كتاب مؤلم ومهم في ظل الأحداث الصعبة التي يمر بها إخواننا في غزة والسودان
"نصرة المسلمين ليست تعاطفا عابراً أو حماسا مؤقتاً، أو عاطفة غير مقودة بزمام، بل تجب ديانةً، وتعمل قربة إلى الله عز وجل ، وإذا أردت أن تعرف أحد مقاييس الإيمان في قلبك فانظر إلى حاله وعمله عند رؤيته مآسي المسلمين وجراحاتهم! ما الذي يساورك من شعور؟ ماذا ينبعث لديك من تضحية؟ "
"ثمة حقيقة في غاية الأهمية، أنه مع كثرة الفتن والنوازل التي تعصف بكثير من دول العالم الإسلامي، فإن مقاصد الأخوة، ووشوائج الترابط وعلائق التناصر بين المسلمين، بلغت من الضعف حد التبلد وعدم المبالاة عند بعضهم. وقد زاد من حدتها ضعف الدين، ونقص الوعي، والعجز السياسي، والدجل الإعلامي، حتى أصبح كثير من المسلمين لا يبالي بما يحدث لإخوانه من مجاعات أو حروب أو فتن"
يتألف الكتاب من خمسة فصول رئيسية:
》الفصل الأول: واجب النصرة.
يتحدث عن أهمية التناصر بين المسلمين كعبادة واجبة. فينقل قول السعدي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ والذى قال فيه: "هذا عقد، عقده الله بين المؤمنين، أنه إذا وجد من أي شخص كان، في مشرق الأرض ومغربها، الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، فإنه أخ للمؤمنين، أخوة توجب أن يحب له المؤمنون، ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون له، ما يكرهون لأنفسهم"
فالآية تُقرِّر مبدأ الأخوة الإيمانية بين جميع المؤمنين، بغض النظر عن أماكنهم أو أصولهم. وعليه فإن النصرة والمواساة واجب على كل مسلم في الشدائد والكرب.
》الفصل الثاني: معالم النصرة الواجبة
"قال ابن القيم رحمه الله: المواساة للمؤمين أنواع: مواساة بالمال ومواساة الجاه ومواساة بالبدن والخدمة ومواساة بالنصيحة والإرشاد ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم ومواساة بالتوجع لهم" هذا التنوع يعكس عظمة النصرة وأهميتها، ويؤكد أن كل مسلم يستطيع أن يناصر أخاه بما يقدر عليه وبما يتناسب مع حاله.
》الفصل الثالث: مناصرة عصاة المسلمين
في هذا الفصل، يُبرز المؤلف أهمية نصرة المسلمين العصاة، مؤكداً أن العصيان لا يُسقط عنهم حقهم في النصرة، بل يُضاف إليه واجب النصح والإرشاد.
》الفصل الرابع: أسباب ضعف التناصر بين المسلمين.
وفيه يحلل الأسباب التي أدت إلى ضعف روح التناصر في الأمة، ومنها: ▪︎قلة الوعي بأهمية النصرة كواجب ديني تجاه المسلمين المضطهدين. ▪︎ضعف الإيمان. (فعلى قدر الإيمان تكون المواساة) ▪︎قلة إسهام العلماء في توجيه الأمة نحو أهمية النصرة والتضامن. ▪︎الانغماس في الحياة الدنيوية على حساب القضايا الإسلامية الكبرى. ▪︎انعدام الوحدة بين المسلمين مما يضعف قدرتهم على التناصر. ▪︎نقص في التربية التي تغرس قيم النصرة والتضامن. ▪︎استهداف المنظمات التي تعمل على نصرة المسلمين وإغاثتهم.
》الفصل الخامس: أمثلة عملية للتناصر بين المسلمين
في هذا الفصل، يستعرض المؤلف نماذج واقعية من تاريخ الأمة الإسلامية تُجسِّد معاني النصرة والتكافل. يُبرز كيف أن المسلمين، عبر العصور، قدَّموا صوراً مشرقة من التضامن والدعم المتبادل، سواء في أوقات السلم أو الشدة. ويُؤكد أن هذه الأمثلة ليست مجرد أحداث تاريخية، بل دروس عملية يجب أن تُستلهم في واقعنا المعاصر.
مُناسَبَةُ قِرَاءَتِي لِلْكِتَابِ كَمَا قَالَ الكَاتِبُ: ورغم أهمية هذا الموضوع -أي نصرة المسلمين- إلا أني لم أجد رسالة خاصة فيه، وإنما هو كلام مفرق في بطون الكتب.
الكتاب يلامس واقع الأمة الإسلامية اليوم، ويدعو إلى التصدي للظروف الصعبة التي تمر بها، ويحثّ المسلمين على تحمل مسؤولياتهم تجاه إخوانهم، مؤكدًا أن السكوت عن معاناة الآخرين يعد تقاعسًا عن واجب النصرة.
اللهم انصر اخواننا المستضعفين في غزة و الضفة و الداخل و سوريا الأسد و إدلب و السودان و ليبيا و العراق و بورما و اليمن وغيرها من بلاد الإسلام اللهم استر عوراتهم و آمن روعاتهم و اطعم جائعهم و ثبت أقدام المجاهدين يا رب
كتاب رائع تحدث عن ضرورة نصرة المسلمين حتى لو كانوا مبتدعين بل يتجاوز الأمر الى نصرة المظلومين حتى ولو لم يكونوا مسلمين أصلا، و رد على الشبهات المثارة حول ذلك (و يا أسفي على أصحاب تلك الشبه و إني أظن أن السبب الأول وراءها هو الرغبة في اراحة الضمير من عناء المسؤولية و عناء النصرة) أيضا فإننا كلنا مطالبين بالنصرة ، كل واحد فينا حسب استطاعته و كما يقول أيمن عبد الرحيم فك الله أسره "سقف المتاح مذهل" تناول الكاتب عدة أمثلة عن النصرة من الماضي و حتى المعاصر. نسأل الله أن ينصر إخواننا المستضعفين في كل مكان و يستعملنا لنصرتهم
إن نصرة المسلمين ليست تعاطفاً عابراً او حماساً مؤقتاً ، بل تجب ديانةً.. تزيد اهمية قراءة الكتاب في هذه الآونة حيث وضع الامة الاسلامية بحاجة للتناصر ووقوف افراد هذه الامة مع بعضهم ،بغض النظر عن النزعات القومية المنتشرة ، والتفرقة بحسب جنسية الاشخاص لا بحسب اديانهم . بين المؤلف في المقدمة اهمية الموالاة للمسلمين ونصرتهم والوقوف معهم في الشدة والرخاء.
ونجح في تقسيم هذا الكتاب. حيث بدأ بالتبيين للقارئ مدى أهمية عقيدة الولاء والبراء مع ادلة من الكتاب والسنة ، وما الذي ممكن ان يسببه التقصير في التناصر بين المسلمين. وكيف نستغل الأزمات بطريقة صحيحة لتعزيز المعاني الشرعية المهمة وترسيخ القيم. سلط الضوء ايضاً على اهمية مشاركة النساء المسلمات في نصرة دين الله. كما اشار الى ان اهمية ترتيب الاولويات في العمل الخيري والدعوي هو من المطالب المهمة للإغاثة.
ذكر بعدها الاسباب التي ادت الى ضعف التناصر بين المسلمين ،كضعف الايمان مثلاً ،او الضعف التربوي، كما ان العوائق السياسية لها دور كبير في ضعف التناصر.
ويختم المؤلف كتابه بذكر امثلة ومقترحات عملية للتناصر بين المسلمين ،سأذكر بعض منها: 1. الارتقاء بالإعلام الاسلامي عبر منابره المختلفة ومواقع التواصل 2. للأسرة تأثير كبير في تنمية مشاعر النصرة والاحساس بمواجع المسلمين 3. المناهج التربوية والتعليمية لها ايضاً اثر كبير في صياغة الاهتمامات الاجتماعية 4. ان يكون الدعاة والعلماء قدوات حية في الأمة 5. إعداد البرامج العلمية والحديث عن الاخوة بين المسلمين ووحدة الامة الاسلامية.
