الحاضر، 1995، ط2 1998. بحوث في تاريخ العلوم عند العرب، 1998. الزمان في الفلسفة والعلم، 1999. أمين الخولي والأبعاد الفلسفية للتجديد، القاهرة، عام 2000. فلسفة العلم في القرن العشرين: الأصول الحصاد الآفاق المستقبلية، سلسلة عالم المعرفة، 2000. أسطورة الإطار: في دفاع عن العلم والعقلانية، تأليف: كارل بوبر، (ترجمة)، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، عام 2003. أنثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية، تأليف: ليندا جين شيفرد، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 2004. الثورة العلمية من م
كتاب صغير فلسفي اكتر مما هو سياسي قرأت الكتاب ليمنحني ركائز عن المصطلحات الصعبة بالنسبة لي كالماركسية...الخ ، بداية الكتاب كانت رائعة و الاسلوب مبسط و استطعت ان افهم المصطلحات فعلا لكن بعد ذلك بدأت تتفرع لمواضيع اخرى و تُدلي برأيها مما جعلني اتوه قليلا. لا بأس به
أول قراءاتي لسعادة الدكتورة الفاضلة يمنى الخولي ولن تكون الأخيرة، فقد شدني أسلوبها في عرض الأفكار ونقدها نقد وسطي عقلاني. تناولت في هذا الكتاب ثلاثة أبواب وهي:اليمين واليسار (حيث ناقشة الليبرالية من حيث الأصول والتطورات فيها و معاركها مع الاشتراكية و تم نقد الماركسية بمبادئها الفلسفية والعلمية في باب لوحدها و ختمت بالطريق الثالث وهو الهندسة الإجتماعية)، الاستعمارية وما بعدها(و قد فصلت في نشأتها و بعض النماذج لما بعدها ومنها النسوية)، القومية العربية في المعمعان ( وقد ناقشت بها معضلة الشعوب الشرق أوسطية التي عانت وما زالت تعاني من جروح ما بعد الاستعمار و النظرة الدونية لذواتهم وهويتهم و الحلول للخروج من هذه الدوامة).
هذه قراءتي الأولى ليمنى الخولي وأنا منبهرة! رغم أن الكتاب هذا تحديدّا لم يقدم لي معلومات جديدة بشكل كامل، فهو شرح مبسط من وجهة نظر الكاتبة للطيف السياسي (اليمين واليسار والوسط) وللصراع مابين الليبرالية الرأسمالية والإشتراكية والماركسية، ولعل أكثر ما أدهشني هو آخر مقالين تحديدًا، في النسوية بوصفها فلسفة ما بعد حداثية وبعد استعمارية (كان مقال لذيذ جدًا) وفي القومية العربية واندثارها تحت مسمى التطور والتقدم واللحاق بالغرب، كانت قراءة الكتاب واستشكاف أفكار يمنى الخولي رحلة شائقة!
قرأته في يوم واحد بسبب (تحدي إنقاذ التحدي السنوي 2024)
كتاب مقالي مبسط للأستاذة المصرية يمنى طريف الخولي. الكتاب ينتمي إلى مجال "الفلسفة السياسية"، حيث تقدم فيه الكاتبة عرضًا شاملًا للتيارات السياسية والفلسفات التي شكلت الواقع السياسي والاجتماعي كما نعرفه اليوم. حاولت الأستاذة يمنى في كتابها أن تكون موضوعية، متبعة التسلسل الزمني منذ نهاية القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن الحادي والعشرين.
محتوى الكتاب:
القسم الأول: تناولت فيه الكاتبة التيارين السياسيين الرئيسيين:
اليمين الليبرالي، الذي يركز على النظرية الليبرالية بتطبيقها الرأسمالي في الاقتصاد.
اليسار الاشتراكي، الذي يتجسد في النظرية الاشتراكية وامتدادها المتطرف في الماركسية.
تبدأ الكاتبة بشرح أصول الليبرالية، التي ظهرت بعد نهاية عصر الإقطاع في أوروبا في العصور الوسطى مع الفيلسوف جون لوك. تشير إلى أن الليبرالية تعني الحرية الفردية، حرية الشخص، حرية الحياة، حرية التملك وعدم تدخل الدولة في الاقتصاد. ومع ذلك، أسفر هذا عن استغلال العمال وتكديس الثروات لدى الرأسماليين.
