-أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ... صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر حين اغتربْ وإني أُحبُّكِ , أنتِ بدايةُ روحي , وأنت الختامُ
الدكتور محمد درويش خبير الترجمة في دار المأمون للترجمة في العراق ترجم العديد من الكتب النقدية والروايات والقصص
كما صدرت له عدد كبير من المقالات المترجمة الى اللغتين العربية والانكليزية من عام 1970 وحتى يومنا هذا ونشرت جميعها في معظم الصحف والمجلات العراقية الثقافية كما انه يتقلد منصب رئيسا للهيئة الاستشارية للمجلات الصادرة عن دار المامون وهي كلكامش والمامون وبغداد
وكان يودَّعني كلما جاءني ضاحكاً ويراني وراء جنازتِهَ فيطلّ تؤمن الآن أنهمُ يقتلون بلا سببٍ؟ قلتْ : مَنْ هُمْ؟ فقال : الذين إذا شاهدوا حُلُما أعدّوا له القبرَ والزهرَ والشاهدهْ
الأخ سمير تظل الأرض دائماً في قلوبنا مع تحياتي محمود درويش
بهذه الكلمات يفتتح الديون الذي " لطشته " من أحد أصدقائي إهداءاً شخصياً لصاحب الديوان الأصلي من درويش ..
ديوان حصار لمدائح البحر ، ديوان حافلٌ حقاً
من لا يعرف قول درويش الشهير ، "ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً " في مقطع جميل رخيم من قصيدته كلوا من رغيفي .. !
ومن لا يعرف اللحن الشهير لـ " يطيرُ الحمام " الذي غناه مارسيل خليفة
ليس بالسهل نهائياً أمن تقرأ هذا الديوان خاصة إذا قرأته والموج يضرب قدميك ! وهكذا فعلت
أترككم مع
"
يطير الحمام يحطّ الحمام أعدّي لي الأرض كي أستريح فإني أحبّك حتى التعب صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساء ذهب ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخام وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي على عنقٍ لا تعانق غير الغمام وأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنب وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغترب وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام يطير الحمام يحطّ الحمام أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي وأختار أيّامنا بيديّ كما اختار لي وردة المائده فنم يا حبيبي ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ ونم يا حبيبي لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده ونم يا حبيبي عليك ضفائر شعري، عليك السلام يطير الحمام يحطّ الحمام
"زَمَنٌ فاضحٌ وموتْ يَشْتهَينا إذا عَبَرْ انتهى الآن كُلًّ شيء و اقتربنا من النَهَرْ انتهتْ رحلةُ الغَجَرْ و تعبنا من السَفَرْ". | "لعلّ انهيارًا سيحمي انهياري من الانهيار الأخير". | "هَيْتَ لَكْ ما أجملَكْ الليلُ ليليٌّ ، و هذا القلبُ لَكْ". | "وحدهُمُ العاشقونَ يظنونَ أنّ المياهَ مرايا ؛ فينتحرونْ". | "و قلت : أيوجعُكَ الليلُ؟ قال : و توجعني الروحُ والنجمةُ الباردة". | "علينا أن نُغَنِّي لانكسار البحر فينا قبل أن يَمتَصَّنا النسيانُ ، لا شيء يُعيدُ الروحَ في هذا المكان". | "لا شيء يُثير الموت في هذا المكانِ". | "بَلَدٌ يُولَدُ من قبر بَلَدْ و لصوصٌ يعبدون الله كي يعبدهم شَعْبٌ... ملوكٌ للأبدْ و عبيدٌ للأبدْ". | "حين نعتادُ الرحيلْ مَرَّةً تصبح كُلُّ الأمكنة زَبَدًا نطفو عَلَيه و نميلْ كلما مالَت بنا الريحُ ونعتادُ بُكاء الأحصنة". | "نَحْنُ ما نحن عَلَيهْ ، نحن جيل المجزرةْ أُمَّةُ تَقْطَعُ ثَدْيَيْ أُمِّهَا أُمِّةٌ تَقتلُ راعي حُلْمها في الليالي المقمرةْ دون أن تبكي عليهْ". | "أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ صباحك فاكهةٌ للأغاني و هذا المساءُ ذَهَبْ". | "و إني أحبّك ، أنتِ بدايةُ روحي ، وأنتِ الختامُ". | "أنا و حبيبيَ صوتان في شَفةٍ واحدهْ أنا لحبيبي أنا. و حبيبي لنجمته الشاردة و ندخل في الحُلْمِ ، لكنّهُ يَتَبَاطَأُ كي لا نراهُ و حين ينامُ حبيبيَ أصحو لكي أحرس الحُلْمَ مما يراهُ". | "فَكَمْ مَرّةً تستطيعين أن تُولَدي في منامي و كم مَرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصْرُخَ: إني أحبّكِ كي تستريحي؟". | "إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّ و من شجري ، من سريري الصغير و من ضجري ، من مرايايَ من قمري ، من خزانة عمري و من سهري". | "يكلفني الحُبّ ما لا أُحبّ".
صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخامِ وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلّقُ نفسي على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غير الغمام وأنتِ الهواءُ الذي يتعرّى أمامي كدمع العنَبْ وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبّثَ بالبرّ حين اغتربْ وإني أحبّك، أنتِ بدايةُ روحي، وأنت الختامُ
تُفَّاحةٌ للبحر، نرجسةُ الرخام فراشةٌ حجريّةٌ بيروتُ. شكلُ الروح في المرآة وَصْفُ المرأة الأولى، ورائحة الغمام بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ، وأندلس وشام فضَّةٌ، زَبَدٌ، وصايا الأرض في ريش الحمام وفاةُ سنبلة. تشرُّدُ نجمةٍ بيني وبين حبيبتي بيروتُ لَم أسمع دمي من قبلُ ينطقُ باسم عاشقةٍ تنام على دمي وتنامُ..." قصيدة بيروت
ما جذبني لاختيار هذا الديوان هو قصيدة (يطير الحمام)، أسمعها عادة بصوت درويش العميق وإلقائه المعبر فأغرق بتفسير معانيها ورموزها. أسمعها مُغناة بصوت مارسيل خليفة فأطير في سمائها مع الحمام..
يطيرُ الحمامُ يَحُطّ الحمامُ أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ... صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخامِ وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلّقُ نفسي على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غير الغمام وأنتِ الهواءُ الذي يتعرّى أمامي كدمع العنَبْ وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبّثَ بالبرّ حين اغتربْ وإني أحبّك، أنتِ بدايةُ روحي، وأنت الختامُ يطير الحمامُ يَحُطّ الحمامُ..
من اعتاد أن يقرأ لدرويش يعلم أن شعره مادة للإدمان أو الهوس. الآن بعد قراءة الديوان تتردد في عقلي بشكل أكبر قصيدة بيروت التي بدأت بها المراجعة، "تفاحةٌ للبحر، نرجسة الرخام.. فراشة حجرية بيروت.." هذه الثنائيات الضدية في مطلع القصيدة لها صدى مختلف وكيف تصف بعمق واقع بيروت المليء بالمفارقات "بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ، وأندلس وشام". سلام عليها في جميع أحوالها.
ديوان كهذا يقرأ ويُعاد وفي كل مرة ستقف مطولًا عند قصيدة أو مقطع ما دون غيره. مأخذي الوحيد عليه هو صعوبة تأويل بعض قصائده بمنأى عن مناسبتها. وحتى عنوان الديوان (حصار لمدائح البحر)، لماذا يريد درويش حصار مدائح البحر؟ لفهم ذلك لا بد من البحث أكثر لمعرفة ما كان يمر به في ذلك الوقت. لهذا لا أظن أنه الديوان المناسب لمن لا يريد الاستطلاع أكثر أو لا يملك الوقت لذلك.