الاقتباسات التي اعجبتني في هذا الكتاب : * فإن القلب كلما كانت حياته أتم ، كان غضبه لله ورسوله اقوى، وانتصاره للدين اكمل. * يجب التناصح بين المسلمين والشفقة على مَن صدر منه الجهل ، والرأفة بهم * هجر المبتدعة والعصاة يجب ان يكون هدفه تحقيق مقاصده الشرعية وردهما عن خطئهما، فإذا ترتب على ذلك الهجر مفسدة اعظم فلا ينبغي الهجر. * المسلم العاصي او المبتدع له من حق الولاء والمحبة والنصرة مايوازي صلاحه والتزامه في الدين. * المسلم المبتدع خير من الكافر. * اصبحت معركة الوعي من أشد المعارك الواجبة ضراوة وخطورة.
واختم بأجمل عبارة قرأتها:
* ابواب النصرة التي تستطيع المرأة ان تقوم بها كثيرة، فلا ينبغي التثاقل والتباطئ او التواكل على احد من الناس، بل ينبغي ان تكون المرأة فاعلة، معطاءة، مشاركة بإيجابية، تبذل جهدها في نصرة دين الله.♥️♥️♥️
حري بكل مسلم قراءة هذا الكتاب والعمل بما يحتويه من مقترحات عملية.
"نصرة المسلمين ليست تعاطفا عابراً أو حماسا مؤقتاً، أو عاطفة غير مقودة بزمام، بل تجب ديانةً، وتعمل قربة إلى الله عز وجل ، وإذا أردت أن تعرف أحد مقاييس الإيمان في قلبك فانظر إلى حاله وعمله عند رؤيته مآسي المسلمين وجراحاتهم! ما الذي يساورك من شعور؟ ماذا ينبعث لديك من تضحية؟ "
"وتأمل أحوال العالم الإسلامي الممزق لترى نتائج وآثار الفتنة والفساد اللذين امتدا في شرقه وغربه بسبب ضعف الولاء بين المسلمين ، وإعراضهم عن استنقاذ إخوانهم المستضعفين. وأي فتنة وفساد أعظم من استباحة ديار الإسلام وانتهاك حرماته ، والاعتداء علي حقوق المنتسبين إليه؟!"
اقتباسات من الفصل الخامس: أمثلة عملية للتناصر بين المسلمين ---------------------- لقد كان النبي ﷺ يحمل في قلبه الكبير هم المسلمين، فكان شديد التأثر لما يصيبهم، سريع التفاعل لتفريج كربهم؛ ولذا تمعر وجهه الشريف وتقطعت نفسه إشفاقاً لحال أولئك الفقراء، فقام خطيباً يستحث الصحابة - رضي الله عنهم - علي الصدقة، ولم ينشرح صدره ويتهلل وجهه إلا بعد أن تسابق الناس على العطاء والبذل. ---------------------- وقال أنس: ("غلا الطعام بالمدينة، فجعل عمر يأكل الشعير، فجعل بطنه يصوت فضرب بيده بطنه، وقال: والله ما هو إلا ما ترى حتى يوسع الله على المسلمين"). ---------------------- لقد جعل الله - تعالى - العلماء ورثة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ، وأوجب عليهم ما يجب على الأنبياء من الصدع بالحق، ولزوم بيانه، والذب عنه، حتى لا يلتبس الأمر على العامة؛ لهذا نجد الإمام الشاطبي يقرر : أن المجتهد تنتقل إليه تكاليف النبوة في البلاغ والبيان .
ومع وضوح هذا الواجب على العلماء؛ إلا أن ثمة فجوة كبيرة يتسع محيطها، ظلت سداً بين بعض المنتسبين إلى العلم وهموم أمتهم، فترى الرجل يشار إليه بالدين والعلم، لكنه غائب عن جراحات المسلمين.
