تعتمد هذه الدراسة، أساساً، على الأرشيفات الإسرائيلية لعرض ما تعرّض له دروز فلسطين من سياسات ومخططات صهيونية وإسرائيلية منذ ثلاثينيات القرن العشرين حتى أيامنا هذه. وتتتبع كيفية نجاح المؤسسة الإسرائيلية السياسية في فرض التجنيد الإجباري على أبناء الطائفة الدرزية الفلسطينية، وحركات مقاومة هذا التجنيد التي ما زالت فاعلة في المجتمع الدرزي الفلسطيني حتى اليوم. وتحلّل هذه الدراسة تأثير انتقال الطائفة الدرزية الفلسطينية، من العمل في الزراعة إلى العمل في سلك الأمن الإسرائيلي، في سلوك المجنّدين من أبناء الطائفة الدرزية في الدولة الصهيونية، وفي بعض نخبها التي تستخدم خطاباً يشبه خطاب المرتزقة في مطالبتها الحصول على حقوق متساوية. وتتغاضى الدراسات الصهيونية المتعلقة بدروز فلسطين عن التيارات الفكرية والمواقف السياسية المتباينة لأبناء الطائفة الدرزية تجاه المؤسسة الصهيونية، وتحاول تصوير أبناء هذه الطائفة كأنهم جسم واحد يتماهى مع الحركة الصهيونية متناسين أن سميح القاسم، شاعر المقاومة الفلسطينية، هو واحد من أبناء هذه الطائفة، ومثله كثيرون يقفون سداً مانعاً لمنع سلب الهوية العربية الفلسطينية للطائفة الدرزية الفلسطينية.
البروفسور قيس ماضي فرو من مواليد عسفيا بالعام 1944.
أنهى البروفسور فرو دراسة الدكتوراه في فرنسا عام 1980، في موضوع: العلاقات الاقتصادية بين مدينة مرسيليا والشرق الأوسط من سنة 1861 حتى 1914.
ومن ثم عمل محاضرا وباحثا جامعيا في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا، حيث شغل رئيسا له لمدة ثلاث سنوات وترقى من درجة علمية إلى أخرى حتى حصوله على درجة أستاذ كرسي.
وشغل بروفسور فرو وظائف أكاديمية عديدة في الجامعة وخارجها واشترك في أكثر من ستين مؤتمر علمي داخل وخارج البلاد.
حصل على جوائز علمية عديدة، أهمها المنحة العلمية من جامعة أكسفورد لسنة 1995/1996. تركزت أبحاثه التاريخية حتى سنة 1992 في التاريخ الاقتصادي، لينتقل الى الدراسات الثقافية، الجماعات الأثنية ودراسة فلسفة التاريخ.
ونشر بروفسور فرو ستة كتب وعشرات المقالات الأكاديمية في اللغات الأجنبية، تناولت المجالات التالية: التاريخ الاقتصادي وظهور الفكر القومي وخطاباته وأثر ذلك على المشكلة الطائفية في لبنان وسورية.
كما أشرف على إدارة شعبة التاريخ الفلسطيني في مركز مدى الكرمل للدراسات التطبيقية.
نال كتابه المنشور سنة 1992 على جائزة "لاندو"، كأفضل كتاب نشر في تلك السنة. وفي سنة 2003، رشحت المجلة العلمية BJMES كتابه: "خلق لبنان" المنشور سنة 2003 لجائزة أفضل كتاب نشر في إنكلترا في مجال دراسة لشرق الأوسط، ليصل إلى القائمة النهائية لأفضل خمس كتب في هذا المجال.
وكتب بروفسور فرو أول كتبه له في اللغة العربية حول المعرفة التاريخية: مقاربات فلسفية، علمية وأدبية، تناول تطور معرفية ومنهجية الكتابة التاريخية المعاصرة.
وفي سنة ،2010 أدرج أسمه في كتاب، نشر في كمبردج، يعرض السير الذاتية المختصرة لألفين من أبرز مثقفي القرن الواحد والعشرين.