هذه أول مرة أقرأ محمود درويش. لم يعجبني شعره ولم أندمج معه، باستثناء قصيدة *لحن غجري* أشعر أن هذا الشعر لم يكتب لأجلي الجميل هو بنية القصائد وموسيقاها وطبعا لا تعليق عن اللغة ربما أحتاج أن أقرأ كتبه الشعرية المشهورة أو الأعلى تقييما
❞ يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ - أعدِّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أحبُّكِ حتى التَّعَبْ.. صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ ونحن لنا حين يدخل ظِلٌّ إلى ظِلِّه في الرخامِ وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبرِّ حين اغتربْ وإني أُحبُّكِ، أنتِ بدايةُ روحي، وأنت الختامُ يطير الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ ❝
ديوان حزين جداً، ولكن كأن شئ ما ينقصه، ليست كل قصائده منتظمة وليست كلها قصائد بمعنى أصح، توجد حوارات وقصائد أقرب في شكلها للخواطر، بشكل عام ليس أفضل دواوين درويش وربما بالنسبة لي من أقلها حتى الآن من الدواوين التسعة التي قرأتها له.
تعتبر قصيدة يطير الحمام أكثر ما يعلق بالذهن منه وإن كان نصفها الأول أفضل من نصفها الثاني، وهي من أشهر قصائد محمود درويش في العموم.. ولها قصة شخصية ما بين درويش وزوجته في ذلك الوقت المترجمة المصرية "��ياة الهيني"، وقد لحنها وغناها مارسيل خليفة بموافقة درويش التي جاءت أخيراً بعد الكثير من الرفض لكونها شئ شخصي لدرويش، ولكن في النهاية سمح لمارسيل بتلحينها وغنائها قبل أن يسافر إلى أمريكا لإجراء عمليته الأخيرة، وتوفى درويش هناك قبل أن يسمعها.
❞ يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ رأيتُ على الجسر أندلُسَ الحب والحاسَّة السادسهْ. على وردة يابسهْ أعاد لها قلبَها قال: يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ يكلفني حُبّها. ونام القمرْ على خاتمٍ ينكسرْ وطار الحمامُ رأيتُ على الجسر أندلُسَ الحب والحاسَّة السادسهْ. على دمعةٍ يائسهْ أعادتْ له قلبَهْ وقالت: يكلفني الحبُّ ما لا أُحبُّ يكلفني حُبَّهُ ونام القمرْ على خاتمٍ ينكسرْ وطار الحمامُ. ❝
قوموا ارجعوا للبيت يا أحبابنا عودوا مرةً أخرى فلم نذهب وراء خطاكم عبثاً مراكبنا هنا احترقت وليس سواكم أرضٌ ندافع عن تعرّجها وحنطتها سندفع عنكم النسيان، نحميكم ولو أنا على حجرٍ ذُبحنا لن نقول نعم فمن دمنا إلى دمنا حدود الأرض من دمنا إلى دمنا سماء عيونكم وحقول أيديكم
وأريد أن أمشي لأمشي ثم أسقط في الطريق إلى نوافذ قرطبة
- لماذا تريد الرحيلَ إلى قرطبة؟ - لأنيَ لا أعرفُ الدرب، صحراءُ صحراءُ!
غنِّ التشابهَ بين السؤال وبين السؤال الذي سيليه لعلّ انهياراً سيحمي انهياري من الانهيار الأخير.
يلعب الموتَ! يألفه، ويباريه. يعرفه جيداً ويعرف كل مزاياه، يشرح أنواعه: طلقةٌ في الجبين فأسقط كالنسر فوق السفوح، وقنبلةٌ تحت سيارتي فتطير ذراعٌ إلى الشرفات وتكسر آنية الزهر أو شاشة التلفزيون، قنبلةٌ تحت طاولةٍ أو رصاصٌ على الظهر أو طلقةٌ في حنجرتي .. هكذا الموت، أبسط مما تظن أيوجع؟ - حين يكون الفتى خائفا هل تخاف؟ - إذا جاءني زاحفا وبطيئاً، فقد أعرف القاتلا وقد أعرف الطلقة الوافدة.
