هدى حمد (سلطنة عُمان) كاتبة من مواليد الرستاق، سلطنة عُمان، عام 1981. حاصلة على ليسانس في الأدب العربي من جامعة حلب، سوريا، وهي صحفية سابقة بجريدة عُمان، القسم الثقافي، وتعمل حاليا منسقة تحرير في مجلة "نزوى" الثقافية. صدرت لها ثلاث مجموعات قصصية وثلاث روايات: "الأشياء ليست في أماكنها" التي فازت بالمركز الأول عن مسابقة الإبداع العربي بالشارقة، كما حازت على المركز الأول كأفضل إصدار عُماني لعام 2009، "التي تعد السلالم" رواية صدرت عن دار الآداب وكانت ضمن الروايات الست في ورشة محترف نجوى بركات عام 2014، و"سندريلات مسقط" (2016). شاركت هدى حمد في كتابة بعض حلقات أول مسلسل كرتوني عُماني "يوم ويوم"، كما ترأست تحرير أول مجلة إلكترونية متخصصة في عروض الكتب في سلطنة عمان، مجلة "أكثر من حياة".
كم هي جميلة هذه الرواية. بهذه الجملة فرغتُ من صفحتها الأخيرة. وأنا أقرأ العمل تذكّرتُ أسلوب الكاتبة العمانيّة جوخة الحارثي. تكتب هدى حمد بنفس الروح والرقي. أحببتُ العمل جدًّا بكلّ ما فيه من مشاعر وعواطف والتباسات وأحزان وقتوم. إنّها رواية ممتعة لمن يبحث عن الاستمتاع، شاعريّة لمن يبحث عن المشاعر، ومؤلمة لمن يبحث عن الصدق. اجتماعيّة لمحبّي القصص الأسريّة، نفسيّة للمهتمّين بالفلسفة والعلاقات بين البشر. باختصار ستجد فيها نتفًا من كلّ شيء وهنا تكمن قوّة العمل. هدى حمد كاتبة موهوبة بلا شك. تجمع بين البساطة والجزالة والذكاء ما يمنحها القدرة على صياغة كلماتها ونسجها على نول الابداع. لا تتحدّث ربّما الرواية عن أمور كبيرة لكنّها وبلا شك تلامس أشياء بسيطة رازحة في دواخلنا فتقفز بسلاسة رهيبة بين أحداث تمزج المتعة بالتفاصيل الثانويّة والرئيسة في يوميّاتنا من عادات وتقاليد عربيّة وعمانيّة على وجه التحديد فتكتسب عجينة كلماتها روحًا من خميرة الصدق الذي تبدع هدى في بثّه بين أسطر روايتها. مثلّث العلاقة بين البنت ووالدتها من جهة أولى، بوالدها وأشقّائها من جهة ثانية، وبالعالم الذي تشعر أنّها غريبة عنه من جهة ثالثة. هذه ليست رواية، بل حالة. ينفر من عروقها الحبر القاني الممزوج بمرارة الفقدان، حلاوة الوحدة في حياةٍ اخترعتها بطلة الرواية لعلّها تنسلّ من وجوم أيّامها وتنبلج من رحم روحٍ جديدة لا تتعثّق الأحزان بها كطفلٍ يتكمّش بثوب والدته. يا ليتها كانت أكبر، هذا ماقلته لنفسي وأنا في صدد الانتهاء منها. قلّة هي المرّات التي أشكر فيها كاتب على رواية. لكنّني اليوم سأشكر هدى على البهجة الأدبيّة، رغم مأساويّة العمل، التي أدخلتها إلى قلبي.
اللغة في الحقيقة هي المكان الذي تنمو فيه الجمل وتكبر، هي بئر الصوت/ اللفظ، وصداه/ الإحالة أو الدلالة أو رجع المعنى، بئرٌ يسقط فيها كل من فقد الأمل في التواصل حين اغترب لسانه عن لسان الجماعة.
تفتيت اللغة إذن هو المجاز العميق لهذه الرواية، وربما بسبب ذلك تحضر اللغة هنا على لسان شخصيةٍ ميتة. الصدى وحده هو ما يبقى حياً بعد فناء الصوت، ونحن هنا بصدد رواية بطلها الوحيد هو الصدى، بترجيع ماضي الذات ليصبح حاضر الحكاية، في خطابٍ روائي هو بالكامل نص استرجاع.