ثم تنتقل إلى عرض الاشتراكية، التي طورها الفيلسوف الألماني كارل ماركس. ماركس دافع عن حقوق العمال والطبقة الكادحة، وحلم بمجتمع شيوعي بلا طبقات. طور الماركسية ومنحها صفة العلمية. نظر فكرة الحتمية التاريخية، حيث يرى أن الصراع الطبقي هو المحرك الأساسي للتاريخ، وأن ظهور المجتمع اللاطبقي هو نتيجة حتمية لهذا الصراع.
انتقدت الكاتبة الماركسية من منظور علمي وفلسفي، واختتمت هذا القسم بعرض الطريق الثالث الذي اقترحه كارل بوبر (من أصل نمساوي) تحت مسمى "الهندسة الاجتماعية الجزئية". هذا الطريق يُعد محاولة للتوفيق بين مظاهر التطرف بين الرأسمالية والاشتراكية، بالرغم من أنه مع مرور الوقت والتجارب بدأت الدول الرأسمالية تستوعب بعد التطبيقات الإشتراكية مثل النظام الصحي والتعليم العمومي وغيرها من مظاهر الاشتراكية، وأسفر عن هذا الطرق الثالث أيضا عن ظهور الديمقراطية الاشتراكية، وغيرهما من التيارات السياسية للرأسمالية المشروطة او المقيدة.
القسم الثاني: يتناول هذا القسم موضوع الاستعمار وما بعد الاستعمار.
الاستعمارية: تناقش الكاتبة تاريخ الاستعمار الأوروبي، وتصفه بأنه الوجه القبيح لليبرالية. تشير إلى أن الفلاسفة الأوروبيين الذين اجتهدوا في صياغة الليبرالية فعلوا ذلك من أجل مصلحة الرجل الأوروبي الأبيض، مما أدى إلى تكريس نظرة فوقية تجاه الشعوب العربية والإفريقية والآسيوية. كان هدف الاستعمار الحصول على المواد الخام لدعم الثورة الصناعية، بالإضافة إلى السيطرة على الأسواق العالمية لمنتجات الشركات الاستعمارية.
تناولت أيضًا الصراع الذي حدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من خلال الحرب الباردة، والذي انتهى بتوحيد ألمانيا وبانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 .
ما بعد الاستعمار: في هذا الجزء، تناولت الكاتبة فلسفات ما بعد الاستعمار، وقدمت الحركة النسوية التي ظهرت في سبعينيات القرن العشرين كنموذج. هذه الحركة رفضت المركزية الذكورية في الفكر الإنساني والمركزية الأوروبية في العالم.
اقتباسات أثرت بي: صفحة 26 عن البطالة، العمل أصبح سلعة يبيعها الشخص ليجد قوت يومه. صفحة 70 عن المركزية الأوروبية معايير الحكم.
نهاية الكتاب: تختتم الكاتبة بحاشية عبارة عن قراءة للعالم العربي (أهمها مصر والشام) وعلاقته بالديناميكيات الاقتصادية العالمية، مع قراءة تاريخية تحفزني كثيراً على التعمق في دراسة علاقة العرب بالغرب، خصوصًا في العصور الوسطى التي تحتاج إلى إعادة اكتشاف.
انطباعي الشخصي: قرأت الكتاب عبر نسخة إلكترونية مجانية من مؤسسة هنداوي، وأود شكرهم على إتاحة هذه النسخة الرائعة للجمهور. القراءة كانت ممتازة. محفزة وأسلوبها رائع ومبسط للمبتدئين.
• كتاب صغير في حجمه ، قيم في معلوماته و رائع في موضوعه و وضوح أسلوبه .. من تأليف الأستاذة المصرية في فلسفة العلوم ومناهج البحث، والرئيس الأسبق لقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة. صدر عام 2008م و يتحدث فيه عن فلسفة المذاهب السياسية المعروفة ( اليمين الليبرالي و اليسار الاشتراكي ) وما نتج عنها من توازن فكري ، انهار بانهيار الشيوعية .. ليقوم على آثار ذلك ، النظام العالمي الجديد و العولمة ، اللذان حاولا طمس الحضارات الأخرى .. كما تتحدث عن الفلسفات الجديدة و مكان القومية العربية من هذه المعمعة.
• البداية ، ومن الإهداء ، قد تأخذ انطباعا خاطئا عن توجهات الكاتبة ( إلى المهندس مُحمَّد طَريف الخُولي .. هذا المُثقَّف الليبرالي، المُولَع بالتحليلات الفلسفية للمفاهيم السياسية، وبالفلسفة الأمريكية. ) .. و ستشعر في الصفحات القليلة القادمة أن الكاتبة ستدافع بكل تطرف و عنصرية عن فكرة الليبرالية المطلقة.