حصار لمدائح البحر : مجموعة شعريّة صدرت سنة1984 ومتكوّنة من 11قصيدة. مجموعة شعرية جميلة ومفعمة بالأحاسيس عن الأصدقاء والمدن والفراق والموت والغربة والإستغراب،عن الأرض والوطن. بدت كرحلة بين المدن مليئة بالألم والشّجن عن فراق الامكنة والأحبّة.فرحنا من الشام،إلى سمرقند فبابل فالعراق فدمشق فمصر فحلب فالهند فباريس فقرطبة فالأندلس فكنعان وصولا إلى بيروت. الاقرب إلى قلبي كانت "رحلة المتنبي إلى مصر"،"اللقاء الأخير في روما:مرثيّة لماجد أبو شرّار"،"سنة أخرى...فقط"،"قصيدة بيروت" احببت فيها هذه الأبيات كثيرا من قصيدته "قصيدة بيروت": "ماذا ترى في الأفق؟ -أفقا آخرا -هل تعرف القتلى جميعا؟ -والذين سيولدون.. سيولدون تحت الشجر وسيولدون تحت المطر وسيولدون من الحجر وسيولدون من الشظايا يولدون من المرايا يولدون من الزوايا وسيولدون من الهزائم يولدون من الخواتم يولدون من البراعم وسيولدون من البداية يولدون من الحكاية يولدون بلا نهاية وسيولدون ، ويكبرون، ويقتلون، ويولدون،ويولدون،ويولدون."
كلّ صباحٍ لم يجئني أوّلاً ، ليس صباحي .. كلّ رياحٍ لم تكسّرني مدى ، ليست رياحي .. كلّ جراحٍ لم تلد فيّ إلهاً طازجاً ، ليست جراحي .. أيّ سلاح في يدي لا يرجع الخبز إلى حنطته ، ليس سلاحي .. * كلّ من يرحل في الليل ، إلى الليل ، أنا .
مجموعة شعرية بديعة رقيقة للشاعر محمود درويش يقضيها تارة بين المدن وتارة بين الأصدقاء الراحلون بين المتنبي والكافور والمتنبي والقرطمي وحمائم تطير من الإسكندرية إلي بيروت علي كفيَّ حبيبة.
أصدقائي , مَنْ تبقّى منكمُ يكفي لكي أحيا سَنَهْ سنةً أُخرى فقط , سنةً تكفي لكي أعشق عشرين امرأةْ وثلاثين مدينهْ , سنةً واحدةً تكفي لكي أُعطيَ للفكرة جسمَ السوسنهْ ولكي تسكن أرضٌ ما فتاةً كُلِّ الأمكنهْ, سَنَةً وَاحدةً تكفي لكي أحيا حياتي كُلّها دُفعةً واحدةً أو قُبْلَةً واحدةً تقضي على أسئلتي وعلى لُغز اختلاط الأزمنهْ أصدقائي , لا تموتوا مثلما كنتم تموتونَ رجاءً ’ لا تموتوا , انتظروني سنةً أُخرى سنهْ سنةً أُخرى فقط . رُبَّما أنُنْهي حديثاً قد بَدَأْ ورحيلاً قد بدأْ ربما نستبدل الأفكارَ بالمشي على الشارعِ أحراراً من الساعة والرايات , هل خُنَّا أحدْ لنسمِّي كُلّ أرضِ , خارجَ الجرح , زَبَدْ؟ ونخافَ الدندنهْ رُبَّما نحمي اللُغَهْ من سياقٍ لم نكن نقصدُهُ ونشيدٍ لم نكن ننشدُهُ للكهنهْ.
أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ... صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ
إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديّ ومن شجري , ومن سريري الصغير ومن ضجري,,, من مرايايَ من قمري ,, من خزانة عمري ومن سهري .. من ثيابي ومن خَفَري ؟ إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين
أني أُحبُّك " يجرحني الماءُ" والطرقاتُ إلى البحر تجرحني والفراشةُ تجرحني وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني لأني أحبُّك يجرحني الظلُّ تحت المصابيح, يجرحني.. طائرٌ في السماء البعيدة , عِطْرُ البنفسج يجرحني.. أوَِّل البحر يجرحني آخِرُ البحر يجرحني ليتني لا أُحبُّك يا ليتني لا أُحبُّ ليشفى الرخامُ
الديوان يحتوي على قصائد جميلة جدا ، سرقتني مني ، لا افهم بالشعر كثيرا والوزن ومثل هذه الامور لكي انقد او امدح شعر درويش ، قصيدة اللقاء الاخير في روما ،، اكثر ما اعجبني في الديوان ، القصيده كتبت للشهيد ماجد ابو شرار،، وطبعا رائعته يطير الحمام ،، في هذا الديوان شعرت ان هنا درويش جديد باسلوب مختلف قليلا عن ما قراته له من قبل ، ، ولكن استمتعت بقراءه هذا الديوان ،، لم استطع ان اخذ اقتباسات لانني وجدت نفسي اقتبس معظم الكلام !! :(
أصدقائى .... من تبقى منكم يكفى لكى احيا سنة أخرى فقط .... أصدقائى .... لا تمونوا مثلما كنتم تموتون رجاءً لا تموتوا، انتظرونى سنة أخرى فقط ربما انهى حديثاً قد بدأ ورحيلاً قد بدأ .... أصدقائى .... شهدائى ... فكروا في قليلاً وأحبونى قليلاً ... لا تموتوا مثلما كنتم تموتون رجاءً لا تموتوا ... انتظرونى سنة أخرى - سنة - سنة اخرى فقط .... لا تموتون الان ... لا تنصرفوا عنى ........ أحبونى .... ما الذى أفعله من بعدكم
درويش هنا فاتكٌ , فاتكٌ جدًّا .. سأغيّر رأيي في كل ما مضى من قراءتي له وأقول أنّ هذا العمل هو الأجمل .. هيت لك / ما أجملك .. ما أجملك / هيت لك .. يادرويش .. بالمناسبة ؛غدًا هي ذكرى وفاة شاعرنا المجيد .. عفوًا درويش لم يمت ..! امممم درويش ذكر تأثّره مرات عديدة بالعظيم سليم بركات . هنا أشعر بذلك , نَفَس سليم كان حاضرًاولو بنسبة محدودة رغم لغة درويش المعمّدة بفهارس الخلود .
صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخامِ وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلّقُ نفسي على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غير الغمام وأنتِ الهواءُ الذي يتعرّى أمامي كدمع العنَبْ وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبّثَ بالبرّ حين اغتربْ وإني أحبّك، أنتِ بدايةُ روحي، وأنت الختامُ
صديقي أخي يا حبيبي الأخيرا أما كان من حقِّنا أن نسيرا على شارعٍ من تراب تَفَرَّعَ من موجةٍ مُتْعَبَهْ وسافَرَ شرقاً إلى الهند سافر غرباً إلى قُرْطُبَهْ؟ أما كان من حَقَّنا أن ننام ككُلِّ القِطَطْ على ظلِّ حائطْ؟ أما كان من حَقِّنا أن نطيرا ككُلِّ الطيور إلى تينةٍ مُتْرَبَهْ....؟ ******************************* ويا لحم الفلسطينيِّ فوق مو��ئد الحُكِّام , يا حَجَر التوازن والتضامُنِ بين جَلاَديكَ . حَرْفُ الضاد لا يحميك , فاختصر الطريقَ عليك يا لحم الفلسطينيِّ , يا شرعيَّةَ البوليس والقدِّيس إذ يتبادلان الاسم , إذ يتناوبان عليك, يمتزجان , يتحدان , ينقسمان مملكتين , يقتتلان فيك , وحين تنهض منهما يتوحَّدان عليك يا لحم الفلسطينيِّ , يا جغرافيا الفوضى ويا تاريخ هذا الشرق , فاختصر الطريق عليك ... يا حقل التجارب للصناعات الخفيفة والثقيلة ’ أيها اللحم الفلسطينيُّ ’ يا موسوعة البارود منذ المنجنيق إلى الصواريخ التي صُنِعَتْ لأجلك في بلاد الغرب , يا لحم الفلسطينيَّ في دُوَل القبائل والدويلات التي اختلفت على ثمن الشَّمَنْدَرِ, والبطاطا , وامتياز الغاز , واتَّحَدتْ على طرد الفلسطينيَّ من دَمِهِ تَجَمِّعْ أيها اللحم الفلسطينيُّ في واحدْ تَجَمَّعْ واجمع الساعدْ لتكتبَ سُورَةَ العائدْ ******************************* تكنْ أُمَّا لهذا البحرِ أوْ صرختَهُ الأولى على هذا المكانِ وليكُنْ أَنَّ الذي شَيَّدها من موجةٍ أقوى من الماضي ومن ألف حصانِ وليكُنْ أن التي نامتْ على وردتها الأولى فتاةٌ من بلاد الشام ما شأني وما شأنُ زماني بهواءٍ لم يُجَفِّف دَمِيَ العاري وما شأني أنا بسماء لا تُغَطِّيني بطير أو دخانِ؟ ما الذي يجعلني أقفزُ من هذا الأذانِ لأُصلِّي للَّذي عَلِّمها أسماءَهُ ثُمَّ رماني للأغاني فلتكُنْ هذي المدينةْ أُمَّ هذا البحر , أو صَرْخَتَهُ الأُولى علينا أن نُغَنِّي لانكسار البحر فينا أو لقتلانا على مرأى من البحر و ان نرتدي الملح و ان نمضي إلى كُلِّ المواني قبل أن يَمتَصَّنا النسيانُ, لا شيء يُعيدُ الروحَ في هذا المكان ******************************* حين نعتادُ الرحيلْ مَرَّةً تصبح كُلُّ الأمكنهْ زَبَداً نطفو عَلَيهْ ونميلْ كلما مالَت بنا الريحُ ونعتادُ بُكاء الأحصنهْ ******************************* أعدّي لي الأرض كي أستريح فإني أحبّك حتى التعب ******************************* تفاحةٌ للبحر، نرجسة الرخام، فراشةٌ حجريةٌ بيروت. شكل الروح في المرآة. وصف المرأة الأولى ورائحة الغمام بيروت من تعب ومن ذهب، وأندلس وشام فضّة، زبد، وصايا الأرض في ريش الحمام وفاة سنبلة، تشرّد نجمة بيني وبين حبيبتي بيروت لم أسمع دمي من قبل ينطق باسم عاشقة تنام على دمي... و تنام
هم فتحوا باب زنزانتي فخرجتُ وجدت طريقً فسرتُ إلى أين أذهب ؟ في بادئ الأمر قلتُ : أُعلِّمُ حرّيتي المشيَ, مالتْ عليَّ, استندتُ إليها , وأسندتُها , فسقطنا على بائع البرتقال العجوز, وقمتُ , وكدّستُها فوق ظهري كما يحملون البلاد على الإبْلِ والشاحناتِ’ وسرتُ وفي ساحة البرتقال تعبتُ , فناديتُ : أيتها الشرطة العسكريّةُ ! لا أستطيع الذهاب إلى قرطبهْ وأحنيتُ ظهري على عَتَبَةْ وأنزلتُ حُريتي مثل كيس من الفحم , ثم هربت إلى القبو, هل يشبهُ القبوُ أُمِّي وأُمك ؟ صحراءُ صحراءُ
ما الساعةُ الآن؟ لا وقت للقبوِ ما الساعة الآن؟ لا وقتَ...