ليس تفتيت اللغة، وفق التصوّر نفسه، نفياً لها، بل تخليصاً من حمولاتها الجاهزة المتوارثة، ثقافياً وإيديولوجياً، في روايةٍ جوهر سؤالها هو ذلك الموروث نفسه. وفق هذا التأويل، ليس الانتحار مغادرةً للعالم، بل صوغ لغةٍ جديدةٍ متخففةٍ من المواريث، لغة ليست وجهاً لكل سلطة وسوطاً في يد كل جلاد.
نحن أمام ساردةٍ مريضة بـ”صداع اللغة” إن جاز التعبير، ويكاد المجازي يتجسد حرفياً عبر”أزيز جُمل صاخبة ومؤذية”: “الجُمل التي لا تفقد بريقها لدقيقةٍ واحدةٍ في رأسي. الجُمل التي تدخل معي إلى المطبخ، وتنسكبُ في الشاي، وتصعد إلى غرفة النوم، وحصل ذات مرة أن تلامسنا برفق…. ولا أدري إن كان عليّ أن أقلق لمجرد أن الجمل تنتفخ في رأسي بهذا الإلحاح، لا أدري إن كنتُ مريضة”.
هكذا، تختار الساردة صمت اللغة، تعتمد الإشارة بديلاً للتحدث، وتضع مسافةً مع محدثيها، كأنما اتقاءً لخطر اللفظ: “وجدتني أنفض كل الكلام… ثم لم أعد أفكر بشيء أكثر من المحافظة على المتر الذي يقف بيني وبين الراقصات، بيني وبين العالم. إن ذلك المتر يبدو أغلى ما أملك الآن”.
تستبعد الساردة اللغة من تواصلها، تعيش بكماء، وتصبح كتابة قصتها أخيراً، طريقة وحيدة لاستحضار هذه اللغة، وليصبح الموت هو استعادة النطق.
تنهض الساردةُ المتكلمة بالنص وهي ميتة.
نحن إذن أمام نصٍ كامل يحتله الصوت فقط، فمفهوم “الذات” يشترط مفهوماً آخر هو الحضور، فيما الذات هنا هي الغياب.
“الموت هو اللحظة التي نبدأ فيها على نحو حاسم تأمل الحياة، لأنه لا يعود هناك المزيد منها”. وفق عبارة التصدير الاستباقية هذه، يُمثِّل الموتُ ابتعاثاً للمعنى، وليس قبراً له. لا يغدو عدماً، بل فرصة (وحيدة) لإعادة قراءة مدونة الحياة.
أول كتاب صوتي هذا العام بعد انقطاع مايقارب السنة ! العظيم بهذا الاختراع أنه يضاعف فائدة بعض الأوقات إما أثناء المهام المنزلية " كطبخ الكبة اللبنية " ، أو أثناء ممارسة رياضة المشي ... ولكن السلبية تترافق مع ايجابيته ،فمن الصعب التقاط الإقتباسات وتدوينها مما يفقدني انا شخصيا جزء مهم من استمتاعي بالكتاب ..
أول تجربة للعُمانية هدى حمد ، ولاشك أنني سأكررها .. الرواية مفعمة بالمشاعر .. مليئة بالواقع ... قد نخالها خيالا إلا أن العلاقة المعقدة الباردة بين ام وابنتها حاصلة ، المعتقدات الغريبة كالتطير من الأسماء فهي تجلب الموت موجودة في كل المجتمعات وان تباينت تفاصيلها ، الإنطواء على الذات ومن ثم الانتحار أيضا نسمع عنه شبه يومي ، حتى بالمجتمعات المسلمة ..
أحببت السرد على لسان البطلة ، مسترجعة الحكايات حتى ظروف زواج والديها .. تفاصيل لوم والدتها لها على مرض توأمها ووفاته .. حنان الاب وافتقادها له ، اعتنائها بالام الثكلى .. حديث النفس والأحلام ...
يأسرني دوما محاكاة الواقع ، وعندما يأتي ذلك مع لغة رصينة متماسكة وبسيطة فإن ذلك يجعل مما أقرأ مدعاة للإعجاب
تصادف ان هذا الكتاب هو الاول بعد انهاء تحدي الجود ريدز لهذا العام #لاتسميها وإلا خطفها الموت ، الموت يعرف الناس بأسمائهم.
