منذ القلم، ومنذ الكتابة، ومنذ الدمعة الأولى، وشهقة السيف الأولى... كان الشاعر العربي ملاذاً للحب، وملجأ للفقراء، وصوتا للنبل والرأي الحر، وشمساً يُحتج بضوئها، وقمراً يحلو العشق على ضفاف نوره.
وفي الوقت الذي كان شعراء الجيل الحديث يهيئون القصيدة لان تستغل مما علق بها من رمال الصحراء، وتخلع عن جسدها الخرق المرقعة وبقايا داحس والغبراء، لتدخل الحياة المدنية متأنقة بربطة عنق تفوح منها رائحة عطر فرنسي، ولتجلس في المنابر تضع ساقاً فوق ساق بشعر «مهندم» وصوت هادئ جاء الشاعر الراحل سليمان الفليح - يرحمه الله - يجرّها من شعرها ليعيدها الى الصحراء، يخلع عنها ثياب المدينة، ويصعد بها الى الجبال، يطلب منها ان تصرخ بصوته صراخ الصعاليك، وتركض ركضهم، وتطالع حضارة المدن من بعيد تهزأ من بهرجتها واضاءاتها، وهي تنفرد بالليل والقمر وصوت الذئاب. *د.سعاد الصباح
نسيت أن أكتب مراجعة لهذا الكتاب.. سمعت بودكاست لـ د. طارق الربعي عن رسالته الدكتوراه وتحدث ، بطريقة محمسة، عن الشاعر سليمان الفليح، وقررت بعدها أن أقرأ لا ديوان وحيد له، بل أعماله الشعرية كاملة! للأسف هذا ليس بشعر، قصائد في ٦٠٠ صفحة جميعها سيئ ماعدا قصيدة واحدة! أعتقد شيء وحيد أعجبني وهو تأريخه لشعور البدوي بالغربة والوحدة بعد تركه لصحرائه والعيش في المدينة المرغم عليها.