وفرق بين العالم الذي يحترق قلبه غيرة وحرصاً، والعالم الميت الذي لا يُحس ولا يشعر، وذلك ما اشتكاه الإمام ابن القيم من أمثال هؤلاء قائلاً: وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله ﷺ يرغب عنها، وهو بارد القلب ساكت اللسان؟ شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق. وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله؛ بذل وتبدل، وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه، وهؤلاء -مع سقوطهم من عينا الله ومقت الله لهم- قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب ! . ------------------------ إن مسؤولية العلماء الربانيين كبيرة جداً، ولا يجوز اختزالها في بعض الشؤون المحلية، مهما كانت كبيرة في الأعين المحلية؛ فالأمة حين تنتقص كرامتها، ويتطاول البغاة والمفسدون عليها؛ فإن الأعناق تشرئب بحثاً عن العلماء الربانيين لتصدر عن رأيهم، وتسير في سبيلهم، وتستنير بهديهم. وما أجمل قول العز بن عبد السلام في ذلك المضمار : (ينبغي لكل عالم إذا أُذِلَّ الحق، وأخمل الصواب أن يبذل جهده في نصرهما، وأن يجعل نفسه بالذل والخمول أولى منهما. وإن عز الحق فظهر الصواب أن يستظل بظلهما، وأن يكتفي باليسير من رشاش غيرهما ) (١). وما وصل هؤلاء العلماء والأبطال إلى ما وصلوا إليه، إلا بالصدق مع الله - عز وجل ، والجد المتواصل، ورسوخ العلم والفهم، حتى رفع الله ذكرهم، وأبقى آثارهم:
لولا المشقة ساد الناس كُلُّهُمُ الجود يفقر والإقدام قتال ------------------------ شفقة الإمام الصابوني - رحمه الله تعالى (ت ٤٤٩ هـ):
الإمام الصابوني أحد الأئمة الكبار، له مصنف مشهور في عقيدة أهل الحديث، توفي في السنة (٤٤٩هـ). وكان الأئمة ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية يثنون عليه ويصفونه بشيخ الإسلام".
وكان - رحمه الله - يعظ، فدفع إليه كتاب ورد من بخارى، مشتمل على ذكر وباء عظيم بها، ليدعو لهم، ووصف في الكتاب: أن رجلاً أعطى خبازاً درهماً، فكان يزن، والصانع يخبز، والمشتري واقف، فمات ثلاثتهم في ساعة.
فلما قرأ الكتاب هاله ذلك، واستقرأ من القارئ: ﴿أَفَأَمِنَ الذين مكروا السيئات ...) [النحل : ٤٥] ... الآيات، ونظائرها، وبالغ في التخويف والتحذير، وأثر ذلك فيه وتغير، وغلبه وجع البطن، وأنزل من المنبر يصيح من الوجع، فحمل إلى حمام، فبقي إلى قريب المغرب يتقلب ظهراً لبطن، وبقي أسبوعاً لا ينفعه علاج، فأوصى وودع أولاده، ومات.
فرقة هذا الإمام المصاب أهل الإسلام، وشفقته على إخوانه آلمته هذا الألم المميت. إن تعزيز مثل هذا الشعور الأخوي، وبثه بين علماء الأمة سيدفعهم إلى مزيد من العطاء، ويقودهم إلى مضاعفة الفاعلية؛ ذلك أن مهمة العلماء ليست مجرد الاقتصار على إصدار الفتاوى والبيانات العامة فحسب، وإن كان ذلك مهما بلا شك، إلا أن مهمتهم الكبرى قيادة الأمة، وصياغة الرأي العام، واستنهاض الهمم لنصرة المسلمين. ----------------------------- ثبت من أن رسول الله ﷺ كان إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم ، وما أجمل قول الرافعي: (ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا رجال فيهم أرواح المدافع، لا رجالاً في أيديهم سيوف من خشب) (1).
رسالة في واجب التناصر و المواساة بين المسلمين و تذكرة مهمة برابطة الأخوة بيننا مهما بعُدت ديارنا و اختلفت أشكالنا و لغاتنا.
