المأساةُ الكُبرى في الحروبِ هي أنَّ القادةَ هم الذين يُسعِّرونَ نارَهَا، بينما يَدفعُ الشَّبابُ الثمنَ من دمِهم في ساحاتِ القِتال. هكذا كانت الحربُ العالميةُ الأولى؛ حيثُ اندفعَ العالَمُ إلى أَتونِ الصراعِ العَبثيِّ بسببِ الطُّموحاتِ التوسُّعيةِ المجنونةِ لقَيصرِ ألمانيا «غيليوم الثاني»، الذي طالما ردَّدتْ جَوْقَتُه على آذانِ الشَّعبِ الدَّعاوَى العُنصريةَ البغيضة، ومَلأتْ رأسَ الأغلبيةِ بأساطيرِ تَفوُّقِ العِرقِ الألماني، ووُجوبِ سيادتِه على سائرِ الأُممِ من خلالِ القَهرِ المُقدَّسِ المُسمَّى بالحرب. وما إن وقعَتْ حادثةُ مَقتلِ وليِّ عهدِ النمسا الحليفةِ حتى استَغلهَا «غيليوم» ليُعلنَ الحربَ الكُبرى التي ستَنتهي، كما تنبَّأ المؤلِّفُ في هذه المسرحيةِ التي كَتبَها قبل أن تضعَ هذه الحربُ أوزارَها، بهزيمةِ ألمانيا واستسلامِ قَيصرِهَا بعد أن أهلكَتْ حماقتُهُ ملايينَ البشر.
شبلي شميل هو طبيب لبناني، أكمل دراسة الطب في باريس واستقر في مصر حيث مارس مهنته، كان أول من أدخل الداروينيّه إلى العالم العربي له عدد من المؤلفات من بينها «فلسفة النشوء والارتقاء» وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه لم يقتصر على النظر التقريري البسيط من حيث نشوء الإحياء، بل أطلقت نظريته على الطبيعة كلها من حيث أصلها وتحولها، والكتاب صدر عام 1884. و«مجموعة مقالات» مما نشره في المقتطف والهلال، و«المعاطس» رسالة و«الحقيقة» و«المأساة الكبرى» رواية تشخيصية في الحرب الحاضرة تتحدث عن القادة الذين يسعرون نار الحروب، بينما يدفع الشباب الثمن من دمهم في ساحة القتال هكذا كانت الحرب العالمية الأولى أصدر هو وسلامه موسى صحيفة أسبوعية اسمها المستقبل سنة 1914 لكنها أغلقت بعد ستة عشر عددًا لقه قصائد نشر في المقتطف ومجلة الأديب وله مراسلات شعرية متبادلة مع مي زيادة