موضوع الكتاب مهم للغاية وهو عرض وتحليل لما جرى على الطائفة الدرزية داخل فلسطين باعتبارها الاستثناء في الاستجابة لمخطط الاحتلال سواء الفرنسي في سوريا او البريطاني في المنطقة والإسرائيلي بعد ذلك.
العنوان جذاب ومعبر عن الموضوع الفصول والسرد متخمة بالاقتباسات والأسماء لحد يستعصى عن الإجمال، مفيد للباحثين لاستخراج كتابات أكثر تأطيرًا وتعبير للقارئ العام.
المقدمة التي كتبها ابنه مؤثرة أن قيس توفي قبيل أن يرى نسخة الكتاب المنشورة
القراءة مفيدة في استطلاع تاريخ الاحتلال من زاوية الطائفة وفهم كيف يجعلك الاحتلال معتمدًا عليه ثم يأكلك
كثرة التفاصيل والإصرار على ذكر التناقضات ذهبت به قليلًا للدفاع الطائفي بطريقة أن ما آل إليه الأمر نتيجة تمكن ونفوذ الآليات الإسرائيلية في تغييب لقرارات واختيارات ناس الطائفة الذين نراهم الآن في غزة.
مجمل ما حدث لدروز فلسطين يمكن صياغته دراميًا بشخصية اختارت الأمان في القوة والسلاح وصدقت الشيطان فخسرت كل شيء وظلت كريهة وصدروها للموت في النزال العسكري وعاملوهم كعرب في الحقوق وكإسرائيليين صهاينة في المسئوليات. قصة ندم أصلية.
كتاب دروز في زمن الغفلة ـ من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية" ـ هو عنوان الكتاب الأخير للمرحوم بروفيسور قيس فرّو الذي غادرنا قبل صدور كتابه.
كتاب يُقرأ من عنوانه ـ وهو ليس كتابة في التاريخ فحسب بل هو في مضمونه، وأكثر في دلالاته ودروسه ومُدركاته، اشتغال بالحاضر. الديناميكا بين مركز القوة الإسرائيلي وبين الدروز في حينه دلّت على الديناميكا في هذه الأيام. الظواهر السياسية والأفعال والمسلكيات السياسية للدروز مقابل المركز الإسرائيلي وللدولة مقابل الدروز تشبه حدّ التطابق ما يحصل اليوم.
ولما البعض بيتكلم عن بعض الأقليات بحقائق التاريخ الناس بتزعل ويقولوا طائفية :) الكتاب يحكي قصة الدروز مع الصهاينة من ثلاثينيات القرن العشرين إلى الآن. مادة الكتاب مأخوذة من الارشيف الصهيوني، يتتبع فيه المؤلف سياسات الاحتلال في التعامل مع الدروز لكي يتماهوا مع الكيان، ثم ركز على مسألة التجنيد الإجباري و سياسات الاحتلال لتنفيذه وموقف الدروز منه وتأثيره اللاحق على سلوكهم بعد انتقالهم من الزراعة إلى الأمن والعسكرية.
بعد مقتل قائد اللواء 401 في جيش الكيان الصهيوني العقيد الدرزي إحسان دقسة بالمعارك الدائرة بمنطقة جباليا في قطاع غزة كنت اوّد الاطلاع بشكل أوسع على العلاقة الاسرائيلية الدرزية -أخوة الدم-
و بعد بحث وجدت هذه الدراسة التي كتبها البرفيسور والمؤرخ الدرزي و الاستاذ في جامعة حيفا (قيس ماضي فرو) والتي نشرت في طبعتها الاولى عام ٢٠١٩ م
ورغم أن المؤلف يحاول أن يدافع ويبرر بما يستطيع لدرجة أن وليد جنبلاط يهدي هذا الكتاب لزائريه ولكن الشمس واضحة لذي عينين
اضاءة لافتة على تحولات الطائفة الدرزية في فلسطين، وتتبع اسباب انصهارها او صهرها في مكونات مؤسسة الاحتلال، ويمكن القول انها وقفة امام ما جرى، وتسليط الضوء على حركة المقاومة الدرزية للانصهار