..
وأسْلَمَني الرحيلُ إلى الرحيلْ ولا أرى بلداً هناك ولا أرى أحداً هناك
.. ولا أرى بلداً ورائي لا أرى أحداً أمامي هذا زحامٌ قاحلُ والخطو قبل الدرب ’ لكنَّ المدى يتطاولُ
.. كيف أدرى أنَّ صدرى ليس قبري كيف أدري أن أضلاعي سياجُ الأرضِ أو شَجَرُ الفَضَاءِ وقد تَدَلَّى كيف أدري أنَّ هذا الليلَ قد يُدمي
فأرمي القلبَ من سَأمي إلى عَسَسِ الأميرِ وقد تساوى الحبلُ والمحكومُ هل وطني قصيدتي الجديدةُ؟ .. ونفسي تشتهي نفسي ولا تتقابلان ولا تُردَّان التحية في طريقهما إليَّ...
..
إنهم يقتلونَ بلا سببٍ
تؤمن الآن أنهمُ يقتلون بلا سببٍ؟ قلتْ : مَنْ هُمْ؟ فقال : الذين إذا شاهدوا حُلُما أعدّوا له القبرَ والزهرَ والشاهدهْ
نَحْنُ أوراقُ الشَّجَرْ، كلماتُ الزمنِ المكسورِ، نَحْنُ النايُ إذ يبتعدُ البيتُ عن الناي . ونَحْنُ الحقلُ إذ يمتدُّ في اللوحةِ ... نحنُ نحن سوناتا على ضوء القمرْ نحن لا نطلب من مرآتنا غيرَ ما يُشبهنا، نحن لا نطلب من أرض البشَرْ موطئاً للروحِ، نحن الماءُ في الصوت الذي سوف ينادينا فلا نسمعُ . نحن الضفة الأخرى لنهرٍ بين صوت وحَجَرْ نحن ما تنتجُهُ الأرضُ التي ليستْ لنا نحن ما نُنتجُ في الأرض التي كانت لنا نحن ما نترك في المنفى وفينا من أثَرْ نحن أعشابُ الإناءِ المنكسِرْ نحن ما نحن وَمَنْ نحنُ، فما جدوى المكان؟ وعلينا أن ندور الآن حول الكُرَةِ الأرضيَّةِ الحبلى بمن يُشبهها، وبمن يُسقطها عن عرشها العالي لكي نُدْفَنَ في أيِّ مكانِ
ما يميز درويش في قصائد رثاء الأدباء و المناضلين الشهداء هذا الأسلوب اللطيف المبكي في تخليد ذكراهم؛ أن يرثيهم بحوار مباشر بينه وبين الراحل وكأنهما أمامك - بدون الحديث عن الراحل وكأنه شيء انتهى كما في الرثاء التقليدي - فيكون شعورك بالفقدان والحزن أكبر وأنت تتعرف على الإنسان في داخل الراحل المفقود
واضح هنا في "الحوار الأخير في باريس" لذكرى الشهيد عز الدين قلق و "اللقاء الأخير في روما" للشهيد ماجد أبو شرار
مثلما فعل في "طباق إلى إدوارد سعيد" في ديوان آخر.
أخيرًا، أن تقرأ هذا الديوان بعد مديح الظل العالي في غزة المحاصرة، أقول لو كان في غزة المحاصرة شاعر مثل درويش لكان الحال غيره والمستقبل مختلف
** يطيرُ الحمام يَحُطّ الحمام أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ... صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمام وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر حين اغتربْ وإني أُحبُّكِ , أنتِ بدايةُ روحي , وأنت الختام