شجعتنى على تجميع هذه النصوص عوامل عدة فى مقدمتها أن الساحة الثقافية المصرية تعانى من خلل وصخب ، أديا إلى تغييب التناول المسئول للقضأيا الأساسية للمجتمع بل واحدثنا خللاً مؤرقا فى الأوليات ، كان العمل الوطنى هو الضحية الأولى فقد شغلت النخبة الثقافية بقضية الختان مثلاً لمجرد أن محطة تليفزيون "سى إن إن " أثارت الموضوع وسجلت شريطا لعملية من ذلك القبيل : ثم إبان انعقاد المؤتمر الدولى للسكان وبرغم أن العادة قائمة فى مصر والعديد من الدول الإفريقية منذ مئات السنين فإن النخبة فى بلادنا تعاملت معها وكأنها "خبر" يذاع لأول مرة ومن ثم وجدنا عناصر النخبة والمنظمات الأهلية بل ومؤسسات السلطة قد شغلت بالأمر بأكثر مما شغلت بقضأيا الأمية والتخلف وانعدام المشاركة السياسية ! إزاء ذلك الخلل فقد تصورت أن الكتاب يمكن أن يعد صوتاً ينضم إلى أصوات الآخرين من أبناء هذا الوطن الذين تمنوا أن ننظر واقعنا بأعيننا نحن . وليس بأعين السياح أو المستشرقين ومن يطالع محتويات الكتاب ربما سمع ذلك الصوت ينادى فى أبواب عدة بلسان يقول : رجاء انظروا تحت أقدامكم أولا لكى تعرفوا على أى أرض تقفون !!
كاتب و صحفي ومفكر إسلامي مصري يعد من أبرز المفكرين الإسلاميين المعاصرين. من أهم الكتاب المصريين الذين يدور حولهم جدل واسع بسبب تجاوزهم الخطوط الحمراء في كثير منكتاباتهم. تأثر كثيراً بفكر الشيخ محمد الغزالي ويكثر الإستشهاد بفتاويه وإجتهادته في كتبه. عضوا في الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين وتربطه علاقة وطيدة بالشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد سليم العوا.
ينتمي الأستاذ هويدي في الأصل إلى عائلة إخوانية لكنه إنفصل تنظيمياً عن جماعة الإخوان منذ الصغر. تم إعتقاله في حقبة الرئيس جمال عبد الناصر لمدة عامين وكان يبلغ آنذاك الخامسة عشر من العمر ويقول أن تلك التجربة أثرت في حياته كثيراً. كرس معظم جهوده لمعالجة إشكاليات الفكر الإسلامي والعربي في واقعنا المعاصر داعياً إلى ترشيد الخطاب الديني ومواكبة أبجديات العصر.
رغم الاختلاف الشخصى على كتب (المقالات المجمعه)ورغم الانطباع العام عنها إلا أنه يبقى لهويدى بريقه الذى لا يقاوم مفكر محترم وراقى وصحفى مهذب جداً فمن الطبيعى أن تحرص على كل ما يكتبه (سواء مقال أو كتاب أو حتى لقاء متلفز)وهذا كله فى مصلحتك أنت. كتاب ممتع بأسلوب جيد ليس غريب على فارس من فرسان الصحافه العظام فى النصف الثانى من القرن العشرين. الكتاب جُمع فى سنة 97 ولكن من العظيم حقاً أن تشعر انه كُتب فى أيامنا تلك. عرض رائع للمشكلات بصيغه بسيطه ومفيده. الكتاب مقسم إلى 4 (أبواب)بطريقه احترافيه متدرجه عاليه . حديثه عن قضايا الحسبه والرده قمة الانصاف والحياديه. الباب الثالث بعنوان (الذى جرى لعقولنا) من أجمل ما يكون وتحدث عن أعمال يوسف شاهين بشكل ينافس به أعظم النقاد . فى المجمل يا سادة : إنه العظيم فهمى هويدى
مجموعة من المقالات تناقش القضايا التي استفزت الشارع المصري وأثارت حفيظته.. لكن و اعتمادا على مبدأ ( القياس ) فإننا نقف أمام " وطن عربي يريد حلا " وليس أمام مصر وحدها ، حتى وإن كانت الحوادث مأخوذة بالكامل من أرشيف " الست بهيـّة اليومي" ، إلا أنها تحكي قصص الوطن العربي بأسره .
أمام أي مشكلة طارئة يعاني الرأي العام تشتتا بين السلوكيات الحكومية التي تعوزها النزاهة ، والتيارات الفكرية التي تسعى جاهدة في إثبات تفوقها الوطني تارة بالعقل وتارة بالتعصب والتطرف . في كل مقال بعرض الكاتب ملخصا صغيرا للحادثة ثم ينطلق باحثا عن مكونات المعادلةالمجهولة التي أدت إلى نتائج كارثية على المستوى الوطني . الفكر الإسلامي للكاتب في تحليله واضح لكنه من أكثر التحليلات اعتدالا ، حيث أنه يبتعد عن ( فقه النصوص الشرعية ) ويعتمد في قراءاتهعلى ( فقه الواقع و الشارع المصري ).. لكل المهتمين بالقضايا الوطنية .. يستحق القراءة
ا فهمى، ألا تعلم أن سرقة الآخرين حرام؟ ألم تسمع من والديك وأنت صغير أن من يسرق يدخل النار؟ ألم تدرس وأنت طالب ذلك فى مادة الأخلاق؟ أم أنك قد تغيبت يوم الدرس المخصص للتحذير من السرقة... يا رجل صدعت رءوسنا بالحديث عن «الفساد وسنينه»، ألا تعلم أن السرقة أيضا فساد؟ ألم تدرس ذلك فى كلية الحقوق؟ وصفتك أجهزة مبارك وإعلامه الفاسد بالكاتب الإسلامى، ألا تعلم أن هناك آية فى القرآن تتوعد من يسرق أفكار الآخرين وينسبها لنفسه بالعذاب الأليم؟ قال تعالى: «لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».
كتاب رائع وغني بموضوعات في غاية الأهمية ، الكاتب رصد لنا عدد من القضايا التي استفزت الرأي العام .. وأهمها قضية الفساد الإداري وعدم مساءلة اي مسئول ومحاسبته .. ينهي الكتاب بمجموعة مقالات رائعة مثل "رغيف الخبز : الأزمة والعبرة " يدق فيها جرس إنذار تنبيه الجهات الحكومية المسئولة عن أزمة رغيف العيش ويطالب بعلاج هذه الأزمة ، مستشهدا بأهم ما قيل على لسان أكثر علماء الدين الإسلامي اعتدالا على أهمية تحرير رغيف الخبز من الهيمنة الأجنبية .. ومن أهم ما أورده رأي الشيخ محمود شلتوت :"إن ولي الأمر إذا ما قصر أو فرط في الاستقلال الاقتصادي لبلاده يعد آثما ، وكانت أمته معه آثمة " الكتاب يصلح وثيقة للدفاع عن الأهداف التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير وللرد على أعدائها الذين يدعون بأن الثورة هي سبب ما نعاني منه من انفلات أمنى وسوء الأوضاع الاقتصادية