أول مرة أقرأ لهدى حمد أسلوبها جعلني مأخوذةٌ طوال الوقت مشدودةٌ لتفاصيله، أحببت الللغة السردية السلسة والغنية. ربما يراها البعض رواية بلا قضية، لا تناقش صراعًا ما، لكنها تحمل على عاتقها شيء كبير وعظيم، على الأقل بالنسبة لي.
بفرشاة وألوان قليلة جدًا رسمت لنا لوحة للعلاقة بين البنت وأمها، وعلاقة البنت بأبيها، وعلاقة البنت بأشقّائها، وعلاقتها بالعالم التي يُشعرها بأنها غريبة فيه.
لم أكن أريد لهذه الرواية الرائعة أن تنتهي بمثل تلك النهاية الكئيبة. فقد كنت أقرأها على مهلٍ خوفًا من أن تنتهي نهاية تُفقدني الأمل.. وياللأسف! لكن أحب أن أشكر الكاتبة لأنها بشكلٍ ما أضافت لحياتي صوت جديد
يبدو أن عقدة القصة تدور كلها في ( المرغوبة) ، في ان تكون شخصاً مهماً لأحدهم
في عمق أعماقك الذي يصنعه الاخرون بسيئاته وحسناته كقطع الليجو تظل ثابتة تتضخم بداخلك وان تجاهلتها كلما كبرت، تتضخم لتصبح ورماً متقيحاً ينتظرلحظة ينفجر فيها ويؤذيك
كل خيبات الطفولة واحداثها تتعاظم ان صدرت ممن تظنه مصد أمان واهتمام وطمأنينة
لذلك يلجأ الأطفال وغيرهم للخيال ... الخيال الأشد رحمة بنا ، يسد حاجاتنا التي لم تشبع ولم يلتفت إليها أحد
أبدعت هدى... جعلتني اشعر بمأساة ( البنت) التي لا اسم لها !
رواية قصيرة تأتي في 136 صفحة، عن بطلة ليس لها اسم لاعتبارات اجتماعية وقصص قديمة تنقلنا البطلة من حاضرها لماضيها، ومن أمها لأخيها التوأم ولأبيها، ولقصص اِخاص أخرين في الماضي والحاضر أيضًا، بطريقة سلسلة وغير مشوشة تجد فيها عادات وتقاليد عربية وعمانية، وجدتها رواية ممتعة، وسلسلة، ومشوقة، وحزينة قليلاً، وواقعية في صفحاتها وكما قيل في أحد المراجعات:"لا تتحدث ربما الرواية عن أمور كبيرة ولكنها وبلا شك تلامس أشياء بسيطة رازحة في دواخلنا فتقفز بسلاسة رهيبة" اقتباس مختصر من مراجعة طويلة لكنه اقتباس معبر عن الرواية
استمعت للكتاب عبر تطبيق ستوري تل بصوت عائشة الخراط وكانت مدته 3 ساعات و45 دقيقة أنصح بها تستحق القراءة 3.5/5
اسم الكتاب: أسامينا اسم الكاتب: هدى حمد نوع الكتاب : رواية الموضوع: اجتماعي، اساطير، ميثولوجيا، نفسي واقع في: 3 (وفق أبجد صادر عن دار: الاداب مدخل: كل ما أردته أن أراها نادمة حقا، لمرة واحدة، أردت أن أراها نادمة بحسرة لا تطفئها سنوات عمرها المتبقية. نبذة: بين حقيقة وواقع تظهر جملة من الحكايات تدور بين زمانين، زمان البطلة وهي شابة، وزمانها وهي طفلة. كابدت منذ ولدت مشاعر طاحنة من أمها المكتئبة المتطيرة على الدوام من حكايات فقد أحِبتها في الماضي، فكان اطلاق الاسم على صاحبه يعني