• الكتاب بعد التصدير ، ينقسم إلى قسمين .. ( اليمين و اليسار ) و ( الاستعمارية وما بعد الاستعمارية ) .. و حاشية قصيرة بعنوان ( القومية العربية في المعمعان )
• في اليمين و اليسار .. تبدأ الكاتبة بالحديث عن ( اليمين الرأسمالي واليسار الاشتراكي ) فتلخص معنى هذين المصطلحين .. ( يُمثِّل اليمين مَوقِف المُحافِظِين الراغبِين في الإبقاء على الوضع القائم، بينما يُمثِّل اليسار مَوقِف الثوريِّين الراغبِين في التغيير؛ إما التغيير الفابي١ أي التدريجي، وإما التغيير الراديكالي أي الجذري. )
وكيف تحول مصطلح اليمين و اليسار ، إلى اليمين الرأسمالي و اليسار الاشتراكي ، فتتحدث عن ظهور الليبرالية كفكرة لمواجهة الإقطاعيين ، و تمكين الأفراد الآخرين من حرية امتلاك الثروة و الترقي في طبقات المجتمع ، وكيف لازم هذه الحرية ، الحرية الفكرية والدينية و ظهور الدولة الديمقراطية .. ثم كيف جاءت الشيوعية لمواجهة أخطاء الرأسمالية و مساوئها فألغت الملكية الفردية و جعلت كل شيء بيد الدولة .. ما جعل من الدولة ، دولة ديكتاتورية.
( من الناحية السياسية، فكانت غاية النظام الماركسي هي اضمحلال الدولة بوصفها دولة، ولأنها أداة اليمين، أداة الرجعية للحِفاظ على البرجوازية؛ على الرغم من أن الماركسية نظام شمولي؛
وبينما نجدُ الليبرالية تُعظِّم من شأن الفرد، وتحُد من سلطة الدولة أو الجماعة، ومع هذا فإن الدولة في الليبرالية مُؤسَّسة ضرورية لا غنًى عنها البتة، ليس بوصفها غاية وإنما بوصفها وسيلة لتحقيق غاية أبعد تَتمركَز أخيرًا حوْل الفرد، وهي تحقيق الأمن؛ النظام والقانون في الداخل، ودفع الأعداء الأجانب من الخارج؛ وذلك ضمانًا للأجواء الصالحة لمُمارسة الحرية. ثم إن الدولة أداة لتحرير المُواطِنِين من الجهل والمرض، عن طريق اضطلاعها بتقديم الخدمات التعليمية والصحية.
وكان النظام السياسي الماركسي هو الديكتاتورية — ديكتاتورية البروليتاريا — ولو حتى بصفة مُؤقَّتة، ويقوم على أساس أن الجميع ارتضَوا أيديولوجيا مُحدَّدة واستكانوا إلى مَذهَب فلسفي مُعيَّن. وفي مُقابِل هذا نجدُ النظام السياسي الليبرالي هو النقيض للديكتاتورية، ولأي استبداد بالسلطة أو انفراد بالرأي أو خضوع دوجماطيقي أو إلزام بمَذهَب مُعيَّن؛ وذلك على أساس أن المَبادئ النهائية التي تُمثِّل الحقيقة الحقة لا وجود لها في إمكانيات البشر، ثَمة فقط آراء تتفاوَت صحةً وبطلانًا، وقُصارى ما يستطيع الليبرالي تأكيده هو أن ذلك الرأي يبدو له أصح من غيره؛ وبالتالي لا يغدو اختلاف الرأي مَثارًا للعَداء وللزَّج في السجون والمُعتقَلات، ويتَّسع المَجال للتسامُح الديني وتحقيق الحرية الفكرية. )
تنقتل بعد ذلك للحديث عن ( ما هي الليبرالية ) فتبدأ بمقدمة غزلية :
( على أساس الدفاع عن الحرية والرأي الآخَر تُعَد الليبرالية أساس الديمقراطية، ويشهد التاريخ أنها هي التي كافَحت وجاهَدت من أجل إرساء أُسس الحكم الدستوري، وأنها هي التي علَّمت البشر أصوله، ووجوب استقلال السُّلطات عن بعضها؛ السلطة التنفيذية (= الحكومة والوزارة القائمة) عن السلطة التشريعية (= البرلمان والنُواب أي مَجلِس الشعب في مصر) وعن السلطة القضائية، وأيضًا — بل وأصلًا — دافَعت الليبرالية عن استقلال المُواطِن نفسه ما دام مُلتزِمًا بالقانون، وإطلاق حرياته في كافة المَجالات إلى أقصى حد مُمكِن؛ وأهمُّها حرية الرأي والدين والفكر والاعتقاد والقول والفعل، وحرية انتخاب من يُمثِّله، وإبداء رأيه في الاقتراع العام؛ مع ضرورة إقرار أكبر قسط مُمكِن من الوسائل التي تحُد من تعسُّف الحكومات وتطاوُلها على حرياته. .... . الليبرالية إذن هي مَذهَب الحرية اسمًا ومضمونًا. ) ..