***
"إن تمزق العالم الإسلامي إلى دويلات منفصلة عن بعضها، مرهونة ببؤر توتر يهيّجها العدو متى شاء و نشوء الدولة الوطنية و القُطرية؛ لهو من أكبر و أشد سبب لتصدع العلاقات بين المسلمين، و غياب روح الأمة الواحدة من حياتهم، لقد حصل ذلك فعليًا بعد ما تحولت اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الدول العربية و الإسلامية من الواقع الجغرافي لتصبح مصدرًا لتشكيل العقلية العربية و الإسلامية. فغلبت النزعة الوطنية،بل المناطقية في بعض الأحيان، حتى أصبح بعض الناس لا يبالي بما يحدث في أنحاء الأمة من فتن أو كوارث."
يغتاظ القلب ويحتار العقل في زمن صار لزامًا فيه توضيح الواضحات، وأزّ هذه النّفوس عسى أن تفيق، عسى أن تعود لها حِميتها، لئلا تنطفِئ أبدًا فنضيع. أغرقتنا الفردية وتمكّنت منّا الأنانيّة، خائرة هي عزائمنا وهممنا، وواهية هي الأعذار التي نحاول أن نرضي بها بقايا الضّمير فينا، حتّى الكلام ما عدنا نحسنه حين صار مطلوبًا. يأتي هذا الكتاب تبصرة وذكرى لنا، ولكل من تحّدثه نفسه بأنّ الحق في خذلان إخوانه، لكل من نسي أو تناسى واجبه في نصرة الحق ونصرة أخيه. والأسئلة التي يجب أن تلحّ على المرء وتستفزّ خاطره -إن كان لا يبالي بعد كل ما حدث ويحدث-، هل النّصرة واجب؟ أين محلي من هذه النّصرة وهل حقًا أنا على حقٍ في خذلاني لإخواني لأنّهم كذا وكذا؟ ألم يُلبس البعض الحق بالباطِل فاتّبعتهم مطموس البصيرة بارد القلب؟ أم أصدّق هذا كي أجعله عذرا لنفسي أمام النّاس فإن عُذرت فما قولي أمام ربّ العالمين؟ وهل بذلت وُسعي، وإن لم يكن بوسعي شيء بعد أن استنفذت كل محاولاتي، فهل عدت وعيناي تفيضان دمعًا أدعو الله لهم؟ فقد يكون معنى النّصرة كل المعنى في مدامعي، وقد يكون دعائي الله سبب الفرج. فهل أنا حقا أبالي؟ هذا كتاب شارحٌ للنّصرة ومقتضياتها وتذكير بوجوبها وأسباب ضعفها، على خفّته في هذا الباب -النّصرة- إلاّ أنّي أراه مفيدًا وبالغ الأهمّية في شدّ الانتباه لمعانٍ قد نغفل عنها، وددتُ لو أنّ فيه تفصيلاً لطرق النّصرة. ونحن في هذه الحرب المسعورة على أهلنا في غزّة، فلسطين كلها، لبنان وحتّى السودان المنسيّة أذكر قولاً قاله المفكّر علي عزّت بيجوفيتش "بين الحزن واللامبالاة سأختار الحزن"، فالمسلم وإن لم يكن بيده حيلة فعليه الاغتمام، والاهتمام بهموم أمّته، والعيش بروح منفعلة مبادرة، فالمعنى من حياته يكمن هنا. و"إذا القوم قالوا من فتىً خلتُ أنّني * عنيت فلم أكسَل ولم أتبلّد".
كتاب يسير ومهم جدًا، وتزداد أهميته في هذه الآونة حيث وضع الأمة الإسلامية اليوم أشد احتياجًا للتعاضد والتناصر أكثر من أي وقت مضى خاصةً مع نزعة الفردية والقومية المنتشرة في عصرنا الحالي فأصبح المسلم لا يعرف شيئًا عن أخيه المسلم ولا ينشغل له بال فيما دون حياته الخاصة، ويا للعجب! أما ميادين النصرة فواسعة-أوضح الكتاب هذه النقطة بشكل مفصّل- وكل مسلم عليه بذل الوسع واستنفاذ جهده لنصرة إخوانه.