الموت، لتختار أن تجعل أبناءها بلا اسم ليعيشوا. فتكون البطلة بلا اسم حتى سمتها العمة صاحبة الفص في العين اليسرى قبل وفاتها. استمدت الحنان والصمود في طفولتها من والدها المصور صاحب المفاجآت وكل جديد في تلك القرية البعيدة عن كل مباهج الحياة، وكانت منبع الصمود والمثال الأول لها في التضحية والصبر عمتها صاحبة العين اليسرى ذات الفص. رواية أشبه بالخيال، تمتلئ بالخرافات والأعاجيب تستميت فيها البطلة من أجل أن تلفت انتباه أمها لها، أمها التي لم تحبها كما أحبت باقي إخوتها، أمها التي حملتها موت إخوتها دوت ذنب سوى أنها كانت بصحة دائمة ولم تمت. ستحاول أن تستدر عاطفتها وحنانها وشفقتها حتى وإن كان بالموت. ترى: من العمة صاحبة الفص في العين اليسرى؟ من هي (المرغوبة)؟ من هو صاحب الشعر الأحمر؟ هل ستنجح بطلتنا في استمالة قلب أمها؟ مخرج: لا أستطيع أن أسميهما، الأسماء تقتل وتصنع الحظ. رأي شخصي عن الرواية: رواية رائعة أقرب للخيال وتنحاز كثيرا للواقعية، تمتلئ بالحكايا والأساطير والمعتقدات والعادات التي تمثل الهوية المحلية للكاتبة مما يمنحها قوة الحضور والتأثير. براعتها في السرد في خلق الأماكن في الوصف في العودة نحو حنين الماضي نحو القرى المختبئة المهملة نحو أناس بسطاء صدقوا الخرافات وحرقوا ذكرياتهم ليبعدوا اللعنات. ثمة رمزيات يلوح بها أبطال الزمان والمكان في الرواية فينسلخون من هوياتهم يذكرون بلا أسماء ويكتفي السرد عنهم بالصفات والأطباع والمميزات والسلبيات،مع الحرص دوما الابتعاد وعلى تلك المسافة الفاصلة بين كل الأشياء، واقتصار التواصل بالتعابير والإشارات. اقتباسات عن الرواية: *حاولت تذكر جملة، أي جملة يمكن أن تنقذني، ولكن الجمل فرّت من رأسي. *لا أرغب في لمسهن،لا أرغب في الخروج من السياج الماعم الذي أتبرعم فيه،لهذا تطورت بيني وبينهن لغة خفية. *الأعين وسيلة الاتصال الآمنة بالأجساد الأخرى. *وان اختلف دور الثور عن دور الراقصة،يبقى الرابط بينهما إحداث المتعة. *ذهبت إلى الأيروبيك لأتخلص من خوازيق الجمل التي تنبت في رأسي باستمرار. *لا يمكنني أن أصدق أن رجل الإيماءات الكثيرة هذا، يمكن أن يقول جملا مؤذية. *أتأمله بعينين لاتبرقان،بكتفين لاترتفعان لدرجةأعلى مما هما عليه، ساكنا بدرجة لايمكن أن تطاق. *لم أعد أفكر بشيء أكثر من المحافظة على المتر الذي يقف بيني وبين الراقصات، بيني وبين العالم،إن ذلك المتر يبدو أغلى ما أملك الآن. *لم يكن هناك شيء يمكن أن يحيلنا إلى ذكريات معاً. *كأن لا شيء يستحق عناء تذكر وجودي في حياتها. *لا تسميها،وإلا خطفها الموت، الموت يعرف الناس بأسمائهم.