السؤال الذي يخطر في خاطرك فور قراءة الجملة .. هل الليبرالية تسمح حقيقة بحرية الاعتقاد ؟ .. هل يمكنك انتقاد إسرائيل ؟ أو ابداء رأيك في موضوع المثلية الجنسية ؟ هل يحق للمسلمة أن ترتدي الحجاب كما يحق لها خلعه ؟ ( هذه أمثلة بسيطة على تناقض الليبرالية و الأمثلة الأخرى كثيرة )
بعدها تتحدث أن الملكية كانت هي حجر الأساس في منازعات الليبرالية و الشيوعية ، قبل أن تتطور المذاهب لتصبح مذاهب فكرية و سياسية ، فلم تقتصر على الاختلاف الاقتصادي فقط.
ثم تنقتل للحديث عن ( أصول الليبرالية ) فهي قائمة على فكرة العقد الاجتماعي ( من الناحية السياسية نُلاحِظ أن المسألة عَقد — ولنَضع خطًّا تحت عَقد — بين الحاكم والمحكومين، ليَقوم الحاكم بِدور مُعيَّن في تنظيم حياتهم، نِشْدانًا لظروف أفضل للاجتماع الإنساني ولحياة البشر سويًّا؛ إنها فكرة العَقد الاجتماعي التي اهتَم بها الفلاسفة الليبراليون، خصوصًا جون لوك وجان جاك روسو — وفيما بعد الفيلسوف جون رولز — أيما اهتمام؛ وذلك ليحدُّوا من طغيان الملوك ويُلزِموهم بحدودهم، ليُخبِروهم بأنهم في خِدمة الشعب وليسوا مُلاكًا لقطيع. )
أما من الناحية الاقتصادية فتشرح ، أن المواطن كان يملك نتاج عمله .. لكن حين كثر عدد السكان و قلّت الأراضي ، بدأت الليبرالية تنحرف عن المسار ، فصار الإنسان بحاجة إلى أن يعمل لدى الآخرين ، كما تفشت البطالة و ظهر الإحتكار .. هذه الانحرافات ، أدت إلى تطوير الليبرالية نفسها ، و إلى ظهور الشيوعية كثورة على الأوضاع القائمة.
• بعدها تنتقل للحديث عن ( تطوُّر الفلسفة الليبرالية) وكيف نظرت إلى ضرورة عدم تدخل الدولة بالإقتصاد ، وكيف تغيرت مع الزمن لتستوعب مغيرات الزمان فصارت أقرب للشيوعية
( منذ العقود الأخيرة في القرن العشرين باتَت السمة الغالبة على الليبرالية المُعاصِرة هي أنها تراجعَت تمامًا عن إصرارها على ألا تتدخَّل الدولة إطلاقًا في الأنشطة الاقتصادية، وسلَّم الجميع بوجوب وضْع قوانين تُوجِّه الأنشطة الاقتصادية للصالح العام، وتحفظ حقوق الطبقة العاملة التي لا تَملِك، وأيضًا حقوق المُستهلِكين. إنها الآن تتَّخذ مَوقفًا وسطًا أبعد عن الرجعية المُحافِظة وأقرب إلى الاشتراكية التي كانت قوة كابحة لها، بلغَت مَداها مع إعصار الماركسية الذي علا وخبا )
ثم تتحدث عن ( الشيوعية ) التي تشمل الكثير من النظريات المختلفة ، لكنها تسهب في الحديث عن ( الماركسية ) و نظريات ماركس التي ترتكز على المادية التاريخية ، و نظرية صراع الطبقات ، و تتنبأ بحتمية زوال البرجوازية ، و بواجب الإنسان إن يحارب البرجوازية عبر الثورة المسلحة لتحقيق هذه الحتمية.
