كتاب دواء بالصدفة هو كتاب يعتبر الأول من نوعه باللغة العربية...
و الأول في محتواه على مستوى العالم، و آثرت أن تكون بداية انطلاقة الكتاب باللغة العربية
يتطرّق هذا الكتاب لاكتشافات دوائية حدثت بالصدفة
تتميّزالطريفة التي كُتب بها هذا الكتاب بأنها تخاطب العامة و المتخصصين
أثناء كتابة الكتاب كانت هناك لجنة من المقرّبين عددها عشرة أشخاص، اثنان منهم فقط ينتمون للقطاع الصحي، بينما الثمانية أشخاص الآخرين ينتمون لقطاعات مختلفة كالهندسة و المحاسبة والتربية و المحاماة، مما جعل سرد الكتاب في متناول العامة و المتخصصين
السرد المتبع في هذا الكتاب أشبه بالقصصي و مع نهاية قصة اكتشاف كل دواء، هناك صورة تشرح و تلخّص التسلسل الزمني لاكتشاف الدواء
كوني شخصية مُتسائلة تسعى دائماً للبحث عن الإجابات الشافية لسد نهم فضولي الذي لن يرضى إلا بأجوبة مُدعمة بأدلة عقلية ونقلية من مصادر محترمة فاختياري للكتب الجيدة ليست بالعملية بالسهلة بالنسبة لي. لنأخذ الكتب العلمية تحديداً.. فمصداقية المؤلف تعتمد أولاً على تخصصه ، فمن غير المعقول بأن يكتب طبيب الأسنان كتاباً عن العناية بالبشرة و طب العائلة ووصفات لعلاج الصلع ! وللأسف تتصدر تلك الكتب أرفف الكتب الأكثر مبيعاً و تداولاً بين القُراء . ويأتي بعد التخصص مراجع الكتاب المستخدمة، هل هي قص ولزق من منتديات او معلومات مصدرها رسائل واتساب والتي قد رأيتها فعلاً! ام انها مصادر من دراسات مُحكمة منشورة في جامعات عريقة او مجلات علمية ذات سمعة علمية محترمة؟! فهاتين النقطتين هما مقياسي لاختيار الكتب العلمية الجيدة. وقع بيدي كتاب دواء بالصدفة لدكتور علم الادوية يوسف شمس الدين، الكتاب ذو الطبعة الفاخرة المكون من ٢٢٥ صفحة بيضاء ناعمة الملمس مريحة للأصابع، الذي فاجئني بأن المراجع الخمسمئة أكلت من صفحات الكتاب ٦٤ صفحة.. مدهش. الكتاب عبارة عن ٢٥ قصة مختلفة عن الاكتشافات الدوائية يسردها الكاتب علينا بلغة سهلة بعيدة عن التكلف وبإسلوب قصصي مميز سلس التسلسل وبسيط الكلمات يستوعبه القارئ المُبتدئ و يهضمه المتمرس.
لم أكن أعرف بأن المغص عبارة عن شد في عضلات الأمعاء ، و ان البنادول اُكتشف تأثيره بعد وصفة دوائية خاطئة! ولم أكن أتصور بأن الاسبرين عمره اكثر من ٤٠٠٠ سنة ! العجيب بأن انتاج الكوليسترول يحتاج الى ٣٠ تفاعل كيميائي داخل الجسم.. سبحان الله لم أكن أعلم بأن الادوية الموجودة على أرفف الصيدليات لكل منهم قصة لوحده، قصه لربما تمتد لأكثر من مئات السنين، ولربما قصة بدايتها في مصانع للأصباغ ونهايتها علاج لمرض عضال! كتاب دواء بالصدفة ، كتاب قيم و رائع ستجد فيه المتعة و الفائدة و المعلومة الموثوقة، ستُقدر بعد قراءة هذا الكتاب الصيادلة و الكيميائيين و العلماء و ستضحك على كل رسالة تصلك على الواتساب مامفادها (الليمون يقتل الخلايا السرطانية) او ( خلطة الثوم الاسود تشفي من السكر ) وايضاً ( عشبة العرفج مفيدة للشرايين) لأنك ستعلم بأن الأمر ليس بهذة السهولة و البساطة و الشعبية!. وختاماً أريد أن الخص كتاب دواء بالصدفة بتلك العبارة التي أعجبتني و التي وجدتها مكتوبة باحدى صفحات الكتاب وبروحها ببقية الصفحات : الصدفة بحاجة الى شخصية ذو نظرة ثاقبة، شخصية مُحللة للأفكار من ثم مُطبقة.
دواء بالصدفة ، كتاب صادر عن دار نوت بوك ، بطبعته الاولى 2019 للكاتب د.يوسف أحمد شمس الدين. بمحتوى 159 صفحة ، تضمن على فهرس للمراجع والتي وصل عددها الى 525 مرجع ، تظافرت جهود الكاتب من خلالها ليقدم لنا كتابه بطبعة فاخرة من حيث المحتوى والاخراج . بدأت بقراءته في 23/11/2019 واتممته في 26/11/2019 .