وأكتفي من الكتاب بذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية: (والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، قلوبهم واحدة موالية لله ولرسوله، ولعباده المؤمنين، معادية لأعداء الله ورسوله، وأعداء عباده المؤمنين، وقلوبهم الصادقة وأدعيتهم الصالحة، هي العسكر الذي لا يُغلب، والجند الذي لا يُخذل). وقول ابن القيم رحمه الله: (على قدر الإيمان تكون المواساة، فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة، وكلما قوي قويت. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله، فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له)، وقال في موضع آخر: (فإنه القلب، كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أقوى، وانتصاره للدين أكمل).
كتاب مهم و فريد في موضوعه خصوصا بالتزامن مع الاحداث في فلسطين و السودان اسال الله ان يفرج هذه الكرب عن اخواننا المستضعفين في كل مكان يبدا الكاتب باعتبار النصرة واجبا شرعيا و فرضا على افراد هذه الامة و يسرد مخاطر التهاون في نصرة الامة كما يدرج امثلة من قصص الانبياء و الصحابة و التابعين في تضميد جراحات الامة و النصرة للمستضعفين يبين اوجه النصرة و مجالاتها و يشدد على ضرورة اتباع فقه الاولويات و تنظيم العمل الخيري و تقنيينه بما لايدع مجالا لوجود عقبات اداارية كما ياكد دور النساء حسب مقدرتهن و استطعتهن في النصرة و المؤازة مجرد قراءة الكتاب جعلتني احس بمقدرة هذه الامة على النهوض مجددا اذا ما هي سارت على نهج السلف في العمل لوجه الله و مراقبته في السر و العلن و اجتماع الكلمة على خير هذه الامة لا تنسوا اخواننا في غزة و السودان من صالح دعائكم
كتابٌ رائع، وكان أثره عليَّ كبير، ولم يكن مقتصرًا فقط على الشعور بحال الأمة الكبيرة، بل الأمة الضغيرة حولي.. نصرة من استطيع ممن أرى آلامهم وإن لم تكن علاقتنا قريبة، رؤيتي لجراح وآلام من حولي.. كلها اختلفت تمامًا بفضل الله!
الكتاب رائع جدًا من حيث الموضوع والأمثلة والأحاديث الوارده، و كثير من الأحاديث لم أسمع عنها لا أدري لماذا أم هل من المتعمد إهمال احاديث النصرة، قرأته في الأحوال الحالية وواقع غزه المأساوي وأرجو فعلا أن يعمل المسلمين به وأنا أولهم. الكتاب أيضًا من مقررات برنامج البناء المنهجي.
كتاب جميل وموضوعه مهم. يؤصل فكرة نصر المسلمين لبعضهم, ويذكر أشكال هذه النصرة وأمثلة عليها, مع موانعها. بسيط جدًا ويمكن قرأته بجلسة واحده. لم يجب اسئلتي
كتاب يصف الواقع المؤلم الذي نعيشه من التخاذل وعدم النصرة لأخواننا ويقترح بعض الآليات لمساعدتهم وفي النهاية بعض نماذج التناصر التي يمكننا الإقتداء بها اللهم انفعنا به وانصر المسلمين في كل مكان
كتاب عظيم علي قصره، نادر في بابه ، مُسدد في إختصاره . بارك الله في الشيخ أحمد السيد علي حسن اختيار مثل هذا الكتاب الذي كفي ووفي وسد فجوة معرفية ربما لم ينتبه لها أحد فغفر الله للمؤلف و لمن دلنا عليه.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :"أُمِرَ بعبدٍ من عبادِ اللهِ يُضْرَبُ في قبرِهِ مئةَ جلدةٍ، فلَم يزلْ يسألُ ويدعو حتَّى صارتْ جَلدةً واحدةً، فامتلأَ قبرُهُ عليهِ نارًا، فلمَّا ارتفعَ وأفاقَ قال : على ما جلدتُمُوني ؟ قال : إنَّكَ صَّليتَ صلاةً بغيرِ طهورٍ، ومررتَ على مظلومٍ فلَم تنصرْهُ" !