ثم في فصل جميل و مفيد جدا تتحدث عن ( نقد النظرية الماركسية ) من جانبها العلمي و الفلسفي. وبعدها تتحدث عن ( الهندسة الاجتماعية الجزئية طريق ثالث ) التي كانت أقرب للواقع العلمي و أكثر قابلية للتحقيق من الفكرة الشيوعية التي جاءت ردا على تطرف الليبرالية الرأسمالية. لكن انهيار الشيوعية و انتشار فكرة النظام الجديد " الذي تسيطر أمريكا على كل أفكاره " و العولمة ، حالت دون استمرارها. • تتحدث بعدها عن ( الاستعمارية ) الجانب القبيح من الليبرالية .. و عن الفلسفة التي جعلت من الاستعمار شيئا طبيعيا في نظر مفكري الغرب .. و في ( نموذج لفلسفات ما بعد الاستعمارية ) تتحدث عن الفلسفات اللاحقة التي جاءت لمحاربة الامبريالية الغربية و مناهضة الاستعمار و نتائجه .. ومنها الحركة النسوية .. ( تتحدث في هذا الفصل القصير عن جوانب أخرى من الفكر النسوي ، غير ما تروج له النسوية المعاصرة المبنية على العواطف أكثر من المبادئ و القيم )
و أخيرا في حاشية قصيرة و جميل ، و يعبر عن كثير من مشاعرك و أفكارك ، تتحدث عن ( القومية العربية في المعمعان ) وهنا ستدرك أنك أخطأت في الحكم على الكاتبة ، حين قرأت فصول كتابها الأولى.
تلفت الكاتبة الأنظار إلى تساؤل مثير للاهتمام أثناء حديثها عن نظرة العالم الغربي للإسلام : ( لماذا نغوص في هذه الجزئيات الراهنة، ولا نُرسِل النظر أبعد قليلًا؟! ليس إلى الحروب الصليبية التي هدفت إلى تحرير القدس من المسلمين (ونعجب لماذا لا يُحرِّرونها الآن من اليهود، واليهود هم الذين صلبوا المسيح وليس المسلمون!) )
و تشير إلى سبب حقيقي للحروب الصليبية و حقد الغرب على الإسلام : ( ذكر في هذا الصدد هنري بيرن H. Pirnne (١٨٢٦–١٩٣٥م)، فقد اشتهر بتفسيراته الثاقبة للعصور الوسطى الأوروبية، وعَزْو تخلُّفها إلى التقدُّم السريع للإسلام الذي أدَّى إلى الانقطاع عن التراث الإغريقي والروماني وإلى نهاية وحدة حوض المتوسط التي لم تعُد إلا مع الحروب الصليبية، وفي كتابه الشهير «محمد وشارلمان» تبدأ العصور الوسطى، لا بسقوط الإمبراطورية الرومانية، بل بالفتوحات العربية وسيطرة المسلمين على مَوانئ البحر المتوسط الجنوبية وطُرق المِلاحة والطُّرق البرية إلى الشرق الأوسط والأقصى، التي كانت سببًا في ثراء اليونان قديمًا، ثم ثراء إيطاليا ووسط أوروبا حديثًا.
هذه السيطرة الإسلامية عزلتْ أوروبا عن مَصادر الثروات التجارية، فتدهوَر اقتصادها ليبدأ عصرها الوسيط؛ والدليل على هذا — فيما يرى بيرن — أن العصر الوسيط المُظلِم انتهى باكتشاف إيطاليا لطُرق برية إلى الصين في القرن الثالث عشر، واكتشاف البرتغال لرأس الرجاء الصالح، ووصولهم إلى شرق آسيا من دون الاحتكاك بالمسلمين. وبالمثل يقول مُؤرِّخ العلم ج. ج. كروثر إن المسلمين حين قضوا على الملاحة الأوروبية في البحر المتوسط قضوا على التجارة الخارجية والمواصلات في غرب أوروبا، وذبلتْ مَوانٍ ومدن تجارية على الأنهار في داخل القارة لانعدام مَوارد التجارة، وتلاشى ما بقي من الحكومة المركزية الرومانية، وأُغلقت مَكاتب الإدارة والمحاكم والمدارس واختنقت دعائم النظام الإمبراطوري، ولم يبقَ من الطبقات الاجتماعية إلا كبار المُلاك أبناء الأعيان والفلاحين وبعض الفلاحين الأحرار. انتهت الصناعة لعدم تموينها بما تحتاج إليه، وانتهت حركة الإنشاء والعمل باستثناء مُتطلِّبات الحياة اليومية. لم يعُد هناك حاجة للعبيد، الوسائل الفعلية لإنتاج العمل آنذاك، ولم يعُد الوضع يتطلَّب إلا المُشتغِلين بالزراعة. )
و تقول عن الإسلام و الوحي : ( هكذا كانت مُشكِلة الإسلام والغرب أنه ليس دينًا وشريعة فحسْب، بل إطار لهوية حضارية، وكان باستراتيجيته البارعة قادرًا طوال تاريخه على استيعاب واحتواء دوائر حضارية أخرى. من هنا كانت العروبة هي أَرُومة الإسلام والإسلام هو صُلب أصلاب العروبة. ) الكتاب من النوع الذي يصّر عليك أن تضعه في قائمة الكتب التي ينبغي عليك قراءتها مرة أخرى ، خشية أن تكون قد فاتتك فكرة من أفكاره .
