بناية ماتيلد عالمٌ شخصياته تلك القادمة من خلف جدرانه عتيقة، تسير في زمان خارج الزمان كما هي بناية ماتيلد... فتأتي الأحداث بعد أن كانت هاجعة أيقظها خيال حسن داوود فجاءت تتمطى متثائبة في ثنايا السطورالتي عجّت بالوصف فسرّت معانيها مجتمعة صوراً يكتظ بها ألبوم حسن داوود العتيق... صور متفرقة للبناية التي تئن أحجارها من وطء السنين... بأدراجها الرمادية ودرابزينها الحديدي الأسود الذي بُري وقدّ سطحاً بالياً وندياً تنبعث منه رطوبة الأكفّ التي كانت تلتصق فيه. وبشرفاتها وحماماتها وردهاتها العتيقة. وأما ساكنوها فلكلّ حكايته يروح واحد ويجيء آخر وتتابع البناية حركة الزمان لتشهد بساكنيها على أحداث الحرب اللبنانية.. درج يهوي وشرفة تنهار.. ودرابزين يبقى معلّق بالهواء.. وسكان معلقون بين السماء والأرض.. تمضي الأحداث ببناية ماتيلد.. ويمضي سكانها إلى زمن لم يعد يقف من الساكنين على النوافذ الكبيرة التي تضيء الدرج وتفصل الطوابق.. كانت عمتي وحدها في البناية".. وكأن كلتاهما تسطّر للأخرى تاريخها
حسن داوود — روائي لبناني، مواليد بيروت 1950. حاز شهادة الكفاءة في الأدب العربي من كليّة التربية، الجامعة اللبنانية. عمل في الصحافة الأدبية في السفير التي أدار تحرير ملحقها الأسبوعي، وفي الحياة (-1988 1999)، كما في المستقبل التي رأَسَ تحرير ملحقها الثقافي «نوافذ» (1999-2012).
صدرت له مجموعات قصصية وأعمال روائية من بينها «بناية ماتيلد» (1983)، «غناء البطريق» (1998) التي حازت جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في فرنسا، «مئة وثمانون غروباً» التي مُنحت جائزة المتوسط الإيطالية (2009)، و«لا طريق إلى الجنّة» التي نالت جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية (2015). وقد تُرجمت رواياته إلى لغات عدّة.
الرواية تركزت في بداياتها على الوصف وهذا بديهي كون المشهد العام يحتاج لتقنية الوصف والحوار أحيانًا ليصل إلى مخيّلة المتلقّي وتصورّه...لكن الوحدة العضويّة للنص الروائي لم تتجلّ إلّا بعدما بلغ الكاتب نصف مشواره الكتابي لهذا النصّ...
رواية تكثر فيها التفاصيل و"الزوائد" ويحضر فيها الجوهر متلاشيًا شاحبًا وبشكل متوقّع.
A quiet recounting of the daily grievances of a group of apartment dwellers who, because they are Beirutis in the 1970s, makes the ultimate destruction both inevitable and random, devastating. Books like this may have already been written by Iraqis, and will be, at some point, by Syrians.