شاعت عبارةُ "كلُّنا خرجنا من معطفِ غوغول" في الأدبِ الروسي، وفي مبدأ الثورةِ والمقاومةِ الإسلامية، لطالما اعتقدتُ أنَّنا خرجنا من عباءةِ الإمام الخميني، العباءةُ التي صادفتُها في وسطِ الكتاب فأدركتُ أنَّني دخلتُها ببدئي قراءته، وما وددتُ الخروجَ منها أبدًا. "كان الإمام قد رأى أنَّ عباءته قد احترقت، وقال للسيِّد بهشتي: أنتَ عباءتي، فانتبِه لنفسِك."
السيِّد بهشتي، الشهيد، المجاهِد، المقاوِم، العالِم، العادِل، بارد الأعصاب الذي لم يزده الظلم الذي تعرَّض إليه إلا ثباتًا، ابنُ عليٍّ وفاطِمة، وكفى بِهما مصدرًا للصمودِ والعزةِ والقوّة.
ما أكثرَ ما التقيتُ عليًّا بين هذه الذكرياتِ المقتطفةِ من حياته -إما على لسانِه أو آخرين ممن عرفوه-، بين أوجهِ الشبهِ الواضحةِ كإسنادِه الثورة ودفاعِه عنها وعن الإمام، ثباتِه رغم ما انهال عليه من تهمٍ وافتراءات، وتقواه وعلمه وجهاده، وتلكَ التي حملَ فيها خطوُه وقولُه نهجَ علي، كحين قال: "أنقتصُّ قبلَ وقوعِ الجناية؟ أنُصدرُ الحكمَ مسبقًا؟ أنظلمُ الناس وفقًا لتصوراتنا؟" فإذا كان عليٌّ الماشي نحوَ محرابِه الذي يعلمُ يقينًا أنَّ خروجَه منه لن يكونَ كدخولِه قد أيقظَ قاتلَه للصلاة، فمَن نكون حتى نصدرَ الأحكام قبل وقوع الجنايةِ التي *نتصوَّر* حصولها، ولسنا نتيقّن أن يتمَّ ذلك؟!
غمرت الدموعُ عينيَّ -اللتين قلَّ لو تُغمرا- في مواقعَ عدة، بل وفلتت منهما أحيانًا؛ حسرةً على جهلي مقام هذه العباءة وبعدي عنها طولَ السنين، وحزنًا على احتراقِها، ولأنَّني فيها أبصرتُ العباءةَ التي عايشتُ وفيها عشت، فخلتني لمّا وصلتُ آخرَ الكتابِ قد فقدتُ العباءتين والعمامتين معًا، كلتاهما بانفجارٍ، لكنَّ الفارق بين الأول والثاني يزيد على أربعين عامًا، والعزاءُ كلُّه أنَّ اللهَ في الساحة.
أربع نجمات ونصف لحاجة بعض الأسماء والأحداث للتوضيح ولو سطحيًّا، ولترتيبِ الفصول العشوائي نوعًا ما، كنت أفضِّل لو تسلسلت الفصول زمنيًّا أو حسبَ موضوعٍ معين على أن تكون حسب ساردِ الذكريات.
" حينما تكون هناك ، سيهدأ قلبي" الإمام الخميني للسيد بهشتي.
ما أعظم هذه الشخصية! وما أجلَّ ماقاسته وماتحملته في سبيل الله وفي سبيل الحق ونصرته! كنتُ قد سمِعتُ القليل عن هذا الرجل العظيم وكيف عاش مظلومًا ، لكنني لم أتخيل أن يصل الظلم لهذا المستوى! وِلد السيد محمد بهشتي في أسرة مؤمنة ملتزمة ، ولوحظ ذكاؤه وشغفه للعلم منذ صغره. كبُر السيد ووجد في نفسه شغفًا وميلاً لدراسة العلوم الدينية فتعمق في دراستها حتى وصل لما وصل إليه من العلم الرفيع ، ومع اندلاع الثورة الإسلامية في إيران كان السيد من أوائل المجاهدين الداعمين والمناضلين للثورة والقريبين من الإمام روح الله -قدس سره- حتى أن الإمام قبل شهادة السيد بهشتي كان قد رأى في المنام أنّ عباءته قد احترقت ، وقال للسيد بهشتي : أنت عباءتي ، فانتبه لنفسك. مع كل ما لهذه الشخصية من العظمة والفكر النيّر ، كانت علاقته مع عائلته وتحديدًا زوجته علاقة عظيمة يمكن ترجمتها كدروس في أُسس التربية وبناء الأسرة. أجدُ الكتاب أحد الكتب القيّمة والجميلة جدًا ، أنصح بقراءته ♥️