كتاب صغير الحجم دسم في موضوعه وقوي في طرحه ولغته، يتناول بعض قضايا الفلسفة السياسة من منظور مختلف يتطرق إلى الأصول والجذور والنشأة ومن ثم التطور ومدى التقارب والتباعد بين النظرية والواقع. فمصطلحات كاليمين واليسار والليبرالية والاشتراكية وغيرها، هى ما تدور حوله الفلسفة السياسية وترتكز حوله الأطروحات والنظريات السياسية. والكتاب يمثل بداية جيدة لمن أراد التعرف على هذه المفاهيم والتعرض لأسس الفلسفة السياسية.
الفلسفة الليبرالية: مذهب الحرية في كل شي عدا حرية التعدي على الأخر وضمن أشكالها حق الفرد في الملكية دون تدخل من أي جهة سلطوية وهي ما أنتجت الرأسمالية ومن أهم رموزها: معظم فلاسفة العقد الاجتماعي ، الطبيعيون أمثال جون لوك الذي يُعتبر مؤسس لها ، الفيزوقراط الفرنسيون والقوانين التي أكدوا عليها مثل: قانون المنفعة الخاصة ، قانون المنافسة الحرة ، الاقتصاديون الكلاسيكيون.
الاشتراكية: هناك عدة مذاهب للفكر الاشتراكي منها الاشتراكية الفابية ، اشتراكية سان سيمون ، وأشهرها على الاطلاق الاشتراكية الماركسية. الماركسية تُمثل المادية الجدلية أي تفسير الأشياء بالعلل المادية(بنى تحتية) فقط لا العلمية ولا الفلسفية أو دينية(بنى فوقية). وترتكز الفلسفة على أن الصراع قائم هو على عوامل الانتاج(مأكل ، مشرب ، مسكن ، الخ) والتاريخ يسير وفق حتمية هذا الصراع.إذن التاريخ بالنسبة لماركس صراع طبقي الذي يتطور تطوراً جدلياً إلى أن يصل إلى مرحلة الشيوعية. والتغييرات التي تحصل دائما بين الكم إلى الكيف أو العكس والتغير الذي يحدث من الكيف إلى كيف أخر يُمثل الطفرة والتطور وشبه ذلك بـ إنتقال درجة الحرارة من درجة إلى أخرى قد تؤدي إلى تغير حالتها من ماء إلى بخار. والتاريخ كان(الكيف الاول) صراع طبقي بين الاحرار والعبيد ، ثم بالمرحلة الإقطاعية(الكيف الثاني) بين المُلاك ورقيق الأرض ثم بالمرحلة الصناعية(الكيف الثالث) بين المالك والعُمال وسوف يستمر الصراع إلى الوصول إلى المجتمع الشيوعي. ومما صاغه ماركس في المجتمع الصناعي هي نظرية " نظرية القيمة وفائض القيمة" حيث أن نظرية القيمة تتمثل في السلعة وعدد ساعات العمل(علاقة طردية) ، بينما فائض القيمة تُمثل الفارق بين أجر العامل وبيع ثمن عمله.