قصة آسرة ستجعلك تبقى تفكر في تفاصيلها لأيام او اكثر بعد ان تنهي من قراءتها قصة البطلة تبدأ من مزرعة و تنتهي في مسقط لكنها تبدأ بنهاية مشؤومة و ستقرأها لتعرف البداية كيف حصلت ستثير فضولك لكي تعرف البداية و ما أوصل الشخصية الرئيسية لتلك النهاية و خلال صفحات الكتاب ستأخذك الشخصية لذكرياتها التي هي تحاول الهرب منها ولكن الأقدار تجعلها تتذكر حتى انها في احدى المرات تتذكر تفاصيل دقايق من عمرها داخل رحم أمها
الرواية جميلة جدا لن تستطيع التوقف عن قراءتها او سماعها كما بالنسبة لي تدور جزئيا حول معتقدات القديمة عن تاثير الأسماء على الأشخاص و الحسد و السحر و لكن أغلبيتها عن مشاعر مشاعر ابنة و مشاعر أم
انتهيت من رواية #أسامينا للصحافية والكاتبة والروائية العمانية #هدى_حمد والتي حصلت على جائزة الإبداع العربي في الشارقة وجائزة أفضل إصدار عماني عام 2009 عن روايتها (الأشياء ليست في أماكنها)
رواية أسامينا مثال للأدب الهادئ والمبدع والمدهش رواية أسامينا على درجة عالية من الفن والنضج والإحساس العالي.. مؤثرة وإنسانية جدا… الرواية هي حديث الذاكرة لبطلتها الميتة غرقاً لتحكي لنا معاناتها حيث نشأت وترعرعت وحاولت جهدها أن تتأقلم مع شعورها أنها غير مرغوبة وأسيرة لمعتقدات وأوهام أمها من ناحيتها… تشاء الأقدار أن تبقى وحيدة أمها بعد موت توأمها المفضل لدى الأم غرقاً، وحين خطف الموت أختيها وأبيها تحت عجلات الشاحنة. تلاحقها دوما سيل من الجمل السلبية والإهمال من جهة الأم لتصبح الفتاة غير المرغوبة من أمها وتعيش عزلتها معها دون حميمية او مشاعر أمومة متبادلة وعلاقة مع أمها يكتنفها البرود والقليل من الحوار والتواصل. عزلتها العاطفية تجعلها تستدعي خيالات توأمها أو أبطال الأفلام أو لاعبي كرة القدم ليؤنسوا وحدتها ولتجد نفسها الفتاة المرغوبة، وتلتحق بصالة رقص الأيروبيك على وقع الموسيقى لعل شعورها بالغربة يذوب مع وزنها الزائد هي عانت من الغربة الاجتماعية والعاطفية في أكثر مع أقرب أقربائها مع والدتها …غربة مؤلمة جدا الرواية تلقي ضوءا على أهمية حضور الحوار والاحتواء العاطفي في العلاقات والذي يبدو من خلال الرواية جليًا في تعامل ابيها معها وفقدته مع أمها المريضة… كما دوما بظهر جليا وواضحا ذلك المخزون العماني الهائل الباذخ المرتبط بالمورثات والخرافة الشعبية والأفكار القديمة والموروث الاجتماعي مما يحيل بعض جوانب الحياة مؤلمة وقاسية عندما تقيدنا تلك الأفكار منها ذلك المعتقد المرتبط التسمية بالموت قال الشيوخ لجدتي: "لا تسمّيها وإلا خطفها الموت. الموت يعرف الناس بأسمائهم". رواية اجتماعية نفسية إنسانية عن عقدة الذنب، الموت، الحب، الفراغ والتهميش العاطفي بلغة سردية سهلة مؤلمة رواية من البداية الى النهاية تثير لدى القارئ الفضول والدهشة والحزن ومشاعر مختلطة من الخذلان العاطفي واليأس.. كم هائل من المشاعر والأحاسيس معالجة وتفاصيل مميزة دون مبالغة او حشو ⭐️⭐️⭐️⭐️ شهيرة إبراهيم التركماني August/2024 اقتباسات "الموت هو اللحظة التي نبدأ فيها على نحو حاسم تأمل الحياة، لأنه لا يعود هنالك المزيد منها "
العلاقة المأزومة بين أم وابنتها تصل إلى حد الفجيعة.. نبض عُمان الخافت تحت وطأة الخرافة الشعبية والموروث الإجتماعي.. رواية تستحق النقاش لكثافة الأفكار في أقل من 150 صفحة، لغة جميلة..
عنوان الرواية، "أسامينا" يكشف لنا عن علاقة متينة بين أسماء الشخصيات ومصائرهم، ولكن بشكل مختلف، علاقة متمثلة في غياب الأسماء الذي يعدّ أساساً لمساراتهم في الرواية.
استخدمت الكاتبة ألقابًا لتميز كل شخصية، مما يبرز طبائعهم ومعتقداتهم في قرية سيح الحيول، حيث يعتقدون بأن اسم المولود يؤثر على مصيره بشكل مشؤوم. فاستخدمت ألقاباً دون أسماء، كأمي، أبي، أخوتي، خالتي صاحبة القطط، العمة صاحبة الفص، أبو كشمة، الرجل ذو الشعر الأحمر، الصديقة الممتنة.
أمّا القصة، فتتناول الرواية حياة البطلة وتضعها في صراع بين عالمها الحقيقي وعوالم الكوابيس، مما يظهر أسوأ مخاوفها ورغبتها في العثور على حقيقة مشاعر الذنب التي ترافقها طيلة حياتها.