كيف لرجلٍ أن يكون مثل بهشتي! أن يكون لوحده أمة كاملة, وخليّة لا تعرف الراحة, إذا وجد في مكان يحلّ الاطمئنان فهو العين الثاقبة المراقبة التي لن تسمح بالخطأ لقط ظلم كثيرًا, اغتالوه معنويًا لكنه بذل ماء وجهه لأجل الله فجعله الله عزيزًا واعلى مقامه وكل هذه المشاغل لم تنسه حياته الأسرية, اهتمامه بزوجته وأطفاله, اشراكهم إياهم بكل تفاصيل حياته, لاسيّما زوجته فهو لم يرد أسرة للهو, بل أسسّ نواةً للمجتمع
كتاب يتكلم عن ذكريات صاحب الشخصية العظيمة السيدمحمد حسيني بهشتي الذي قال عنه الإمام الخميني قدس سره (لم يكن شخصاً واحد بل أنه كان بمثابة أمة)
شخصية لاتعلم من أين تبدأ في ذكر صبرها وعطائها وزهدها فقد بذلت كل ماتملك من صبر وإصرار وتضحية وزهد وعطاء من أجل الدين
وقد أحببت كثيراً تنظيم وقته وحياته لأنه على الرغم من كثرة انشغالاته والتكاليف المطلوبة منه استطاع أن يوزان بين كثير من الأمور وخصوصاً أموره الأسرية فكان يراعي جداً تواجده مع زوجته وأبنائه
الكتاب يحتوي على الكثير من الدروس الأخلاقية وأنصحكم بقرائته _____________ اقتباسة : كلما سألته عن منام الإمام - الخميني - لم يجبني، إلى أن كان يوم عزائه، حيث جاءت إلى منزلنا زوجة الإمام، وسألتها عن ذلك المنام. قالت: " كان الإمام قد رأى أن عباءته قد احترقت، وقال للسيد بهشتي: أنت عباءتي، فانتبه لنفسك"
كُتيِّبٌ جميلٌ مُسَلًّ يَحتوي على ذكرياتٍ مِن حياةِ الشّهيدِ رواها هوَ بنفسِه أو رواها أحدُ معارفِه أو أحد أفراد عائلته. بَعضُ القصص المهمةِ رغم قصرها تحكي شخصيّة الشّهيد بوضوح: اﻹلتزام الدّقيق بالنّظام العام، عدم التّنازل عن نصرةِ الحقّ وإن عزّ ذلك، الصّبر الشّديد، الحِلم، عزّة النّفس... حوى الكتاب على الكثير من الأحداث واﻷسماء اﻹيرانية، ولم يحوِ على حواشٍ تُوضّّح كلّ هذه اﻷسماء، ممّا يجعل قراءة الكتاب صعبة على القرّاء غير المطّلعين على هذه الحقبة من تاريخ إيران...
تقول زوجة السيد بهشتي : "إلى ان كان يوم عزائه، حيث جاءت إلى منزلنا زوجة الامام ، وسألتها عن ذلك المنام. قالت : « كان الامام قد رأى انّ عباءته قد احترقت، وقال للسيد بهشتي : أنت عباءتي، فانتبه لنفسك»". هذا هو السيد بهشتي باختصار ❤️ سبب الأربع نجوم هو ان بعض الفصول لم افهمها جيدًا 🤞🏼 ونرجع ونقول: الشهداء مدرسة ينبغي للجميع ان يطلع عليها❤️
يحقُّ لنا نحن أعضاء مجلس الثورة أن نلتقي ونتحدث ونتحاور مع كل من الأمريكان،قادة الجيش،الإنجليز،الألمان،اليابانيين،ومع الجميع ولكن بشرط واحد؛ وهو أن يشعروا خلال "هذه المقابلات" أنّنا لا نحتاج إليهم ولو بقدر رأس إبرة، وأن يدركوا أنّنا متساوون معهم في موقع القوة. #كان_أمة
ماذا يقال في رجل أفنى حياته في خدمة الإسلام والجمهورية الإسلامية، ولقي من كُثُر إهانات وشتائم؟! كان ابن الإمام (قده)، وأيُّ ورَعٍ كان يملك حتى قال له الإمام العظيم (قده) أن كُن على السلطة القضائية فيهدأ قلبي.. وأيُّ قلب كان يعيش أزمات ونوبات وكان كلُّ محمّديّ في الإسلام قلقًا بشأنه ويقول صاحبه أنّه سيهدأ في حال تلقّي أحدهم منصبًا ما. السّيّد بهشتي كان مدرّسًا للغة الإنكليزية وكان يتقاضى راتب التقاعد ولم يأخذ راتبًا أبدًا من القضاء. حشرنا الله معه في الجنة ووفقنا لمجاورته.
الكتاب جيد من حيث أنه يحتوي دروسا أخلاقية من حياة الشهيد بهشتي، ولكني أظن أن الكتاب ينقصه بعض الفصول المعرّفة بالشهيد بهشتي للقارئ العربي. خاصة أننا _كعرب_ بعيدين عن تاريخ الثورة الإسلامية، ولسنا مطلعين على الشخصيات المحورية في هذه الثورة فضلا عن أدوارهم فيها.