نقد النظرية الماركسية: أ- النقد العلمي: ١- لم يكن منهج ماركس علميًا بقدر ما كان جدليًا ؛ لأن الجدل يحذف قانون عدم التناقض وينتقل من الفكرة إلى نقضيها ويجعلهما معنا في قالب واحد. ٢- كذبت نبوة ماركس في أن البروليتاريا سوف تهيمن وأن الرأسمالية سوف تنكمش. الامر الذي حدث أن الصناعة تعقدت وأصبحت تعتمد على الثورة التكنولوجية وأيضاً الشركات الكبيرة لم تبتلع الشركات الصغيرة بل تعتمد عليها. مثال : صناعة السيارات تعتمد على جلود المصانع. ٣- لم تحدث الطبقية (طبقتين : برجوازية ، بلوريتاريا) الذي تحدث عنها ، بل إن طبقة المزارعين لا زالت رغم تقدم الصناعة ٤- مجيء الشيوعية سوف يحقق اللاطبقية. الامر الذي حدث أن إنقسامات البروليتاريا الداخلية ستخلق طبقة محكومين وطبقة حكام. ٥- فائض القيمة سوف يؤدي إلى زيادة بؤس البروليتاريا: الامر الذي حدث أن فائض القيمة يُستغل في إقامة مجمعات سكنية ، نوادي رياضية ، الخ. والتعليم أصبح لا يقتصر على البرجوازي وحده ، بل حتى على البروليتاري. ٦- الثورة ستحدث في الدول الاكثر تقدما تكنولوجياً : الثورة حدثت في روسيا والصين التي أقل تقدماً من انجلترا وألمانيا ٧- الرأسمالية سوف تضمحل : الرأسمالية لم تضمحل ، بل زادت. ب- النقد الفلسفي: ١- النظرية لا تتوافق مع قواعد المنطق ، بحيث إنها تتحدث عن حتمية تاريخية ، أي أن التاريخ مُحدد سلفاً ثم يأمرنا ماركس حسب مقولة الشهيرة أن نغير ما لا نستطيع تغييره( مهمة الفيلسوف تغيير العالم لا فهمه) وأيضاً الحتمية تُلغي الأرادة الإنسانية وتلغي مقولة ( يا عُمال العالم اتحدوا ) ٢- الخطأ الأخلاقي: كان يقول : كل برجوازي يعتنق الافكار البورجوازية اليمينية وكل بلوريتاري يعتنق الافكار البروليتاوية اليسارية ، وهذا غير صحيح ؛ لأن ماركس نفسه كان برجوازي ولكنه يعتنقد الافكار الاشتراكية ، هذا تعميم غير صحيح. ٣- الاقتصاد المؤثر الوحيد في حركة التاريخ : غير صحيح ، هناك الدين تسبب بقيام عدة ثورات ، وهناك العلم سبب الثورة الصناعية التي أدت إلى بؤس العلماء
الهندسة الإجتماعية الجزئية: دعوة كارل بوبر للمجتمع المفتوح الذي يُلغي إنفراد الرأي ، ويخلق التعددية ، كما يبقي المجال مفتوح دون إرتباط بحتمية التاريخ. يرى بوبر أن هذا الاسلوب يعمل على التصحيح خطوة بخطوة (مكافحة بطالة ، تطوير نظام تعليمي ، الخ) وفق خطة مدروسة.
الإستعمارية : رُبما أمكن القول إنها أحد أوجه الليبرالية القبيحة ، حيث أن الملكية هي الحرية بذاتها أكدت عبارة جون لوك مؤسس الليبرالية: " الحياة الحرية ، الملكية ". وأكد لوك أن الملكية لن تأتي بدون العمل والذين لا يعملون ناقصين أهلية وتعقل ، لذا ليس لهم حقوق. بهذه المنطلقات التي أستخدمت كذريعة لإستعمار الدول المتخلفة من قبل الدول الإمبريالية. وظهرت عدة فلسفات قاومت هذا التوجه القبيح منها النسوية التي كانت أحد التيارات في نقد الحضارة الغربية ؛ لأنها ساهمت في رفض التراتب الهرمية( الطبقية ) ، وعدم فرص الوصاية من قبل الأقوى ، والدعوة للتعدية والإعتراف بالأخر.
