تتشكل الأسس التى يقوم عليها السلوك المضاد للمجتمع من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية الخاطئة والمستمرة للطفل من أبوية أو الكبار فى بيئته الاجتماعية أو مدرسية وما قد يصحبها من إكراه وقسوة وقدوة سيئة، مما يؤدى إلى تفاعل اجتماعى غير سوى منه تجاه الآخرين وعناد وسوء تفاهم مع أبويه، وسلوك عدوانى تجاه زملائه وقد وجدت الدراسات إن بعض هؤلاء الأطفال يشكلون مصدر إزعاج وقهر لزملائهم لأنهم كانوا هم أنفسهم ضحية للقسوة أو القهر من آبائهم. هذا الكتاب خلاصة دراسات استمرت ثلاثين عاما فى مراكز بحوث متخصصة وجامعات – كان من أبرزها مركز بحوث أوريجون توصل فيها المؤلفون إلى الأسباب النفسية للسلوك المضاد للمجتمع عند الأطفال والمراهقين، والذى قد يتطور إلى العنف وارتكاب النشئ للجرائم وإدمان المخدرات، وما قد يصحب هذا من فشل دراسى وشذوذ جنسى، وتبدأ هذه الأسباب منذ الطفولة المبكرة وتمتد حتى نهاية المراهقة وبداية مرحلة الرشد.
بعد صراع مع هذا الكتاب الضخم الذي يضم دراسات و تحليلات متداخلة في موضوعه الذي أستمر العمل عليه لمدة تفوق ٣٠ سنة ليصل إلى نتيجة جداً مهمة لكل مربي و مدرس و أي و أم و ولي أمر.
أن العملية التي تتولد منها شخصيات مضادة للمجتمع ليس أحادية أو بسيطة التشعب حيث يمكن للأب أو الأم أن يمسكوا بخيوطها رغم انهم مؤثرين جداً في الأمر إلا أن المحيط و التعاطي مع الطفل و الأقران من سن الروضة يعطي بعض العلامات عن المستقبل حيث يحوي هذا الكتاب الكثير من الأمور و النقاط المهمة جدا معرفتها في هذا الموضوع.
و يتطرق الكتاب لبرنامج كبير تم تطبيقه في بعض مدارس الولايات المتحدة الأميركية الذي أعطى نتائج جداً جيدة.