الغياب والحضور في السرد: تتلاعب الكاتبة بمفهوم الحضور والغياب، إذ تبدأ بحادثة انتحار البطلة ومن ثم تأخذنا إل�� عالمها السابق الذي كان مليئًا بالأعباء والشعور بالذنب الذي لم تدرك أسبابه. تُسلط الضوء أيضًا على علاقتها المعقدة مع والديها وتوأمها وأخواتها ومع فتيات نادي الجميلات، مما يعزز الدراما الشخصية والتعقيدات العاطفية التي تعيشها البطلة.
بالرغم من أن الرواية تُشترط حضور البطلة، إلا أنها تختار اللغة الغائبة لتكشف عن حياة فتاة لم تعد حية، فتاة ميتة، منتحرة. مما يعزز من تعقيدات السرد ويضفي عمقًا إضافيًا على مسار القصة.
الرقص كموضوع مركزي: تبرز مهنة الرقص كوسيلة للتحرر الجسدي والنفسي للبطلة، مما يجعل الرقص تجربة مركزية في رحلتها الشخصية وتحررها من قيودها.
تلقي البطلة بنفسها في أعماق البئر، وتكشف لنا تفاصيل مأساة موت توأمها في ذات المكان المشؤوم. يُغمرها الظلام بنفس الطريقة التي غمرت حياتها، حيث اعتادت استخدام فوط مبللة دون ماء في حمامها، مفصولةً عن جسدها بلا حميمية أو تواصل.
This entire review has been hidden because of spoilers.
تجربة ثانية مع الرواية العمانية، حدود الرواية ضيقة ومحدودة لكن لغة "هدى" جعلت السرد ألطف وحالم بشكل مثير، مما جعل المرور من خلال النص خفيفاً ويدفع بك للمسارعة للإنتهاء منه لتكتشف عقدة النص في نهايته. تنطلق الرواية من مشهد إفتتاحي مثير ثم يبدأ السرد في كشف ملامح وخلفية الشخصية الرئيسية في الحكاية، فتنتقل بين ظروف عملها ونشأتها وحكاية والدتها ووالدها وأخيها التوأم وسيدة القطط والعمة صاحبة الفصّ وأختاها ونادي الجميلات وصاحب الشعر الأحمر والخيالات التي تنام معها في سرير طفولتها ويبقى السرد يدور بين تلك الشخوص وينقطع بين فترة وأخرى في مداخلات تندفع فيها الأحلام التي تدور في مخيلة صاحبة الحكاية بين فصول السرد.
في معنى الحكاية بأن الأسماء لعنة، كل إسم يحمل داخل طياته نصيب صاحبه وحظه من الدنيا، من هنا جاءت الحكاية ومنها تنتهي، فكل الأسماء مغيبة وكل ظروف الحكاية وشخوص أصحابها مبنية على الرمزية، وأنت تتنقل بين الوجوة متعرفاً إليها بحسب أوصافها لا بأسمائها، وبين أجواء سيح الحيول ومسقط وحلَّة خضراء السدر والبئر وتعرجات الطريق يأخذك مسار الحكاية في تأملات وحكايا ثانوية متعددة وأنت واقع في حالة المتفرج على مسرح الأحداث بخشوع. رواية خفيفة ولا تحمل عقد صعبة لكن لغتها جعلت تجربة القراءة فيها لطيفة وتمنيت لو حملت عمقاً أبعد في مدى أحداثها.
منذ فترة لم أستمتع برواية كما استمتعت بقراءتي ل أسامينا.. رواية تجمع الكثير من المعاني بطريقة سلسة. لا حشو لا مبالغة .. فقط أحاسيس .. نقلت إلينا الكاتبة عالمًا صغيرًا بطريقة ذكيّة متوغّلة بالنفس الإنسانية ، تعالج الشخصيات بعمق و إدراك . أخذتني إلى عالمها بكل بساطة. رواية تستحق القراءة و أكثر❤️
أردد لحن الأغنية وأنا أقرأ هذه الرواية الخفيفة التي يظهر فيها الطابع القروي العُماني في معتقد التسمية المرتبط بالموت. كالعادة رشاقةُ الحكي ميزة فيما تكتب هدى. عقدة الذنب. الحب. الأمومة.