آفاق القراءة شاسعه جدا وبعيدة المدى ، والقراء في فضاءاتها يلتقون ، ليشكلوا ابعاد لرؤى الكتاب الذين كتبوا حيواتهم وعلومهم ورسائلهم ورحلاتهم . شخصيا وبالنسبة لي فإن هدفي من القراءة هو البحث المستمر بدافع زيادة الحصيله المعرفية والعلمية .. لذلك فمجالات قراءاتي متنوعة وأظنني قد ألتقي بمحطات كثيرة مع قراء أهدافهم ولو اختلفت عن أهدافي ، الا انهم على قدر تصوير ماتصبو اليه طموحات كاتب له رؤاه وأفكاره .
يوسف شمس الدين حاصل على دكتوراه في علم الأدوية ، كتب باسلوب علمي بحت دقيق ، بترميز واضح للمراجع وبتعريف المصطلحات ناهيك عن اشارته للجامعات والمستشفيات والمختبرات واسماء من عملوا بها ، قدم كل ذلك بكتاب يليق به ان يكون مرجع للطلبه والباحثين والمختصين ، وعلى ذات المستوى ايضا كتب قصص اكتشاف كل دواء باسلوب سهل وممتع .
القصة دائما تختلف عن الرواية لانها تعتمد في متنها على اسلوب القاص وكيف يستخدم قدراته في جذب الآخرين اليه ، وذلك ما لمسته باسلوب الكاتب في دواء بالصدفه ، لقد تمكن من سرد القصه وقد نظمها بامتياز ، بحيث جعلها من خلال كتابه أقرب للعامه والغير مختصين ، الأهم انها تميزت ببساطتها التي ساهمت باضافة متعه للقراءة .
دواء بالصدفة .. اكتشافات دوائيه عبر السنوات بعضها نتيجة أخطاء طبيه وبعضها نتيجة استخدامات خاطئة .. أعشاب استخدمت قبل آلاف السنين .. وأسرار عسكرية في الحروب كلها تحولت نتيجة ابحاث مستمرة لأدوية فعاله .
كمختصة بالأدوية والصيدلة شعرت كثيرا بالارتباك أمام بعض المعلومات ، فاضافة لمسؤولياتي بمزاولة المهنة وبأمانة، شعرت بمسؤوليتي التعرف على كل تلك المعلومات الاكثر من قيمة وشعرت بالمسؤولية التي كلفنا اياها د. يوسف شمس الدين بتكثيف جهودنا البحثية اضافة لمزاولتنا لمهنتنا الصيدلانية ، فأن تقرأ كتاب دواء بالصدفة لا يعني أن تنتهي فحسب بل هناك الكثير من الاسئلة لعلها تحصد بكثير من الامنيات بجزء ثاني وثالث للكتاب .
شعرت بفرحة عارمة وسعادة لا توصف ان انتمي لعالم ذلك الكاتب الذي حقق نجاحا مرموقا ومن المرة الأولى واحتل موقعه بين الكثير من المؤلفين ، وعبر بقوة طرحه عن أهمية الصيدلة وعلم الأدوية في حياتنا . ازدادت فيني الرغبه في البحث والاجتهاد لانني واكبت من خلال القصص بالكتاب جهود الجميع من أجل تحقيق السلام والأمان للبشرية .
دواء بالصدفة .. مجموعة قصص باطار علمي وحول أمر واحد ولكنها غاية في الروعة تشعر القارئ وكأنه داخل مختبر تتظافر فيه العقول وتتسابق فيه الأفكار لتكون النتيجه اكتشاف . تسلسل القصص وترتيبها جعله من البساطه سهل التناول وهذا ما يساهم بالاستحواذ على مخيلة القارئ ووقته .
وجهة نظر الكاتب ..كانت متواضعه جدا ومباشرة جدا رغم ان بحثه العلمي عميق ويستحق ان يسجل ملاحظاته ورأيه باسلوبه العلمي الممتع ، كما وان للقارئ الحق بأن يتعرف على الكاتب من خلال مساحة أوسع .
في نهاية كل قصة كنت اقرأ سرد مختصر نوعا ما شعرت وكأنه تكرار ، رغم انه غير ممل .
كثير من المعلومات وضعت بين قوسين ، واحتلت مساحة من النص ، كان أجدر بها ان تحتل موقعها في الهوامش التي لم يكن لها اثر بالكتاب عامة رغم انها-الهوامش- مفاتيح القراء نحو نوافذ وقراءات جديدة .
الكتاب قيم مفيد وراقي .. الكاتب قاص دقيق جدا .. القصص ممتعه . دواء بالصدفة.. متميز يستحق أن يجد صداه لدى القراء .
كتاب غزير جداً بالمعلومات الخاصة بمجال الأدوية، حيث يذكر الكاتب اسم الدواء و مرضه و قصة اكتشافه و في رأيي باب الفيتامينات كان من أروع الأبواب و كذلك قصة البوتوكس و طريقة استخلاصه من أزمة التسمم النقانقي و لو علموا طريقة استخلاصه لتركوه و ادركنّ جمالهنّ كما هو ، مصطلحات علمية و مراجع كثيرة تصل الى ٥٠٠ مرجع مما يجعلك تطمئن من ناحية مصداقية المعلومات المذكورة في الكتاب و يوفر الكثير من الوقت و البحث .