في كتابها "ركائز في فلسفة الشياسة" تقارن يمنى مجملا على المقارنة بين اليمين و اليسار في السياسة، بالاعتبار اليمين الليبرالي هو فلسفة الأمر الواقع -حيث صيغة أولا كواقع أوربي ثم صيغت بعد ذلك كنظرية- و هذا هو مكمن قوتها، عكس نظرية اليسار الاشتراكي و الماركسية التي صيغت كنظرية أولا ثم بحث عن تطبيقها. فلنفصل كل على حدة، اليمين الليبرالي ينبني اساسا على الحرية الفردية، حيث يلخص مبادئها الفيلسوف جون لوك في قولته:"الحياة، الحرية، المِلكية" فحرية الملكية، الرأي، المصير...كلها مكفولة في الفلسفة الليبرالية، بل حتى في الاختلافات المصيرية لابد من افساح كل مجال للرأي و الرأي الاخر، ليتغلب الراي الاقدر على حل المشكلة ثم تتناول من جهة الفلسفة اليسارية بكل تياراتها من الماركسية إلى الاشتراكية الفابية مرورا بالملكية التعاونية، مجملا ترتكز الاشتراكية على مبدأ الملكية المشتركة لوسائل الانتاج في سبيل العدالة الاجتماعية و منعا لاستغلال الاقلية من الملاك للأكثرية العاملة،و يعتبر مارك أن القانون الاساسي الذي يحكم حركة التاريخ هو صراع الطبقات الذي يتطور تطورا جدليا من مرحلة لأخرى، صراع بين الاحرار و الرقيق، بين ملاك الاراضي و الأقنان، و بين البرجوازية و البروليتاريا، فالباعث الاساسي على العمل في حياة الإنسان-بالنسبة لماركس طبعا- هو علاقته بالطبقات المختلفة في الصراع الاقتصادي ثم تناولت الكاتبة الفلسفة الاستعمارية و ما بعد الاستعمارية التي لا أود الخوض فيها لكني لا أتفق معها حينما بررت و دافعت عن نظريات الاستعمار قائلة:""العالم الغربي المتقدم بحكم تقدمه لا يريد إلا الخير و الفلاح و الصلاح للعالمين، و الإنقاذ من براثن التخلف. كان الاستعمار الأوربي يستهدف العمران و العمار و التحديث، و كنتيجة جانبية يأتي تأمين مصادر المواد الخام لمصانعه و الأسواق لمنتجاته، و تمتائ خزائن أوربا و تحكم السيطرة على المواقع الاستراتيجية لجيوشها و طرق التجارة العالمية"" حيث يبدو لي أنها عكست الآية و أن الهدف الاول من الاستعمار هو نهب الثروات و الموارد و تأمين الأسواق لمنتجاتهم ثم كنتيجة جانبية و لتسهيل نهب هذه الثروات استثمروا بضع دريهمات لتأهيل البنية التحتية و المؤسسات التي ستنقل هذه الموارد من مصادرها بالقطارات و الطرق نحو الموانئ لتصديرها، حيث تجلت ثقافة المغرب النافع و المغرب غير النافع بناءً على هذه العقلية التي كرست تفضيل منطقة على أخرى من خلال الموارد و الثروات التي ستوفرها للمستعمر شكرا لكم...
"مثلما تعلمنا (الفلسفة) أن مناهج المصادرة على المطلوب تفضي إلى تحصيل حاصل، ولا ينجم عنها مكسب معرفي".
في الفصل الآخير الكاتبة قالت الجملة دي، بس عملت نفس الحاجة في فصل نقد الماركسية، اللي اتكتب بشكل ساذج، يخليني ما أصدقش إن حد بالقيمة العلمية دي يكون كتبه عن جهل، بل أكيد عن عمد.
مثلا كتبت في فصل نقد الماركسية:
“ماركس حاول أن يعلمن التاريخ، ففشل. إذ لم تتحقق نبوءاته. وبالتالي، لم تكن الماركسية علمًا.”
الجملة تبان منطقية من أول نظرة، بس لو تمعنت فيها، هتلاقي إنها بتقع في مصادرة على المطلوب.
ليه بقى؟
لأنها بتفترض من البداية إن المعيار الوحيد للعلمية هو تحقق النبوءات المستقبلية، ودا نفسه هو الموضوع محل النقاش!
هل العلم فعلًا معناه إنه يقدر يتنبأ بالمستقبل؟ هل دا ممكن في علوم الاجتماع والتاريخ أصلًا؟ هل فشل التنبؤ يبطل النظرية؟ ولا ممكن النظرية تفسر الماضي وتساعدنا نفهم الحاضر حتى لو ما جابتش المستقبل صح؟
فالجملة نفسها بتبني نتيجتها على فرضية هي اللي المفروض تبرهنها.
بمعنى آخر: هي مش بتقنعك، هي بتفترض اقتناعك قبل ما تبدأ.
كتاب صغير لطيف مفيد لفهم أبجديات السياسة يمنى طريف الخولي عن جد كنز للفكر العربي، امرأة مثقفة و واعية جدا، ممتمن جدا لكتبها وترجماتها العديدة.. خاصة التي أسهمت في تقديم الفكر النقدي والمنهج العلمي وفلسفة العلم إلى عالمنا العربي، الذي لا يزال يعاني من فجوة معرفية كبيرة في هذا المجال.
وضعت الدكتورة يمنى طريف الخولي في هذا الكتاب القواعد البسيطة والسهلة لفهم الفلسفات السياسية الحديثة و اوضحت خلفية تتطور تلك الفلسفات بطريقة سلسة و غير مخلة.
و لكنها اغفلت الكثير من القضايا السياسية المعاصرة للمجتمع المصري و لم تضع بالاً لما انتجه التبسيط من خلل في تحديد المشكلات الاساسية التي يجب ان يلم بها المثقف المصري المعاصر و اساليب حل تلك المشكلات.